
أعطى الإسلام الصلاة منزلة كبيرة فهى أول ما أوجبه الله من العبادات ،كما أنها أول عبادة يحاسب عليها المسلم يوم القيامة وقد فرضت ليلة المعراج <قال أنس بن مالك فرضت الصلاة على النبي ليلة أسرى به خمسين صلاة، ثم نقصت حتى جعلت خمساً، ثم نودى يا محمد إنه لا يبدل القول لدي، وإن لك بهذه الخمس خمسين [1]، وقال عبد الله بن قرط منقولاً قال محمد
: أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله [2]، وعَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ قَالَ : قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا قَالَ : فَجَلَسْتُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ : إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي جَلِيسًا صَالِحًا فَحَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ: الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ.[3] وقد ذكرت الصلاة في القرآن في أكثر من موضع منها ما جاء في سورة المؤمنون
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ
وأيضاً في قول الجليل سبحانه في سورة الكوثر الآية رقم الثانية
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
وأيضاً قوله سبحانه وتعالي في سورة الأعلى
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى
وأيضاً قوله تعالي في سورة طه الآية 14
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي
[4]. عدد الصلاوت اليومية في الإسلام هي خمسة (05) : صلاة الصبح – صلاة الظهر – صلاة العصر – صلاة المغرب – صلاة العشاء (بكسر العين).

فوائد الخشوع في الصلاة إنّ للخشوع في الصلاة فوائداً تعود على المسلم، وعلى حياته بشكل عام، وهي على النّحو التالي: (2) إنّ الخشوع في الصّلاة يجعلها محبوبةً ويسيرةً على المصلي، حيث قال الله تعالى:” وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ* الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُون “، البقرة/45-466. إنّ الخشوع في الصّلاة يجعلها تنهى المسلم عن الفحشاء والمنكر، قال سبحانه وتعالى:” اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ “، العنكبوت/455. إنّ الخشوع الكامل في الصّلاة يجلب البكاء من خشية الله تعالى، وإذا حصل هذا العمل الصالح كان من أسباب دخول المسلم إلى الجنّة، ونجاته من النّار، وذلك لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” لاَ يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيةِ الله حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْعِ، وَلاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ في سَبيلِ اللهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ “، رواه الترمذي. إنّ الخشوع في الصّلاة يقرِّب المسلم من الله، ويستفيد منه اللذة في مناجاة الله سبحانه وتعالى، ويزداد به الإيمان، ويليِّن القلب، ويورث الزّهد في الدنيا والإقبال على الآخرة، ويبعث في القلب محبّة الخير، والرّغبة فيه، وبهذا تكون الصّلاة قد نهت صاحبها عن الفحشاء والمنكر. إنّ الخشوع في الصّلاة يزيل همَّ المسلم عن القلب، ويشرح الصّدر.
Published: May 6, 2017
Latest Revision: May 6, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-304053
Copyright © 2017