أمي يا عيني

إسمي علي وأنا الابن الوحيد لأمي، نعيش سوياً في بيتٍ واحد وأدرس في المدرسة الثانوية للبنين القريبة من البيت.

لقد كنت مشاغباً ولا أحب التعليم أبداً.

في يومٍ من الأيام قدمت أمي إلى المدرسة بسبب شكوى قد أرسلتها لها مربية الصف بسبب سلوكي الغير لائق مع التلاميذ ومع المعلمات وضعف تحصيلي الدراس.

فحين دخلت أمي الصف شعرت بالدهشة وذلك بسبب وجود عينٍ واحدة لهاـ، فبدأ التلاميذ بالتهامس فيما بينهم، فشعرت بالكراهية نحوها.

بدأ التلاميذ بالاستهزاء من والدتي ويضحكون عليها.

حينها تمنيت أن تموت أمي وتختفي ولا تعود أبداً.

وأخبرتها بغضب بأنني أكرهها ولا أريدها أن تبقى بجانبي.

ولم اهتم لمشاعر أمي بتاتا وهي بقت صامتة.

حينها ذهبت إلى البيت وأخبرت أمي بأن لا تأتي أبداً إلى المدرسة، حينها قالت لي: إذا قمت بالدراسة جيداً وقمت بتحصيل علاماتٍ عالية أعدك بأن لا آتي مرة أخرى.

درس علي بجد حتى أنهى فترته التعليمية بنجاح كما وعد أمه، ومنذ تلك الحادثة التي غضب من والدته ولم يتحدث معها.

مرّت السنوات واصبح علي يعمل في شركة، وكل ذلك ولم يسأل عن أمه طيلة تلك السنوات.

حيث تعرف على زميلة له بالشركة وقرر الزواج منها واًصبح لديه ابن وأسماه محمد.

وفي يوم من الأيام جاءت والدة علي إلى بيته فجأة، فقام ابنه بفتح الباب فشعر بالخوف منها.

وعندما رآها علي قام بطردها من البيت.

وبعد عدة أشهر قررعلي الذهاب إلى بيته القديم لزيارة أمه، وحينها أخبروه الجيران بأن أمه قد توفت وتركت له الرسالة والتي كان مضمونها:

“ابني علي، أنا آسفة إذ سببت لك الإحراج في جميع فترات حياتك

ولكنك ما لا تعلمه هو أنك عندما كنت صغيراً قد تعرضت لحادثٍ فقدت فيه عينك،

وأنا كأم لم أستطع أن أراك بلا عين فقمت بإعطائك عيني

مع حبي،

أمك”

فشعر علي بالندم لما فعله بأمه طيلة تلك السنوات وتمنى بأن تعود أمه لكي تسامحه على ما فعله.