اللُّؤلؤ المكنون في وصف شخص نبيّنا الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الصّلاة والسّلام على سيّد الخلقِ والمرسلينَ.

 يقول الله تعالى:

وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ.

 بقول كعب بن زهير:

 وأنَّ النّبيّ لنورٌ يستضاءُ بِهِ    مهند من سيوفِ الله مسلول.

يقدّم هذا الكتاب لكلِّ من يصبو لمعرفة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بصفاته الخَلقية، والخُلقيّة، خطبه النّبويّة، وسننه المتروكة.

يهدف هذا الكتاب:

1.  أن نعرّف/ ننوّر النّاسَ بأخلاق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

2. أن نذكّر النّاسَ ببعض السُّنن النّبويّة المهجورة أو المتروكة.

نبدأ على بركة الله، وتوفيقه، وكرمه.

الفرقُ بين الصّفات الخلقيّة، والصّفات الخُلقيّة

الصّفات الخَلقيّة: كلّ صفةٍ اتّصفَ بها شكلُ/ خَلقة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وتعرّف على أنّها الصّفات الجسديّة للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

أهمّيّة معرفتها: إذا عرفنا صفاته الخَلقيّة، نستطيع أن نراه في المنام على هيئته البشريّة، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

 “مَنْ رآني في المنامِ فكأنَّما رآني في اليقظةِ مَنْ رآنِي فقدْ رأى الحقَّ فإنَّ الشيطانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي”

الصّفات الخُلقيّة: كلّ صفةٍ اتّصفَ بها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خُلقًا، وتعرّف على أنّها الصّفات الأخلاقيّة للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

من النّكت (الفائدة):

 أنَّ الله عزّ وجلَّ زكّاهُ في عقله فقال تعالى:

“ما ضل صاحبكم وما غوى”

وأنَّ الله عزّ وجلّ زكّاه في بصره فقال تعالى:

“ما زاغ البصر و ما طغى”

الصّفات الخَلقيّة

من صفاتِهِ الخَلقيّة صلّى الله عليه وسلّم:

1. مربوع: أي متوسط الطول، لا بالطويل ولا بالقصير.

2. ضخم الرّأس: أي كبير الرأس، وهذا ممدوح عند العرب؛ لدلالته على عظمة صاحبه، وإشارته إلى كمال سيادته.

3. مفاض الجبين: أي واسع الجبين.

4. شبح الذّراعين: أي طويل الذراعين وقال البعض عريضهما.

5. شثْن الكفّين والقدمين: أي غليظان وقصيران

6. ضخم الكَراديس: أي عظيم الأعضاء، وهو جمع الكُردوس، وهو كل عظمين التقيا في مفصل مثل المنكبين، والركبتين، والوركين.

7.  ضخم القدمين.

مقطع عن صفاته الخَلقيّة صلّى الله عليه وسلّم:

 الصّفات الخُلقيّة

تقول أمّنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “كان خُلُقُه القرآنَ”

 ومن صفاته الخُلقيّة:

1. الكرم: عن أنس بن مالك، قال: “ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلَّا أعطاه، قال: فجاءه رجلٌ فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا، فإنَّ محمَّدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة”.

2. الحياء: كان النبي ﷺ أشدّ حياء من العذراء في خدرها. العذراء: اي البكر، خدرها: اي سترها، وكان الخدر يجعل للبكر في جنب البيت.

3. مِزاحه: قال بعض الصحابة: يا رسول الله، إنّك لتداعبنا، قال: “إني لا أقول إلّا حقًا”. الفروسيّة: فزِعَ أهلُ المدينةِ ذاتَ ليلةٍ فانطلق أُناسٌ قِبَلَ الصَّوتِ فتلقَّاهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ راجعًا وقد سبقهم إلى الصَّوتِ وهو على فرسٍ لأبي طلحةَ عُرْيٍ في عُنقهِ السَّيفُ وهو يقول لم تُراعُوا لم تُراعُوا.

4. الشّجاعة: سئل البراء بن عازب أَكُنْتُمْ فَرَرْتُمْ يا أبَا عُمَارَةَ يَومَ حُنَيْنٍ؟ قالَ: لا واللَّهِ، ما ولَّى رَسولُ اللَّهِ ﷺ ولَكِنَّهُ خَرَجَ شُبَّانُ أصْحَابِهِ، وأَخِفَّاؤُهُمْ حُسَّرًا ليسَ بسِلَاحٍ، فأتَوْا قَوْمًا رُمَاةً، جَمْعَ هَوَازِنَ، وبَنِي نَصْرٍ، ما يَكَادُ يَسْقُطُ لهمْ سَهْمٌ، فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا ما يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ، فأقْبَلُوا هُنَالِكَ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو علَى بَغْلَتِهِ البَيْضَاءِ، وابنُ عَمِّهِ أبو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ يَقُودُ به، فَنَزَلَ واسْتَنْصَرَ، ثُمَّ قالَ: أنَا النبيُّ لا كَذِبْ، أنَا ابنُ عبدِ المُطَّلِبْ، ثُمَّ صَفَّ أصْحَابَهُ.

صّفات الخُلقيّة

 ومن صفاته الخُلقيّة أيّضًا:

5. ثّقة: المسلم يثق بالله عز وجل، ويقدّر نفسه، على سبيل المثال: اخبر رسول الله ﷺ خبر الاسراء والمعراج ثقةً بربه.

6. المشاركة: كان رسول الله ﷺ يأكل مع الناس ويجاهد مع الناس ويجوع مع الناس، فكان شأنه في الحياة شأن الناس.

7.الصّبر: قد تحمل رسول الله ﷺ الاذى من الاقربين وتحمل الجوع في سبيل هذه الدعوة وقد قال ﷺ لعمّه ابي طالب: “يا عمَّاهُ ، واللهِ لَو وَضعوا الشَّمسَ في يميني والقمرَ في شمالِي علَى أن أتركَ هذا الأمرَ حتَّى يُظهرَه اللهُ أو أهلِكَ فيه ما تركتُهُ” (الحديث ضعيف السند ولكن المعنى صحيح).

مقطع عن صفاته الخُلقيّة:

اللّهمّ ارحم الأنصار والمهاجرة (عمل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم):

من خُطب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

خُطبة الإعلان:

الخطبة الأولى: بداية الدّعوة.

لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ} ورَهْطَكَ منهمُ المُخْلَصِينَ، خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى صَعِدَ الصَّفَا فَهَتَفَ: يا صَبَاحَاهْ فَقالوا: مَن هذا؟ فَاجْتَمَعُوا إلَيْهِ، فَقالَ: أرَأَيْتُمْ إنْ أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ مِن سَفْحِ هذا الجَبَلِ، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا، قالَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ قالَ أبو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ، ما جَمَعْتَنَا إلَّا لِهذا؟ ثُمَّ قَامَ، فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وتَبَّ} وقدْ تَبَّ، هَكَذَا قَرَأَهَا الأعْمَشُ يَومَئذٍ.

خطبة الصّفا كاملة، الشّيخ نبيل العوضي:

الخُطب النّبويّة الشّريفة

خُطبة الوداع:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوداعِ هذا يومٌ حرامٌ وبلَدٌ حَرامٌ فدماؤكم وأموالُكم وأعراضُكم عليكم حرامٌ مثلُ هذا اليومِ وهذا البلدِ إلى يومِ تلقونَهُ وحتَّى دَفعةٌ دَفَعها مسلِمٌ مسلِمًا يريدُ بها سوءًا وسأخبرُكم مَنِ المسلمُ من سلمَ النَّاسُ من لسانِهِ ويدِهِ والمؤمنُ من أمِنهُ النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم والمهاجرُ من هجرَ الخطايا والذُّنوبِ والمجاهدُ من جاهدَ نفسَهُ في طاعةِ اللَّهِ تعالى

خُطبة الوداع، الشّيخ محمّد العريفي:

السًّنن المهجورة

هناك سنن واردة عن النبيّ ﷺ ولكن جهلها الناس لقلّة تداولها، منها:

1-صلاة ركعتين عند الصّلح: قال رسول الله ﷺ ” يُكَفِّرُ كلَّ لحاءٍ ركعتانِ” (اللّحاء: أيّ المنازعة والخصام والجدال)

2-قراءة سورة العصر عند الافتراق: عن أبي مَدِينةَ الدارميِّ وكانَتْ له صحبةٌ قال كان الرَّجلانِ من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم إذا التَقَيا لم يفتَرِقا حتَّى يقرَأَ أحدُهما على الآخرِ {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 1 – 2].

3-الصّلاة إلى سترة: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : إذا صلَّى أحدُكم فليصلِّ إلى سُترةٍ وليدنُ منها.

4-لعق الأصابع بعد الأكل: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَأْكُلُ بثَلَاثِ أَصَابِعَ، وَيَلْعَقُ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يَمْسَحَهَا.

5-أن ينفض الفراشَ قبل النُّومِ: قال رسول الله ﷺ “إِذا أَوَى أحدُكم إلى فِراشِهِ فليَنْفُض فِراشَهُ بِداخِلَةِ إزارِهِ”.

6-شرب الماء جالسًا: نَهَى (رسول الله ﷺ) عنِ الشُّربِ قائمًا.

7-الصّلاة في الحذاء: قال رسول الله ﷺ: “خالِفوا اليَهودَ فإنَّهم لا يصلُّونَ في نعالِهم ولا في خِفافِهم”.

من السّنن المهجورة أيضًا:

الخاتمة:

 اجعل هذا العمل صدقة جارية لكَ، وانشره يقول النّبيّ صلىّ الله عليه وسلّم:

“إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ : صدقةٍ جاريةٍ , أو علمٍ يُنتفَعُ به , أو ولدٌ صالحٌ يدعو له”.

صفات الرسول الخَلقية والخُلقية بحثنا بها نحن طلاب الثامن من الأهلية بارشاد معلمينا أحمد وإسماعيل جزاهم خيرًا ربُ البريّة من خلال بحثنا جنَيْنا معلومات غنيّة غنيّة بصفات النبي هادي البشريّة، فتعرفنا على صفات نبينا الخَلقية التي تحول المنام لرؤية حقيقيّة أما الصدق والأمانة وحب الخير من صفاته الخُلقيّة فجعلنا الله من أتباع سنة نبينا صاحب القيم الأخلاقيّة وجعلنا نسير وإياكم على خُطاه الهديّة.

 تمَّ العمل بحمد الله عزّ وجلّ.

وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.