كان هناك في قديم الزمان ثلاثة رجال الاول كان اسمه سامر والثاني مأمون والثالث علاء .

كان الرجل سامر كفيف ( لا يستطيع الرؤية )

اما الرجل مأمون فقد كان ابرص ( يملأ جسمه البقع )

اما الرجل علاء كان اقرع ( ليس لديه شعر)

وفي احدى ايام الشتاء البارد قُرِع جرس باب بيت سامر ، فقال احدهم : هل يوجد احد هنا ؟

نظر سامر من فتحة الباب ، فوجد ان من وراء الباب كان رجلا فقيرا حالته مُزرية وثيابه مُمزقة ،

رد عليه سامر : ماذا تريد ؟

رد عليه الرجل قائلا : اريد بعض الطعام والشراب ، فأنا اشعر بالبرد الشديد

اجاب سامر قائلا : تفضل تفضل ، اهلا وسهلا بك

فادخله ، والبسه ثيابا جافة ، وطعمه ، واشربه

شكر الرجل سامر ، ثم قال له : اريد ان ارد لك معروفك هذا ، هل لديك ما افعله لك ؟

اجاي سامر : اريد فقط ان تدعو لي بالشفاء ، فأنا كفيف كما ترى

فدعا له ، ثم قال : اريد ايضا ان اعطيك هذه الغنمة كهدية شكر لك على معروفك الجميل .

فرح سامر وشكر الرجل الفقير ، ثم ودعه .

غادر الرجل من بيت سامر ، وفي الصباح الباكر ، ذهب الى بيت مأمون ، وطلب الطعام ، فاستضافه مأمون خير استضافة ، ومن ثم شكره الرجل واهداه بقرة ، وبعدها دعا له بأن يشفى من البرص وذهب.

وفي الليل ، وبعد رحيل الرجل من بيت مأمون ، ذهب الى بيت علاء طلباً للطعام ، فأعد له علاء مائده من الطعام اللذيذ وعندما انتها من تناول الطعام شكرهو كثيرا على معروفه وقال له : اريد ان ارد لك جميلك لذلك اطلب ما تريد .

قال علاء :اريد منك ان تدعو لي فقط .

فدعا له الرجل كثيرا ، وقال : انا لم انتهى بعد ، اريد ان اعطيك ناقة مقابل هذا .

وبعد عشر سنوات ، بعد ان استجاب الله الى دعاء الرجل ، عاد الرجل الى علاء ، ثم دق الجرس ،

فتح علاء الباب ، لكنه لم يعرف الرجل ، وقال : من انت ايها الرجل ؟ وماذا تريد ؟

اجاب الرجل : انا احد المارة الفقراء ، واريد ان اطلب منك معروفا ، اريد ان اخذ ناقة من ناقاتك لاعتني بها واحصل على قطيع من الجمال .

اجاب علاء بعصبية : ابدا ، لن اعطيك ناقة من ناقاتي ابدا ، لا تحلم كثيرا يا عجوز .

وبعدها انصرف الرجل من بيت علاء ، وبعد بزوغ الفجر ، ذهب الرجل الى بيت سامروطلب نفس الطلب ، فاخذه سامر الى غنمة مريضة سوف تموت بعد يومين ، وقال له : اما ان تاخذ هذه واما ان ترحل .

فرفض الرجل وذهب ، وفي الليل ، ذهب الى بيت مأمون ، فتح له مأمون  الباب ، وقال له : ماذا تريد ايها الرجل الطيب . قال الرجل : اريد بقرة من بقراتك كي اجني المال منها .

اجاب مأمون : تفضل معي كي اعطيك بقرة .

فاعطاه اسمن بقرة وافضلهم مظهرا ، اخذها الرجل وشكره ، ثم ظهر على هيئته الحقيقية ما هو الا ملاك انزله الله على هؤلاء الثلاثة رجال لاختبارهم ، فنجح في هذا الاختبار مأمون فقط ، والباقي خسروا كل شيء ، خسروا المزرعة خاصتهم والمواشي التي كانوا يجنوا منها المال و أصبح سامر لا يبصر و تساقط شعر علاء و عاد كل شيء إلى اصله عدا مأمون ، فهو نجح في الإختبار فأصبح غنيا برضى الله تعالى .