صوم شهر رمضان
من كل عام هو الصوم المفروض على المسلمين، بالإجماع، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وأفضل أنواع الصيام؛ للحديث القدسي: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما فرضته عليه». وفرض في السنة الثانية من الهجرة النبوية، قال البهوتي: «فرض في السنة الثانية من الهجرة، إجماعا، فصام النبي
: تسع رمضانات إجماعا» والأصل في وجوب صومه قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءآمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ. ثم تعين صوم شهر رمضان بقوله تعالى: فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وحديث: بني الإسلام على خمس. وذكر منها: “صوم رمضان”. ويجب صوم شهر رمضان إما برؤية الهلال، أو باستكمال شهر شعبان ثلاثين يوما عند تعذر رؤية هلال رمضان. ويجب على كل مسلم، مكلف بالغ عاقل، مطيق للصوم، صحيح، مقيم، غير معذور. ولا يصح إلا من مسلم، كما يشترط لصحته شروط منها: نقاء المرأة من الحيض والنفاس. ويختص صوم رمضان بخصوصية فضيلة الوقت من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس. وصوم رمضان يكفر الذنوب لمن صامه إيمانا واحتسابا.
2
أدلة فرض الصيام
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءآمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون.
وكان فرض الصيام أول ما فرض على المسلمين، بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءآمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ. وكان في ابتداء فرضه: مقدرا في أيام معدودات، هي: “شهر رمضان”، ثم بين الله ذلك بقوله تعالى: فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وقوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ دل على الفرصية، بلفظ: “كُتِبَ” بمعنى: فرض الله عليكم الصيام، وخطاب التكليف للمكلفين الذين آمنوا أي: صدقوا بالله ورسوله وأقروا. وقول الله تعالى: كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بمعنى: الإخبار أن الصوم كان مفروضا في الشرائع السابقة. وقد كان المسلمون قبل فرض صوم رمضان: يصومون يوم عاشوراء، وفي الحديث: «عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض شهر رمضان قال: “من شاء صامه ومن شاء تركه”».
3
أدلة وجوب صوم رمضان
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءآمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون. صوم شهر رمضان هو الصوم المفروض على المسلمين، بنص القرآن الكريم، في قول الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. ويدل على فرض صوم رمضان من السنة النبوية حديث: «عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان».
وحديث: «عن طلحة بن عبيد الله أن أعرابيا جاء إلى رسول الله
-ثائر الرأس- فقال يا رسول الله! أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة؟ فقال: “الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا”، فقال: أخبرني ما فرض الله علي من الصيام؟ فقال: “شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا”، فقال: أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة؟ فقال: فأخبره رسول الله
شرائع الإسلام، قال: “والذي أكرمك لا أتطوع شيئا ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا” فقال رسول الله
: “أفلح إن صدق” أو: “دخل الجنة إن صدق”»
4

6
Published: Jun 3, 2017
Latest Revision: Jun 3, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-330696
Copyright © 2017