عِندَما يُصبِح الحُلم حَقيقَة
من يوميات أبطال المجد الخارقون
“تّعرّفوا على الأبطال الخارقون”
الأبطال الخارقون هم صِغار جدًا، وفضوليينَ أكثر. فنجدهم باحثين مٌستَكشفين لكل ما يدور من حولهم، فهم يتصلوا ويتواصلوا مع من حولهم عن طريق المحادثة ،طرح الأسئلة التي تثير التفكير والقراءة، انهم من هواة مطالعة القصص بالذات تلك التابعة لمكتبة الفانوس فهيّ مكتبتهم المفضلة.
وهذا أكثر ما يُجيده الخارقون الصغار.
فَعندَما طُلِبَ مِنهم تَأليفَ قِصّة ،قد اختاروا أن يسموها
” عِندَما يُصبِحَ الحُلمِ حَقيقَة”
من يوميات أبطال المجد الخارقون
من أكثر الأمور التي احبّ القيام بها في يومٍ ماطر هي مشاهدة أفلامي الكرتونية وانا ارتدي بيجامتي الفليز الدافئة بالقرب من المدفأة ،فتارةً اتابع الفيلم وتارة اراقب امي من بعيد وهي تحضر لنا كعكة البرتقال الشهيرة والتي لم تنتهي من تحضيرها بعد بسبب انشغالها بأخوتي الصغار” .انا الطفل الخارق أمير . والذي لا اعرف عمّا أحدثكم بالضبط ،هل عن الكعكه ذات الرائحة الزكيّة والتي لم اذقها لان النعاس قد غَلَبني قبل ان تستوي ، ام أحدّثكم عن حلمي الجميل ..

“كنت قد رأيت من بعيد طفلين سعيدَين، على ما يبدو قد قررا بناء بيت خشبيّ صغير، وكانا قد وضعا في داخله كرسيين وطاولة وبعض من قطع الشوكولاتة اللذيذة. اقتربت ببطء نحو البيت الخشبيّ كي اشبع فضولي وقلت: “مرحبا ، هل أستطيع اللعب معكم! ” ولم استطع اكمال الجملة حتى خرج من البيت مجموعه ابطال خارقون صغار الحجم .. قلت في نفسي :” انه يشبه إبراهيم وهذا يشبه زين وتلك شعرها طويل مثل غزالة، هذه مثل كريمة وتلك مثل نور وهذه الين وهذا يشبه عبود .. انهم رفاقي بالبستان.. وجوههم مألوفه لكنهم صغار ، حجمهم صغير جدّا”.

-“مرحبا أيها الطفل الغريب، اهلاً وسهلًا بكَ في بيتِ.. في مَقرّنا الجديد” قال الخارق إبراهيم او شبيه شبيه صديقي إبراهيم. “مقرّ جديد!! ” قال زين باستغراب وضحكت بيسان بصوت عالي.” ما الذي يضحككِ يا بيسان؟” أجابت:” انا في قمة السعادة لاني برفقتكم، أنا احبّ الضحك لا لا بل اكثر من ذلك فأنا أهوى الضحك، امي قد حضرّت لي أكلتي المفضلة وابي قد اشترى لي الدرّاجه البنفسجيّة فأنا جدا سعيدة..” قاطعها رازي قائلًا:” تعالوا تعالوا نلعب معًا لعبة الحقيقة ..انّها لعبتي المفضلة”. وطلبّ من مهران الخارق احضار القنينة الشفافه وأكمل:” نقوم بتدوير القنينة ثمّ ..” نعرفها نعرفها .. قال جميعهم بصوت عالي. جلس جميع الأبطال الخارقون بشكل دائري، وبدأت القنينة بالدوران.

” احكي لنا عن صديقك المفضل” سأل محمّد صديقه حذيفة متحمسًا. ” صَ ..صَ.. صديقي المفضّل هو عصفوري . أحبّ كيف يصفّق بجناحية محاولا الطيران والهروب من القفص. هل تمنيّت يومًا ان تكون لك أجنحه وتستطيع الطيران!”. أجاب محمد مستغربًا :” لو كنت املك اجنحه! كنت حلّقت فوق البحر عاليًا لأستطيع رؤية الأسماك الصغيرة أو أو كنت اطير فوق الغابات البعيدة لأشاهد الحيوانات المفترسة عن قُرب دون ان أتأذى”. ولفّ القنينة ليأتي الدور على مهران فسأله :” حدّثنا يا مهران عن فصلك المفضل؟ أيّ الفصول تحبّ!” أجاب مهران مبتسمًا:” انا أعشق فصل الصيف لأننا نذهب للبحر مع عائلتي كثيرا، وبالذات عندما امشي على الرمل حافيًا فانّ حبّاته تدغدغني. وأضاف يحيى قائلا:” اذكر اني ذهبت الى البحر مع عائلتي في احدِ أيّام الصيّف وكانت الشمس ساطعة،وعندما وصلنا الى شاطئ”جسر الزرقاء”، نظرت الى البحر وقلت لأمي سبحانّ الله،بحر أزرق جميل،كثيرُ من الماء والملح، فأنا أحب البحر كثيرًا” . امّا غنى الخارقة فظلّت تداعب دميتها المفضلة “سوسن” من بعيد واكتفت بمراقبتهم .

وعندما كنتَ أقصّ على مسامع رفاقي بالبستان حُلمي المثير وبعدَ أن كررته مراتٍ ومرّات، توجهت صديقتي ديالا لركن اللعب الدرامي وقالت:” أنا سأغسل الخضروات” وقال محمد أنا سأقطع الخضروات ” وقلتُ :” أنا سأراقبكم من بعيد “. سألتُ محمد:” هل سبق وحلمتَ حلمًا”؟ أجاب محمد : ” نعم كثيرًا “. أضافت ديالا قائلة:” الاحلام هي خليط من الأفكار والاحداث التي نعيشها يوميا” ، فجأة ظهرت رفيقتنا دانا بسرعه تحمل بيدها دميّة جنيّة طيّبة لطيفه وقالت لمحمد :” تمنى أمنيّة وفورًا سأحققها لك “). أجاب محمد مندهشا :” أريد اريد بيت اصفر صغير ، بيت يتسع للكثير ،فأدعوا اليه رفاقي ونتسلّى” . ثمّ أشارت دانا بيدها نحو البيت الخشبي الذي ركبه أصدقائنا بركن البناء وقالت:” ها هو البيت ، انه ملكك!” وضحكنا جميعا بصوت عالي .

” مائدة الفطور جاهزة، فليتفضل من هو جائع” قالت ديالا. أسرع كل من رازي ،أحمد ومحمد وجلسا امام المائدة. ” في أيّ عمرٍ تحبّ ان تكون !” سأل أحمد رازي . فكّر رازي قليلًا وقال:” أريد ان اكبر لأكون بعمرِ أبي، فاذهب لعملي بسيارتي الرياضية السريعة وفقط بوقتها استطيع العَيش بمفردي في مدينة كبيرة تعجّ بالفوضى”. ردّ عليه أحمد قائلا:” انا عكسك، انا أتمنى ان أصغر لأكونّ بعمر الرضيع لأستطيع لفت انتباه كل من حولي، فالكل يحملني، يدغدغني ويُضحكني و فقط بوقتها لن أضطر للذهاب للنومِ باكرا”. وأضاف محمد :” وانا وانا أيضا اريد ان اصغر لاكون رضيعا ، انه شعور جميل” . اما الين فشردت قليلا ثم قالت:” انا اريد ان اكبر لاصبح بعمر المئة،لحظه..لا لا اريد فحينها عمري ينتهي واصبح عجوزه مثل جدّتي” ضحك رازي وقال:” مثل جدّتك! ” أجابته الين:” جدّتي تلبس ثوبا ومنديلا ،انها تجد صعوبة بالتحدث وفكّها السفلي ظاهر (مقلّدة )، بالإضافة الى انها بلا اسنان وتتحدث ببطء شديد”.

لفت انتباهي من بعيد مجموعه من أصدقائي كانوا قد ركبّوا بيت خشبي صغير يشبه ذلك البيت بالحلم. أسرعت لأحكي لهم سبب اندهاشي ،وإذ سمعت زين يقول :” شخصيًا، أكثر شيئ احبّ القيام به مع عائلتي زيارة الملعب لمشاهدة مباريات كرة القدم. فاستمتع كثيرا بتشجيع فريقي المفضل وأشعر بالفخر أكثر عندما يغلب. ” ، فأجابه أنس:” أكون في قمّة سعادتي عندما انام ببيت جدّي القديم وفرحتي لا توصف، فجدّتي تقصّ عليّ القصص الجميلة أما جدّي فلا يكّف عن ملاعبتي. قاطعتهم ارام وقالت : ” ان اكثر ما يسعدني هو قضاء الوقت ببستاني مع أصدقائي وصديقاتي، نرسم ونلوّن ، نعجن ونرّكب فنتعلم عن طريق اللعب.
فهمت ضمنًا بأنّهم يتحدثون عن الأوقات التي نقضيها مع العائلة فتذكرت رائحة كعكه البرتقال اللذيذة والتي نمتُ وغفوتُ وحلمتُ ولم أذقها.

فجأة نادت المعلمة وقالت:” يا أطفال، كل من يرغب باللعب بالساحه فالمراكز جاهزة، هناك ركن دهان وبيت الاسفنج” ولم تكمل المعلمة جملتها بعد حتى خرجنا بسرعه قبل ان تغيّر رأيها. بالساحه، رأيت زكريا وايه يتجهان نحو حوض الرمل ليستمتعان بدفء حُبيباته بعد طلوع الشمس. اما باسل فحمل حقيبة الباحث الصغير والمكبر وصار يبحث مع يحيى عن حشرات الربيع فوجدا الدعسوقة
أمّا قمر وميلا، مجد وجواد وماسة فاكتفيا ببناء مجسمات ثلاثية الابعاد بركن البناء الخارجي

كم أشعر بالسعادة لاني ببستاني المجد، بالبستان الذي يقضي كل منّا وقته بما يحب ،كل شيء بأصول وكما يجب، فأدركت بانه فقط ببستاني المجد الحقيقة تتجلّى بالحلم والحُلم يصبح حقيقة.

Published: May 18, 2022
Latest Revision: May 18, 2022
Ourboox Unique Identifier: OB-1334173
Copyright © 2022