المرأة رأت في حلمها ان الجنود اعترضوا الشاحنة في وضح النهار،أمروا المرأة ان تقف بعيداً دون حراك،
وأمروا الرجل أن ينزل من الشاحنة صفائح الزيت كلها
2

رأت المرأة في حلمها ان الرجل يصدع بما يؤمر به، تصطف الصفائح مرعوبة ثم يطلقون عليها الرصاص من فوهات بنادقهم،يندلق الزيت اخضر يانعاً من عشرات الثقوب التي احدثها الرصاص في اجساد الصفائح
4

تحاول المرأة أن تسد الثقوب بقطع من القماش الذي لا تدري من اين تكاثر بين يديها،وحينما لا تنفع محاولاتها تهجم على الجنود تضربهم بقبضة يدها، يصوبون بنادقهم صوب صدرها، فتفيق من نومها وهي في ذعر شديد.
6

قال لها الرجل : اهدئي يا بنت الحلال هذه اضغاث احلام.
قالت المرأة كيف اهدأ وأنا أراهم كل يوم ينعفون الطحين على البلاط،
ويدلقون الزيت فوق الاغطية والوسائد في البيوت؟؟
وظل الرجل يروي لها الحكايات المسلية إلى ما بعد منتصف الليل حتى استكانت ونامت من جديد.
8

في الصباح، أشفق الرجل على المرأة، وهو يتأملها في نومها المزعزع. إنه يعرف قلقها حينما يتعلق الأمر بمؤونة البيت ولقمة الأولاد. بعد منتصف الليل بقليل جاء دورهما، أخذت ماكنات الحديد في المدينة المجاورة تهرس حبات الزيتون الخضراء التي تشبه حدقات العيون.
10

هما الآن في الطريق إلى البيت ينمو في صدريهما قلق مستبد، والسائق الذي قدّر حرصهما على لقمة الأولاد، قال إنه يعرف طريقا فرعيا يجنبهما حاجز الجيش.
12

هما الآن على مرمى حجر من البيت، ينقلان الصفائح إلى الداخل، والمرأة تسكب الزيت في الصحون، وتحضّر خبز الطابون والزعتر، يأكل أولادها وأولاد الجيران ويشبعون، والمرأة يطمئن بالها إلى حين.
14


Published: Oct 11, 2017
Latest Revision: Oct 11, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-373207
Copyright © 2017