by aliaa ebrahim
Copyright © 2018
سِدْقُ اللِسان-1
إنَّه أساسُ المكارِم والفضائل الخُلُقيّة جميعها .
والعلامة الدَّالة على سلامة الضمير وطهارة النّفس وسموِّها .
كما أنّها من أهم المزايا النبويّة الشريفة التي تخلَّقَ بِها الأنبياءُ والرُّسلُ .
حتّى أنّ بعضهم لُقِبَ بالصدِّيق كالنبي يوسف (ع ,
الكِذب كلّه مذموم . قد يظنّ البعض أن الكذب جائز في بعض الحالات
للحيلولة دون وقوع العِقاب والضرر . أو لِرفع اللوم والتوبيخ وقد يبيح بعضهم لِنفسه الكذب في المزاح لإضحاك الآخرين أ لإظهار شجاعته وعلمه
الكذب , فهو يورث الكفر والنّفاق في القلب . ثُمّ أنّ الكذب مهما كان
صغيراً أوّ بِنِيّة اللهو والتسلية فإنّ تكراره يعدل بصاحبه
إلى كبائِر الذنوب فيُصبِح الكذب عِنده عادة مذمومة سيّئة .
وعلى العبد أن يعرف أنّ الله سبحانه وتعالى مطَّلعٌ على سِرِّه و جَهرِهِ ,
فالصّدق يوصلنا إلى رِضى الله ,
والكذب يوصلنا إلى غضب الله وعقوبتهِ.
مراتب السدق
- في العقيدة :
نعتَقد بوجود الله سبحانَه وتعالى وأنّه أرسلَ الأنبياء والرُّسل لِهداية الخلق وسيُحاسب الخلق جميعهم يوم قيام الساعة .
- في النِّيّةِ : أنْ تَنوي رِضى الله سبحانه وتعالى في كلّ ما نعتقد أو نقول أو نفعَل .
- في القول : الإخبار عن الأشياء كما هي بِلا تعمّد في زيادة أو نقصان .
-
في العمل : إتقان العمل على أحسن وجه ممكن بِحيث تبرأ فيه الذّمة .
قصه عن الصدق والامانه
كان هناك رجل قد كبر كثيرا فى السن و كان صاحب شركة كبيرة و اراد ان يتنحى عن ادارة الشركة و ان يزرع فيها دماء شابة جديدة من بعده . لم يرد ان يتركها لورثتة و اولادة فعلى العكس أراد الرجل ان يجعل من يدير الشركة من بعده احد مسئولى التنفيذ فى الشركة . و هكذا قام الرجل باستدعاء جميع المسئولين التنفيذيين فى الشركة و طرح عليهم قراره قائلا : انه سوف يتنحى عن ادارة الشركة و رئاسة مجلس الادارة و سيعين من بعده احدهم كرئيس تنفيذى للشركة من بعدة . وقف الجميع فى اندهاش يستمعون الى قرارة . فاستطرد المدير قائلا : ولكن هناك شرطا واحدا لتعيين احدكم مديرا من بعدى , سوف اعطيكم جميعا بذرة واحده و اريد منكم ان تعتنوا بها لمدة عام كامل , و العام القادم فى مثل هذا اليوم سنتقابل جميعا هنا و من سيأتينى بنبتة صحيحة سوف يكون هو المدير التنفيذى للشركة . و بالفعل تم توزيع البذور على جميع المسئولين التنفيذيين و فى المساء ذهب الجميع الى منزله و بدأ بالاهتمام ببذرته و العمل على نموها و تكبيرها . اهتم الجميع بالبذرة خير اهتمام و بعد فترة بدأ الجميع بالحديث عن نبتته الجميلة و كيف نمت و اصبحت زهرة جميلة قوية الا شخصا واحدا يدعى احمد فرغم اهتمامة ببذرتة بمساعدة زوجته الا ان بذرتة ظلت كما هى لا تنمو ولاتكبر . كان احمد شديد الحزن لان بذرته لم تنمو و كان زملائة يوميا يتحدثون عنجمال نبتتهم و بعد مرور عام كامل توجه الجميع الى غرفة الاجتماعات فى انتظار المدير و كان احمد شديد الخجل فقد ذهب بوعائة فارغ و بذرته لم تنمو على الاطلاق و لكن زوجته كانت قد نصحته بعدم الغش و الكذب على المدير وان الصدق افضل من الحصول على الرئاسة التنفيذية للشركة . و جاء المدير وكان احمد واقف بعيدا يحاول ان يختبئ من نظرات زملائة الساخرة فبينما جاء الجميع بنبتات و زهرات جميلة الشكل و قوية كان هو يقف بوعائة الفارغ فى حزن و خجل . نظر المدير الى احمد مبتسما و قال ماذا حدث لبذرتك ؟ ألم تهتم بها ؟! قال احمد فى حزن : والله لقد اهتممت بها كثيرا و ساعدتنى زوجتى و كنا نسقيها و نراعيها ليل نهار و لكن دون فائدة فهى لم تنمو ابدا . ابتسم المدير و طلب من الجميع الجلوس فيما عدا احمد ثم استطرد و هو يشير بيده الى احمد فى فخر : أقدم لكم المدير التنفيذى الجديد للشركة ! اندهش الجميع فكيف يكون احمد الذى فشل فى الاعتناء ببذرته هو المدير التنفيذى ؟! جاوب المدير على تساؤلاتهم قائلا : لقد قمت بتوزيع بذور فاسدة عليكم جميعا , بذور لا يمكنها النمو على الاطلاق . جميعا قد حاولت الغش و الكذب و قمت بتبديل البذرة بنبات جميل و لكن احمد هو الوحيد الصادق الذى لم يحاول خداعى و نجح فى الاختبار فهنيئا له جزاء صدقة . العبرة من القصة : الصدق منجى . الصدق خير طريق لبلوغ هدفك و غايتك فأنت لا تحتاج الى الغش و الخداع لذلك لان الكذب يؤدى بك الى الهلاك و يغضب الله عز و جل
2- حفظ الاخوان
فريضة حفظ الإخوان، تلك الفريضة التطبيقية، لأن حفظ الإخوان هي عمل وفعل، فلا يمكن تطبيق الإيمان إلا بالفعل والعمل به، ومن هنا جاءت فريضة الإخوان لتترجم صدق عقيدة الموحدين، وتعلقهم بالإيمان بخالق قادر معط مانع مجازي على الإعمال من خيرها وشرها.
وكما جاء في الحديث النبوي الشريف: “أنصر أخاك ظالما أو مظلوما”،
فمظلوم أن تزيل عنه الظلم والقهر والاستبداد والاستعباد، وظالما بأن تردعه عن ظلمه.
فمذهب التوحيد يمنع من الموحدين الظلم والإكراه والإجبار، ويأمرهم بالإنصاف والعدل،
ذلك من منطلق الإيمان بأن الله الموحّد المعبود عادل لا يجور، وعلى الموحد أن يكون بقدر تعلقه بالعادل الذي لا يجور أن يكون عادلا لا يجور،
ففريضة حفظ الإخوان متعلقة بالمعرفة الحقيقية للخالق جلّ وعلا، والاعتقاد الصحيح بوجوده وتنزيهه عن كل صفة أو نعت، كالكيفية والماهية والأينية والشكلية.
فريضة حفظ الإخوان، اتت لتظهر الاعتقاد بالله ورسله، وتخرجه من القوة إلى الفعل، أي من العلم النظري إلى الفعل التطبيقي، كما جاء في بعض الأقوال:
“الإيمان قول باللسان وتصديقا بالجنان والعمل بالأركان”،
فحفظ الإخوان تأتي عملا بالأركان بعد القول باللسان والتصديق بالجنان،
ومن هنا جاء اقتران التوحيد بحفظ الإخوان، فلا إيمان ولا توحيد ولا جزاء ولا ثواب إلا بحفظ الإخوان، لأنه لا يكمل الإيمان إلا بحفظ الإخوان.
قصه عن حفظ الاخوان :من امد بعيد …قبل 900 سنه على وجه التحديد, كان الجبل الاعلى الواقع قرب حلب معقل الدروز ومركزهم الروحي, حتى انه كان يعرف في تلك الفتره بجبل الموحدين, وقد نشا في هذا الجبل نفر صالح من اسلافنا البرره.
وظهر الدجال اللعين ومع ظهوره حلت المحنه, وهي احلك فتره في تاريخ الموحدين.
فقد حاول الدجال القضاء على الموحدين وعقيدتهم.
واشتدت المحنه..فكانت العذارى تمسك بعضهن بايدي بعض ويرمين انفسهن في النهر, خوفا على عرضهن..
وطالت الفتنه زمنا قتل خلالها من الشيوخ خلق كثير.
منهم من فر الى اخوانه في جبل لبنان والجليل, او تواروا عن الانظار حتى تهدا العاصفه.
اما ضعاف النفوس والايمان وهم قله, فقد نكثوا وارتدوا.
ويحكى انه عاش في تلك الفتره اخوان صالحان, فرا تحت جنح الظلام لينجوا بحياتهما وبدينهما من ظلم الوالي.
وكان الطقس شتاء والارض مكسوه بالثلوج, واقدامهما تترك اثارا واضحه تسهل لرجال الوالي اقتفاء اثرهما.
وتيقنا انه مقبوض عليهما لا محاله.
فاتفقا ان يسير الاصغر خلف الاكبر, على ان يدعس محل دعسة اخيه, فيظن الجند ان امامهم رجلا واحدا…حتى اذا ما قدر الله ولحقت بهما العصابه امسكت واحدا ونجا الاخر…
ووصل الاخوان الى بيت امير موحد, وقد انهكهما التعب والجوع والبرد, فلجا اليه…
عرفهما الامير فرحب بهما رغم ما يتوقعه من مشاكل ومضايقات..
وما لبث ان وصلت عصابة الوالي في اثر الاخوين, وطلبت من الامير تسليمها الهارب المستجير ..
فانكر, الا ان اثار الاقدام الموديه الى عتبة الدار لم تسعفه.
دخل داره محتارا حزينا , يفتش عن مخرج, فراى وسمع عجبا:
راى الاخوان يستبقان الباب كل منهما يحاول ان يخرج اولا.
وسمع احدهما يقول للاخر: دعني اخرج لهم, فانت متزوج وعندك امراه واولاد عليك واجب اعالتهم, اما انا فاعزب لن اترك ورائي ارمله ولا ايتام ولن يخسر احد بموتي شيء, ابق لعائلتك يا اخي , بجاه الله عليك..
ويقول الثاني: لا يا اخي, بل انا الذي سيخرج لهم, فانا قد اديت رسالتي في الحياة, تزوجت ورزقت بنين يحملون اسمي, عش انت وتزوج لتعقب خلفا صالحا يحمل اسمك, استحلفك بالله ان تدعني افديك بنفسي..
ذهل الامير وارتبك وبدا عليه التلبك, والتفت الى امراته فوجدها تنتحب, ونظر في عينيها متسائلا, فقالت من بين الدموع” العلم عند الله, انهما رجلان فاضلان من اهل الخير, وقد ارسلهما الينا الباري تعالى ليمتحننا, فاغتنم الفرصه واشتر اخرتك بدنياك”.
واستعان الامير بالله وخرج لمقابلة الجند بصدر عامر بالايمان, وقلب طافح بالصبر, مكررا ما قال في البدايه, منكرا اختفاء احد عنده.
فقبض الجند على ابن الامير طفل بعمر الورود, وهددوه بقتله ان لم يستجب لمطالبهم على الفور, واصر الاب على الانكار,
تشجعه نظرات الام الصابره المؤمنه..
وسيطر حب الانتقام على العصابه, فذبحوا الطفل على عتبة الدار, امام ناظري والديه, وساح دم الشهيد احمر قانيا..
وطلبت الام من زوجها ان يمس دم وليدها بطرف بنانه, ففعل واخبرها ان الدم بار, فقالت:” الحمدلله لقد بردت المحنه”
ودخل اربعتهم جنات النعيم بمشيئة العزيز الحكيم..
* اخاك ليس فقط من ولدته امك , ما اروع هذه الام التي ضحت بطفلها لتنقذ حياة الاخوان الصالحان..اليس هي من حفظت الاخوان ونعمت بالاخره*
3-ترك عباده العدم :
عن ترك العدم: إن العدم مضاد للوجود وسبيل يستدرج إلى الإِنكار والتعطيل والجحود .
ومذهب التوحيد ينادي بالابتعاد المطلق عن كل معتقد او فعل او طقس , ينطوي على الكفر بوحدانيه الخالق جل جلاله او يشجع ويدعم الايمان باله اخر
ثم إنك إذا نظرت إلى دائرة هذه الفرائض في كتاب نقط ودوائر ،
فترى كل فريضة مقابلة ضدها وهي في ذاتها دائرة، فترى سدق اللسان مقابلة ترك العدم،
وترى حفظ الإخوان قبالة البراءة من الأبالسة، ،
وهذه الفرائض قسمان: أمر ونهي، فكان في هذه الدائرة اثنتان أمر وهما: سدق اللسان وحفظ الإخوان واثنتان نهي وهما: ترك العدم والبراءة من الأبالسة.
4-البراءه من الابالسه :
قال سيدنا هرمس عليه السلام :عودوا أنفسكم الوقار والسكينة وتحلوا بالآداب الحسنه الجميلة واجعلوا الحياء ملء وجوهكم والخشية من الله واحذروا عواقب الندامة فبهذا السلوك تصير النفوس حره معتقه من رق الجهاله
فعلى الموحد تطهير قلبه من النيات الخبيثة والآفات المهلكة التي بها تقوى العقائد الفاسدة ومنها تتغذى وتتجلى بصور مختلفه مثل
الإغراءات التي تؤدي بالإنسان الى القيام بالأفعال الشريرة وتجره الى أحضان الخطيئة والرذيلة , فالقوه الشريرة التي تنبعث من داخل الإنسان على شكل غريزة داخليه تلح عليه وتدفعه الى القيام بفعله
فمذهب التوحيد يرشد المؤمن الموحد الى معرفه المظاهر المختلفة للقوى الشريرة والى اتخاذ الحيطه والحذر منها ومن تاثيرها السلبي والتبري من الابالسه الذين يقفون وراء اثاره هذة الغرائز والنزعات من خارج الانسان وفي داخله
توحيد الله جل جلاله – لا اله الا الله
– على الموحد الاعتراف بان الله سبحانه وتعالى واحد أحدا, فردا صمدا , لابديل عنه ابدا ,
وانه فوق ادراك البشر
–ان يقر بان الله عز وجل ,مجردا ساميا متعاليا ,
–وانه خاضعا لله وشرائعه وأحكامه بشكل دائم ومطلق
–وان يستشعر بوجد الله عز وجل
–عدم الانقياد لاي اله آخر
– الرضا بفعل الله جل حلاله :
المعرفه في هذه المنزله تملا قلب المؤمن بالمحبه والخوف والرجاء , فيصير الرضى كما يقول السالكون ” سرور القلب بمر القضا وسكونه تحت جريان الحكم بما اراد من له الملك ” فمن رضي قانتا كان من الذين ( رضي الله عنهم ورضوا عنه)(البينه) .فرضى العبد عن الله ان لا يكره ما يجري به قضاؤه ,
ورضى الله عن العبد هو ان يراه مؤتمرا بامره ومنتهيا عن نهيه
قصه :سأل نبي الله موسى (ع) … الله سبحانه وتعالى وقال:الهي كيف تعدل بين العباد؟
قال الله عز وجل لموسى:اذهب غدا صباحا الى عين ماء (وحدد له المكان) واختبئ وانظر دون ان تتكلم
لترى العدل…..
وفي اليوم التالي وامتثال لامر الله عز وجل ذهب موسى (ع) الى عين الماء باكرا واختبئ بين الأشجار يراقب ….. فقط .
وبينما هو على هذا الحال وإذا بفارس يمتطي جواده جاء الى العين ليستقي الماء له ولجواده…نزل الفارس عن جواده وبدون أن يشعر سقط منه كيس من النقود…لم ينتبه الفارس لكيس نقوده..
شرب الماء ومليء القربة وانصرف عن العين ..(موسى (ع) يراقب
وبعد زمن ليس بطويل وإذا بصبي صغير جاء الى العين ليملئ قربة ماء ويسقي حيوانات له…فوجد الكيس أمامه
فرح الصبي بالنقود وأخذها ونصرف….(موسى (ع)يراقب
وبعد مدة من الزمن جاء الى العين رجل كبير السن وفقير الحال وضعيف البدن وأعمى ليشرب ويستريح من عناء السفر…وبينما هو كذلك وإذا بالفارس يرجع ..ويسأل الرجل العجوز عن المال …اخبره العجوز انه لايعلم شيئا
لم يصدق الفارس الرجل العجوز وشهر سيفه عليه ..والرجل العجوز يبكي ويتوسل الفارس أن يرحمه…ولكن لا فائدة ….ضرب الفارس عنق الرجل العجوز وارداه قتيلا …وتركه على الأرض وانصرف…..
فزع سيدنا موسى مما رأى وخاطب الله عز وجل قائلا………(الهي وسيدي أين العدل في ما جرى؟
خاطبه الله سبحانه وتعالى (هذا هو العدل بعينه).
سال موسى (ع) وكيف ذلك؟
قال الله عز وجل: منذ زمن ليس ببعيد قام الفارس بسرقة مال رجل طيب وهذ الرجل هو والد الصبي الذي اخذ كيس النقود(أليس من العدل أن يرجع المال لصاحبه الأصلي؟
وهذا الرجل العجوز لقد قتل رجلا عندما كان شابا والرجل الذي قتله هو والد الفارس أليس من العدل ان ينال قصاصه العادل (هو قاتل يجب أن يقتل) هكذا يتم العدل الالهي…
إن الله لا يظلم أحدا
7-التسليم بقضاء الله جل جلاله :
لما كان الرضا مترتبا عن ألمعرفه والمحبة والقبول كانت ثمرته التسليم وهو الفعل والالتزام ألمسلكي
بما ثبت للنفس على خلاف مقتضى طبعها مثل لزوم الحلم مكان الطيش , والعقل مكان الجهل , والتواضع مكان الكبر , والتحلي بالأخلاق المحمودة عوض النزوع نحو النزق واللجاجة وإفراط الرغبة .
وهذه الأفعال الشريفة قائده حتما مع صدق النوايا وإخلاص القلب الى القرب كما قال تعالى (أولئك المقربون )(الواقعة)أي الذين قربت درجاتهم وأعليت مراتبهم , ورقيت الى حظائر القدس نفوسهم الزكيه (ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن )(الواقعه)
تسليم الوجه لله بإخلاص النفس له ,
والرضا بقضائه في السراء والضراء
والإتيان بالحسنات وترك السيئات وبالإجمال
كما قال القشيري : لم يدخر شيئا عن الله لا من ماله ولا من جسده ولا من روحه ولا من جلده ولا من اهله ولا من ولده
قصه :جاءت امراه الى داوود عليه السلام
قالت: يا نبي الله ….هل ربك…!!! ظالم أم عادل ؟
فقال داود: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور،
ثم قال لها ما قصتك
قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء
و أردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه و أبلّغ به أطفالي
فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ و أخذ الخرقة و الغزل و ذهب، و بقيت حزينة لاأملك شيئاً أبلّغ به أطفالي.
فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام إذا بالباب يطرق على داود فأذن له بالدخول
وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده : مائة دينار
فقالوا|: يا نبي الله أعطها لمستحقها.
فقال لهم داود عليه السلام: ما كان سبب حملكم هذا المال
قالوا يا نبي الله : كنا في مركب فهاجت علينا الريح و أشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء و فيها غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح و انسد العيب و نذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار
و هذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت،
فالتفت داود- عليه السلام- إلى المرأة و قال لها : رب يتجر لكِ في البر والبحر و تجعلينه ظالمًا،
و أعطاها الألف دينار و قال: أنفقيها على أطفالك.
Published: Feb 13, 2018
Latest Revision: Feb 13, 2018
Ourboox Unique Identifier: OB-430807
Copyright © 2018