
النبي شعيب عليه السلام هو من أهم الشخصيات الدينية لدى الموحدين الدروز:
يحظى سيدنا شعيب عليه السلام, بمكانة مرموقة في اوساط الطائفة الدرزية الدينية وغير الدينية. فمكانته عند رجال الدين معروفة ومكانته كبيرة عند القسم الغير متدين من ابناء الطائفة, فبالإضافة الى كونه شخصية دينية مرموقة, هو كذلك شخصية تاريخية, لعبت دوراً في حوادث الأيام, خاصة في الدور الكبير الذي قام به مع النبي موسى عليه السلام, حيث دعمه وأرشده وعلّمه اصول الإدارة, وتنظيم صفوف شعبه, كما انه كان معه حينما تسلم الوصايا العشر ونزلت عليه النبوءة. ويذكر التاريخ كذلك موقفه من شعب مديَن, الذي خالف أصول المعاملات التجارية, ودعوته الى الصدق والأمانة في البيع والشراء, ومواقفه الاخرى بين الشعوب التي عاش فيها. ويحظى النبي شعيب عليه السلام, بقدسية عند كافة الطوائف والأديان, وبمكانة تاريخية هامة عند رجال التاريخ والفكر, وهذا المركز الرفيع يؤثر على تعلق الدروز به وبمكانته وبمنزلته وتهافتهم على زيارة المقام الشريف.

المقام هو أقدم موقع ديني درزي في البلاد , فقد ذكرت المصادر التاريخية أن المقام بني في عهد صلاح الدين الأيوبي, أي بعد إنتشار الدعوة بحوالي مائة سنة فقط, وهو قائم منذ ذلك الوقت. وكان في فترات مختلفة بشكل أو بآخر, هدفا دينيا مرموقا ومقصدا للحجاج والزوار والمؤمنين. وكان الدروز يتوافدون على المقام في مراحل متعددة من التاريخ, مما يثبت أنه المكان المركزي منذ القدم. وقد زادت أهمية المقام طبعا بعد أن تم ترميمه عام 1882 من قبل الرئاسة الروحية آنذاك وبمبادرة من الرئيس الروحي الشيخ مهنا طريف. وبعد هذا التاريخ تحول المقام إلى موقع مركزي في حياة الدروز ليس فقط في فلسطين, وإنما في المنطقة كلها, التي يتواجد فيها دروز وذالك طوال كل أيام السنة وخاصة في أيام الزيارة التقليدية في نيسان. ومع أنه توجد أماكن دينية مقدسة بجانب القرى الدرزية أو في داخلها , إلا أن مقام النبي شعيب (ع) ظل طوال الوقت الأهم والأكثر زيارة ورواداً.

موقع المقام الجغرافي بعيدا عن أي إستيطان درزي:
يقع المقام بالقرب بحيرة طبريا, ولا يوجد بجواره اي قرية درزية, وأقرب قرية منه هي قرية المغار. ولهذا الموضوع اهمية حيث ان المقام لا يخضع لتأثير او سيطرة قرية معينة, مما يجعل تواجده مرتبطاً بتلك القرية بالحصر. هذا طبعاً لا ينقص من قيمة اي مقام موجود في قرية, لكن معظم المقامات الموجودة في القرى, تقع غالبا في وسط القرية, وهذا يجعل الناس يختصرون زيارة هذه المقامات, لئلا يزعجوا سكان القرية او بسبب عدم توفر اماكن وقوف سيارات كافية او لوجود حساسيات اخرى. أما مقام النبي شعيب عليه السلام, فهو موجود في منطقة محايدة, ويشعر كل درزي ان هذا المقام له ويشعر فيه براحة واطمئنان.

تحوّل المقام إلى رمز عند الدروز الغير متدينين:
في عشرات السنوات الاخيرة أصبح مقام النبي شعيب عليه السلام جزءا لا يتجزأ من حياة كل فرد من افراد الطائفة في البلاد. المتدين يزوره للقيام بالشعائر الدينية والدعاء والصلوات والغير متدينين يزورنه قدسية وخشوعاً وايماناً منهم انه يرعاهم ويحميهم. والمثقفون يزورونه لأنهم يعتبرونه رمزاً لكيانهم ووجودهم وأهليتهم للإنتماء للطائفة الدرزية. والجنود الدروز يحلفون بجواره اليمين العسكرية التي تؤهلهم لخدمة الطائفة والوطن. والطلاب الدروز يقومون فيه بمشاريعهم في نطاق الكشافة والتراث لأنه يمثل الوجود الدرزي بأكمله. وهكذا فكل شريحة من شرائح المجتمع الدرزي تجد فيه المثل الأعلى والنبراس الذي يضيء سبيلها ويشجّعها على التقدم والبقاء.

عدم تسلط أي قرية أو عائلة أو فئة على الطائفة:
تشرف على ادارة المقام اليوم الرئاسة الروحية وتقوم بحصر اموال التبرعات لجنة دينية خاصة بمساعدة مراقب حسابات متخصص بالموضوع وتقوم بواجبها هذا بين الفينة والاخرى تحت رقابة من يرغب بذلك وتوضع الاموال التي توجد في الصندوق حالا في البنك لحساب وقف سيدنا شعيب. وحسابات الوقف الداخل والخارج مفتوحة امام الجمهور لكل من يريد الاطلاع عليها. والرئاسة الروحية تنظم شؤون المقام وترتب موضوع الزيارات فيه واستقبال الضيوف من كل مكان وهي تفسح المجال طبعا لجميع أبناء الطائفة الدرزية ان يزوروه وأن يقوموا بإيفاء النذور طبعا بمراعاة الآداب العامة والأصول والتقاليد.

Published: May 20, 2018
Latest Revision: May 20, 2018
Ourboox Unique Identifier: OB-481392
Copyright © 2018