القرآن الكريم
مقدمات علوم القران الكريم:
لم تعرف البشرية في تاريخها الطويل، ولن تعرف كتابا نال من البحث والدراسة والتقدير والإكبار مثل القرآن الكريم، فقد حظي منذ اليوم الأول للوحي، باهتمام بالغ من البشر أجمعين، فكان صلوات الله وسلامه عليه يبلغه أصحابه رضي الله عنهم فيفهمونه بسليقتهم، وإذا التبس عليهم فهم آية من الآيات سأـلوا الرسول صلى الله عليه وسلَّم عنها، وكان يفسر لهم الآيات ابتداءً وكانوا، رضي الله عنهم، يقرؤون القرآن ويتدبرون معانيه، ويتدارسون أحكامه، ويحفظونه ويفسرونه ويعملون به.
وبعد اتساع الفتوحات الاسلامية انتشر الصحابة رضوان الله عليهم، في البلدان المفتوحة يعلمون أهلها القرآن وينشرون علومه، وظل هذا كله معتمدا على الرواية بالتلقين، حتى جاء عصر التدوين في القرن الثاني فبدأ التابعون ومَن بعدهم بتدوين علوم القرآن.
المقصود ب “علوم القرآن”: كل ما يتصل بالقرآن الكريم من دراسات، كالتفسير، جمع القرآن وتدوينه، المكي والمدني، مراحل إعجام القرآن، الإعجاز القرآني…
أشهر المؤلفات في علوم القرآن:
- في العصر القديم:
- البرهان في علوم القرآن للزركشي.
- الإتقان في علوم القرآن للسيوطي.
- في العصر الحديث:
- مباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح.
- مباحث في علوم القرآن لمنّاع القطّان.
تعريف القرآن الكريم:
لغة: مصدر مرادف للقراءة، وهي التلاوة، ومنه قوله تعالى: (إنَ ّعلينا جمعه وقرآنه (17) فإذا قرآناه فاتبع قرآنه) (18) سورة القيامة. وهو مصدر بمعنى اسما لمفعول أي المقروء.
اصطلاحا :هو كلام الله تعالى, المنزل على سيدنا محمد باليقظة التامة، بواسطة الملك جبريل, باللفظ العربي المعجز[1], المتعبّد بتلاوته[2], المنقول إلينا بالتواتر[3], المبدوء بسورة الفاتحة المنهي بسور الناس.
[1] القرآن هو المعجزة الخالدة التي أيد الله بها نبيه محمد , وقد اشتمل على أنواع عديدة من الإعجاز, كالإعجاز اللغوي والإعجاز العلمي والإعجاز الرقمي..
[2] أي أنَّ قراءته عبادة يُثاب فاعلها، كما أنه لا تصح الصلاة من غير قراءة شيءٍ منه (وأقلها سورة الفاتحة).
[3] أي ما نقله جمعٌ من الناس عن جمع مثلهم بحيث يستحيل اتفاقهم على الكذب.
خصائص القرآن الكريم:
- إلهيُّ المصدر: أي أنَّ لفظه ومعناه من عند الله، قال تعالى: “وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ”.
- ذو لفظ عربي معجز: أي أنَّه نزل بلسان عربي مبين، لا يستطيع أحد الإتيان بمثله على مر العصور، قال تعالى: “قُلْ لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً”.
- منقول بالتواتر: أي رواه جمعٌ من الناس عن جمع مثلهم، بحيث يستحيل اتفاقهم على الكذب.
- متعبد بتلاوته: أي أن قراءة القرآن عبادة بحد ذاتها يثاب فاعلها، وكذلك لا تصح الصلاة إلّا بقراءة شيء منه, قال : “من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة..”, وقال أيضًا: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.
Published: Mar 16, 2021
Latest Revision: Mar 16, 2021
Ourboox Unique Identifier: OB-1078529
Copyright © 2021