الحج

الحج

فرض الله سبحانه وتعالى الحج على المسلمين، بل جعله احد اركان الإسلام الخمسة، وحينما يقصر الانسان الحج فانه يمشي على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصحابة الكرام رضي الله عنهم، مستحضرا مشاهد لم يحضرها، بتذكرة قصة إبراهيم عليه السلام، وزوجته هاجر، وابنهم الرضيع إسماعيل، حينما جاء الامر من الله الى نبي الله إبراهيم بان يتركهما في واد غير ذي زرع في مكة المكرمة، لتسعى هاجر حينها بين الصفا والمروة باحثة عن الماء؛ لتسقي رضيعها الذي بلغ منه العطش مبلغا، ثم ترجع فتجد الماء ينبع تحت قدمي ذلك الطفل المبارك إسماعيل؛ لتبقى زمزم حاضرة الى يومنا هذا، وتروينا ماءا من اعذب المياه على وجه البسيطة واشهاها، يشرب منه الحاج، بعد أداء مناسك الحج طاعتا لله تعالى، متأسيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عابدا الله على ملة إبراهيم حنيفا مسلما موحدا لله

اركان الحج

للحج اركان اربعه، وركن الشيء هو ما يقوم فيه الشيء، وأركان الحج: هي ما يقوم فيها الحج ويبتنى عليها فان وجدت هذه الأركان صح الحج واستقام، وان لم توجد اركان الحج او احدها فالحج باطل، وأركان الحج عند المالكية والحنابلة هي: الاحرام، والوقوف في عرفه، وطواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة، اما الحنفية فيقصرونها على الوقوف بعرفه، وطواف الإفاضة، بينما يزيد الشافعية ركنا خامسا وهو الحلق او التقصير.

الركن الأول : الاحرام

اذا أراد المسلم ان يحرم للحج فالمستحب ان يغتسل، لما ورد في الحديث الذي رواه زيد بن ثابت رضي الله عنه:(انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم تجرد لإحرامه واغتسل) ويشرع الغسل للمرآه الحائض والنفساء للإحرام، لأنه غسل من اجل النسك، وتغتسل الحائض والطاهر، ومن لم يجد الماء للغسل يتيمم بالصعيد الطاهر، لأنه غسل مشروع، وعند عدم وجود الماء ينتقل منه الى التيمم، ويغتسل الحاج في سبعة مواضع: عند الاحرام، ودخول مكة، والوقوف بعرفه، والوقوف بمزدلفه، ورمي الجمرات الثلاث، لان هذه مواضع تجمع الناس، ولذألك يستحب الاغتسال قبلها، ولا يغتسل الحاج عند رميه جمرة العقبة، لان وقت رميها أوسع، حيث يبدا من منتصف الليل حتى اخر النهار، فلا يجتمع الناس مع اتساع وقت رميها.

لباس الاحرام :

يتجرد المسلم من المخيط، ويستبدل بلبس المخيط لبس ملابس الاحرام، وهي ازار ورداء ابيضان، ونعلان، ويستحب للمسلم ان يتطيب في بدنه قبل الاحرام.

نية الاحرام :

يستحب ان يصلي المحرم ركعتين عند الاحرام، ثم ينوي الاحرام، فلا يصح الاحرام الى مع النية، ويلبي من النية قائلا:(لبيك اللهم حجا) اذا كان مفردا، (ولبيك اللهم حجا وعمرة) اذا كان قارنا، و(لبيك اللهم عمرتا متمتعا بها الى الحج) اذا كان متمتعا لا مفردا ولا قارنا.

الركن الثاني : الوقوف بعرفه

ويعد من اهم الأركان، بل من اهم اعمال الحج جميعها؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفه، من ادرك عرفه ليلة جمع قبل طلوع الفجر، فقد ادرك الحج، أيام منى ثلاثة؛ فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه، ومن تأخر فلا اثم عليه) وعرفه هو جبل مطل على منطقة منى، ويبدا وقت الوقوف بعرفه من ظهر اليوم التاسع من ذي الحجه، ويمتد الى فجر يوم النحر، وهو يوم العاشر من ذي الحجه، فمن ادرك الوقوف بعرفه اثناء هذه الفترة فقد ادرك الحج، شريطة ان يأتي بباقي اركان الحج، وافضل الوقوف في عرفه ان يجمع الحاج في وقوفه بين الليل والنهار.

يشترط ان يكون الوقوف ضمن حدود عرفه، فلا يجزئ من وقف خارج حدودها، والسنه ان يبقى الحاج في عرفه الى ان تغرب الشمس، ثم ينفر من عرفه الى مزدلفه، بعد الغروب ويصلي المغرب جمع تأخير مع العشاء في مزدلفه.

الركن الثالث : طواف الإفاضة

طواف الافاضة او طواف الزيارة كما يسمى هو ركن من اركان الحج، ولطواف الإفاضة وقتنان كما يقول العلماء، اما الوقت الأول: فهو وقت افضليه، وهو فعل الرسول صلى الله عليه، وسلم ويكون يوم النحر بعد ان يرمي الحاج، وينحر، ويحلق، وقد ورد في الحديث الذي يرويه جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر، انه قال:(فأفاض الى البيت، فصلى بمكة الضهر) ويجوز ان يؤخر طواف الإفاضة الى ليل يوم النحر، واما الوقت الثاني: فهو وقت اجزاءان فلو طاف الحاج في هذا الوقت اجزئه ذلك وهو وقت الجواز، ويبدا وقت الجواز من بعد منتصف ليلة النحر كما قال الشافعي، وبعد فجر يوم النحر كما قال أبو حنيفة.

صفة طواف الإفاضة ان يجعل الحاج الحجر الأسود عن يساره، ويبدا بطواف كل شوط من أشواط الطواف السبعة، فيبدا من الحجر الأسود، وينتهي به، ويحرس الحاج اثناء الطواف على قراءة القران، والأدعية، والأذكار الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المقام.

الركن الرابع : السعي بين الصفا والمروة

السعي بين الصفا والمروة ركن من اركان الحج كذألك، ويكون السعي مع طواف القدوم، والأفضل بعد طواف الإفاضة، فيصعد الصفا، ويبدا السعي من الصفا مشيا باتجاه المروة، فيمشي في اول السعي، ثم اذا وصل منطقة محددة في وسط السعي هروله، ثم اذا انتهت المنطقة المحددة للهرولة في الوسط، تابع سعيه نحو المروى ماشيا، فاذا وصل المروى فقد اكمل الشوط الأول، ثم يعود من المروة باتجاه الصفا ويفعل من المشي والهرولة كما فعل في الشوط الأول، وهكذا حتى يتم سبعة أشواط؛ من الصفا الى المروة شوط، والعودة من المروى الى الصفا شوط اخر.