التربية اللغوية

اللغة العربية هي لغة الام , و اللغة القومية للمواطنين العرب في اسرائيل , التي تربطهم بهويتهم العربية الفلسطينية , وهي اللغة الرسمية الثانية في البلاد . وهذا ما اسهم في الحفاظ عليها حية نابضة في المشهد اللغوي الاجتماعي في اسرائيل 

تعتبر التربية اللغوية عملية  تفاعل وتواصل مستمرة بين المتعلم واللغة , وتهدف الى تطوير وتنمية الشخصية بجوانبها المختلفة: الفكرية , الاجتماعية , اللغوية

لا شك أن للتربية اللغوية أهمية كبيرة في حياة الانسان المعاصر , حتى أن بعضهم  اعتبرها ثروة أسوة بالثروات الطبيعية الاخرى , وقد زادت أهمية التربية اللغوية في عصر العولمة استجابة للتغيرات الجذرية المشاركة في مجالات الحياة المختلفة في العقود الاخيرة 

تعتبر اللغة العربية اهم مركب من مركبات هوية التلميذ  القومية والثقافية , ولها دور اساسي في حياته , اذ يعبر بواسطتها عن افكاره ومشاعره وميوله …. ويكتسب المعارف والمعلومات .

” يتعلم التلميذ لكي يقرأ , ومن ثم يقرأ لكي يتعلم “

التربية في اللغة

لقد شاع مفهوم التربية وتداول منذ زمن طويل، مما جعل المهتمين والدارسين يعتقدون أن تناول هذا المفهوم والإحاطة به علما هو سهل للغاية، لكن سرعان ما يتبدد هذا الظن ويدرك الباحث أن مفهوم التربية هو من شاكلة السهل الممتنع، لذا نجد معاجم اللغة وأدبيات التربية تفيض بتعاريف كثيرة ومتعددة، ترجع في الأصل إلى دلالات و معاني عدة في اللغة، ومنها:

• النماء والتعاهد والزيادة

  “َربّ الولد ــــ ربّا: وليه، وتعهده بما يغذيه وينميه ويؤدبه” وكذلك “ربا الشيء يربو ربوا ورباءً: زاد ونما” ، وقد جاء في القرآن: ﴿وَقُل رّبِ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبّيَانِي صَغِيرًا﴾ الإسراء: 24

• التنشئة

  “نَشأَ، يـَنَشأُ، نَشأً ونُشوءاً ونَشاءً: َربا و َشّب. و نشأت في بني فلان نَشأً و نشوءاً : َشبَبتُ فيهم.”

• الإصلاح

  “ربّ: إصلاح الشيء والقيام عليه”. و” رب الشيء إذا أصلحه” ، و”الإصلاح: نقيض الإفساد.. وأصلح الشيء بعد فساده: أقامه.”

• التعليم والتلقين

  جاء في لسان العرب “الرباني العالم المعلّم، الذي يغذوا الناس بصغار العلم قبل كبارها: هو من الربّ، بمعنى التربية، كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم، قبل كبارها “

• الرعاية

  “لك نعمة تَـُربـَّها، أي تحفظها وتراعيها وتربيها، كما يربي الرجل ولده”

• الأدب

  “الذي يتأدب به الأديب من الناس، سمي أدبا لأنه يأدب الناس إلى المحامد وينهاهم عن المقابح “

• التهذيب

  “كالتنقية، هّذب الشيء يهذبه هذبا وهذبه نقاه وأخلصه وقيل أصلحه”

من خلال هذه السندات اللغوية يتضح لنا أن مفهوم التربية فضاء يدور في فلكه مجموعة من المعاني، هي التنمية والتعهد والتنشئة والإصلاح والتعليم والرعاية والنصيحة والتأديب و التكفيل، التي تطال الناشئ داخل المجتمع

جاء في موسوعة لالاند الفلسفية أن التربية هي

“مسار يقوم على تطور وظيفة أو عدة وظائف، تطورا تدريجيا بالدربة، وعلى تجويدها وإتقانها.”

“الرب في الأصل التربية وهو إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام“: .ويقول الراغب الأصفهاني

إذن فالتربية هي تلك العملية الإنسانية (ذاتية أو غيرية) التي تسهر على تنشئة الفرد تدريجيا في جميع مناحيه وجوانبه كالجانب الجسدي والفكري الروحي، والاجتماعي والمهني، فالتربية هي نماء وتعهد وتنشئة وإصلاح وتعليم ورعاية وتطهر وتهذيب وتأديب.

ويقصد بمصطلح التربية بشكل عام ما يغير صفات الإنسان أو ما ينتج عن هذا التحول مقصودا كان أم غير مقصود، ويتخذ هذا المصطلح خصوصياته حسب المجالات ( العلوم، الفنون، الدين) وحسب المستويات (تقسيم التعليم إلى ابتدائي، ثانوي، جامعي) وحسب النماذج (تكوين أساسي أو مستمر، متخصص أو مراقب،) إن هذا العمل الذي يمارس على الآخر من أجل تنمية شخصيته، يشكل قبل كل شيء وسيلة يستخدمها المجتمع لتجديد أوضاع وجوده الخاص

تعريف اللغة معجميًا

(لغا يلغو بكذا، أي: تكلم به)

(لغا يلغو لغوًا: بطل، وألغاه: أبطله).

لدينا هنا معنيان:

الأول: لغا بالأمر، أي: تكلم به

والثاني: لغا يلغو لغوًا: بطل، أي: أبطله وألغاه

تعريف اللغة

(أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم)

وهذا التعريف، يجب أن يشار إليه للأمانة العلمية، في دائرة المعارف البريطانية حيث تعرف اللغة بأنها: (نظام من الرموز الصوتية)

وفي دائرة المعارف الأمريكية: إن اللغة يمكن تحديدها بأنها نظام من المعلومات الصوتية الاصطلاحية

وعلى ضوء تعريف ابن جني، قامت دراسات اللغة على أنها أصوات منطوقة وليست حروفًا مكتوبة

واللغة في رأي بعض علماء الغرب؛ ومنهم دوسيسير هي (كل ما يمكن أن يدخل في نطاق النشاط اللغوي؛ من رمز صوتي، أو كتابي، أو إشارة؛ أي أن اللغة تعني الكيان العام الذي يضم النشاط اللغوي الإنساني في صورة ثقافية؛ منطوقة، أو مكتوبة، معاصرة أو متوارثة)

مجالات اللغة

تتيح المدرسة للتلاميذ فرصة لممارسة انشطة وخبرات متنوعه في مجالات التربية اللغوية الأربعة : ( الاستماع , القراءة , التكلم , الكتابة ) .     هذه المجالات لا تنفصل عن بعضها البعض في واقع  الاستخدام اللغوي , فمجالا الاستماع والكلام  يعتمدان الكلمة المنطوقة , ومجالا القراءة والكتابة يعتمدان الكلمة المكتوبة