في القرن التّاسع والعشرين كان هناك مدينة القواعد في العراق التي تُشَكَّل فيها القواعد في اللغة العربية، وتعيش فيها عائلات كثيرة لكن أشهرها هي عائلة الجملة الفعلية التي ذاع صيتها بين الناس.

كانت الجملة الفعلية تتكوَّن من الأب العجوز وهو المسؤول عنها، كان يولي إبنه الفاعل الحكم والترأس على الجملة الفعلية، لكن لم يكن يعامل أبناؤه الفعل والمفعول به بنفس المعاملة التي كان يعاملها للفاعل، فكان يعطيه الصلاحية ان يأمر وينهي كما يريد على الجملة الفعلية، كان ايضا لديه ابن اسمه المفعول به لكن لم يكن يعيره الاهتمام مثل الفاعل، وهذا الامر أثار غضب المفعول به ممّا جعله يطمع بالسيطرة على الجملة الفعلية بدلًا من الفاعل.

مرَّت الايام وكان يحاول المفعول به الإطاحة بالفاعل وأخذ منصبه العالي ولكن كل محاولاته باءت بالفشل الذريع، فكان يتجول في مدن العراق باحثًا عن شخص يساعده في السيطرة على الفاعل.
بعد تفكير دام أشهر عديدة قرَّر المفعول به الذهاب الى أخيه الاصغر الفعل لكي يساعده في تلك المهمة، لكنه لم يكن متاكدا من استعداده للمساعدة لان الفاعل هو الذي كان يقوم بفعله، عندما ذهب إليه رأى ايضا أبنائه الفعل الماضي، الفعل الامر، الفعل المضارع وحين روى له مشكلته تلك هتف الفعل قائلا :

– لدينا حلا لهذه المشكلة سوف يشرح لك ابنائي كل من فعل الامر والفعل الماضي والفعل المضارع كيف سنحول الافعال. هتف المفعول به:
– يا الهيييييييي كم انا متفاجئ من مساعدة احد لي في هذه المشكلة!!!!!!!!
بدأ الفعل الماضي بالتحدث:
– عندما اغير شكلي من البناء للمعلوم الى البناء للمجهول بإضافة ضمة للحرف الاول وكسرة للحرف ما قبل الاخير مثل: أَخَذَ تصبح أُخِذُ .
أكمل الفعل المضارع:
– أُغير شكلي من البناء للمعلوم الى البناء للمجهول بحيث أضم اول حرف وأفتح الحرف ما قبل الاخير، مثل: يَسأَل تصبح يُسأَل.
وإِذْ بالفعل يصرخ قائلا:

– ياااااا الهي نسيت ان اقول لك هذا الامر المهم، يوجد افعال متعدية والتي هي افعال لم تكتفي بالفاعل ونصبت مفعول به في الطريقة التي شرحناها قبل قليل، ولكن من جهة اخرى يوجد افعال لازمة فهي تكتفي بالفاعل لإتمام معنى الجملة وليست بحاجة اليك ايها المفعول به مثل الفعل بَقِيَ فيكتفي فقط بالفاعل.
قال المفعول به:
– المهم بالنسبة لي ان اتخلص من ذلك الفاعل، شكرا لكم يا اصدقائي لا اعلم كيف يمكنني ان أشكركم على مساعدتكم لي، والان اسمحوا لي ان أذهب وأَستفز الفاعل بوجودي بجانبه في الجملة الفعلية، وألقاكم يا اصدقائي في الجملة الفعلية.

قالت الافعال معا:
– عندما تواجه اي مشكلة لا تتردَّد بالتوجه الينا، فنحن يدك اليمنى التي تساندك في مواجهة اي طارئ.
بعد ذلك فكر المفعول به جيدا، وتوجه الى الفاعل قائلًا :
-هل انت مدرك انني سوف اساعدك في الترأس على الجملة الفعلية.
اندهش الفاعل وأغمي عليه من شدة الصدمة.
بعدما عاد الفاعل لوعيه، صرخ قائلا:
-من انت حتى تأخذ جزء من منصبي في الجملة الفعلية؟؟!!
فأجاب المفعول به بكل برود:
– ومن انت يا هذا لكي تترأس لوحدك الجملة الفعلية؟؟؟
سمع الاب العجوز صراخهم وأتى مسرعًا :
– ماذا تظنون أنفسكم فاعلين عندما تتصرفون بحماقة، هل هذا الصراخ أصبح هو حل لمشاكلنا، أترون ان هذا ملائم لنا كعائلة نحوية؟؟؟؟!!!
أطبق السكون في ارجاء الغرفة حتى قال العجوز:
– ما المشكلة التي حدثت في غيابي ايها المفعول به؟؟
قال المفعول به :

-لم اشارككما هذا من قبل، أنني كنت اطمع في رئاسة الجملة الفعلية والقضاء على وجود الفاعل، لكنني شعرت بالسعادة عندما علمت ان الفعل المبني للمجهول يستغني عن الفاعل وانا احل مكانه واصبح نائبا للفاعل، يا لشعوري بالانتصار عليك ايها الفاعل.
فكر الفاعل مليًا وقال:
– الفعل المبني للمعلوم لا يستغني عن وجودي بالجملة، وتذكر انني اتواجد دائما بكل جملة تبدأ بفعل مبني للمعلوم وليس مبني للمجهول مثلك.