شهر رمضان المبارك

شهر رمضان : 

هو الشهر التاسع في السنة القمريّة، ويأتي بعد شهر شعبان، ويتبعه شهر شوّال وقد فضّله الله -تعالى- على باقي أشهر السنة؛ لأنّه أحد أركان الإسلام، كما أنَّ صيامه فَرض على كلّ مسلم، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)، وجُعِل قيام ليله من السُّنَن التي حَثَّ الإسلام عليها، ورتّب على ذلك مغفرة ما تقدّم من الذنوب، ومن النِّعَم التي يمكن أن يُنعم الله -تعالى- بها على المُسلم أن يُبلّغه شهر رمضان؛ فيستقبله بالفرح، وشُكر الله -تعالى-، وعَقد النيّة على التوبة، والاستعداد التامّ لصيامه، وقيامه؛ لينال الأجر، والثواب.

سبب تسمية رمضان بهذا الاسم:

1_ رمضان من الرَّمَض؛ وهو شدّة الحَرّ؛ لأنّه غالباً ما كان يأتي في وقت الحَرّ في جزيرة العرب، وكانت العرب تُسمّي الشهرَ بالزمن الذي يقع فيه.

2_رمضان بسبب رَمَضه للإنسان الصائم؛ ومن ذلك شدّة الجوع.

3_ رمضان بسبب كثرة تفكُّر القلب في أُمور الآخرة؛ تشبيهاً له بالرمل والحجارة التي تأخذ الحَرّ من شدّة الشمس.

4_ رمضان مأخوذ من (رَمَض)؛ أي احترق؛ فرمضان يحرق الذنوب؛ لِما يؤدّيه المُسلم فيه من الأعمال الصالحة.

فضل شهر رمضان:

1_ تُفتَح به أبواب الجنّة، وتُغلَق أبواب النار، وتُصفَّد فيه الشياطين.

2_ أنزل الله -تعالى- فيه القُرآن، وجعل فيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر.

3_ تُضاعَف فيه الحَسنات؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ).

4_ يزيد الله -تعالى- فيه أرزاق عباده المؤمنين، ومن فطَّر فيه صائماً، فإنّ الله يغفر له ذُنوبه، ويُعتِق رقبته من النار.

5_ يجعل الله -تعالى- فيه الرحمة، والمغفرة، والعِتق من النار، وفيه مواطن كثيرة للدعاء.

حكم صيام شهر رمضان :

جعل الله -تعالى- صيام رمضان من فرائض الدين، ورُكناً من أركان الإسلام الخمس، وقد ثبتت فرضيّة الصيام في كتاب الله -تعالى-، وسُنّة نبيّه -عليه الصلاة والسلام-؛ قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)

وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ) -وذكر منها- (صَوْمِ رَمَضانَ)، وقد أجمع المُسلمون على وجوب الصيام على المُكلَّف، ولم يُخالف هذا الحُكمَ أحد.

الحكمة من مشروعية صيام رمضان :

1_ يُطهّر نفس الصائم من الأخلاق السيّئة، ويُزكّيها؛ فهو يُضيّق على الشيطان الوصول إلى الإنسان.

2_ يَحُثٌّ على زُهد النفس في الدُّنيا، ويزيد رغبتها في حُسن الاقبال على الآخرة.

3_ يُعزّز شعور الإنسان بالمساكين، وآلامهم؛ لأنّ الصائم يشعر بما يشعرون به من شدَّة الجوع والعطش.