الحياه الاجتماعيه by toto - Illustrated by ترتيل ابورميله - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

الحياه الاجتماعيه

by

Artwork: ترتيل ابورميله

  • Joined Feb 2017
  • Published Books 1

الاسره والمجتمع

 تُعتبر الأسرة هي الركن الأساسي في تكوين أي مجتمعٍ، وتحكُم الروابِط الاجتماعية؛ فشخصيّة الفرد تتكوّن في الأساس منذ صغره، فإذا كانت تربيته سليمة والبيئة التي تربى فيها سليمة وخالية من المشاكِل فيخرج فرداً طبيعيّاً محباّ للحياة الاجتماعية، بينما البيئة التي تفتقر إلى التربية الإسلامية فإنّ أفرادها في الغالب يُعانون من مشاكِل في التواصُل مع الآخرين ويميلون إلى الاكتئاب والعزلة الاجتماعية. حثّ الإسلام على بناء العلاقات الطيِّبة من خلال إجراء الزيارات الوديّة التي تحمل كلَّ أنواعِ الحُب بعيداً عن المُجاملة والنّفاق، كما حثَّ على تقديم الهدايا؛ فهي تزيد من حب الناس لبعضِهم البَعض، وتربط فيما بينهم بعلاقاتٍ جيدة، ومن أبرز الصور التي شجّع الإسلام على القيام بها لتشجيع العلاقات الاجتماعية صلة الرحم، فقد وصفها أنها معلَّقة بالعرش، وتزيد من عمر الشَّخصِ وتوسِّع في رزقه، كما شجّع المسلمين على تهنئة بعضهم البعض في شهر رمضان المبارك وفي عيد الفطر وعيد الأضحى

هناك علاقة طرديّة بين نجاح واستقرار المشروع الأسري والمجتمع، تتمثل في كلما زاد الاستقرار الأسري يزيد ذلك من أمن المجتمع ويقلل مم المشاكل الناجمة عن التفكك الأسري والمتمتثلة في أن الأطفال الذين يعيشون في كنف عائلات يسودها العنف والتوتر وعدم الاستقرار الأسري يميلون إلى العنف الاجتماعي من منطلق أن العنف يولد عنفاً، ممّا ينتج عن ذلك جُملة من المشاكل الاجتماعية الخطيرة المتمثّلة في الاعتداء على الآخرين أو العدوانية، والإقبال على الممنوعات بما فيها المخدرات وغيرها. إن تكوين الأسر الجديدة الناجحة من شأنه أن يُنتج ويزيد من عدد الأفراد الصالحين القادرين على الانتاج والمساهمة في التغيير للأفضل في المجتمع، حيث ينعكس ذلك إيجاباً على نموه وتطوره وتحقيق تنميته المستدامة، كما أن الأسرة التي تعيل أبناءها بشكل سليم وتقدم لهم كافة حقوقهم في الحياة الكريمة ومستلزماتها، والحق في التعليم والترفيه واللعب وغيرها ينتج عنها أبناءاً لا يعانون من النقص والحرمان الذي يؤدّي إلى ظواهر خطيرة كعمالة الأطفال والتشرد والتسرب من المدارس وكذلك السرقات والجرائم في المستقبل.

2

النظريه الاجتماعيه التقليديه

نضجَ فكره خلال الثورة الفرنسية التي كانت بمثابة ثورة على النظام الاجتماعي والاقتصادي في أوروبا عامة وفي فرنسا خاصة، وثورة على النظام المعرفي التقليدي وعلى النظام السياسي الملكي. تأثر بالفكر الموسوعي، حيث اتخذَ عنده طابعاً تطبيقياً عملياً وليس نظرياً مثلما كان سائداً في المرحلة التجريدية. وطوَّر “سيمون” آليات تحليل جديدة تقوم على الترابط بين المعرفة والواقع الإنساني، وصارَ موضوع الدين أول اهتماماته، الذي عدَّه أداة مدنية لحكم المستنيرين لغير المستنيرين، ويلعب دوراً في التربية التي تُعدُّ العنصر الذي يساعد على توطيد المشاعر الديمقراطية وتحقيق القيم الأساسية. ومفهوما “السياسة” و”الديمقراطية” يساويان لديه الحرية التي تعني نبذ التميز العرقي والثقافي والسياسي. وعندما يلتقي المفهومان يحدث تغييراً في مفهوم الأمة. وإذا أعطينا هذين المفهومين مدلولاً وضعياً وتصوراً موضوعياً فإن أمة جديدة ستنبثق، أمة متحررة من التميز الديني والانغلاق ومن تبعات الإقطاعية، ويسميها “سيمون” بـ”الأمة العاملة”. أن تغير القاعدة المعرفية تسبب في تغير النتائج، فلو نظرنا إلى المفهومين في المراحل السابقة على الوضعية فلا يمكن الحديث عن “أمة عاملة” بالمعنى الـ”سيموني”، لأن السياسة كانت حكراً على طبقة معينة والمجتمع لم يكن حراً ولم يتمتع بأية عدالة. هكذا فالانتقال من المرحلة الإقطاعية اللاهوتية إلى المرحلة الصناعية العلمية هو انتقال من ساحة العلم النظري إلى ساحة العلم التطبيقي العملي، أما فالوضعية فتأبى الاعتراف بفواصل مابين النظري والعملي، إذ ثمة ترابط بين المعرفة والواقع الإنساني. ربطََ “سيمون” بين مفهوم المواطنة، الذي جلبه معه من أمريكا حيث كان يقاتل الجيش الإنجليزي، وبين العدالة الاجتماعية، بل أنه ينحاز إلى مفهوم المواطنة معلناً في كتابه “المسيحية الجديدة” تخليه عن لقبه “الكونت”، حيث اعتبره وضيعاً أمام مفهوم المواطنة. تبع هذا الإعلان تأييده للثورة الفرنسية، ثم نالَ لقب “المواطن الصالح” مرتين متتاليتين، مما يعني أنه بات رمزا للتحرر والمساواة والتجديد. ليست هذه النقلة في حياته نقلة سياسية فحسب، بل نقلة اجتماعية وفكرية ومعرفية، ونتيجة عمله الدؤوب من أجل تغيير مضمون الدين من الداخل وإكسابه مضموناً جديداً يقوم على مبدأ الحرية والمساواة. قدَّمَ “سيمون” الأديان بوصفها ظواهر اجتماعية وإنسانية من الممكن تحليلها تحليلاً علمياً كبقية الظواهر الأخرى، وبهذا تخلَّصَ من كل الثوابت المقدّسة التي بإمكانها أن تعيق تطور المجتمع نحو الحرية والمؤسسات المدنية. والوضعية الجديدة كما مارسها “سيمون” لا تهدف فقط إلى تغيير شروط إنتاج المعرفة فحسب، بل إلى تغيير النظام السياسي والمؤسساتي والاقتصادي، أي أن الوضعية تمثل نقلة جذرية في النظام السياسي والاجتماعي القائم، وإذا لم تحدث هذه النقلة فمن المستحيل أن نتحدث عن “أمة عاملة”. إذن ثمة تغييرات تجعل من المجتمع عنصراً إيجابياً، الذي يكمن في تحقيق العدالة في مضمونها السياسي والاجتماعي واستبعاد الدين من الحياة الاجتماعية. ثمة مبدأ يحكم تحقيق العدالة المنشودة، وهو ذو بعد شخصي وعلمي لدى “سيمون”، الذي يكمن في وجوب ردم الهوة الفاصلة بين النظري والتطبيقي للوصول إلى علاقة تكاملية بين المستويين، ودون ذلك سيظل هناك ازدواجية تحافظ على استمرارية الهوة الفاصلة، لذا لابد من إنجاز منظومة ابستمولوجية ومعرفية جديدة تقوم على التكامل بين البعدين، ولعلَّ أوضح مثال هو ما طبقه على نفسه عندما أعلنَ تخليه عن لقب “الكونت” وإعلائه شأن المواطنة (لم يعد بيننا أسياد…). تسعى هذه المقاربة الوضعية الباحثة عن العدالة السياسية والاجتماعية إلى هدم العناصر السياسية والمؤسساتية المكونة للنظام السياسي والاجتماعي القديم، والتي من بينها التمايزات الطبقية والاجتماعية في شكلها التقليدي. أرسى “سيمون” دعائم تعامل معرفي جديد مع الظاهرة الدينية بمختلف تنظيماتها ومؤسساتها، تعامل يقوم على اعتبار الظاهرة الدينية ظاهرة اجتماعية إنسانية من خلال إخراجها من دائرتها المقدّسة والنظر إليها باعتبارها ظاهرة إنسانية.

3

ضروره الحياه الاجتماعيه

 الاجتماع الإنساني ضروري، ويعبّر الحكماء عن هذا بقولهم الإنسان مدني بالطبع أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنيـة في اصطلاحهم و هو العمران ، و بيانه أن الله سبحانه خلق الإنسان و ركبه على صورة لا يصح حياتها و بقاؤها إلا بالغذاء و هداه إلى التماسه بفطرته ، و بما ركب فيه من القدرة على تحصيله ، إلا أن قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تحصيل حاجته من ذلك الغذاء غير موفية له بمادة حياته منه. و لو فرضنا منه أقبل ما يمكن فرضه و هو قوت يوم من الحنطة، فلا يحصل إلا بعلاج كثير من الطحن و العجن و الطبخ ، و كل واحد من هذه الأعمال الثلاثة يحتاج إلى مواعين و آلات لا تتم إلا بصناعات متعددة من حداد و نجار و هب أنه يأكله حبا من غير علاج فهو أيضا يحتاج في تحصيله حبـا إلى أعمال أخرى أكثر من هذه من الزراعة والحصاد و الدرس الذي يخرج الحب من غلاف السنبل ، و يحتاج كل واحد من هذه آلات متعددة و صنائع كثيرة أكثر من الأولى بكثير ، و يستحيل أن يفي بذلك كله أو ببعضه قدرة الواحد ، فلا بد من اجتماع القدر الكثيرة من أبناء جنسه ليحصل القوت له ولهم، فيحصل بالتعاون قدر الكفاية من الحاجة لأكثر منهم بأضعاف.

و كذلك يحتاج كل واحد منهم أيضا في الدفاع عن نفسه إلى الاستعانة بأبناء جنسه ، لأن الله سبحانه لما ركب الطباع في الحيوانات جعل حظوظ كثير من الحيوانات العجم أكمل من حظ الإنسان ، لكن جعل للإنسان عوضا من ذلك كله الفكر و اليد ؛ فاليد مهيئة للصنائع بخدمة الفكر

4
الحياه الاجتماعيه by toto - Illustrated by ترتيل ابورميله - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content