التسامح في الإسلام
مفهوم التسامح: هو العفو عند المقدرة وعدم ردّ الاساءة بالإساءة، والترفع عن الصغائر والسمو
بالنفس الى مرتبة اخلاقية عالية.

وقد حثَّ الإسلام على هذا المبدئ العظيم، سواءً مع المسلمين أو غيرهم، ودعا إلى التعايش الإيجابي بين الناس بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم، ويظهر ذلك فيما يلي:
-
أولاً: تسامح المسلم مع إخوانه:
-
دعت آيات القرآن والأحاديث الشريفة إلى معاملة الناس بالعفو والتسامح وعدم مقابلة الاساءة بالإساءة، وبيّنت الأجر والثواب العظيم الذي أهدّه الله للمسامحين والعافين عن الناس، ومن هذه الآيات والأحاديث:
-
قول الله تعالى: “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”.
-
قول الله تعالى: “وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”.
-
قول الله تعالى: “وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ”.
-
قال : “ما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا”.
-
عن انس ابن مالك قال : كنتُ أمشي مع الرسول ، وعليه رِداءٌ نَجرانيٌّ غليظُ الحاشيةِ, فأدركه أعرابيٌّ, فجبَذَه برِدائِه جبْذةً شديدةً, ثم قال: يا محمدُ! مُرْ لي من مالِ اللهِ الذي عندك. فالتفتَ إليه الرسولُ , فضحِكَ, ثم أمر له بعَطاء.
-

-
ثانيًا: التسامح في التعامل مع غير المسلمين:
-
حثَّ الإسلام على البر والعدل والتسامح في معاملة غير المسلمين إذا لم يكونوا معادين للإسلام، قال تعالى: “لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ”.
-
نهى الاسلام عن مقاتلة غير المسلمين اذا كانوا مسالمين, قال : “منقتل مُعاهَدًا لم يَرَحْ رائحةَ الجنَّةِ”.
-
أمر القرآن بمجادلة أهل الكتاب (اليهود والنصارى) بالتي هي أحسن، وأباح الزواج منهم.
-
أمر الإسلام ببر الوالدين المشركين والإحسان إليهما، حتى لو حرصا على صد ابنهما عن الاسلام، قال تعالى: “وَإِنْ جَاهَدَاكَ على أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا، وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًاْ”.
-
يحترم الإسلام حرية الاعتقاد ويجعل للإنسان حرية الدخول في الإسلام أو البقاء على دينه، قال تعالى: “لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ”.
-
العفو عمَّن أساء منهم, ويظهر ذلك فيما حدث مع النبي حينما فتح مكة فقال لأهلها الذين آذوه أشد الإيذاء:” ما تظنون أني فاعل بكم” قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.

من ثمرات التسامح على الفرد في الدنيا والآخرة:
من ثمار التسامح في الدنيا:
-
تجعل قلبه مطمئناً خالياً من الأحقاد والضغائن.
-
العزة والكرامة: قال : “وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا”.
من ثمار التسامح في الآخرة:
-
مغفرة الله ورضوانه لقوله جل وعلا “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحَبُّونّ أّنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ”.
-
الأجر العظيم لقوله جلا وعلا “وَمَنْ عَفَى وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ”.
Published: Mar 31, 2021
Latest Revision: Mar 31, 2021
Ourboox Unique Identifier: OB-1093554
Copyright © 2021