سلطان عبد الحميد

مقدمة:

قمنا باختيار السلطان عبدالحميد الثاني لاننا اردنا معرفة معلومات عن اخر السلاطين العثمانيين الذي استلم حكم الدولة العثمانية في حين كانت دولة ضعيفة وتطمع الدول الغربية الأوربية في اراضيها فاردنا معرفة بمكانة السلطان عبدالحميد بالدولة العثمانية ، وعن سياسته التي حكمت الدولة العثمانية في ظل ظروف صعبة وما مدى تاثير هذه السياسة على البلاد العربية التي كانت تحت الحكم العثماني وكيف كانت احوال هذه البلاد في ظل حكمه وهل ساهم السلطان بتطوير هذه البلاد وإعمارها ،كذالك في فترة حكمه انتشرت فكرة الجامعة الاسلامية فاردنا معرفة ما هي فكرتها وعن ارتباطها بالسلطان عبدالحميد واسهاماته في نشرها وما مدى تأثير فكرة الجامعة الاسلامية بسياسة السلطان عبدالحميد حول البلاد العربية.

سؤال البحث:
ما مدى تأثير سياسة السلطان عبد الحميد والجامعة الاسلامية اتجاه السكان العرب والمناطق العربية ؟

الفصل الاول:                         السلطان عبدالحميد

1.سلطان عبد الحميد الثاني هو خليفه المسلمين السادس والعشرون من سلاطين الدوله العثمانيه, ولد بتاريخ 21 سبتمبر 1842 في الدوله العثمانيه في إسطنبول وتوفى في تاريخ 10 فبراير 1918 من السن 75.

هو السادس وعشرون من سلاطين آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافه والسلطنه واخر من امتلك سلطه فعليه منهم, توعى السلطان عبد الحميد الحكم في 10 شعبان 1293 هجري 31 أغسطس 1876 وخلع بانقلاب 27 ابريل 1909.

اطلقت عليه عدة القاب منها “السلطان المظلوم”, ” السلطان الأحمر” ويضاف الى اسمه أحيانا لقب ال”غازي”.

ولد في قصر جراغان في إسطنبول ابنا للسلطان عبد المجيد الأول والسلطنه “ثير مجكان” الشركسيه الأصل الت ماتت وهو في العاشره من عمره.

درس سلطان عبد الحميد الموسيقى في شبابه ودرس الخط وتعلم اللغات العربيه والفارسيه  والفرنسيه وتعلم الادب العثماني والعلوم الاسلاميه وتعمق في التصوف.

وتعلم السياسه والاقتصاد على يد وزير المعارف ونظم بعض الاشعار باللغه التركيه العثمانيه وامتهن عبد الحميد النجاره وقد بدأ شغفنه بها على أيام والده السلطان عبد المجيد الأول الذي كان أيضا محبا لها.

أهم إنجازات السلطان عبد الحميد الثاني:

1-  افتتاح أول مدارس للبنات.

2-  ارتفاع عدد المدارس الثانوية من 250 عند توليه الحكم إلى 900 مدرسة في عام 1909، وعدد المدارس الثانوية من 6 إلى 109 مدارس.

 3- بلغ عدد المدارس الابتدائية الحديثة التي افتتحها في إسطنبول من عام 1877 إلى عام 1905 حوالي 9 آلاف مدرسة.

 4- دعم مشروع عبد اللطيف صبحي باشا، بافتتاح أول مدرسة فنية للبنات.

 5- بُنيَت محطتا سيركجي وحيدر باشا للمواصلات في عهده.

 6- بُنيَت سكة حديد الحجاز في عهده بمبادرة محلية بكل ما يتعلق بمشروع بنائها.

 7- تم تحويل مؤسسة البريد والبرق إلى وزارة في عام 1877، وأُدخل نظام الحوالات لأول مرة لمؤسسة البريد في عام 1900.

 8- أُنشئ بريد المدن في عام 1901.

9-  استُخدم الهاتف في أوروبا لأول مرة في عام 1876، وتم إنشاء بنية تحتية للهواتف بتركيا في عام 1881، وكان الهاتف متوفرا في حينها بأعداد محدودة.

 10- أسس السلطان عبد الحميد الثاني، مستشفى الأطفال في شيشلي عام 1899، التي لا تزال نشطة إلى هذا اليوم.

 11أصدر مرسوما بتأسيس دار العجزة في أوكميدان بإسطنبول في 25 آذار/ مارس 1906، التي لا تزال تقدم خدماتها إلى يومنا هذا.

.فكرة الجامعة الاسلامية

مؤسس الجامعة الاسلامية هو عبد الحميد الثاني ولكن جمال الدين الافغاني هو كان اول الداعمين للجامعة الاسلامية. ولد جمال الدين الافغاني في بلدة اسعد اباد من بلاد الافغان عام 1839. درس الفقة على مذهب ابي حنيفة، كما درس علم الكلام واحاط بقسط وافر من العلوم الرياضية والهندسية والفلك والتشريح. وتوفي عام 1897.

فكرة الجامعة الاسلامية: هي حركة سياسية تدعو الى توحيد المسلمين حول العالم والتعاون ما بينهم لاملاح احوالهم تحت دولة اسلامية قائمة على الخلافة، فكرة الجامعة الاسلامية تربط جميع المسلمين حول العالم على اسس دينهم الاسلامي وتعتبره مثل القومية الدينية التي تميزهم عن غيرهم بأستبعاد الثقافات والاعراق المختلفة بينهم.

واعتمدت فكرة الجامعة الاسلامية على عهد عدة مبادئ وهي:

1. وقف الخلافات بين الشعوب الاسلامية والحكومات الاسلامية وقطع الطرق على المحاولات الغربة الاستعمارية لجعل فتنة بين المسلمين واستعمار بلادهم
2. توحيد المسلمين واتخاذ القرآن الكريم دستورًا لها والإلتزام بمبادئ العدل والشورى هي الطريقة الوحيدة لنهوض المسلمين ومقاومة الغزو والاستعمار الاجنبي.
3. إصلاح احوال المسلمين حول العالم من النواحي الاقتصادية الثقافية والاجتماعية.
4. اظهار الوعي والحماس بين المسلمين وتوحيدهم تحت راية واحدة لتحرير بلادهم من السيطرة الغربية والدفاع عن دينهم وحضارتهم الاسلامية

3الفصل الاول السكان العرب المناطق العربيه في الدوله العثمانيه خلال عهد عبد الحميد:

كان السلطان عبد الحميد الثاني مهتما بالدول العربية, فكان يرسل اليها رسله ينشرون الدعاية له بين الناس ,ويحاولون اقناعهم بان الخلافة هي المهم الوحيد في النجاة من اطماع العرب.

والسلطان عبد الحميد انتهج سياسة التودد الى الشعوب العربية بعدة طرق اهتمام بمؤسساتهم الدينية والعلمية والتبرع لها بالاموال والمنح ولاصلاح الحرمين الشريفين وترميم المساجد وزخرفتها يحتاجون لجمع مبالغ طائلة.

سكة حديد الحجاز :

السلطان عبد الحميد اعتبر مشروع سكة حديد الحجاز , الممتد من دمشق الى المدينة, ان تكون وسيله من وسائل التي ستساعد بها لنشر شأن الخلاقة ونشر فكرة “الجامعة الاسلامية”.

وقد كان السلطان عبد الحميد مهتما اهتماما بالغا بانشاء الخطوط الحديدية في جميع الدولة العثمانية, وهدفة من وراء تلك المشروعات كان لتحقيق ثلاثة اغراض وهي:

1( اراد ربط اجزاء الدول العثمانية المختلفة, لكي يساعد على نجاح فكرة الوحدة العثمانية والجامعة الاسلامية وان يسيطر على الولايات السيطرة الكامله لانه بدأ الوعي القومي يستيقظ فيها, مثل سوريا والعراق والحجاز, لتقوية قبضة الدولة عليها.

2( غصب الولايات تلك على الاندماج في الدولة والخضوع للقوانين العسكرية التي تدعو على وجوب الاشتراك في الدفاع عن الامبراطورية بتقديم المال والرجال.

3( عندما تتعرض اي جبهة من الجبهات لمهاجمة العدوان يساعد في تسهيل الدفاع عن الامبراطورية يساعد مد الخطوط الحديدية على سرعة توزيع القوات العثمانية وايضا الى تلك الجبهات.

الفصل الثاني:

1-مراسلات وارتباط السلطان عبد الحميد وفكرة الجامعة الاسلامية؟

ابدى السلطان عبد الحميد قناعة كبيرة بجدوى فكرة الجامعة الاسلامية التي نادى بها جمال الدين

الافغاني، وقد سافر جمال الدين الى اسطنبول عدة مرات لمقابلة السلطان في هذه المسالة ومناقشة الفكرة وفي اخر مرة له حاول السلطان الاستفادة منه لتوحيد قلوب المسلمين، فبدأ السلطان عبد الحميد بتشجيع فكرة الجامعة الاسلامية لانه راى انها تقوي مركزه كسلطان وخليفة للمسلمين فأتجها السلطان عبد الحميد الى تسخير قوة الدين وإحياء الخلافة الاسلامية حتى يتوجه اليه جميع المسلمين حول العالم بالاستبعاد عن قوميتهم واجناسهم فيعتبروه خليفة وحامي لهم ضد الدول الاوربية الزاحفة عليهم.

ما هو دور السلطان في فكرة الجامعة الاسلامية؟

من اجل تنفيذ الجامعة الاسلامية والعمل على مبدئها عمل السلطان عبد الحميد اولا بمناداة ودعو جميع المسلمين حول العالم للتجمع والتوحد حول الدولة العثمانية واعتبارها دولة خلافة اسلامية التي تجاهل وتدافع وتحمي الاسلام والمسلمين. ولكي تنجح هذه الدعوة قرب السلطان عبد الحميد اليه ابرز العلماء والفقهاء المسلمين في عصره مثل شيخ الاسلام ابي الهدى الصيادي وجمال الدين الافغاني وغيرهم من العلماء. لم يكتفي السلطان بتقريب العلماء له بل ارد ان يقرب الشعوب الاسلامية اه وخاصتاً الشعوب الاسلامية التي وقفت تحت الاحتلال والاستعمار الاوربي في عصره ولذالك ارسل السلطان عبد الحميد اشخاصاً تابعين له ومؤمنين بدعوته الى هذه الشعوب ليدعوهم وينشرون فكرة الجامعة الاسلامية وخصيصاً عند الشعوب الاسلامية التي تحت الاستعمار، فراى زعماء هذه الشعوب ان عليهم باستغلال فكرة الجامعة الاسلامية والاستفادة من السلطان المؤول عن الجامعة وعنهم خليفة المسلمين واميرهما في سبيلهم بالتخلص من الاحتلال الاوروبي لبلادهم

هل كانت للسلطان مصلحة ام انه اراد تحسين احوال البلاد؟

-اعتلى السلطان عبد الحميد السلطانة سنة 1876 وقد وافق السلطان عبد الحميد عند اعتلائه العرش دستور مدحت باشا بعد ان عدل عليه، مع ذالك كان قد جعل هذا الدستور الدولة العثمانية دستورية وبرلمانية، ثم افتتاح السلطان مجلس المبعوثان وهو البرلمان العثماني الاول والمنتخب من قبل الولايات العثمانية.
-بوجود مجلس المبعوثان للدولة العثمانية ادى الى تقليل دور ومكانة وصلاحيات وحكم السلطان، لم يرغب السلطان عبد الحميد بهذه الامور ولم يتفق بوجود الدستور والمجلس في دولته وقد وافق السلطان عليه فقط لمراعاة ظروف الدولة انذاك ولكي يصل للحكم. بعد اعتلائه وقيام المجلس والدستور اعلن المجلس عام 1877 الحرب على روسيا وانتصرت روسيا في هذه الحرب ولقت الدولة العثمانية هزيمة فادحة غير انه قد وجد في المجلس نواب يبيعون المعلومات والخطط الحربية في الحرب للروس ولذالك قام السلطان عبد الحميد بتعطيل المجلس وحبه الىاجل غير مسمى ، ونفى السلطان عبد الحميد عدد كبير من النواب الذين عملوا في المجلس ومعهم مدحت باشا وحول حكم الدوله الى حكما فرديا وربط جميع مؤسسات الامبراطوريه واشرف عليها بنفسه بشكل مباشر ولكنه تم لغي الدستور وسيتم بنشر النشرة السنوية للدستور رغم ان احكام الدستور لم تطبق وعلى هذا النحو دار السلطان عبد الحميد دولته دون مجلس وفي كل دستور معطل.

، فكان على السلطان بتبرير الحكم المطلق الذي اتخذه وتقوية سلطته ايضا ، تثبيت حكمه وملكه في للشؤون الداخليه في الدوله منذ الحركات الدستوريه التي ترغب بالرجوع الى تنفيذ الدستور وقيام المجلس وتقييد سلطاته ، من اجل العمل على هذه الامور عمل السلطان على احياء الخلافة التي هي عمله فهو خليفة المسلمين عن طريق اهتمامه بالاماكن المقدسة الاسلامية والتواصل مع جميع المسلمين حول العالم وتقريبهم له بصفته الخليفة فهكذا يرفع من شانه لدى جميع مسلمي العالم ولذالك صرف الاموال الطائله لاصلاح المساجد في مكة والقدس والمدينه المنوره وطور المدن واقام مشروع سكة حديد حجاز لربط البلاد العربية من ماله الخاص ولتشجيع وتسهيل الحج للمسلمين ، وايضا ارسل وفود الى المسلمين حول العالم خارج الدوله العثمانية ليستطلعوا على احوالهم ويقدموا المساعدات الماليه لهم وكذالك بتعليمهم الدين الاسلامي ونشر الكتب الدينية لهم وكان الهدف الرئيسي لهذة الوفود هو الاتحاد والتعاون الاسلامي في ظل الخلافة وحكمه وكانت كل هذه الاعمال تقوم باسم الجامعة الاسلامية التي نادى بها السلطان وعلى هذا الاساس نرى ان اعمال الجامعة الاسلامية تهدف الى تقوية سلطنت السلطان عبد الحميد وتوسيع حكمه في كل ارجاء العالم وابقاء حكمه في الدوله اورتقراطيه.

:الفصل الثالث

كانت الجامعة الاسلامية تهدف الى ربط وتوحيد جميع المسلمين حول العالم على الصعيد السياسي من خلال رابطهم الديني المشترك وجعلهم تحت راية دولة خلافة وعليهم خليفة يحميهم ويدافع عنهم وكانت الدولة العثمانية انذاك دولة الخلافة والسلطان عبدالحميد الثاني هو سلطانها وخليفتها،كان عبدالحميد يعاني من المعارضين لحكمه الاوتوقراطي فكان عليه بان يجمع من يؤيده فتكون له قوة تقف امام معارضيه وتصدمهم ولذالك راى السلطان عبد الحميد لان عليه بتئيد الجامعة الاسلامية فيكون له جميع المسلمين حول العالم مؤيدين يقفون امام معارضيه وهكذا لا احد يقف امام حكمه وضده فترأس السلطان عبد الحميد الجامعة الاسلامية وعندها اصبح السلطان عبد الحميد يلقب “بظل الله على الارض ” فلا احد يمكنه الوقوف ضده من داخل الدولة وحتى من الدول الغربية فمؤيده هم جميع المسلمين حول العالم شكلوا قوة عالمية يمكنه استخدامها تحت امره كخليفة لهم وحاميهم ورئيسًا للجامعة الاسلامية .عمل السلطان بسياسته بالتقرب للبلاد العربية من خلال ارسال رسله بينشرون دعوته الى العرب كما وانه قام بالتبرع بالاموال الى المحتاجين العرب وإصلاح الحرمين الشريفين والعديد من المساجد وإعمار هذه البلاد من خلال بناء مدارس ،مستشفيات ومساجد جديدة ،أيضًا من اهم اعماله سكة حديد الحجاز التي ساهمت بتقريب العرب له ونشر فكرة الجامعة الاسلامية بينهم ،ولذالك كان تأثير سياسة السلطان عبدالحميد وفكرة الجامعة الاسلامية بتطوير احوال البلاد العربية وتقريب العرب للدين الاسلامي والى الدولة العثمانية.