القصة القصيرة الحديثة
قصة الجوع

للكاتب الأديب
نجيب محفوظ
مقطع صوتي للقصة
نبذة عن حياة الكاتب نجيب محفوظ:
كان مولده في مدينة القاهرة؛ وذلك في الحادي عشر من شهر كانون الأول عام 1911م، وهو ابن موظّف حكوميّ، وقد نشأ في حّي الجماليّة بالقاهرة، وبعد ذلك انتقل للعيش في عدد من أحياء القاهرة القديمة، ومنها: العباسية، والحسين، والغوريه، وكان لهذه الأماكن الأثر الكبير في أعماله الأدبية وفي حياته أيضًا، ويُذكر أنَّه التحق بالجامعة المصريّة، وتمكّن من الحصول على شهادة في الفلسفة عام 1934م، ويشار إلى كونه روائيّ وكاتب مصريّ، وأول كاتب عربيّ حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1988م.
توفي نجيب محفوظ في مدينة القاهرة؛ وذلك في الثلاثين من شهر آب عام 2006م، ويُذكر أنَّه رحل عن الدنيا بعد معاناة من مشاكل صحيّة، وبعد أنْ ترك وراءه العديد من الأعمال والمؤلفات الثمينة في الأدب العربيّ.

القصّة القصيرة الحديثة:
القصّة لغةً:
القِصَّةُ : التي تُكتَب.و القِصَّةُ الجملةُ من الكلام.و القِصَّةُ الحديثُ.و القِصَّةُ الأمرُ.و القِصَّةُ الخبرُ.
و القِصَّةُ الشأنُ.و القِصَّةُ حكاية مكتوبة طويَلةٌ تُستمَدُّ من الخيال أَو الواقع أو منهما معاً، وتبنى على قواعد معيَّنة من الفن الأدبي. والجمع : قِصَصٌ.
القصّة القصيرة اصطلاحًا:
تعتمد على موقف واحد، أو حادثة واحدة أو بضع حوادث قليلة تكون موضوعًا قائمًا بذاته في زمن واحد.
والقصة القصيرة الحدث فيها متكامل له بداية ووسط ونهاية بحيث تتحد هذه الأجزاء جميعًا في وحدة عضوية واحدة. ولا شكّ أنّ مثل هذا التحديد في القصة القصيرة يؤثر إلى حدٍّ ما في اختيار الموضوع وطريقة السّرد وبناء الحادثة والصّياغة اللفظية، ولذلك لابدّ للقاصّ من التّركيز في قصّته.
ولقد ظهرت في أوروبا بتأثير النزعة الواقعية التي باتت تهتمّ بالأمور العاديّة في الحياة كي تستنبط منها الحقاىق والدّلالات التي تحضّ المجتمع، وبتأثير الصّحافة التي تتطلّب نشر وحدة فنية قصيرة في العدد الواحد لاجتذاب القرّاء.
المصدر:كتاب فنّ الكتابة والتعبير ص35.







الدافع وراء كتابة قصة الجوع:
بدأ نجيب محفوظ كتابة القصة القصيرة عام 1936 بشكل رسمي ولكنه كان قد نشر أول قصة قصيرة له بالمجلة الجديدة الأسبوعية الصادرة يوم 3/8/1934 بعنوان (ثمن الضعف)
أن نجيب محفوظ نبع من صميم الشعب وأهتم بهمومه، كتب عن هذه الفئة من الشعب (الفئة الفقيرة) لأنه ينتمي إليها، ولأنها تمثل الغالبية العظمى من الشعب العربي المصري، ولاشك أن هموم شعبه حركته إلى الكتابة الجادة، رغم الاستقرار الذي كان سائدا في بيته مع أبيه وأمه، الا انه كان يعي الظروف القاسية التي كانت سائدة في المجتمع المصري آنذاك، وهموم شعبه.
فانطلق في كتابته للقصة القصيرة ، باختياره لمجموعة من الشخوص المغمورين البائسين كي تكون حياتهم وما يعانون منه موضوع قصصه، يقابلهم في الجانب الاخر مجموعة من الشخوص المترفين المنغمسين في لهوهم وسعادتهم موضحا لنا التفاوت الطبقي في المجتمع المصري من خلال الصراع بين الجانبين. قصة قصيرة لــ نجيب محفوظ : تحليل قصة الجوع (doaamd94.blogspot.com)
تحليل قصة الجوع:
أولا: الحدث:
ففي هذه القصة ظهرت العدالة الاجتماعية حيث يبتكر لقاء بين مأساة عامل جائع مقطوع اليد مظلوم فقير في ظل الرأسمالية الظالمة المستغلة ، قطعت يده اثناء العمل في المصنع وبين ابن ظالمه الشاب السكير المقامر،
و في النهاية يتساءل الشاب “ترى كم من الأسر التي يشقى بها أمثال إبراهيم حنفي يمكن أن تسعدهم النقود التي أخسرها كل ليلة في النادي “.
ثانيًا: الشخصيات:
شخصيات رئيسية:
العامل (إبراهيم حنفي )
ابن صاحب المصنع (الوجيه )
شخصيات ثانوية:
زوجة العامل
الوجيه: كان له دوره في إبراز الفكرة من القصة إلى جانب العامل،
وللمقارنة بين النظام القديم والنظام الجديد.
وقدم الكاتب المرأة في هذه القصة بشكل سلبى (خيانة الزوجة لزوجها من أجل لقمة العيش )
ثالثًا: الزمان والمكان:
لعل الأحداث التي أحاطت بمصر في تلك الفترة لها أثرها على الناس، حيث تميزت تلك الفترة بسيطرة طغيان الحاكم في ذلك الوقت في مصر، وكان ذلك سببا في تمرد وسخط بطل القصة على الأوضاع الفاسدة، محاولا التحرر من القيود المكبلة لحريته وحرية فئة الشعب الفقير.
فالزمن هنا أثر على الشخصية ودفعها إلى القيام بأعمال تعبر عن همها وأحاسيسها مثل إقدام العامل على الإنتحار للتخلص من همومه.
وتم حل ذلك في مكان ساعد الشخصية (الوجيه) على رؤية المتناقضات والتعرف على الناس..
رابعًا: البناء:
هو الجانب المنطقي الذهني منها، و الغموض من مستلزماتها فنيا، إذ يكشف لنا تدريجيا بما يلقيه الكاتب من شعاع النور الكاشف هنا وهناك.
البناء القصصي بمثابة تجسيد لخطوط الصراع ضمن إيقاع يختلط فيه الفعل الماضي بالمضارع أثناء حدث الكاتب عن الشخصية بلغة تقريرية لا تخلو في بعض الأحيان من الرمزية…
خامسًا: الحبكة:
اعتمدت الحبكة في هذه القصة على الفكرة الشاملة التي تنتظم فيها المواقف والشخصيات معا.
وهذه المواقف جميعها تنم عن فكرة واحدة مترابطة، الفكرة االمجتمع، الكاتب أن ينقلها إلى القارئ ناقدا من خلالها الوضع الفاسد في المجتمع، مبينا ماتعاني منه الشخصية الممثلة لأبناء الشعب من الفقر والحرمان.
موضحا الصراع القائم في نفس الشخصية ضد الظروف السائدة في المجتمع، وكانت نتيجة هذا الصراع تمرد أبطال القصة على هذه الأوضاع.
إن قدرة الكاتب على نقل فكرته إلى القاحل،كسب بناءه الفني تماسكا، وأبعد عن الخلل الذي كادت الحبكة المفككة أن تفقده هذا التماسك، كما أن ذلك لم يفسد جوها الواقعي.
فالمواقف كلها في هذه القصة تنتهي إلى حل، وتدور حول محور واحد هو:
المطالبة بالحرية والعدل الاجتماعي للتحرر من الفقر.
ولقد نجح الكاتب في تتبع الأحاسيس الفائرة داخل الجسد المليء بالحرمان والجوع والرغبة الشديدة للتواصل مع الحياة.
سادسًا: السرد:
والسرد في هذه القصة مباشر متتابع، فينتقل الكاتب من موقف الى اخر لإبراز قضية معينة أو فكرة خاصة ذات رؤية سياسية او اجتماعية تدور في ذهنه، يخدم من خلالها قضايا المجتمع من خلال نجاحه في نقلها الى القارئ، فيجعل القارئ يتوغل في نفسية الشخصية من خلال سلوكها وعن طريق التساؤلات والتناقضات التي تنتاب الشخصية.
ففي هذه القصة أبرز قضية الفقر، وتوصل إلى حل هذه القضية عن طريق فكر اقتصادي جديد.
فالوجيه المقامر هو من جيل له مبادئ وأفكار تختلف عن مبادئ وأفكار والده، باستبدال نظام اقتصادي قديم فاسد، بنظام اقتصادي جديد ينادي بإعطاء العامل جزءاً من أرباح العمل وجعله يتمتع بجزء من إنتاجية المعمل للتحرر من الفقر، فلن يكون هناك تحرر الا بتغيير النظام نفسه.
سابعًا: والحوار:
أن عمل الحوار الحقيقي في القصة، هو رفع الحجب عن عواطف الشخصية وأحاسيسها المختلفة، وشعورها الداخلي تجاه الأحداث والشخوص.
ويعتبر الحوار قد صور الأسلوب عند محفوظ ومن الوسائل التي اعتمدها في رسم الشخوص وتطوير الأحداث.
ففي قصة (الجوع) استخدم الحوار لتطوير موضوع القصة والوصول بها إلى النهاية وفيه تستحضر الحلقات المفقودة في الحدث وبه يتم الكشف عن جوهر الشخوص:
“ـ ماذا كنت فاعلاً بنفسك؟
ـ هل كنت حقاً تروم الانتحار؟ لماذا؟.. دعني أشمّ فمك، هل أنت ثمل أم مجنون؟.. تكلم يا حيوان.
فقال الرجل بصوت مبحوح دلّ على الحقد والاستهانة:
ـ أنا جائع.
فنظر إليه كالمرتاب وقال:
ـ كذبت… إن الكلاب الضالة تجد قوتها… ولن أصدق أن إنساناً يموت جوعاً في هذا البلد… ولكن هل تدمن الحشيش أو المنزول؟
فقال بنفس اللهجة:
ـ لك عذرك .. فإنك لم تعرف الجوع .. هل ذقت الجوع؟
هل بتّ ليلة بعد ليلة تتلوى من عضّ أنيابه؟”
فالحوار في هذه القصة اتخذ طابع الإيحاء والرمز والتلميح، اصبح إشارة رمزية توحي بمشاعر معينة وتساؤلا ايحائيا ذكيا دون اجابه صريحه ومباشرة.
أما لغة الحوار
لغة جذابة فنية، فلم تكتب القصة بالعامية المبتذلة ولم تكتب بالفصحى المتقعرة الألفاظ، و إنما كتبت بلغة واضحة يفهمها كل قارئ لها.لغة تتشكل من خلالها المواقف والرؤى والمشاعر.
فجوات النّص:
الاستطراد:
في بداية القصة يبدأ الكاتب في ذكر حال (الوجيه) بعد خروجه من النادي، ويبدأ في وصف حاله ويتعمق في ذلك فيظنّ القارئ أن الكاتب يتكمل ويتحدّث أكثر عن هذه الشخصية وحالها، لكنه يفاجئ القارئ بسير الأحداث على نحو مغاير ومختلف.
” إلا أنه حين بلغ ثلثها الأخير لاحت منه التفاتة إلى الجانب الأيسر منها فرأى رجلا رث الهيئة في جلباب قذر ينحني متقوسا على سور القنطرة ملقيا برأسه إلى النهر فلم يلق إليه بالا…”
الاسترجاع:
ظهر الاسترجاع في القصة كثيرًا، حيث كان إبراهيم يجيب على أسئلة الوجيه ويستحضر الأسباب التي دفعت به لأنهاء حياته، وكلها أحداث ماضية سابقة، من ذلك:
“کنت يوما قادرا على الزواج والإنفاق. كنت عاملا بمصانع عبد القوی شاکر.
وأحدث الاسم في نفس الوجيه هزة عنيفة ؛ لأنه اسم والده، وكان يوشك أن يسأم ويضجر فاسترجع اهتمامه وسأل الرجل:
– هل حقا كنت عاملا مرتزقا؟! – نعم. وبلغت یومیتی ستة قروش. وكنت محترما ومحبوبا. وكفلت الحياة الزوجي وأمي وأطفالي الستة…”
” لقد هوت الآلة الجبارة على ذراعي وأنا منشغل عنها ما بين يدي فلم تبق منه إلا على ما ترى وأطاحت بالجزء النافع الذي أكسب به قوتی فجعلتني في ثانية شيئا تافها زائدا عن الحاجة…”
“ولاحقتني هذه الآلام فجعلت صدري جحيما وبغضت لی الدنيا وولدت في قلبي شعور المقت والحقد، وتضاعف إحساسی بعجزی وهوانی حتى قال صاحب ممن جمعنا الجوع في ميدان واحد:
-«مالك تكلف نفسك ما لا تطيق من الهم كأنك امرأة مترفة تأكل كل يوم رطل لحمة، سيتحجر قلبك ويصبح الجوع مستملحا فتجيب ابنك إذا شكا إليك الجوع كما أجيب ابني، بلطمة تنسيه الجوع.”
التضليل:
وهو أسلوب تأجيلي، لا يستند على حادثة بذاتها، تبنى عليه أحداث لاحقة مع متابعة القصة، مما يخلص عنصر المفاجأة بعد انكشاف دورها. وقد ظهر ذلك في القصة أيضًا حيث اتضّح لوجيه أن إبراهيم كان يعمل عند والده، وانكشف لإبراهيم أن اليد التي قد مُدت إليه لتنقذه هي يد ابن البك.
“ففطن الرجل إلى بواعث شکه وعبس وجهه امتعاضا وقال:
– کنت يوما قادرا على الزواج والإنفاق. كنت عاملا بمصانع عبد القوی شاکر.
وأحدث الاسم في نفس الوجيه هزة عنيفة ؛ لأنه اسم والده، وكان يوشك أن يسأم ويضجر فاسترجع اهتمامه وسأل الرجل:
– هل حقا كنت عاملا مرتزقا؟!”
“أجل عزمتك فلا يزال لديك متسع من الأمل وسأجد لك عملا كبواب أو خادم أو ما شاكل ذلك، تقدم وعد إلى رشدك، ولكن خبرني قبل أن أنسى ما اسمك؟ وجعل الرجل ينظر إليه بعينين ذاهلتين كأنه لا يصدق أذنيه، ولما سأله عن اسمه قال بصوت غريب:
– «إبراهيم حنفي» فدفعه الشاب مرة أخرى:
– افعل ما أمرتك به يا إبراهيم.. سلام عليك . وتحول عنه ومضي في طريقه متفكرا، يعجب كيف أنه أتي في الوقت المناسب ليعفي أباه من وزر ثقیل…”
الحذف:
يقرّب الكاتب القارئ إلى وجود الخيانة الزوجية في أحداث القصّة، لكنه لا يذكر ذلك بشكل صريح إنما بإيحاء وتلميح، وذلك عندما استرجع السبب الرئيسي وراء سيره في الطرقات هائمًا على وجهه، ومحاولته في أن ينهي حياته.
“وسألته وقد طالعت في وجهه أثر ما لاح في وجهي من التغيير: “وهل الرجل دعا أمك إلى الفرن أم أتي بنفسه إلى هنا؟”. فقال:
– “أرسلها مع غلامه” فلم أرتح إلى جوابه على الرغم من أنه لم يحقق شكوکي ودفعته ساخطا غاضبا، واستقر بصري على وجه زوجي وقد تملكني الحنق وتخايلت لعيني أشباح مخيفة. لقد امتلأت عيناها بالنوم بعد أن امتلأ بطنها، بعد أن ملأها الوغد الذي خطب ودها فيما مضى وراجعه هواه فسعی بحذق إلى استغلال ما تعاني من الشقاء والجوع.”
الإغراب:
“هل كنت حقا تروم الانتحار؟ لماذا؟
– دعني أشم فمك ، هل أنت ثمل أم مجنون؟
– تكلم يا حيوان. فقال الرجل بصوت مبحوح دل على الحقد والاستهانة:
– أنا جائع.
فنظر إليه كالمرتاب وقال:
– كذبت ، إن الكلاب الضالة تجد قوتها، ولن أصدق أن إنسانا يموت جوعا في هذا البلد، ولكن هل تدمن الحشيش أو المنزول؟”
“– أتعني حقا أن لك زوجا وأطفالا؟
ففطن الرجل إلى بواعث شکه وعبس وجهه امتعاضا وقال:
– کنت يوما قادرا على الزواج والإنفاق. كنت عاملا بمصانع عبد القوی شاکر.”
الترميز:
كما هو واضح من عنوان القصة ومن أحوال شخصياتها، فإن القصة تعالج مشكلة اجتماعية وظاهرة كثيرة الانتشار، وهي ظاهر الفقر والجوع، ويتضح من القصة أن كل شخصية من الشخصيات تمثّل فئة معينة من المجتمع: فوجيه يمثّل الشخصية التي لا تقدّر قيمة المال الذي بين يديه، ويعجب من أن أناسًا قد يميلون إلى الانتحار بسبب فقرهم وعجزهم.
أما إبراهيم فهو يمثل الطبقة الكادحة، التي تعاني وتقاسي من أجل لقمة العيش ولا يعرف أحدًا بوجودها ولا ينظر إليها أحد.
أما البك فهو يمثل الطبقة الغنية التي قد تعطف على حال العاجزين الفقراء لكن إلى حدٍّ ما.
وزوجة إبراهيم فهي تمثّل فئة من الذين يكونو على استعداد تام في التخلّي على كرامتهم أو أحبابهم أو ما لا يقدر بثمن من أجل رغيف خبز ساخن.
الوجيه:
“فنظر إليه كالمرتاب وقال:
– كذبت ، إن الكلاب الضالة تجد قوتها، ولن أصدق أن إنسانا يموت جوعا في هذا البلد، ولكن هل تدمن الحشيش أو المنزول؟”
إبراهيم:
“وأدركت أن حیاتی دمرت تدميرا، وأنی وأمي وزوجي وأطفالي الستة قد ألقي بنا إلى الفقر والجوع.”
البك:
“فوعدني أن يتصدق على بثلاثين قرشا كل شهر، وكان هذا أقصى ما ظفرت به منه.”
زوجة إبراهيم:
“-«أكلنا عيشا ساخنا»، فسألته: «من أتی به»؟ فقال : «عم سليمان الفران» فنفذ الاسم إلى صدرى المتهالك كالرصاصة.
وشددت قبضة يدي على ساعده وسألته وقد طالعت في وجهه أثر ما لاح في وجهي من التغيير : «وهل الرجل دعا أمك إلى الفرن أم أتي بنفسه إلى هنا؟»”.
Published: Aug 16, 2022
Latest Revision: Aug 16, 2022
Ourboox Unique Identifier: OB-1364031
Copyright © 2022