فضل شهر رمضان عند المسلمين
والصبر، فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها، ولهذا كان الصوم نصف الصبر، سَاردت عن النبي محمدالعديد من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل شهر رمضان وعن الثواب الذي يجنيه المسلم جراء تأدية هذا الركن من أركان الإسلام،فمن أفضال شهر رمضان المبارك ففيه تفتح أبواب الجنان و تغلق أبوابُ النيران [4]، وتُصفد مردة الشياطين أي كِبارها فيكونُ للمُسْلِمُ الفرصة الكبرى في تجنب المعاصي والتقرب من اللهتعالى بالعبادات و الطاعات التي تقربه من الجنة وتبعده عن النار[5], عن أبي هريرة، قال رسول الله
: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ . وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ» ابن ماجة. ورمضان هو شهر فرض فيه الله صيامه و هو شهر غفران الذنوب و كسب ثواب و رضى و التقرب من الله و إجابة الدعوات الله لقول الله تعالى
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُوجزاء الصبر الجنة، قال تعالى:
قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
[الآية 1]. و رمضان هو شهر نزول القرآن و ذلك في ليلةً تعتبر أعظم ليلة في السنة، وهي ليلة القدر و هي خير من ألف شهر و هي ليلة القدر فقال الله تعالى في سورة القدر :
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
[الآية 2], و في سورة الدخان : إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ
[الآية 3]. و رمضان شهر الجود و الكرم و الإحسان و شهر تلاوة القرآن و الإكثار من الصدقات و هو شهر بٍ
]
2
رمضان والقرآن
لمزيد من المعلومات، انظر آيات أحكام الصيام
قال الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ .
قوله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ وهو: الشهر التاسع من أشهر السنة القمرية. وسمي الشهر شهرا لشهرته، وأما رمضان فقد قال مجاهد: هو اسم من أسماء الله تعالى يقال شهر رمضان كما يقال شهر الله، والصحيح أنه اسم للشهر، سمي به من الرمضاء، وهي الحجارة المحماة، وهم كانوا يصومونه في الحر الشديد، فكانت ترمض فيه الحجارة في الحرارة.
قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ أي: نزل إلى السماء الدنيا، في شهر رمضان، وتحديدا في ليلة القدر منه، وهي التي سماها الله تعالى: ليلة مباركة، ثم نزل بعد ذلك في فترات نزول الوحي في ثلاث وعشرين سنة، خلال الأيام والشهور.
وروي عن مقسم عن ابن عباس: أنه سئل عن قوله عز وجل: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن” وقوله تعالى: “إنا أنزلناه في ليلة القدر” [10] وقوله تعالى: “إنا أنزلناه في ليلة مباركة” في[11] وقد نزل في سائر الشهور، وقال عز وجل : “وقرآنا فرقناه”. في[12] فقال: «أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان، إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجوما في ثلاث وعشرين سنة فذلك قوله تعالى “فلا أقسم بمواقع النجوم (سورة الواقعة آية: 75)».[13]
قال تعالى: هُدًى لِّلنَّاسِ: أي: هاديا من الضلال. قال تعالى: وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ: أي: دلالات واضحات من الحلال والحرام، والحدود والأحكام “والفرقان” أي الفارق بين الحق والباطل.
أنزل القرآن في شهر رمضان وبالتحديد في ليلة القدر من هذا الشهر، جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وكان ذلك في ليلة القدر، قال الله
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ
، قال ابن عباس: (أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة) [ النسائي والحاكم ]، وقال ابن جرير: (نزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان ثم أنزل إلى محمد على ما أراد الله إنزاله إليه)
3

5
6
Published: May 27, 2017
Latest Revision: May 27, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-324398
Copyright © 2017