المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّد المرسلين، سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وبعد
قال الله تعالى:
{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلْءَاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا}
لا يمكننا التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم دون ان نعرفه ونعرف صفاته، لذا في هذا الكتاب جمعنا بعضًا من الصفات الواردة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وتنقسم مواضيع الكتاب الى ثلاثة اقسام:
1- الصفات الخَلقية
2- الصفات الخُلقية
3- خصائصه
نسال الله القبول وان يجمعنا بنبيه صلى الله عليه وسلم على الحوض ونشرب من يديه الشريفتين.
الصفات الخَلقيّة
بعض صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقيّة:
ضخم الرّأس: أي عظيم الرأس، وهذا ممدوح عند العرب؛ لدلالته على عظمة صاحبه، واشارته إلى
كمال رياسته، وسيادته
متوسط القامة: لا بالقصير ولا بالطويل
أزهر اللون: ابيض البشرة مشرب بحمرة
طيب الرائحة وليّن الكفّ: كان -عليه الصلاة والسلام- ليّن الكف، طيّب الرائحة، حيث رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أزهرَ اللونِ، كأنَّ عرقَه اللؤلؤُ، إذا مشى تكفَّأَ، ولا مسستُ ديباجةً ولا حريرةً ألينَ من كفِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ)
ضليعَ الفمِ: أي: عَظيمَه أو واسِعَه، وكانتِ العَربُ تَمدَحُ بذلكَ وتَذُمُّ صِغَرَ الفمِ
فخمًا بادنًا مفخمًا: كان جسمه جسمًا قويّا

الصفات الخُلقيّة
بعض صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخُلقيّة:
العدل: لقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه قيمة العدل مبيِّنًا لهم عظيم أجره يوم القيامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ الْمُقْسِطِينَ فِي الدُّنْيَا عَلَى مَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ بِمَا أَقْسَطُوا فِي الدُّنْيَا” هكذا غرس رسول الله صلى الله عليه وسلم صفة العدل في قلوب أصحابه، ثم كان المثل الأعلى في تنفيذ تلك الأوامر، فكان خُلُقُ العدل غريزة فُطر عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ حداثة سنِّه؛ فقد شهد حلف الفضول الذي عقده نفر من قريش لنصرة المظلوم في دار عبد الله بن جُدْعان، وذلك قبل بَعثته، وكذلك لمَّا اختلفت قريش على رفع الحجر الأسود عند بناء الكعبة رضيتْ به حكمًا عادلاً؛ مع أن قبيلته قبيلة بني هاشم طرف في القضية، إلاَّ أنهم من فرط ثقتهم في عدله قبلوا به حكمًا

الرحمة: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرحم الناس، فقد قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، وممّا يدل على أنّ الرحمة متأصّلة في قلب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ردّه عندما قيل له أُدع على المشركين، حيث قال: (إني لم أُبعَثْ لعَّانًا، وإنما بُعِثتُ رحمةً)، وقال الله -تعالى- مخاطباً رسوله عليه الصلاة والسلام: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)، وقد حث -عليه الصلاة والسلام- أمته على التحلي بخلق الرحمة، حيث قال: (الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ، ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ)، وكان إذا سمع بكاء الصبي وهو في صلاة الجماعة فيسرع في الصلاة رحمةً بأمّه، وكان يحمل ابنة بنته وهو يصلّي إذا قام حملها وإذا سجد وضعها

التواضع: ضرب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أروع الأمثلة بتواضعه، فقد كان -عليه الصلاة والسلام- سيد المتواضعين، حيث كان يجيب دعوة المسلمين فقيرهم وغنيهم، عبدهم وحرهم، ويقبل هديتهم، ويعيد مرضاهم، ويجلس على الأرض والحصير والبساط، وكان -عليه الصلاة والسلام- يقول: (لا تُطْروني، كما أطْرَتِ النصارى ابنَ مريمَ، فإنما أنا عبدُه، فقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه). وكان تواضع رسول الله -عليه السلام- حجّة على كل متكبّر، فكان يخفض جناحه للصغير والكبير، وللقريب والبعيد، ويلين جنبه لمن يخالطهم، وكان تواضعه سبباً في خدمة أهله والرّفق به، وقد سُئلت أم المؤمنين عائشة -رضى الله عنها- عن فعل النبي في بيته، فقالت: (كان بشرًا من البشرِ: يَفْلِي ثوبَه، و يحلبُ شاتَه، ويخدم نفسَه)، وكان أبرز ما يظهر من تواضعه مع الضعفاء من الناس وأصحاب الحاجات، فكان إذا مرّ على الصبية الصغار سلّم عليهم، ولاطفهم بكلمة طيبة ولمسة
خصائص النبيّ صلّى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ مِنَ الأنْبِيَاءِ قَبْلِي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، وأَيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لي الغَنَائِمُ، وكانَ النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وبُعِثْتُ إلى النَّاسِ كَافَّةً، وأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ.”
شرح لخصلتين من الحديث:
وجُعِلتِ الأرضُ له مسجدًا وطَهورًا: وهذا مِمَّا خُصَّتْ به هذه الأُمَّةُ؛ فمتى أدركَتِ الرَّجُلَ الصَّلاةُ فإنَّه يُصلِّي في المكانِ الَّذي تُدرِكُه فيه، وإنْ لم يَجِدِ الماءَ فإنَّه يَتيمَّمُ بالتُّرابِ الطاهِرِ وما في حُكْمِه ثمَّ يُصلِّي، فالصَّلاةُ لا تختصُّ بالمساجِدِ المُعَدَّةِ لذلك فقط كما كان على الأُمَمِ السابِقةِ، بل يُصلِّي المسلِمونَ حيثُ أدرَكَتْهمُ الصَّلاةُ مِن الأرضِ، وهذا لا يُنافي أنَّ الصَّلاةَ مَنْهيٌّ عنها في مَواضعَ مخصوصةٍ مِن الأرضِ لِمَعنًى يختصُّ بها، كما نُهيَ عن الصَّلاةِ في أعطانِ الإبِلِ، وفي المَقبرةِ، والحمَّامِ.وفي ذِكرِه أنَّ «التيمُّمَ» مِن خَصائصِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما يُشعِرُ بأنَّ الطَّهارةَ بالماءِ ليست ممَّا اختصَّ به عن الأنبياءِ، وإنَّما اختصَّ بالتَّيمُّمِ تيسيرًا وتخفيفًا عندَ انعِدامِ الماءِ، أو عدَمِ القُدرةِ على استِخدامِه.
وكانَ النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وبُعِثْتُ إلى النَّاسِ كَافَّةً: وكانتْ بَعثتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِلنَّاسِ كافَّةً، فهو خاتمُ الأنبياءِ؛ ولذلك جُعِلَتْ رسالتُه عامَّةً لِتَصِلَ إلى الخَلْقِ كلِّهم، وكان النبيُّ قبْلَه يُبعَثُ إلى قَومِه فقطْ، وعندَ مسلمٍ مِن حديثِ أبي هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه مرفوعًا: «وأُرسِلْتُ إلى الخَلْقِ كافَّةً، وخُتِم بيَ النَّبيُّونَ».
لتشاهد الشرح كاملا انقر هنا
Published: Apr 5, 2021
Latest Revision: Apr 5, 2021
Ourboox Unique Identifier: OB-1098392
Copyright © 2021