البيئة الحياتية
الفصل الأول
التنوع في البيئات الحياتية
نُسمّي مجموع المخلوقات الحيّة والأشياء غير الحَيّة في مكان ما، والّتي يتفاعل بعضها مع بعض، ويَعْتَمِد بعضها على بعض، بيئة حياتيّة
انواع البيئات الحياتية:
الماء المالح
الماء العذب
الارض
الماء المالح
72% من سطح الكرة الأرضية تغمره مياه البحر ويعيش في هذا الماء المالح أعداد هائلة من أنواع الحيوانات البحرية

الماء العذب
تعيش أنواع أخرى من الحيوانات البحرية في المياه العذبة في الانهار والبحيرات والبرك والمستنقعات والقنوات

الارض
أما الحيوانات الأرضية فبعضها يعيش على السطح والبعض الآخر يحفر تحت السطح أو داخل جذوع الأشجار أو يمضي شطراً كبيراً من وقته طائراً

الحيوانات المتطفلة
أما النوع الأخير من البيئات فهي تلك الحيوانات التي يتطفل عليها غيرها ويستمد غذاءه منها

بيئة حياتية اصطناعية
هناك بيئات حياتيّة مِنْ صُنْعِ الإنسان، كالدَّفيئات مثلًا، حَيْث يَتَحَكَّم المُزارِع بِنَوْع الكائِنات الحيّة الّتي يُرَبّيها داخِل الدَّفيئة، ويتَحَكَّم بالظروف السائدة فيها كالحَرارَة والرُّطوبَة، وغير ذلك

تُحَدِّد الموارد الطبيعيّة في البيئة عدد الكائِنات الحيّة الّتي يمكن للبيئة استيعابه، خُصوصًا إذا كانت هذه الكائِنات تَسْتَغِلّ نفس الموارد الطبيعيّة إنّنا نُسمّي ذلك بـ “السِّعَة الحَياتيَّة للبيئة”وهذا التوازن البيئي قَدْ يَخْتَلّ إذا حدث جَفاف مثلًا، أو إذا اختفى لسبب ما مصدر غذائيّ
وتَتَكَوَّن البيئة الحيويَّة مِنَ “العوامِل الحَيَويَّة” وهي مجموع الكائِنات الحيّة في هذه البيئة. وضِمْن ذلك النباتات أيضًا، والبكتيريا، بَلْ والإنسان أيضًا، ثُمّ “العَوامِل اللاحَيويَّة” وهي الأشياء الجماد، غير الحيّة في البيئة، مِنْ مثل التُّرْبَة، والصخر، والماء، والضوء، والمناخ، وهو حالة الطقس السائِدة هناك لِفَتْرة طَويلَة

التَّوازُنُ البيئِيُّ
يقوم نَوْع مِنَ التوازن البيئيّ يشمل مُرَكِّباتِ البيئَةِ جميعًا إنّ أيَّ تغيير في الجَماعات الحَيويَّة،مثلًا اختفاء الضفادع في بيئة حياتيّة،أو حتّى أحد أفراد هذِه الجماعة،سوف يُؤثِّر على المُجْتَمَع الحيويّ عامّة،بَلْ على البيئة نفسها هناك الْكثير مِنَ الأحداث الّتي يُمْكِن أنْ تُؤَثِّر على التوازن البيئيّ

الغِلافُ الحَيَوِيُّ
النُّظَم الحياتِيَّة المُتَشابهة مَناخِيًّا فيطلق عليها “أقاليم حَيويَّة”، وهذِه تكون أكبر وأوْسَع عادَة، مثل إقليم الغابات الإسْتِوائِيَّة، وإقليم الصحاري وَجَميع الأقاليم الحيويّة على سطح الأرْض تُسَمّى الغلاف الحيويّ إنّ الكُرة الأرْضِيَّة بما فيها مِنْ كائِنات حيّة، ومِنْ تَضاريس، ومِنْ ظُروف مناخِيَّة، تشكل في الحقيقة بيئة طَبيعِيَّة كبيرة هي هذا الغِلاف الحَيَوِيّ

تأثير الكائنات الحيّة على البيئة
والحقيقة أنَّ هُناك تأثيرًا مُتبادَلًا بَيْن البيئة الحَياتِيَّة، وبَيْن كائِناتها الحَيَّة. ليس فقط البيئة تُؤَثِّر على الكائِنات الحَيَّة، بل الكائِنات الحَيَّة تُؤَثِّر على البيئة وُجود النَّبات مَثلًا في مَكان يَمْنَع التَّصَحُّر، أيْ تَحَوُّل التُّرْبَة إلى الصحراء.فالنَّبات يُثَبِّتُ التُّرْبَة في مكانها، ويمنعانْجِرافها في أوْقات المَطَر والسُّيول. وَوُجود النَّبات يُؤثِّر على تَلْطيف الجَوّ، وتَحْسين التُّرْبَة، وزِيادَة الأمْطار

تأثير ظروف البيئة على عدد الأحياء وتنوّعها في البيئة الحياتِيَّةِ
ظروف البيئة الرئيسيّة هي: الحرارة، الرطوبة، كمّيّة الرواسب، الرياح، الغيوم، التربة والصخور، الضوء ولكلّ واحد مِنْ هذه الظروف البيئيّة تأثيره على الكائنات الحيّة الّتي تعيش فيها، وعلى تنوّعها فتكثر الكائنات الحيّة حيث تكثر المياه، ويكون الطقس معتدلًا، والتربة ملائمة لنموّ النباتات.
وتستقبل الكائنات الحيّة المنبّهات مِنَ الظروف البيئيّة كالحرّ والضوء عن طريق حواسّها. وقد طوّرت معظم الكائنات الحيّة أعضاء للحواسّ، تُساعد في الابتعاد عن الخطر، والاقتراب مِنْ مصدر الغذاء،والبحث عن الظلّ في الحرّ، وعن الدفء في البرد القارص
تأثير الضوء على البيئة الحياتِيَّةِ
والضوء مِنَ المُكَوِّنات الأساسيّة غير الحيّة في البيئة، مثله مثل التُّرْبَة والصُّخور والرِّياح والمَطَر، فَبِدونه لا يُمْكِن للنَّبات أنْ يُكَوِّنَ الغذاء، الّذي يعيش عليه الجميع، حتّى لو استطاعت بعض الكائنات العيش في الظلام الدامِس
الموطن
إنَّ مَوْطِن الأسد هو الغابة، ومَوْطِن الجَمَل هو الصحراء، فالمَوْطِن هو المكان الّذي يعيش فيه الكائِن الحيّ ضمن البيئة الحياتيّة، والّذي فيه يستطيع أنْ يحصل على ما يَحْتاجه مِنْ ماء وغِذاء وباقي ضرورات الحياة
ولِبَعْض الكائنات الحيّة مَواطِن صغيرة، مثل قمل الخَشَب الّذي يعيش تحت جذع شَجَرَة مُتَعَفِّن. أمّا
مَوْطِن النَّحْل فبَيْت النَّحْل الّذي يعيش فيه، بالإضافة إلى الأماكن الّتي يَرْتادها بحثًا عَنْ رَحيق الزُّهور.ولا يَتَنافَس طائِران يَعيشان في المَوْطِن نفسه ويَأكُلان الغذاء نفسه، إذا كان أحدهما يَنْشَط في الليل والآخر يَنْشَط في النهار. كذلك لا يَتَنافَس طائِران يعيشان في الموطن نفسه، إذا كانا يَتَغَذَّيّان على نَوْعَيْن مختلفين مِنَ الطعام حتّى لو نَشَطا كِلاهما في اللَّيْل أو في النَّهار.
الأنظمة البيئية
أهمّيّة تنوّع الكائنات الحيّة
لِتَنَوُّع الحياة على الأرض أهمّيّة كبيرة للإنسان وللكائنات الحيّة نفسها والّتي تعتمد في بقائِها وتَطَوُّرها على وجود أنواع أخرى مِنَ الكائنات خُذوا مثلًا النبات الّذي يطلق غاز الأوكسجين أثناء عمليّة التمثيل الكلوروفيليّ فيحافظ على نسبة الأوكسجين في الهواء ويجعل الهواء نقيًّا صالحًا لتنفّس الكائنات الحيّة الأخرى وعلى رأسها الإنسان وليس النبات هو الطرف الخاسر في هذه العمليّة فهو في أمسّ الحاجة لثاني أُكسيد الكربون الّذي تطلقه الحيوانات عند تنفّسها وتعتمد الكائنات الحيّة في غذائِها على بعضها البعض، وحين تَفْنى فإنَّ أجسادَها تُكَوِّن موادّ عُضْوِيَّة تُفنى التربة، لتساهم في حياة نباتات جديدة، تَكون سَبَبًا في حياةِ كائنات أخرى

أهمية التنوع في البيئة الحياتية
علاقَة التقايُض
علاقَة التقايُض ( التَّعاون = تَبادُل المصالح = التَّكافُل)، كما بين الفَراش والزُّهور، إذْ تأخُذ الفَراشة الرَّحيق مِنَ الزُّهور، وبالمقابِل تنقل مِنْها وإليها حُبوب اللَّقاح مِنْ زُهور أخرى.ويَحمي النمل شجر الأكاسيا مِنَ الحَشرات الضارّة، بَيْنَما تُوَفِّر الشجرة للنَّمْل المأوى والغذاء

عَلاقَةُ التَّعايُشِ
وهُناك عَلاقة طَريفة بين الكائنات هي علاقة “التعايش”. وفي هذه العلاقة يستفيد طرف دون أنْ يُؤذي الطرف الثاني، وعندها نُسمّي
هذه العلاقة علاقة “تعايش”، كما يحدث عندما تَلْتَصِق أسماك ”الريمورا” بسمك القرش، وتتغذّى على ما يَفْلَت مِنْ طعامه، دون أنْ يستفيد القرش مِنْ هذِه العلاقة، ودون أنْ يتأذّى مِنْها.
و”النَّبات المُتَسَلِّق” هو نَبات ضَعيف لا يَقوى على النموّ بِشَكل رأسيّ بمفرده، لذلك تَراه يَتَسَلَّق فوق جسم يُجاوِره، كشجرة أو حائط، وقد يفعل ذلك لِيَرْتَفِع ويصل إلى ضوء الشمس

دون أن يؤذي الشجرة الّتي يتسلّق فوقها، وإن كان يمنع ضوء الشمس عن بعض النباتات الّتي يتسلّقها.
في حالات أخرى تَسْعى بعض النباتات كالمَدّادة مثلًا في التَّمَدُّد أفقيًّا، فوق سطح الأرض، وتَسْتَعين بِنَباتات أخرى أو أسلاك
عَلاقَةُ التَّطَفُّلِ
وهناك علاقات يستفيد مِنْها طرف على حِساب الطَّرَف الآخر، وهي “التَّطَفُّل”. مِنْ ذلك الْبَقّ الّذي يعيش على جُلود الحيوانات كالكِلاب، فَيَتَّخِذ مِنْها مَسْكَنًا، ويَمْتَصّ دَمَها لِيَتَغَذّى عليه.
وتَسْتَوْطِن الدودة الشريطِيَّة أمْعاء بعض الناس، وتجد هناك الغذاء الّذي تتناوله جاهِزًا مِنَ الأمْعاء. ولكنّ هذِه العلاقة الّتي يستفيد مِنْها الطرف المُتَطَفِّل، ولا يستطيع العيش بدونها، هي علاقة مُؤْذِيَة للطرف الآخر (الحاضِن).
التكافل بين النعامة وحمار الوحش
علاقة الحيوانات مع بعضها
الكود INGHE
نلعب الصعود إلى القمة
حَيَوانات عاشِبَة مُقابِل حَيَواناتٍ لاحِمَةٍيبدأ إنتاج الغذاء في الكائِنات الحَيَّة في مَمْلَكَة النَّبات. تُنْتِج النباتات غذاءها مِنَ الماء، وثاني أُكسيد الكربون، بمساعدة الطاقة الشَّمْسِيَّة الّتي تَسْتَمِدّها مِنَ الشمس مباشرة.يأخذ النبات كفايته مِنَ الغذاء الّذي ينتجه، والباقي يخزِّنه في الثمار والجذور والأوْراق والبذور، ليصبح غذاء للحيوانات، كالماعز، والخُيول، والأبْقار، وغيرها. |
|
![]()
الشَّبَكَةُ الغِذائِيَّةُ
غالبًا ما تَتَداخَل السلاسل الغذائِيَّة ببعضها، بسبب التَّنَوُّع في غذاء الحيوانات، وعندها تُسمّى بالشبكة الغذائِيَّة. مثلًا الشبكة الغذائِيَّة في الاسفل مُكَوَّنَة مِنْ تَداخُل أكثر مِنْ سلسلةغذائِيَّة. مَثلًا (عشب – فأر – أفعى – نسر) او (عشب – أرنب – نسر)
ماذا يحدث للكائِنات الحيّة بعد موتها؟
بعد أن تُنْهي المُفْتَرِسات طَعامها، يأتي دَوْر الحيوانات الّتي تَتَغَذّى على القُمامَة، الحيوانات الكانِسَة، كالضِّباع والصُّقور وغيرها،
ثمّ يأتي دور الحشرات والديدان، الّتي تقوم بتقطيع ما تبقّى مِنَ اللّحم إلى قِطَع أصغر، ثُمّ تقوم كائِنات دَقيقة كالبَكتيريا والفِطْرِيّات بِتَحْليل ما تَبَقّى إلى موادّ بسيطة تُضاف إلى التُّرْبة، كَموادّ عُضْوِيَّة، تُغْني التُّربة، ممّا يزيد مِنْ خصوبتها
تُسَمّى هذِه الكائنات بالـ “مُحَلِّلات”، لأنَّها تُحَلِّل أجسام الكائِنات الحيّة، مِنْ حيوانات نافِقَة، ونباتات، وحَتّى فَضلات هذِه الكائِنات قبل موتها. وهذه المحلِّلات توجد في التربة، وفي الماء، وفي الهواء
كيف نُصَنِّف هذه المُحَلِّلات؟
إنَّها لا تُنْتِج الطعام كالنباتات، ولِذلِك لا نُصَنِّفها ضمن المُنْتِجات، كذلك لا نُصَنِّفها ضمن المُسْتَهْلِكات، لأنَّها لا تَتَغَذّى على طعام جاهِز، بل هي تقوم أوّلًا بتحليل هذا الطعام إلى عَناصِر أبْسَط. وعليه نُصَنِّفها كمجموعة لوحدها، ليصبح لدينا: مُنْتِجات، مُستهْلِكات، مُحَلِّلات.
وأصبحت غير مَرْئِيَّة أيضا لضحاياها مِنَ الحشرات الأصغر مِنْها الّتي تَتَغَذّى هي عليها. إنَّنا نُسمّي هذه التأقلم “تَكَيُّفًا”. والتَّكَيُّف نَوْعان: تَركيبِيّ يَخُصّ مبنى جسم الكائن الحيّ وما يَعْتَريه مِنْ تغيّرات تلائم البيئة، وسُلوكيّ يَخُصّ سلوك الحيوان، يَتَكَيَّف فيه مع بيئته.

التَّكَيُّف التَّرْكيبِيّ
التَّكَيُّفات التَّرْكيبِيَّة تَخُصّ تراكيب الجسم الداخِليَّة والخارِجِيَّة للكائِن الحَيّ، والّتي تجعل جسمه مُلائِمًا للبيئة الّتي يعيش فيها، كَلَوْن الفَرْو، وطول الأطراف، والفُكوك القَوِيَّة وحِدَّة البَصَر، والقوائِم السريعة الّتي تُساعِد صاحبها على الركض السريع للهرب، أو لِمُلاحَقَة الفَريسة، والمَناقير في الطيور، والمَعِدَة المُؤَلَّفَة مِنْ أكثر مِنْ حُجْرَة لدى الحيوانات المُجْتَرَّة، وغير ذلك.

أمْثِلَة على التَّكَيُّف التَّرْكيبِيّ
لكلّ كائن حَيّ في بيئتِه تَكَيُّف تَركيبِيّ أو أكثر يُساعده في العَيْش داخل هذِه البيئة. فَنَبات الصَّبّار مثلًا، وهو في الأصل نَبات صَحْراوِيّ، طبَقَة شَمْعِيَّة سَميكة تحفظ الماء داخِله وتَحْميه مِنَ التَّبَخُّر. وللسَّلاحِف، وهي حَيوانات .ضَعيفة وبَطيئة غِطاء صَلْب يَحْميها مِنَ الحَيوانات المُفْتَرِسَة
وللحيوانات الّتي تَعيش في الماء أجسام انْسِيابِيَّة تُساعدها على السِّباحة، ولِبَعْضها القُدْرَة على حَبْس أنْفاسه فترة طويلة كالحوت، وبعضها يستطيع أنْ يَتَنَفَّس الأوكسجين بآلِيَّة تختلف عَنْ آلِيَّة التَّنَفُّس عند الحيوانات الّتي تعيش على اليابسة، باستعمال الخَياشيم

التَّكَيُّف في المَناطِق الصَّحْراوِيَّة
التَّكَيُّف مع نَقْص الماء، ومع درجات الحرارة الباهِظة، هما الأمران اللّذان يَشْغَلان بال كائِنات الصحراء مِنْ نبات وحيوان. تحصل حيوانات الصحراء على الماء مِنَ الغِذاء الّذي تتناوله، مِنَ النباتات إذا كانت حيوانات نباتِيَّة، ومِنْ دم الحيوانات الّتي تفترسها، إذا كانت لاحِمَة. وهي تملك طُرُقًا لمنع الماء مِنْ مُغادرة أجسامها، فالسَّحالي والفِئْران مثلًا،

تعيش داخل أنْفاق وحُفَر رَطْبة تُجَنِّبُها حرارة الشمس اللّاهبة، وهي لا تخرج مِنْ مَلاجِئَها إلّا في الليل لِتَناوُل الطعام.بعض حيوانات الصَّحْراء تملك أجسامًا مُصَمَّمَة لِتَوْفير الماء، فالعَقارِب والعَناكب الذئْبِيَّة تملك جُلودًا قاسية تمنع تَسَرُّب الماء مِنْها إلى الخارج، حتّى كِلى هذِهِ الحيوانات مُصَمَّمَة بحيث تَمْنَع خَسارَة الكثير مِنَ الماء أثناء التَّبَوُّل، كالجمل

تَكَيُّف الدُّبّ القُطْبِيّ
في هذا المكان القاسي، يتكيَّف الدبّ القطبيّ، بجلده السميك مِنَ الفَرْو، وبأذنين صغيرتين مَرْصوصَتَيْن وذنب قصير. أمّا لونه الأبيض فيُلائم المناطِق البيضاء المُغَطّاة بالثلوج، حيث يُمَوِّه كُلًّا مِنْ أعدائِه وفرائِسِه (كالفقمة) على حَدّ سَواء.
وهو يَتَبَنّى سلوكًا يساعده على التأقلم في ظروف القُطْب القاسية، فهو في الصيف يأكل الكثير، وأكثر مِنْ حاجته، لكي يختزن الدهن تحت جلده، فيستطيع أنْ يتغذّى عليها في موسم الصقيع، حيث يقلّ الصيد

مناقير الطيور
• يكون مِنْقار الطُّيور الّتي تَتَغَذّى على الحُبوب كالعَصافير والحَمام
والبَبّغاء سَميكًا ومَخْروطِيّ الشكل، ويَسْتَدِقّ بِشكل مُفاجِئ. وهذا النَّوْع مِنَ
المَناقير يُساعد في الْتِقاط البُذور، وفي تَقْشيرها، وكذلك استخراج البُذور
مِنَ المَخاريط النَّباتِيَّة.

• الطُّيور الّتي تَتَغَذّى على اللحوم، كالصُّقور يكون طرف مِنْقارها حادًّا
ومُدَبَّبًا على شكل الخُطّاف، لِيُساعدها في تَمْزيق اللُّحوم إلى قِطَع صَغيرَة
مُلائِمَة للبَلْع.
• الطُّيور الّتي تَتَغَذّى على السمك، مِثْل طائِر مالِك الحَزين، تَمْتاز بِمِنْقار
طَويل، ومُدَبَّب الطَّرَف، كطَرَف الحَرْبَة لِتَقوم باصطياد الأسماك مِنَ الماء.
أمّا في البَجَع، والّذي يَتَغَذّى أيضًا على السمك، نَجِد أنَّ تجويف المِنقار
يَمْتَدّ مِنْ أسفل لِيُكَوِّن جِرابًا يُخَزِّنُ فيه السمك الّذي يصطاده، ويَتَّسِع هذا
الجِراب لِحوالي 5 كغم مِنَ السمك.
• الطُّيور الماصّة للرَّحيق: مِثْل طائِر الطَّنّان والّذي يَقوم بامْتِصاص
الرَّحيق مِنَ الأزهار الطويلة العُنْق، حيث يَتَمَيَّز الطائِر بِوُجود مِنْقار أنْبوبِيّ
طَويل جِدًّا وحادّ يدفعه في داخِل قَلْب الزَّهْرَة لامْتِصاص الرَّحيق.
تسير الفيلة قُطْعانًا لحماية صغارها، وهذِه تمسك بِذُيول أمَّهاتِها لتبقى قريبة مِنَ القطيع مُحْتَمِيَة به.
وليست هِجْرَة الطيور في المواسم الباردة إلى مَناطق أكثر دفئًا إلّا تَكَيّفات سلوكيّة، تساعدها على البقاء.وقد تَقْطَع هذِه الطيور في رحلتها الموسِمِيَّة آلاف الكيلومترات لتصل إلى المكان ذاته، الّذي وصلت إليه في السنة الفائتة، ثمّ لِتعود أدراجها إلى مَوْطِنها الأصليّ، ومثلها تفعل بعض الأسماك.
السُّباتُ الشَّتَوِيُّ
والسُّبات الشتويّ لبعض الحيوانات كالسِّنْجاب والخفّاش والقنفذ هو تَكَيُّف سلوكيّ أيضًا، وبعضها ينام درجات مِئَوِيَّة، بشكل منتظم، مع تباطؤ دَقّات القلب، ممّا يُتيح عدم صَرْف الطاقة المَخْزونَة الأرض، أو في جذوع الأشجار الكبيرة، أو في حفر داخل الثلج.
وفي سُباته يكون الكائن الحيّ في حالة حياة مُتَباطِئَة، وفي هذا الوقت كلّه مِنَ السُّبات لا تأكل الحيوانات، ولكن تعتمد على كَمِّيّات الدهون الإحتياطِيَّة المُتراكِمَة الّتي خَزَنَتْها في فصلي الربيع والصيف. والسُّبات هو حالة مِنَ انْخِفاض درجة حرارة جسم الكائن لأكثر مِنْ عش واستهلاكها بسرع

التَّمْويهُ
وتسعى بعض الحيوانات إلى طرق للِانْدِماج في مُحيطِها، بحيث لا يستطيع أعداؤها تمييزها، وهذا ما يفعله الأُخطبوط الّذي يأخذ لون وشكل الصخرة الّتي يَخْتَبِئ وراءها، وكذلك الحِرْباءَة. ويكون لَوْن فَرْوَة الثعلب القُطْبِيّ بَيْضاء حين تُغَطّي الثلوج الأرض في فصل الشتاء، ولكنّها تَتَحَوَّل إلى البنيّ في فصل الصيف.

ويَتَطابَق شكل حشرة العصا مع شكل الغُصْن الّذي تَقِف عليه، بحيث لا نعود نُمَيِّزها عنه بسهولة.وتمتلك الكثير مِنَ الزواحِف والكائنات البَرْمائِيَّة والأسماك خلايا ألوان مُتَواجِدَة بَيْن خلايا جلدها.

ومِنْ مَظاهر التَّمْويه أنْ تَتَنَكَّر بعض الحيوانات لتأخذ شكل حيوانات أخرى قويّة تخشاها الحيوانات الأخرى.وتستلقي سمكة الفريالة في قاع البحر، وكأنّها حجر. فإذا اقتربت مِنْها إحدى فَرائِسها، غَرَزَت فيها أشواكها السامّة
.ويستطيع النمر أنْ يَتَخَفّى بفضل لون جلده القريب مِنْ لَوْن المُحيط الّذي يعيش فيه، بحيث يُباغِت فرائسه.

ويُمْكِن للبومة الّتي تُشْبِه ألوان ريشها ألوان جُذوع الأشجار، أنْ تَقِف فَوْق جذع شجرة وهي مُتَخَفِّيَة
تَكَيُّفُ النَّباتِ
للنبات أيضًا تَكَيُّفات تَركيبِيَّة وسلوكِيَّة، تجعله قادِرًا على مُلاءمة نفسه للبيئة الحياتيّة الّتي يعيش فيها، وتُعطيه بَعْض الامْتِيازات عَن غيره مِنَ الكائِنات الحيّة. وهذِه أمثلة عليها

• تطرح النباتات أوراقها في فصل الشتاء لِتَقي نفسها مِنَ البَرْد الشديد، ولِتُحافظ على مخزونها مِنَ الماء والغذاء
.• يَنْمو الشَّوْك فَوْق سيقان بعض النباتات، وذلك لمنع الحيوانات مِنْ أكلها، ومنع الناس مِنْ قطفها، كما في الورد الجوريّ مثلًا.

• تستعمل النباتات طُرُقًا كثيرة لِنَثْر بذورها، إحداها أنَّها تُزَوِّد بذورها بأهداب تجعلها تطير مَعَ الهَواء لِمَسافات بعيدة، مثل نَبات “قثاء الحمار”.

أوراق بعض النباتات والأشجار إبْرِيَّة لمنع تَسَرُّب الماء مِنْها بالتَّبَخُّر.
• جذور بعض النباتات والأشجار تَمْتَد في الأرض لمَسافات بعيدة بَحْثًا عن الماء.

• نبات السَّحْلَبِيّات (الأوركيد) تَجْذِب الحَشَرات، لأنَّ أزهارها
تُشْبِه أنثى هذِه الحَشَرات، فتَنْجَذِب إلَيْها ذُكورها.
تعمل مَحَطّات تَوْليد الكهرباء، على بَثّ كمِّيّات كبيرة مِنْ ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، مِمّا يؤدّي إلى تلويث الجوّ، وزيادة الاحتباس الحراريّ، الّذي يُؤدّي إلى اشتعال الحرائق، وقتل أعداد مِنَ الحيوانات، وحُدوث خَلل في السلاسل الغذائِيّة، وتغييرات في المناخ.
ومِنْ أضرار الِاحتباس الحراريّ الفيضانات في مناطق معيّنة،
مقابل التََّصَحُّر في مناطق أخرى، وانصهار الجليد في القطبين، وغير ذلك مِنَ الكوارث الطبيعيّة. ويُمارِس الإنسان صَيْد الحيوانات بما في ذلك الأسماك والحيوانات البَرِّيَّة ولكنّ الصيد الجائِر، بوجود وَسائل قتل وتَسْميم فعّالة، أدّى إلى نتائج كارِثِيَّة على الكائِنات الحيّة.
التوازُنُ البيئِيّ
في البيئة الحياتِيَّة الظاهرة في الشكل ،1تأكل الأرانب العشب، فيعود العشب وينمو مِنْ جديد، ويأكل الذئب حاجته مِنَ الأرانب، فتعود الأرانب وتَتَكاثر مِنْ جديد، وهكذا يحصل كلّ كائن حيّ على حاجاته الضروريّة (الغزال، السنجاب، والغنمات). مثل هذه البيئة هي بيئة مُتَوازِنَة. ولكن ماذا يحدث لو أنَّنا قطعنا شجرة في هذه البيئة، وبَنَيْنا مَصْنَعًا قريبًا مِنَ المكان؟ كما في الشكل 2.

لقد اخْتَفى السنجاب والعصفور، بعد قطع الشجرة الّتي كانت تَأويهما، واختلف شكل المياه بعد أنْ أصبحت مُلَوَّثَة بفعل ما يَبُثُّه المصنع القريب مِنْ دخّان ونُفايات، وربّما ماتت الأسماك، وقَلّ عدد الأرانب.لقد اخْتَلَّ تَوازُن البيئَة الحَياتِيَّة عمّا كان في الشكل 1.
تأثير الإنسان على الهواء
ولا يَسْلَمُ الهواء أيْضًا مِنْ تأثير الإنْسان السَّلْبِيّ، بسبب ما يَضُخُّه مِنْ مُلَوِّثات ناجمة عَنْ عَمَلِ المصانع ودُخّان السيّارات، وحَرق الوقود في مَحَطّات توليد الطاقة الكَهْرُبائِيَّة.وتُؤدّي هذِه المُلَوِّثات في الهواء الّذي نَتَنَفَّسه إلى مَشاكِل صِحِّيَّة، كجفاف في القَصَبَة الهَوائِيَّة، وجَفاف في العُيون، ومَشاكل في التنفّس،وحتّى الموت.

المَحْمِيّات الطبيعِيَّة
حِماية الطبيعة بِحَيواناتِها ونَباتاتِها، تَسْتَدْعي التَّدَخُّل المباشر للسُّلُطات في مَنْع صيد الحيوانات المُهَدَّدَةِ بالانْقِراض، أو مَنْع الصيد بَتاتًا في مَواسِم تَزاوُج الحيوانات، وسَنّ القوانين بهذا الخصوص، ومُعاقَبَة المُخالِفين. |
ويشمل هذا المَنْع بعض أنواع النباتات أيضًا، والمُهَدَّدَة بالانقراض هي أيضًا. ومِنْ أجْل ذلِك تَقوم الكَثير مِنَ الدُّوَل بإنْشاء مَحْمِيّات طبيعِيَّة مَحروسة جيدا |
Published: Apr 19, 2021
Latest Revision: Jun 7, 2021
Ourboox Unique Identifier: OB-1111832
Copyright © 2021







