by Doaa Samhat
Copyright © 2020
صفحة من يومياتي
بقلم: راما مراد
الأربعاء- 1.1.2021
دقّت أجراس الساعة الثانية عشرة لليوم الأخير من سنة 2020 وأنا أجلس على شرفة منزلنا، أمسك دفتر يومياتي وقلمي المفضّل، أرتشفُ بضع قطرات من شاي النّعناع السّاخن وأنظر إلى السّماء الملبّدة بالغيوم السّوداء الماطرة…
أمسكُ دفتري وأبدأُ الكتابة، ولأول مرة أكتب دون أي شغف، دون أي أمل، دون أي روح! فقد رأيت من هذه السنة ما يكفي أن يؤلمني عشرات السنين!
لقد كان فقدانُها أصعب ما عايشته!
لقد عاشت مئة سنة وأكثر، ألم تستطع تحمّل القليلِ حتى أموت قبلها؟!
لكن ما زال لدي أمل….
أتعلمين؟ في كل مساء أهمس باسمكِ في داخلي كتعويذةٍ لي من كل تعب أو إرهاق! صدقّيني كنت أرتاح كثيرًا بعد انتهائي من المرة التّاسعة والتّسعين بعد الألف، متشوقةً لِكتابة رسالةٍ أبوح لكِ فيها بِكلّ مشاعري، وبكميّة الاشتياق المُرافق للألم من بعدك!
لكن هيهات! لن تتمكّني من سماعي أو قراءة رسائلي… لذا تراجعت.
كنتُ قد نسيت أنّي أنوي نسيانكِ وأني نويت بدءَ فكرة الاعتماد على نفسي من دونك. لكنّني لا أستطيع، ربما لاحقًا!
أظنّ أنّي قد شردتُ قليلاً عن الموضوع، لكن لا يهمّ! فالسّنة الماضية مثلي تمامًا! أظنّ أنها كانت سنة جيدة رغم سيئاتها الكثيرة. لا شيء يحدث دون سبب: فقد خُلقنا لسبب ونعيش لسبب وسنموت لسبب. حياتنا كلّها مبنية وفقَ أسباب.
“حبيتها ولا محبيتهاش هاي الدنيا ولازم تتعاش”. جملةٌ أردّدها كثيرًا من أغنيتي المفضّلة…
قد تجدونني متناقضةً بعض الأحيان، لكن هذا ما أنا عليه فعليًّا: مع أمل وبلا أمل، مع روح وبلا روح، مع شغف وبلا شغف!
كم كنت أودّ ان أسبّ السّنة وأحداثها؛ فتذكّرت الحديث: “لا تسبّوا الدّهر فإنّ الله هو الدّهر”. وتذكّرت أيضًا أنّ ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا بيد الله؛ وما هذه السنة إلا بعضٌ من مستقبلنا المقّدر لنا. كنت قد فقدت الأمل كثيرًا ومع ذلك كانت ثقتي بالله أكبر من كلّ أحداث السّنة. فقد كانت سنة مليئة بالخير المخبّأ داخلها، مقابل ذرات الشرّ التي خرجت منها دون قصد!
لقد اتّبعت عقلي لأول مرة بعدما اتّبعت قلبي سنوات طويلة واتضح لي أنّه في النهايةِ، ولتجنّب النّدم وعضّ الأصابعِ، عليك اتّباع عقلك لا قلبك! فأولئك الذين يتّبعون قلوبهم مرةً يندمون بعدها ألف مرة!
لقد كانت هذه السنة نقطة تغيّرٍ كبيرة في حياتي، ومع ذلك آمل أن لا تتكرّر!
وأخيرًا وبعدَ انتظارٍ طويل، نستطيع الآن طيّ صفحاتِ تلك السنة وفتح صفحة جديدة لسنة جديدة: أمل جديد ومستقبل جديد… دونَ بعضِ مَنْ رحلوا وتركوا أرواحهم لتبقى معنا في حاضرنا ومستقبلنا.
“على أمل يكون بكرا أحلى”.
Published: Dec 15, 2020
Latest Revision: Dec 15, 2020
Ourboox Unique Identifier: OB-965678
Copyright © 2020