النصيحة الولديه

اسم الكتاب: النصيحة الولدية

للمؤلف:ابي الوليد سلمان خلف الباجي

مقدمة حول الكتاب :

والوصيَّة بهذا الاعتبار قد جمعَتْ جملةَ أركان، إليك بيانَها:

• التذكير بوراثة بني خلَف في صلاح التديُّن والتَّقوى، والورَع والاستقامة.

• جَعْلُه الوصيَّة قسمين: قسم يتعلَّق بأمور الشريعة، وقسم يتعلَّق بأمور الدُّنيا.

• التمسُّك بأركان الإيمان وسلامة المعتقَد.

• المُحافَظة على أركان الإسلام.

• الحثُّ على طلب العلم.

• في ترتيب العلوم.

• الاشتِغال بوظيفة الأمر بالمَعْروف، والنَّهي عن المنكر.

• التِزام الأخلاق والفضائل الإسلاميَّة.

• التقلُّل من الدُّنيا وزخارِفِها، والتقنُّع بِقَليلها

مقدمة حول المؤلف:

ابو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن ايوب التجيبي فقيه مالكي ومحدّث وقاضي وشاعراندلسي وله العديد من المؤلفات

الغرض من دراسة  هذا الكتاب:التخلُّق بالعلم وآدابه، والتحلِّي بالفضائل والشَّمائل الإسلاميَّة الرَّصينة

عدد فصول الكتاب :

فصلين

عدد ابواب الكتاب :

بابين

دار النشر :

دار الوطن

المقدمة :

يَا بني هداكما الله وأرشدكما ووفقكما وعصمكما وتفضل عَلَيْكُمَا بِخَير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ووقاكما محذورهما برحمته إنَّكُمَا لما بلغتما الْحَد الَّذِي قرب فِيهِ تعين الْفُرُوض عَلَيْكُمَا وَتوجه التَّكْلِيف إلَيْكُمَا وتحققت أنكما قد بلغتما حد من يفهم الْوَعْظ ويتبين الرشد وَيصْلح للتعليم وَالْعلم لزمني أَن أقدم إلَيْكُمَا وصيتي وَأظْهر إلَيْكُمَا نصيحتي مَخَافَة أَن تخترمني منية وَلم أبلغ مُبَاشرَة تعليمكما وتدريبكما وإرشادكما وتفهيمكما فَإِن أنسأ الله تَعَالَى فِي الْأَجَل فسيكثر النصح والتعليم والإرشاد والتفهيم وَمَا توفيقي إِلَّا بِاللَّه عَلَيْهِ توكلت وَعَلِيهِ فَليَتَوَكَّل المتوكلون

لركن الأول: التذكير بوراثة بني خلف في صلاح التديُّن والتقوى والورع والاستقامة:

لقد كان مِن مَقاصد دين الإسلام العُلْيا تحقيقُ التَّزكية والتَّربية،وقد جعله الله – عزَّ وجلَّ – حِلْية المؤمنين من عباد الله الصالحين بشتَّى صُوَرِهم، واختلاف انتماءاتهم، ولعلَّه من المفيد في هذا السِّياق الاستدلالُ بِما قاله الرَّاغب الأصفهانيُّ في كتابه: “الذريعة إلى مكارم الشريعة”، ].

إنَّه يُشير – رحمه الله – إلى قضيَّة الارتباط بين تَزْكية النَّفْس ووظيفة الإنسان في الأرض، – سبحانه -: ﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 151]، فالآيتان وأمثالُهما دلَّت على أنَّ المقصد من إرسال الرُّسل، وإنزال الكتب ثلاثةُ أمور:

الأوَّل: التِّلاوة، وهذا يقتضي حُسْن التلَقِّي.

الثاني: التزكية، وهذا يَسْتلزم حُسنَ التربية والتخلُّق بالأخلاق الحسَنة.

والثالث: التعلُّم، وهذا يتَمثَّل بالمُدارَسة، وأَخْذ العلم مِن المُتَحقِّقين به.

لركن الثاني: الجمع بين الحسنيين (الدين والدنيا):

يقول الباجيُّ في وصيته مُجْمِلاً لها في مقدِّمته: “وتَنْقسم وصيَّتِي لَكُما قسمين: فقِسْم فيما يَلْزم من أمر الشَّريعة، أُبيِّن لكما منه ما يَجِب معرفتُه، ويكون فيه تنبيهٌ على ما بعده، وقسم فيما يَجِب أن تَكونا عليه في أمر دُنياكما، وتَجْريان عليه بينكما”.

في هذا القَدْر من الوصيَّة جُملةٌ من الفوائد العِلميَّة والعمَليَّة:

أولاً: عَكَس قولُ الباجيِّ هذا في وصيَّته منهجَ أهل العلم في مؤلَّفاتهم ومصنَّفاتهم؛ حيث بيَّن مقاصد وصيَّته ثانيًا: الحرص على الالتزام بأمر الشَّريعة، 

لركن الثالث: التمسك بأركان الإيمان وسلامة المعتقد:

قال الباجيُّ في وصيته تأكيدًا على هذا المقصد العظيم: “وأول ما أوصيكما به ما أوصى به إبراهيمُ بَنيه ويعقوب: ﴿ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 132]، وأنهاكما عمَّا نهى عنه لقمانُ ابنَه وهو يعظه: ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

وأُؤكِّد عليكما في ذلك وصيَّتِي، وأكرِّرها؛ حرصًا على تعلُّقكما وتَمسُّككما بهذا الدِّين الذي تفضَّل الله تعالى علينا به

لركن الرابع: المحافظة على أركان الإسلام:

قال الباجيُّ في وصيته: “وإقام الصَّلاة؛ فإنَّها عمودُ الدِّين، وعماد الشَّريعة، وآكَدُ فرائض المِلَّة في مُراعاة طهارتها، ومُراقبة أوقاتِها، وإتمام قراءتها، وإكمال رُكوعها و.

ثُمَّ أداء زكاة المال، ثُم صيام رمَضان؛ فإنَّه عبادة السرِّ وطاعة الرَّب، ويجب أن يزاد فيه من حفظ اللِّسان، والاجتهاد في صالح العمَل، والتحفُّظ من الخطأ والزَّلل،.

لركن الخامس: الحث على طلب العلم:

قال الباجيُّ في وصيته الولدية: “واعلما أنَّكما تَصِلان إلى أداء هذه الفَرائض والإتيان بِما يَلْزمكما منها – مع توفيق الله لكما – بالعلم الذي هو أَصْل الخير، وبه يُتَوصَّل إلى البِرِّ، فعليكما بِطَلبِه؛ فإنَّه غِنًى لِطالبه، وعِزٌّ لِحَامله، وهو – معَ هذا – السَّببُ الأعظم إلى الآخِرَة؛ به تُجتنَب الشُّبهات، وتَصِحُّ القُربات، فكم من عاملٍ يُبعده عمَلُه من ربِّه، ويكتب ما يتقرَّب به من أكبر ذنبه! قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا *الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ [الكهف: 103، 104]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، وقال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11].

لركن السادس: في ترتيب العلوم:

قال الباجيُّ في وصيته الولديَّة: “وأفضَلُ العلوم عِلْم الشَّريعة، وأفضل ذلك لِمَن وُفِّق أن يُجوِّد قراءة القرآن، ويَحْفظ حديث النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – ويعرف صحيحَه من سقيمه، ثم يَقْرأ أصولَ الفِقْه، فيتفقَّه في الكتاب والسُّنة، ثُم يقرأ كلام الفقهاء، وما نُقِل من المسائل عن العلماء، ويُدرب في طرُق النَّظر وتصحيح الأدلَّة والحجج؛ فهذه الغاية القصوى، والدَّرجة العليا، 

لركن السابع: الاشتغال بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

قال الباجي في وصيته لولدَيْه: “وعليكما بالأمر بالمَعْروف وكونا من أهلِه، وانْهَيا عن المنكر واجتَنِبا فِعلَه”.

اصول التربية هيا مجموعة من الاساليب التي يٌطبقها الاب لابنائه ليتربوا تربيه صالحه وان ينمو ويترعرعوا شيئاً فشيئاً واول ما يجب ان يهتم به المسلم في تربية ابنه:العقيدة الصحيحة والسليمة عقيدة التوحيد ثم تأتي العبادة وأهمها الصلاة.

وهذه الوصية شاملة شملت العقيدة والعبادة والدعوة والاخلاق والعلاقات البشرية والاداب.

خصائص التربية الاسلامية :

الربانيه: تعني بتربية المسلمين في اطار الدين والاخلاق 

كالتزام الصدق واجتناب الكذب ومن شٌهر بالصدق فهو ناطق محمود ومن شٌهر بالكذب فهو ساكت مهجور مذموم وايضاً اداء الامانة الوفاء بالعهد ان العهد كان مسؤولا

الشمولية: تهتم بشخيصة الفرد في ابعادها وجوانبها 

المختلفه جسميه-عقليه-روحيه -فكريه

كالنهي في قراءة كتب المنطق والفلسفة فإن ذلك مبني على الكفر والالحاد والبعد عن الشريعة

الواقعيه: توافقها مع الفطره البشريه

كالجهاد في سبيل الله اذا كان للانسان قدرة وعون 

الاستمراريه: لا تنتهي بفترة زمنيه محددة

كطلب العلم الذي هو اصل الخير وبه يتوصل الى البر وبه تجنب الشبهات وتصح القربات

المحافظة والتجديد في آن واحد: المحافظة على ثوابت الامة وترسيخ العقيدة والقيم الاصلية ومسايرة كل عصر جديد 

كالتفقه في الدين فهي اذا انفردت انفع من سائر مايقرأ مفرداً في باب التفقه 

اهداف التربية الاسلامية:

الهدف العام العبودية: تهدف التربية الاسلامية الى تنشئة وإعداد الإنسان الذي يعبد الله تعالى ويخشاه فيكون مسلما عابدا عالما مؤتمرا بأوامر الله سبحانه منتهيا عن

نواهيه.

انطلاقا من قوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)

مثل :

• الايمان بالله:. اوصى به ابراهيم بنيه ويعقوب (يابني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون) وأؤكد عليكما في ذلك وصيتي وأكررها حرصا تعلقكما وتمسككما بهذا الدين الذي تفضل الله تعالى علينا به.

• التمسك بالكتاب والسنة:. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله تعالى وسنتي عضوا عليها بالنواجذ)

• طلب العلم:. السبب الأعظم إلى الأخرة به تجتنب الشبهات وتصح القربات فكم من عامل يبعده عمله من ربه ، ويكتب مايتقرب إليه من أكبر ذنبه.

الأهداف الفرعية:.

• الأهداف الخلقية :. تعنى بكمال الخلق وتزكية النفس واستقامة السلوك.

1. التزام الصدق واجتناب الكذب: عليكما بالصدق فإنه زين وإياكما والكذب فإنه شين وما وصف الله أحدا بالكذب إلا ذاما له، ولا وصف الله أحدا بالصدق إلا مادحا له.

2. اداء الأمانة:. عليكما بأداء الأمانة واياكما والإلمام بالخيانة ،أديا الأمانة إلى من ائتمنكما ولا تخونا من خانكما وأوفيا بالعهد إن العهد كان مسؤولا.

3. العفة:. لا تقربوا الزنى واجتنابه من اخلاق الفضلاء ومواقعته عارٌ في الدنيا وعذاب بالأخرة.

• الأهداف الإجتماعية:. تنمية الشعور الجماعي لدى المسلم وترسيخ إحساسه بالإنتماء إلى مجتمعه.

1. النهي عن الحسد:. إنه داء يهلك صاحبه ويعطب تابعه.

2. التحذير من النميمة:. إياكما والنميمة ، فإن أول من يمقت عليها من تنقل إليه.

3. تحريم الغيبة:. إياكما والغيبة ، فإنها تحبط الحسنات وتكثر السيئات وتبعد من الخالق وتبغض الى المخلوق.

4. العدل في الحكم:. فإن بلغ أحدكم أن يسترعيه الله أمة بحكم أو فتوى فليمتثل العدل جهده ويجتنب الجور وغدره.

• الأهداف العقلية والمعرفية:. دعا الإسلام إلى العلم واهتم بالعقل اهتماما بالغا.

1. اجتناب الخمر:. إياكما وشرب الخمر فإنها أم الكبائر وقد حرمها الله تعالى في كتابه العزيز.

• الأهداف الوجدانيه والنفسية:.

2. التوكل على الله:. ولاتستعظما من حوادث الأيام شيئا وعلقا رجاءكما بربكما وتوكلا عليه فإن التوكل

   عليه سعادة.

الأسس الاعتقادية والتعبدية

• العبادة هي المظهر الإيجابي للعقيدة والتجسيد العملي لها ولو ان العقيدة لم تمثر العبادة لكانت عقيدة عقيما لا دليل عليها ولا اثر لها ، كحبة مستقرة في باطن التربة لا تنبت ولا تزهر ولا تثمر ما قيمتها وما آثارها ؟

• والعبادة هي المظهر للعبودية الحقة لله تتمثل في أدائها طاعته وتقديسه واحترام أوامره

• العبادة توحد بين المسلمين وحدة عمل تتمثل في نمط العبادات التي يمارسونها جميعا بأسلوب واحد ،ووحدة وجهة وهدف ، حيث يتجهون الى صلاتهم الى قبلة واحدة وفي حجهم الى قبلة واحدة وفي جميع أعمالهم الى رب واحد .

• وكأنما لتنوع العبادات سر خفي اخر فكل عبادة منها تبنى جانبا من جوانب الشخصية الإنسانية ، المادية منها والمعنوية ، فالصلاة تبني جانب الحركة والنشاط والزكاة تبني عواطف الحب والايثار ، والصوم يبنى ضمير الانسان ويغذى روحه واشواقه ، والحج يبني النزعة الفطرية للاجتماع .

• الاثار التربوية بعض العبادات :

1 – الآثار التربوية لعبادة الصلاة :

عرض القران الكريم للصلاة من جهات متعددة عرض لها في مفتتح اطوار الصور واولها على انها من اوصاف المتقين الذين ينتفعون بهذا الكتاب ، وبهذا الوصف الصلاة هي العنصر الثاني من عناصر الشخصية الايمانية .

وإقام الصَّلَاة فَإِنَّهَا عَمُود الدّين وعماد الشَّرِيعَة وآكد فَرَائض الْملَّة فِي مُرَاعَاة طَهَارَتهَا ومراقبة أَوْقَاتهَا وإتمام قرَاءَتهَا وإكمال ركوعها وسجودها واستدامة الْخُشُوع فِيهَا والإقبال عَلَيْهَا وَغير ذَلِك من أَحْكَامهَا وآدابها فِي الْجَمَاعَات والمساجد فَإِن ذَلِك شعار الْمُؤمنِينَ وَسنَن الصَّالِحين وسبيل الْمُتَّقِينَ .

ومن الآثار التربية لعبادة الزكاة :

1 – وقد قرنت الزكاة بالصلاة وشهادة التوحيد ، وكانت ثلاثتها عنوان الدخول في الإسلام وعنوان الاخوة الدينية .

2 – فالإسلام بفرض الزكاة أراد ان يربي المسلم على انه عضو في المجتمع يجب ان يكون متعاونا ومتساندا ، كالجسد الواحد اذا اشتكى عضو في المجتمع يتكفل كل فرد بالآخرين .

ومن الآثار التربوية لعبادة الحج :

1 – اعلان وحدة الألوهية ومقاومة المادية الوثنية .

2 – واذا كان الحج تربية روحية فهو أيضا تربية اقتصادية ، وهكذا تتبدى تلك (الوحدة ) وتلك النظرة المتكاملة في القران لكل من الدنيا والاخرة .

3 – والحق ان لكل عمل من اعمال مناسك الحج دلالة تربوية ينطوي عليه ، ومعنى يرمز عليه ، يجب ان يلتفت اليه المسلم ، وهو يؤدي صورة هذه الاعمال .

اهم القضايا التربوية التي نٌقشت:

-الاحسان والتعاطف بين الاخوين

-لنصيحة بصلة الرحم والوصية بالجار

-النصيحة بلزوم الجماعة وعدم منافسة السلطان

-الوصية بطلب العلم

-الوصية بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر

-الجهاد في سبيل الله

الخاتمة:

نحن نرى كثيرا من الْآبَاء يَشكونَ من سوء سيرة أبنائهم وَمَا ذَلِك إِلَّا بِسَبَب إهمال تربيتهم فِي الصغر
كَمَا نلمس فِي هَذِه الْوَصِيَّة صدق النصح فَلَا أنصح من الْأَب لِابْنِهِ وَلَا أحرص مِنْهُ على مَا يصلحه وينفعه فَهُوَ يَقُول لِوَلَدَيْهِ واعلما أَن لَا أحد أنصح مني لَكمَا وَلَا أشْفق مني عَلَيْكُمَا وَأَنه لَيْسَ فِي الأَرْض من تطيب نَفسِي أَن يفضل عَليّ غيركما
كَمَا نرى أَن هَذِه الْوَصِيَّة جَامِعَة مَانِعَة مَا تركت خيرا إِلَّا حثت عَلَيْهِ وَلَا شرا إِلَّا حذرت مِنْهُ
(ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين)

وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)

والحمدلله رب العالمين ..