المفتاحُ الضائِع

هذِهِ هِيَ الجَدَّةُ صَفِيَّه
وَعِنْدَها حَفيدَتاها
عَرِين وَصَفِيَّه الّتي سُمِيَتْ باسْمِ جَدَّتِها
جَاءَتا لِتَسْمَعا مِنْها حِكايةً

أَجْلَسَتِ الجَدَّةُ حَفِيدَتَيْها
على رُكْبَتَيْها
وَأَخَذَتْ تَرْوِي لَهُما حِكايَةً ظَرِيفَةً
حَفِظَتْها لماَّ كانَتْ هي طِفْلَةً صَغِيرَةً

قالَتِ الجَدَّةُ صَفِيَّه:
كانْ يا ما كانْ
في قَديمِ الزَّمانْ
بِنْتٌ صَغيرَةٌ اسْمُها خيزرانْ
أَحْضَرَ لَها حدُّها هَدِيَّةً
سِوارًا وفُستانًا وَدُمْيَةً ذَكِيَّةً

خَبَّأَتْ خيزرانُ الهَدِيَّةَ في الخِزانَةِ
لكِنَّها ضَيَّعَتِ المِفْتاحَ
قامَ جَدُّها يُفَتِّشُ عَنْهُ
في الجَوارِيرِ
وفي كلِّ مَكانٍ

قالَ: أَذْهَبُ الى النَجّارِ الذّي
صَنَعَ الخِزَانَةَ
قالَ لَهُ النَّجَّارُ:
المِفْتاحُ عِنْدَ الحَدّادِ

قالَ الحَدَّادُ:
عِنْدِي مِفْتَاحٌ
لكِنْ ثَمَنُهُ بَيْضَةٌ
والبَيْضَةُ عِنْدَ الدَّجاجَةِ

قالَتِ الدَّجاجَةُ:
عِنْدِي بَيْضَةٌ
ثَمَنُها قَمْحَةٌ
وَالقَمْحُ عِنْدَ الفَلاَّحِ

قالَ الفَلاَّحُ:
عِنْدِي قَمْحَةٌ
ثَمَنُها كاسُ حَلِيبٍ
وَالحَلِيبُ عِنْدَ البَقَرَةِ

قالَتِ البَقَرَةُ:
عِنْدِي حَلِيبٌ
لكِنْ ثَمَنُهُ عُشْبٌ
والعُشْبُ في البُسْتانِ

ذَهَبَ الجَدُّ الى البُسْتانِ
فَأَعْطاهُ النَّاطُورُ العُشْبَ
فَأَعْطَى الجَدُّ العُشْبَ لِلْبَقَرَةِ
وَأَعْطَتْهُ البَقَرَةُ الحَلِيبَ

َخَذَ الجَدُّ الحَلِيبَ الى الفَلاَّحِ
فَأَعْطاهُ الفَلاَّحُ القَمْحَةَ

أَعْطى الجَدُّ القَمْحَةَ لِلدَّجاجَةِ
فَأَعْطَتْهُ البَيْضَةَ

رَكَضَ الجَدُّ الى الحَدَّادِ أَعْطاهُ البَيْضَةَ وأَخَذَ المِفْتاحَ

أَسْرَعَ الجَدُّ الى البَيْتِ
فَتَحَ الخِزانَةَ
وَفَرِحَتْ خَيْزرانُ

قالَتِ الجَدَّةُ: «تُوتَه تُوتَه تُوتَه
خَلْصَتِ الحَدُّوتَهْ»
شَكَرَتْ عَرِينُ وَصَفِيَّه جَدَّتهُما
على القِصَّةِ الحُلْوَةِ
وَقالَتا:
حَضِّرِي لَنا قِصَّةً جَدِيدةً لِلْغَدِ.

الأُغنية الشعبية