رحل نجم الجنوب

                      محطات من حياة النائب سعيد الخرومي

في بيت اسرة بدوية بسيطة , تعيش حياتها الهادئة في صحراء النقب القاحلة ,وفي اجوائها الحارة –

ومناخها الصحراوي الجاف ولد الطفل سعيد ,ورات عيناه النور لاول مرة في الاول من تشرين الاول من1972م , في قرية السر غير المعترف بها

نشأء وترعرع سعيد بين اهله واخوته , وعرف الصحراء بكل تضاريسها وصفاتها, بحرارتها الافحة ,بجدبها وجفافها بريحها وزوابعها وغبارها ,ولعب مع اترابه في اوديتها وشعابها ,حتى بعثه اهله ليتعلم في مدرستها, مدرسة العزازامه الابتدائيه ,التي كانت تبعد عنه 7 كيلومترات ,كان عليه ان يحل واجباته المدرسية على نور سراج الكاز , فالجميع يعيشون على هذا النمط من الحياة –

درس في الجامعة العبرية في القدس ,

قد تعجز الكلمات وترتبك المعاني ولا تستطيع الافصاح عن مكنونات النفوس واختلاجات المشاعر اذا ما تفاجأت بخبر يهز كيانها, ويخلط عليها امورها كحادث وفاة النائب سعيد الخرومي رحمه الله ,الذي كان وقعه شديدا وتأثيره اشد ,فأذهل الناس وخيم عليهم جو من الحزن والكآبة والحسرة والاسى ,خبر اهتز له الجنوب باسره ,وكل من عرفه في طول البلاد وعرضها ,فتوافد الآلاف ليودعوه الى مثواه الاخير,ويدعون له بالرحمة والمغفرة من الله سبحنه وتعالى,نشرت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي عنه الكثير , وربما لم ينشروا الا القليل من خصاله الحميدة ومن صفاته النبيلة وتواضع نفسه,وبساطة عيشه وحياته

نم يا سعيد قرير العين فسوف تبقى روحك الطاهرة ترفرف فوق جنوبنا الغالي لتلهم من بعدك الى طريق الثبات وصلابة الموقف والصمود , لقد كنت مدرسة في التواضع والبساطة والوقوف بجانب الناس في كل محنة , وتقديم يد العون لكل محتاج , وسيبقى نهجك ملهما للاجيال القادمة من ابناء النقب , وستبقى ذكراك شمعة وضاءة تنير لهم الطريق

تعجلت الرحيل ايها السعيد

فمن نرثيه بعدك يا فقيد

خيامنا والتراب وكل دار

بطبع الصدقما فتئت تشيد

نعاك الشيب والشبان صبحا

وام حملها حزن شديد

اخا وابا مقيما كنت فينا

لعمري انت نحن ولا نزيد

لقد اصغيت للكهل احتراما

فأصغى اليك في المهد الوليد

تناديك البطاح وكل واد

واهل كنت عنهم لا تحيد

فلا اغلى عليك من البوادي

جبلت بطنيها ولها تعود

وللنقب الاشم سعيت دوما

فانت الثائر الحر العنيد

دفن سعيد رحمه الله في مقبرة شقيب السلام مع احتشاد كبير لمواطني بلده وغيرهم ممن يحبونه, الكثير ممن يحبونه!,