التكليف الجماعي لمقرر تطور الفكر التربوي
الفصل الدراسي الثاني لعام 1438-1439هـ
بجامعة ام القرى
أ.سارة هليل المطيري
الشعبة: 6
عمل الطالبات
أروى سمير عبدالحميد مالك 43305594
أسماء أسامة صالح حجازي 435002769
أفنان حسن جمعان الغامدي 435025151
دنيا ناصرخليل نخال 435003312
ريم منصور حميدان العويضي 434019147
رغده رضا صالح راجح 434018247
رغد إبراهيم علي الوقدراني 435019590
لجين موسى أحمد الفيفي 435011015
2
المقدمة
أن كتاب محمد بن سحنون في القرن الثالث الهجري كان الأساس الذي يعتمد في ميدان تعليم الصبيان، وهو مرآة للعصر الذي عاش فيه المؤلف، ويعتبر من أوائل الكتب التي ألفها، وهو يعتبر من الكتب الرائدة في التربية و التعليم، بل هو أقدم هذه الكتب، في الميدان على ما نعلم. و اعتمد على الكتاب والسنة وعمل أهل المدينة والإجماع والقياس لما لذلك من صلة كبيرة بالموضوع وهو موضوع التعليم الذي عالجه ابن سحنون في رسالته، فكانت وصفاً للأحكام الإسلامية مدللاً عليها من القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
3

المؤلف
ابن سحنون هو أبو عبدالله محمد بن سحنون ، ولد بالقيروان سنة 202 هـ ، ونشأ في كنف أبيه ، فقيه المغرب وإفريقيا: عبدالسلام سحنون التنوخي القيرواني شيخ المالكية ، يد ثُلَّة من شيوخ إفريقية ، فحمل إلى غَزير ليشعَّ به على المَغرب وإفريقيا.
وقد اشتغل بالتعليم بالقيروان ، وألف رسالة سماها: “آداب المعلمين” ، وهي على صغر حجمها – لا مثيلالا ستا وعشرين صفحة رسالة قيمة ونفيسة ، بما في ذلك من آراء تربوية المسيح بوضوح عن أن الأمة الإسلامية عنيت لق قضايا التعلم والتعليم .
هناك ثلاثة عوامل أثرت في تكوين البيئة العلمية والحضارية التي تواجد فيها محمد بن سحنون وأخرجته فقيها مالكيا متميزا ومربيا إسلاميا كان له السبق في علاج قضايا تربية الأبناء في الإسلام والعناية بهم ومن هذه العوامل المميزة
اولا: والده
ثانيا: عقيدة أهل السنة
ثالثا: النهضة العلمية التي عاصرها
5
6
ملخص لموضوع الكتاب
يتألف كتاب ابن سحنون من عشرة أجزاء أو فصول أو أبواب ، كل الأقسام جزء واحد أو باب ، فيما عدا جزء واحد. وهي:
1- ما جاء في تعليم القرآن العزيز
2- ما جاء في العدل بين الصبيان
3- باب ما يكره محوه من ذكر الله تعالى وما يتوجب أن يفعل ذلك.
4- ما جاء في الأدب وما يجوز من ذلك وما لا يجوز
5- ما جاء في الختم وما يجب في ذلك للمعلم
6- ما جاء في القضاء بعطية العيد
7- ما أريد أن يخلى الصبيان فيه
8- ما الذي على المعلم من لزوم الصبيان
9- ما جاء في إجارة المعلم ومتى تجب
10- ما جاء في إجارة المصحف وكتب الفقه وما شابهها
تحقيق أبي عبد الله عادل آل حمدان الغامدي
عن دار الؤلؤة
7
أهم الإفكار التربوية المميزة للمؤلف
أهم آراء ابن سحنون في تربية المتعلمين:
– الأولوية لتعليم القرآن الكريم وحث المعلمين على العمل بما جاء فيه.
– العدل بين الصبيان وعدم التمييز بينهم (الفقير والغني) وهذا ما فطنت إليه النظريات التربوية الحديثة.
– (جواز تأديب الصبية إذا ما خالفوا وفق شروط محددة (مبدأ الثواب والعقاب.
– لا يشغل المعلم وقته بغير تعليم الصبية الوقت المحدد للتعليم ولا يعمل عملا آخر.
– لا يجوز الجمع بين الذكور والإناث في التعليم في مكان واحد .
8
انفرد ابن سحنون في رسالته فيما يلي:
– جواز تعليم القرآن وغيره بأجرة يتعاقد عليها، حماية لحقوق أطراف العملية التعليمية، مع إبراز أهمية المساهمة الفردية في تمويل التعليم في تحسين الخدمات المقدمة للمتعلمين.
– يجب أن تكون الأجرة ضامنة لشروط الحياة الكريمة للمعلم، ومراعية لكفاءاته وجهده المبذول في تعليم الصبيان والعناية بذوي الحاجات الخاصة منهم.
– ضرورة مراعاة المنهاج الدراسي لحاجات الوسط الذي يكتنف المؤسسة التعليمية، فمع تأسيس المنهاج على غايات وقيم تعتبر قواسم مشتركة ونقط التقاء بين جميع الفئات الاجتماعية، يجب أن ينفتح على المحيط الاقتصادي والاجتماعي ليؤهل الناشئة للاندماج الاجتماعي.
– شمولية المنهج التعليمي الإسلامي لمكون ديني يتمثل في القرآن وعلوم الدين، ومكون أدبي ثقافي يتجلى في دروس اللغة والأدب العربيين، ومكون علمي يترجمه درس الرياضيات (الحساب). ومكون لمتطلبات حياتية صحية يتمثل في التربية البدنية
– أهمية تعليم الصبيان بعضهم بعضًا الأخلاق، وضرورة إتاحة فرص التفاعل الاجتماعي للأطفال في المؤسسة التعليمية.
9
مفهوم التربية
الإصلاح والتهذيب و التأديب، حيث تُبذل جهودٌ كبيرة ومستمرة لرعاية الطفل، وإصلاح أحواله، وعدم إهماله، بدءاً من الأسرة، مروراً بالمدرسة، ودور العلم، ووعظ العلماء، وقراءة الكتب، وسماع البرامج الهادفة. وهذا وغيره يساعد في إصلاح الطفل، وإثراء نفسه بالعلم المفيد، والنهج السديد، إذ يرتبط طلب العلم بمناهج التربية، مما يعطي الأطفال مع مرور الوقت خبرات ومهارات وتوجيهات، تساعدهم على تحقيق أهدافهم في الحياة، فللتربية دورها الرائد، وأثرها العميق في توجيه ميول الطفل، وربطه بالاخلاق الحميده ، والعلاقات الإنسانية الراقية، وكبح جماح الشهوات، ورفع القوى نحو الخير والصواب
10
أهداف التربية
أولا: – شرح علاقة المعلِّم بالمتعلم عند ابن سحنون
يمكن الحديث في هذا المِحور عن الضوابط التي تحكم علاقة المعلِّم بالمتعلِّم ، ومنها
– مبدأ الثواب والعقاب:
أعطى ابن سحنون للمعلم صلاحية ضرب تلاميذه على منافعهم، وألا يتجاوَز ثلاثًا، إلا بإذن الولي في أكثر من ذلك، ولا يجوز له أن يضرب رأس الصبي ولا وجهه، ونبه على أن الضرب لا يكون في حالة الغضب.
– التفرُّغ لأداء مهمة التعليم:
يؤكد ابن سحنون على ضرورة التزام المعلم بأداء مهمته على أحسن وجه
11
ثانيا: – ما يجب على المعلم من لزوم الصبيان
– تحديد العطل:
أقرَّ ابن سحنون عطلة عيد الفطر للصِّبيان يومًا واحدًا، ولا بأس أن تَصِل إلى ثلاثة أيام، وأقر في عيد الأضحى ثلاثة أيام، ولا بأس أن تصل إلى خمسة أيام، إضافة إلى عطلة الأسبوع من عشية يوم الخميس إلى صباح يوم السبت.
– ما جاء في العدل بين الصِّبيان )المتعلمين):
في هذه الباب نجد ابن سحنون يركز على ضرورة التسوية بين المتعلمين، بين الفقراء والأغنياء، وأن يكونوا سواسية عند مُعلِّميهم
– مسألة الإجارة، أو تعاقد المعلم مع أولياء المتعلمين لدفع أجرة المعلم،
وفصَّل في هذا الأمر تفصيلاً؛ إذ تحدث عن أجرة ختم القرآن الكريم، أو نصفه أو ربعه، ومتى تكون، ولمن تكون؟.
وتحدَّث عن إجارة تعليم الفقه والفرائض، والشِّعر والنحو، وبيَّن أن أحكام هذه الإجارة مثل إجارة معلِّم القرآن، وأشار إلى أن المعلم يمكن أن يعمل بأجر معلوم كل شهر أو كل سنة، وأن ذلك يُحدَّد مع ولي أمر المتعلم في عقد الإجارة، ونبَّه على أمر مهم وهو: “الهدية للمُعلِّم”، فبيَّن أنه لا يحل للمعلم أن يكلف الصبيان فوق أجرتِه شيئًا من هدية، وغير ذلك.
ولا يسألهم في ذلك، فإن أهدَوْا إليه على ذلك فهو حرام، إلا أن يُهدوا من غير مسألة، ولا ينبغي أن يُهدِّدَهم إن لم يُهدوا إليه، ويُخليهم إن أهدوا إليه؛ لأن التخلية داعية إلى الهدية، وهو أمر مكروه.
ثالثا :- إشراك الأسرة في تدبير شأن المتعلم:
قد دعا ابن سحنون إلى التعاون بين البيت والمدرسة لإنجاح التعليم، ويُبيِّن هذا ما أورده في رسالته؛ حيث قال: “وعلى المعلم أن يُخبر أولياءهم إن لم يَجيئوا، ولا يُرسل بعضهم في طلب بعض إلا بإذن أوليائهم”
12

الأساليب التربوية وطرق التدريس
نظام وضعه ابن سحنون ، ينظم عملية التعلم منهجاً وطريقة أداء ، لا تقارن بما وصلت إليه التربية الآن بعد حصيلة من التجارب شرقية وغربية ، وإنما نقارنه بما كانت عليه تربية إسلامية وليدة في قرنها الثالث الهجري، أو بما كانت عليه تربية غربية لا نرى لها أثراً بارزاً في حياة الناس سنرى أنه فكر حر مبتكر، لا يتعارض مع منطق التربية الدينية، التي تمده بمفاهيمه السليمة التي منها :
– تعليم الطلاب بعضهم لبعض بحيث يستعين بمن يعينه ، إذا كان في مثل كفايته ليقوم بالتعليم للطلاب.
– تحديد وقت ومدة التعليم في المكاتب من الضحى إلى ما قبيل العصر .
– تحديد طريقة التعليم بحيث لا ينتقل التلميذ من سورة إلى سورة حتى يحفظها بإعرابها وكتابتها.
– تحديد واجبات المعلم وحصر عمله في التعليم بحيث لا يرسل المعلم التلاميذ في حوائجه .
– فصل عملية تعليم البنين عن البنات في مكان التعليم.
– العناية بالناحية التطبيقية : بحيث يتعلم الطلاب الصلاة ، من حيث عدد الركعات وكيفية التكبير والركوع والرفع منه والسجود ، وكيف الجلوس ، والتشهد والسلام، وما يلزمهم في الصلاة.
14
المؤسسات التعليمية التي ذكرها
ويتم هذا التعليم في المكاتب أو الكتاتيب وهي مؤسسات اجتماعية وظيفتها تلقين العقيدة الإسلامية، والتعليم فيها خادم لهذه الغاية، ووسيلة لتحقيق هذا الهدف، ويجوز للمعلم أن يعلم في المكتب البنات مع كراهية خلطهم بالذكور لأن ذلك فساد لهم، كما يجوز له أن يعلم صبيانًا آخرين إلى جانب الصبيان المأجور على تعليمهم، شرط ألا يؤدي تعليمه للصبيان الآخرين إلى مزاحمة غيرهم أو إلى انشغال المعلم بهم وإهمال الآخرين.
ولا نَنسى أن الكتاتيب القرآنية وُجدَت منذ فجر الإسلام، وهي أماكن يَجتمع فيها الصبيان لحفظ القرآن الكريم وتَدارُسه
15
محتوى المنهج المدرسي
المجال المعرفي عند ابن سحنون، أو ما ينبغي تعلمه وتعليمه
– البدء بتعلُّم القرآن الكريم:
اعتبر ابن سحنون أن القرآن الكريم هو منبع العلوم وأساسها ولزم تعلمة
وتحدث ابن سحنون في أمور كثيرة تتعلق بتعلم القرآن وتعليمه؛ كأخذ الأجرة على تعليمه، وما يتعلق بالختمة، ومَن يستحق أجرَها من المعلِّمين إذا تعلم التلميذ على أكثر من معلم. إلا أن ما يلاحظ على ابن سحنون أنه لم يبيِّن بتفصيل كيفية تعلم القرآن الكريم، ولا سن المتعلم، ويَبدو أن نظرية ابن سحنون هذه، التي تجعل القرآن الكريم أول ما يتعلمه المتعلم، توافق ما كان منتشرًا في زمانه، خاصة في المغرب؛ حيث يتمُّ تعليم القرآن الكريم قبل كل شيء، وهذا فيه دليل واضح على أن النظام التربوي الإسلامي يَنطلق من الواقع ويعود إليه، فلم يؤلف ابن سحنون رسالتَه إلا بعد أن درس ومارس مهنة التعليم، وهذا فيه ردٌّ على مَن زعم أن المسلمين لم يهتمُّوا بقضايا التعلم والتعليم.
16
العلوم الأخرى التي يلزم تعلُّمها (مواد الدراسة):
لم يذكر ابن سحنون بابًا خاصًّا لطريقة التعليم، أو المواد التي يلزم تعلمها، ولكن يُمكن استِشفاف ذلك من مؤلَّفه؛ حيث يُبيِّن ابن سحنون في ثنايا رسالته أن على المعلِّم أن يعلم الصبية المواد الآتية:
-
الفقه: قال ابن سحنون فيما يَرويه عن أبيه: “ويلزمه أن يُعلِّمهم الوضوء والصلاة؛ لأن ذلك دينُهم، وعدد ركوعها وسجودها، والقراءة فيها والتكبير، وكيف الجلوس والإحرام والسلام، وما يلزمهم في الصلاة… وليتعاهدهم بتعليم الدعاء ليرغبوا إلى الله، ويعرفهم عظمته وجلاله؛ ليَكبروا على ذلك” ثم تحدَّث عما يَنبغي تعلمه من سنن الصلاة وأمور الدِّين عامة.
-
الفرائض، والنحو، والشِّعر، والخطابة، وتَحسين الخط، والرسائل؛ وذلك بأن يأذن للمتعلمين بكتابتها، ثم يُعلِّمهم الحساب، يقول في هذا الأمر: “ويَنبغي أن يعلمهم الحساب، وليس ذلك بلازم له، إلا أن يُشتَرَط ذلك عليه، وكذلك الشِّعر، والغريب، والعربية، والخط، وجميع النحو، وهو في ذلك متطوِّع…، وينبغي أن يعلِّمَهم إعراب القرآن، وذلك لازم له، والشَّكل، والهِجاء، والخط الحسن، والقراءة الحسنة، والتوقيف، والترتيل، يلزمه ذلك، ولا بأس أن يُعلِّمهم الشعر مما لا يكون فيه فحش من كلام العرب وأخبارها، وليس ذلك بواجب عليه”
وتحدَّث عن تعلم الخطابة فقال: “ولا بأس أن يُعلِّمهم الخطب إن أرادوا”، وتحدَّث أيضًا عن تعليم الألحان، أو ما نُسمِّيه الآن: “المقامات الصوتية” فقال: “ولا أرى أن يُعلمهم ألحان القرآن؛ لأن مالكًا قال: “لا يجوز أن يقرأ القرآن بالألحان”، ولا أرى أن يُعلِّمهم التحبير؛ لأن ذلك داعية إلى الغناء، وهو مَكروه، وأن ينهى عن ذلك بأشدِّ النهي”
17
الخاتمة
تفخر المدرسة المالكية في القيروان بأنها أنجبت علما جليلا من أسرة نابهة، وهو محمد بن سحنون الذي بلغ رتبة الاجتهاد الفقهي وتفاني في خدمة العلم ونشره بهمة وعزيمة وتواضع وورع، وأقبل على التقرب إلى ربه بالعبادة والنوافل والمرابطة بقصر المنستير منافحا عن الأرض الإسلامية وحوزة الدين بشجاعة وبسالة، وامتاز بصفات نبيلة أخرى، كانت من عوامل رفعة مكانته في المجتمع القيرواني مثل الثقة والأمانة والشفقة على المساكين والإحسان إلى الناس والسماحة في معاملتهم.
وفي عصر محمد بن سحنون في القيروان تتوافر ثلة من أقرانه من العلماء كانوا نجوما في سماء حضارتنا الإسلامية الزاهرة، ولكن ابن سحنون كان واسطة عقدهم.
18
Published: Apr 22, 2018
Latest Revision: Apr 22, 2018
Ourboox Unique Identifier: OB-465349
Copyright © 2018