by Tasneem
Artwork: تسنيم حنيني
Copyright © 2021
يقدم اللقاح لمجموعات محددة، وفقا لنظام حددته وزارة الصحة، بعد حجز موعد مسبق في مراكز تقديم اللقاحات الخاصة بناء على توجيهات وزارة الصحة.
يسعدنا، أن نخطو هذه الخطوة المتقدمة في معركتنا ضد فيروس كورونا، ونحن متأكدون أننا جميعا ومعا سنتمكن من وضع حد لفيروس كورونا والعودة إلى روتين حياتنا العادية.

ما هو الـ mRNA؟
الـ RNA الرّسول أو المرسال، أو messenger RNA, هو جزيء يحوي تعليمات لإنتاج البروتين. يحوي الـ DNA في نواة خلايا الإنسان تعليمات لإنتاج كلّ البروتينات في الجسم. الـ mRNA هو نسخة عن مقطع الـ DNA -الجين- الّذي يحوي معلومات لإنتاج بروتين معيّن. من ناحية كيميائيّة، تتشابه جزيئات ال DNA و RNA كثيرًا: كلاهما عبارة عن سلسلة طويلة مكوّنة من أربع وحدات بناء تدعى القواعد النّيتروجينيّة أو النوكليوتيدات المرتبطة بجزيء السّكّر.
يتكوّن جزيء الـ DNA من النوكليوتيدات أدينين، ثايمين، سيتوزين وغوانين (الّتي يشار إليها بالأحرف:
A،T،C،G)، بينما يُستبدل في جزيء ال RNA النوكليوتيد ثايمين بالأوريدين (U). فرق آخر بينهما هو في جزيء السّكّر، الّذي يحتوي على ذرّة أكسجين واحدة أقلّ في ال DNA مقارنةً بال RNA. هذا الفرق يُكسِب جزيء ال DNA استقرارًا (ثباتًا) أكبر من الـ RNA في الظّروف البيئيّة المختلفة. فرق ثالث هو أنّ ال DNA يتكوّن من سلسلتين طويلتين تلتفّان الواحدة حول الأخرى على هيئة اللّولب المزدوج المعروف، أمّا مبنى الـ RNA فهو ليس كذلك هناك عده انواع، والـ RNA) mRNA الرّسول) هو واحدٌ منها.

mRNA عادة في نواة الخلية ال mRNAيتم انتاج ال
خارجا منها الى السيتوبلازم ، حيثما تتمّ ترجمته إلى بروتين بواسطة عضيّة تسمّى بالرّيبوزوم. ينتج من كلّ جزيء عشرات أو مئات النُّسخ من نفس البروتين. عند انتهاء عمل البروتين في الخليّة – وفقًا لحاجات الخليّة mRNAلهذا البروتين تحديدًا – تقوم آليّات مختلفة في الخليّة بتحليل الـ
تعتمد اللّقاحات الـ “تقليديّة” على حقن فيروسات مضعّفة أو غير نشطة (معطّلة) للإنسان لتحفيز الاستجابة المناعيّة ضدّها لا توجد حاجة لحقن الى الخلايا mRNAالفيروسات أو بروتينات الفيروس وإنّما يتمّ حقن ال
وهي تقوم بدور انتاج البروتين بكميات كبيره وعرضه/ تقديمه لخلايا جهاز المناعة لإثارة ردّ فعل مناعي

تحتوي المادّة الّتي تُحقن على mRNA. سوف يتمّ حقن لقاح شركة Moderna في وجبتين، تحتوي كلّ منهما على 100 ميكروغرام، وأمّا لقاح Pfizer فسوف يُحقن في وجبتين، تحتوي كلّ منهما على 30 ميكروغرام. يُغلَّف ال RNA بطبقة دهنيّة، الّتي يبدو أنّ محتواها يختلف بين الشّركتين، ولكن من المؤكّد أنّها تحتوي بضعة حوامض دهنيّة، كولسترول وبولي أتلين غليكول – مادّة خاملة مستخدمة في عدّة أدوية.
يتمّ حقن اللّقاح في العضلة – فقد أظهر وايزمان في البحث الذي اجراه على الفئران أنّ خلايا العضلة تقوم بإنتاج بروتين لمدّة 10 أيّام، وأمّا عند حقنه في الدّم فتستمرّ عمليّة إنتاج البروتين 5 أيّام. بعد التّطعيم، تقوم الخلايا في موضع الحقن ب”ابتلاع مرنا” ، بعدها ينشل/ يزيل عنه الطّبقة الدّهنيّة في داخل الخلايا لتبدأ هي في ترجمته، أي إنتاج بروتين مُشفَّر. من الجدير بالذّكر أنّ (الـمرنا) لا يستطيع دخول نواة الخليّة، ولهذا فهو لن يسبّب أيّ طفرات أو تغييرات جينيّة أخرى. كما أنّ المرنا لا يمكنه أن يتحوّل إلى (دي ان اي) في الخلايا.

بما أنّ هذه التّقنيّة حديثة، من غير الواضح بعد أيّ خلايا سيدخلها ال RNA
وستقوم بترجمة البروتين. كما أنّه من غير المفهوم كيف يُعرَض البروتين لخلايا جهاز المناعة،
أظهرت الدّراسات الّتي أجريت على الفئران والتّجارب السّريريّة لشركتي Pfizer و Moderna في المرحلة 1 و 2 أنّ اللّقاح المعتمِد على الـ RNA يؤدّي إلى إنتاج أجسام مضادّة ضدّ بروتين ال Spike للقضاء على الفيروس. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت نتائج شركة Moderna نشاط خلايا T helper الضّروريّة لتطوير ذاكرة مناعيّة. اِهتمّت Moderna بتوسيع نطاق التّجربة لتفحص اللّقاح على كبار السّنّ، ووجدت أنّه حتّى عند المتطعّمين فوق سنّ ال 70، أدّى التّطعيم إلى إنتاج أجسام مضادّة ضدّ البروتين الفيروسيّ. تشير المستويات العالية للأجسام المضادّة في الدّم – وهي أعلى حتّى ممّن شُفي من الكورونا – أنّ التّطعيم يوفّر حماية جيّدة لفترة طويلة، ولكن يمكن معرفة مدّتها فقط باكتمال الدّراسة، في الأشهر والسّنوات المقبلة.
وفقًا لبيانات الشّركتين لوسائل الإعلام، تبلغ نجاعة اللّقاح %95، ممّا يعني أنّ %95 من بين المشاركين في التّجارب السّريريّة والّذين أُصيبوا بالكورونا كانوا من المجموعة الضّابطة الّتي تلقّت لقاحًا وهميًّا، وليس لقاحًا حقيقيًّا. فقط %5 من المشاركين الّذين أُصيبوا بالمرض كانوا في المجموعة الّتي تلقّت اللّقاح الحقيقيّ. يبدو حتّى الآن أنّ اللّقاحات فعّالة.

مزايا اللقاح من نوع mRNA
-
*هذه اللقاحات لا تدخل إلى نواة الخلية، وهي لا تؤثر على بنية الـ DNA أو على التجينات
-
لا يتم في حالة هذا اللقاح استخدام فيروس حقيقي، ولذا فإن أثره على الجسم طفيف جدا. ما من خطر للإصابة بكورونا بسبب هذا اللقاح، كما لا يوجد خطر نقل العدوى إلى المحيطين بمن حصل على اللقاح بسبب تناول اللقاح. ولذلك، فإن هذا اللقاح يعد آمنا أيضا لمن يعانون من تثبيط الجهاز المناعي، وغيرهم.
-
لا يتم هنا استخدام فيروس، ولذا فإن عملية إنتاجه أبسط بكثير. إذ يمكن إنتاجه في مختبر بسرعة كبيرة
-
يتيح الكثير من المرونة، والسهولة النسبية في ملاءمة اللقاح للطفرات في الجسم

من هم الأشخاص الذين يُمنع تطعيمهم في هذه المرحلة؟
-
بحسب التعليمات الجديدة من وزارة الصحة، في هذه المرحلة يمنع تطعيم المجموعات التالية بتطعيم فايزر:
-
الأطفال والمراهقين حتى جيل 16 (التطعيم معد لمن هم بعمر 18 سنة وما فوق).
-
لمن طوروا حساسية مفرطة (حساسية قوية ومباشرة، خلال ساعة) لوجبة التطعيم الأولى ضد فيروس كورونا
-
او لأحد مركباته.
-
أيّ شخص كان لديه في الماضي رد فعل تحسسي خطير وفوري (فرط الحساسيّة) لتطعيم ما أو لدواء أو طعام (يمكن تطعيم من عانوا في السابق من حساسية مفرطة لبعض الأدوية بالإبرة بحسب قرار طبي).
-
من ظهرت لديه حساسية مفرطة ومباشرة لعنصر غير محدد (حساسية مجهولة السبب).
-
من لديهم متلازمة تعمل على الخلايا الصارية (نوع من الحساسية).
-
الأشخاص الذين يعانون من مرض حاد و/أو حمى تتعدى 38 درجة.
-
لا يعطى التطعيم في هذه المرحلة لمن أصيب وتعافى من الكورونا – ليسوا أولوية أولى.
خلاصة الحديث
طوّرت كلتا الشّركتين لقاحات معتمدة على الـ mRNA – أي على تقنيّة حديثة. تتيح هذه التّقنيّة التّطوير السّريع للّقاح، وتشير النّتائج حتّى الآن لكونه آمنًا وناجعًا. تعهّدت الشّركتان بإنتاج عشرات الملايين من وجبات التّطعيم حتّى انتهاء عام 2020، وحوالي 0.5-1.5 مليار وجبة خلال عام 2021.
كلا اللقاحين من فايزر وموديرنا واعدان وآمنان وبقي فقط أن نرى لكم من الوقت سوف يكون التطعيم فعًالًا من وقت تلقّيه وكم من الحماية الفعليّة سيوفّر حقًا من الفيروس، أم أنه سيخفف من أعراض المرض، وحتى لو كان هذا فحسب، فهذا سبب مقنعٌ للحصول عليه، كون الإصابة بالفيروس مقرونةً بالكثير من المضاعفات الخطيرة.

Published: Feb 4, 2021
Latest Revision: Feb 4, 2021
Ourboox Unique Identifier: OB-1033128
Copyright © 2021