الكتابة الابداعيّة كمجال علاجي

تعريف الكتابة

الكتابة هي عبارة عن أداة للاتصال اللغوّي، من خلالها يتم نقل فكرة الكاتب إلى القارئ أو السامع  وأيضًا هي وسيلة  اجتماعيّة لنقل الأفكار والآراء بين الناس من خلال تدوينها على الورق أو غيره،  لها أهمية كبيرة في حياتنا كونها طريقة لنقل الأفكار والمشاعر وتوضيحها بألفاظ وأسلوب محدد للقارئ، وقد كان قديمًا الانسان يستخدم النقش على الحجارة برموز ورسومات للتعبير عمّا يريده، ثم تطورّت الكتابة على الورق أو البردى أو الجلد، وثمّ تطوّرت بشكل أوسع وأحدث حتى أصبح

الإنسان يستخدم آلات تساعد في الكتابة مثل أدوات الطباعة الإلكترونيّة وغيرها.

موقع موضوع

أنواع الكتابة

هناك نوعين من الكتابة وهما الكتابة الوظيفية والكتابة الابداعيّة

 الكتابة الوظيفية: ويُطلق عليها أيضاً الكتابة العمليّة، وهي طريقة للتعبير الرسمي مثل المراسلات الرسمية والحكومية، والتعليمات والإرشادات والمذكرات والإعلانات، وهذا النوع لا يحتاج لموهبة بل بالتدريب والعلم بأساليب الكتابة الوظيفية.

الكتابة الإبداعية: ويُطلق عليها الكتابة الفنية، وهي عبارة عن تعبير عن المشاعر والأحاسيس والانفعالات الشخصيّة وتجارب إنسانيّة بألفاظ وعبارات منسّقة تسمح للقارئ التفاعل مع الكاتب، وهي أسلوب ابتكاري وتأليف تختلف من شخص لآخر حسب مهاراته وخبراته وقدراته اللغوية هذا النوع من الكتابة يحتاج موهبة.

موقع موضوع

أنواع الكتابة الابداعية

 للكتابة الابداعية نوعان منها

النوع الأول

كتابة خيالية مثل كتابة رواية أو قصة قصيرة أو قصيدة شعرية، تتميز تلك الكتابة باختيار شخصيات وأحداث غير واقعية والتعبير عنها بأسلوب أدبي مبتكر

النوع الثاني

الكتابة غير الخيالية فهي الّتي نستخدمها لرواية قصة ما أو حدث حقيقي بطريقة مبتكرة تعبر عن مشاعرنا الحقيقة تجاه الأمر، يبدو ذلك جليًا في المذكرات والتدوينات الشخصية.

مقال “كيف تساعدنا الكتابة الإبداعية في أوقاتنا الصعبة”،حفصة جودة

فوائد الكتابة

بناء الثقة 

عند ممارسة هواية الكتابة الابداعيّة فإن ذلك يسمح بتطوير وجهة نظر الشخص الخاصة ومنظوره تجاه الأشياء دون تبعية، والّذي يساهم في اكتشاف المشاعر والتعبير عنها حيال المواضيع والأحداث والشخصيات مما يمنح الراحة والثقة

التعبير الفني للذات

عند الكتابة بشكل ابداعي ذلك يساهم في التعبير عن الذات بطريقة صحيّة وتطرح الأفكار السلبيّة والكتابة أثناء التوتر تساعد على تحديد سبب التوتر أو على الأقل الكشف عن المشاعر السلبيّة الّتي يمر بها الفرد وهذا يساعد في الحفاظ على هوية ايجابية وإعادة بناءها

مقال “كيف تساعدنا الكتابة الإبداعية في أوقاتنا الصعبة”،حفصة جودة

تعزيز الخيال

الكتابة الإبداعية هي الطريقة تساعد في تحفيز خيالك والتفكير خارج الصندوق وإعادة تركيز طاقتك واكتشاف بدائل وحلول أفضل للمشكلات الّتي تواجهها.

مهارات التواصل والتعاطف

عند البدء في كتابة قصة معينة أو رواية يحتاج الكاتب إلى شخصيات وأحداث ومشاعر مما يجعل هذا الخيال فرصة في التعاطف مع الأخر وفهم داخله، والقدرة على فهم وجهات النطر بشكل أفضل، والتواصل بشكل جيد ومتوازن

مقال “كيف تساعدنا الكتابة الإبداعية في أوقاتنا الصعبة”،حفصة جودة

تحسين الصحة النفسية والجسدية

أثبتت الدراسات أن الكتابة الإبداعية تساعد في الحد من التوتر والقلق الذي بدوره يتسبب في أمراض جسدية خطيرة، كما أنها تحمي من كبت المشاعر وتساعد في التعبير عنها بشكل صحي

مقال “كيف تساعدنا الكتابة الإبداعية في أوقاتنا الصعبة”،حفصة جودة

تجربتي الشخصيّة في الكتابة

لا شك أن الكتابة هي عالم بحدّ ذاته في هذا العالم تستطيع أن تكن ما شئت تعيش في خيالك ما تحب، يمكنك أن تكن قمرًا أو نجمًا في السماء، أو تكن سمكة في عمق البحر، أو قاربًا يبحر في المحيط، يمكنك أن تكن فنانًا، أستاذًا، أو حتّى شخصيّة كرتونيّة في عالم الكتابة أنت المؤلف وصاحب الفكرة بقلمك أنت تبني عالمًا كاملًا.

تجربتي الشخصيّة في مجال الكتابة تعني لي الكثير فمن خلال ممارسة هواية الكتابة أعبر عن نفسي كثيرًا ولو بجملة واحدة، تجعلني الكتابة أفرغ عن دواخلي وما أشعر به من أشياء مفرحة وغيرها المحزنة، كلما شعرت برغبة الكتابة أمسك قلمي ودفتري الخاص وأبدأ بالكتابة عن كل ما يخطر ببالي من تفاصيل وتراكمات وحتّى أنني أكتب عن أحلامي الّتي حققتها والّتي لم يسعني أن أحققها أخطها بقلمي وأعطيها حقّها كمن حققها وفاز بنجاحها.

ساعدتني الكتابة كثيرًا في أن أفرغ مكنونات روحي الداخليّة الّتي لا يسعني أن أعبر عنها لأي أحد فقط تكن بيني وبين نفسي عندما أكتب عن هذه التفاصيل أشعر بروحي وكأنها انتعشت كوعاء ماء ممتلئ لآخرهِ استطاع أن يتنفس.

الكتابة هي دواء الروح هكذا أسميها فمن خلالها يستطيع المرء أن يعطي الروح حقها وأن يجعلها أنقى وأكثر شفاء.

في مجال عملي كموظفة لاستقبال الزبائن في عيادة أسنان أواجه الكثير من الزبائن منهم اللطيف

ومنهم لا، مجال عملي يسمح لي أن أتعرف على الكثير من الناس والتواصل معهم وأحيانًا يتحول هذا التواصل إلى بناء صداقات مع الغير.

هنا سأكتب عن تجربة شخصية مع إحدى الزبائن الّتي دارَ بيني وبينها حديث وهي تنتظر دورها للدخول إلى الطبيب، طال الحديث بيننا وتطوّر وأخذنا الوقت ونحن نتحدث عن حياتنا وتجاربنا الشخصيّة والعميقة

أخذت تحدثني عن زواجها وكيف تمّ بعد قصة حب  وجهد جهيد كيّ تحصل على حبيبها لأن والدها كان رافضًا فكرة هذا الزواج، ولكن بعد الزواج أصبح زوجها شخصًا أخر تمامًا كمن كان مسحورًا حدثتني عن التحول الّذي طرأ على شخصيّة زوجها وكيف أصبح يعاملها بقسوة وإهانة كبيرة وكيف يجرحها بكلماته القاسية فكل أنثى على وجه الأرض لا تستطيع أن تتحمل أن تُطعن أنوثتها فكان دائمًا يحبطها كيّ لا يشعر أنها أفضل وأحسن منه تحملت الحياة القاسية من أجل أطفالها وسكتت قالت لي يومها: من الأشياء الّتي أمارسها كيّ أفرغ عن ألمي وما أشعر به من زوجي هو أن أكتب، أجلس في هدوء تام أمسك قلمي وورقة بيضاء وأكتب عن كلّ ما أشعر به من ألم وخيبات متراكمة من هذا الزواج، أفرغ مكنونات روحي، غضبي وحزني الشديد وندمي الكبير الّذي دائمًا أشعر به بسبب تضحيتي من أجل الزواج، كنت أشعر بعد أن أكتب بأني أخلق من جديد، وأن روحي أصبحت أفصل لأني لن أعطي لأطفالي ما يحتاجونه من حب وحنان إذا لم أعالج نفسي، لعبت الكتابة دورًا كبيرًا في أن أعبر عن نفسي وأخفف من توتري وألمي الكبير وأن أخفف من ضغوطاتي، حتّى بعد طلاقي وانهائي للزواج ما زلت أكتب كيّ أعود للحياة بشكل سليم وأن أنمي ذاتي الّتي حاول أن يهدمها طوال عشر سنوات.

مهمة النقد الأدبي

نقد أدبي لنصّ

ديمة حجيرات في تجربة التدريس

لا شك أن الموضوع المطروح هو من أهم وأسمى المواضيع يجب على كلّ معلم أن يتأمل بها وأن يأخذ بعين الاعتبار مدى أهمية التعلّم وأنه ليس بالأمر السهل، فذلك يأخذ جهدًا جهيدًا من المعلم ومن  طاقاته علينا أن نسأل أنفسنا ما هو دورنا في هذه الخلية الّتي تمسة تعليم ،ماذا ينتظر مني أن أقدم التلميذ، ماذا أنتظر أنا كمعلم من التلميذ، كل هذه الأسئلة يجب أن يتأمل بها كل معلم

تطرقت ديمة في نصها إلى نقطة مهمة جدًا وعلى كل معلم أن يأخذ هذا الشيء بعين الاعتبار وهو أن لكلّ تلميذ موجود في الصفّ خليفة تختلف عن تلميذ آخر ،وأن من مهارة المعلم أن يعرف كيفية

التعامل مع هذا الاختلاف الموجود في إطار الصف

أسلوب كتابة النصّ جميل جدًا فهو يجذب القارئ ولا يبعث الملل حين يقرأ،بل على العكس يجعلنا نفكر بشكل عميق جدًا وأن نطور من أفكارنا تجاه المهنة

لغة النصّ جيدة ومصطلحات عميقة فطريقة تشبيه العلم وكيف نتعلم من الأخطاء جيدة فشبهت العلم بالفراش الّذي يحترق عندما يقترب من الحرارة فهكذا نحن لا نعلم إلا حين نحترق.

بورتفوليو الكتابة الابداعية الخاصّ

الانعطافة المفاجئَة

  ذاتَ مساءٍ دامسْ، والجو مشحون بالرعدِ والبرقِ والمطر غزيرًا منهمرًا، والنار موقدة، كانت تفوح رائحة القهوةِ العربيةِ الأصيلةِ، وحب الهال يعطر الجو، ونستمع إلى حكايات جديّ وهو يلف السيجارة العربية الأصيلة، حين كان يعتمر في أرض الحجاز المباركة عندما التقى بأناسٍ من كل أنحاء العالم.

  كانت اللمة حميمة، دافئة، والضحكات تتعالى رغم أن الطقس باردًا وعاصفًا، لا يسعني وصف الفرحة الّتي كنت أشعر بها حينها، كنت أنظر إلى جديّ أتأمل ملامحه الهرمة، أنظر إلى وجهه الحنون بالرغم من جديّته، كنت أتأمل تجاعيد وجهه فهي دليل على رحلتهِ في الحياة، لكل منها حكاية.

كان جديّ حنونًا وطيبًا، لا يحلو له المجلس إلا ونحن نطوف حوله ونداعب كوفيتهِ ونساعده في لف السجاير.

 وإذ، استيقظ المنبه وأيقظني معهُ، لأجد أنّ اليوم ذكرى وفاة جدي الثالثة.

” مبارك ما جاك يحبيبتي”

” يربى بعزكم ودلالكم”

” إن شاء الله يكبر ويصير شيخ الشّباب “

مرحبًا أيها العالم، مرحبًا أمي ومرحبًا أبي ، أنا أعرف أنكم انتظرتموني سبعة عشرَ عامًا ولكن في النهاية أتيت.

لدي منزلي الدافئ وأخوات أشبه بالملائكة المنزلات من الجنة، ولدي أعمامي وعماتي الذين يحبونني، وجدتي ما أجملَها تدلعني وتحضنني وتقبلني يُقال إنّهُ ” ما أغلى من الولد إلا ولد الولد”

مرت السنون، في أول عيد ميلاد لي حين أصبح عمري سنة، كان الحفل أشبه بالمهرجان ويا لكمية الهدايا التي وصلتني من الألعاب، غنوا لي حتى أطفئ أول شمعة من حياتي وهكذا سنة تلو الأخرى.

حان موعد دخولي للروضة في أول يومٍ لي ذهبت وكان هناك الكثير من الأولاد من جيلي يوسف وأحمد وعلي بدأت أكون أولى صداقاتي، نلعب في ساحة الرمل ونبني برجًا من المكعبات، ونضحك بأعلى أصواتنا، وفي أحد الأيام زرعنا زرعنا من العدس والقمح والحمص ووضعناها ا في زاوية الصف، كنت أراقبها يومًا بعد يوم وأتساءل متى سينبت زرعي، بدأت العطلة ولم ينبت زرعي…

مرت العطلة التي قضيتها باللعب والمرح مع أولاد عمومتي واخواتي وأخي الصغير الجميل، وكنت دائمًا أرى أبي أجمل رجل في العالم وداخلي أحلم أن أصبح كأبي حين أكبر، حنونًا ويحب الجميع، رجل متدين يحب الله ويخافهُ، كنت أحلم حين أكبر في السيارة التي أود ان اقتنيها وبيت كبير جميل دافئ، تارةً اريد أن أصبح طبيبًا وتارةً أخرى اريد أن أصبح شخصية من شخصيات كرتوني المفضل … كانت أحلامي كثيرة عميقة جميلة، كنت اركض هنا وهناك وألعب هنا وهناك وكانت أجمل لحظة حين تعطيني أمي بعض القروش لتأخذَني أخواتي إلى دكان الحارة ولم تكن أمي تسمح لهنّ إلا بأن يمسكنّ يديّ من الجهتين لشدة خوفها عليّ.

بعد عدة أيام يحين موعد العودة للروضة فقد اشتقت لمعلمتي عبير كثيرًا واشتقت لأصداقي ومتشوق للعودةِ فقد ذهبت لأحلق شعري واشتريت ملابس جديدة والفرح يغمرني لأنني أخيرًا سأرى زرعي، وكنت أنوي أن أحتفل بعيد ميلادي الرابع برفقة أصدقائي.

جاء يوم الخميس رأيتُ أبي وهو خارج قلتُ لهُ ” أبوية، خذني معاك” رفض أبي أخذي لأنهُ ذاهب لجنازة شخص من بلدي. خاف عليّ من الذهاب للمقبرة لأنني صغير. فكان جوابي لهُ ” زعلان منك”

ولكني يا أبي أحبك لا يمكن أن أزعل منكَ، فقط أحب رفقتكَ يا أبي!

 في هذا اليوم كان الطقس رائعًا ومشمس، قررت زوجة عمي الحنونة أن تأخذني وأبناء عمي إلى منتزة الألعاب وهو الوحيد في بلدي، لعبتُ كثيرًا يومها، لم أكن أعلم أنهُ سيكون أخر يوم في حياتي والتي لم تبدأ بعد…

حتى جاء شخص استبعد أن يكون إنسانًا أقل ما يُسمى وحشًا، جاء حاملًا سلاحهُ وأخذ يطلق النّار في كلّ مكان، وزوجة عمي تصرخ بأعلى صوتها ” بو عجاااااااان ” ولكن لم يكثرث أخذ يطلق الرّصاص بشكلٍ مكثف أكثر، ارتعبتُ من صوت الرّصاص وكانت الرصاصة أسرع مني لم استطع أن أركض نحو زوجة عمي فقدماي صغيرتان لتكونا أسرع، اخترقت الرّصاصة جسدي الصغير فارتميتُ أرضًا !

لتنتهي أحلامي وحياتي التي لم تكتمل، نمت نومتي الأبدية دون أن تقبل امي رأسي ويحضنني أبي، لن أعود للروضةِ وألعب مع أصدقائي، لن  أرى نباتاتي ولن ألعب في السّاحة وأبني برجًا من المكعبات، او أن أرسم وألون رسوماتي، لن أذهب إلى دكان الحارة مع أخواتي، لن أكبر وأصبح شيخًا مثلَ أبي، ولن أصبح سندًا لأمي حين تكبر!

جاءت رصاصة تسمى طائشة، ولكن لا يوجد رصاصة طائشة، من خرج من المنزل ويحمل سلاحًا وفي نيتهِ أن يطلق النّار يسمى قاتلًا !

أنا عمار محمد الشّيخ حجيرات، ابن قرية بئر المكسور، لم أكمل الأربعة أعوام، سرقوا طفولتي وأحلامي وألعابي وحياتي….

أنا عمار محمد الشّيخ حجيرات ضحية عنفكم المستشري، ضحية خلافاتكم أيها المقاولون، ضحية وحشيتكم وبشاعة قلوبكم السوداء!

أنا عمار محمد الشّيخ حجيرات حرمتم أبي وأمي مني، أخذتم السّعادة من بين أيديهم!

لكل من جرحَ قلبًا، الملائكة دونت والله يرى، و‏ كل ساقٍ سيُسقى بما سقى، ولا يظلم ربك احداً!

مهمة في الكتابة الإبداعية كتابة نص تأمليّ

مهنة التدريس ليست مجرد مهنة نقتضي منها معاشًا في آخر الشهر إنّها عالم بحذ ذاتهِ، لها قدسيتها الخاصة وكما قيل في المعلم ” كاد المعلم أن يكون رسولًا”

بدأت رحلتي في تعلم مهنة التدريس بعد انهاء السنة التحضيرية في كلة سخنين حينها لم أكن بعد واثقة من اختياري في التسجيل لمهنة التدريس وكنت أنوي تأجيل موضوع التعلّيم ولكن في آخر لحظة وقبل يومين من بدء التعلّيم المنتظم اتخذت قراري وتم قبولي في تخصص اللغة العربية وقد اخترت هذا التخصص بناءً على عدة أسباب ومنها بسبب المعلمة الّتي درستني مساق اللغة العربية في السنة التحضيرية كان لها تأثير كبير في تنمية حب اللغة والرغبة في تعلمها، وأيضًا لدراسة لغتي الأم الّتي باتت في خطر أن تُمحى.

مرّت أول سنة في اللقب الأول كالحلم بالرغم من صعوبتها وتحدياتها، في السنة الثانية سيكون أول مرة لنا في تطبيق مهنة التدريس على أرض الواقع ولعب دور المعلّم على أكمل وجه، أذكر أني كنت متحمسة جدًا لتجربة هذا الدور وخائفة في ذات الوقت، بعد وقوفي لأول مرة أمام التلاميذ وتأدية واجبي كمعلمة، أدركت مدى حبي لهذه المهنة وشعرت بقدسية مهنة المعلم.

كل يوم كان يمر عليّ كطالبة متدربة يزيد من شغفي تجاه مهنة التدريس وحبي للغة العربية أكثر وتمسكي بها أكثر والعمل على تنميتها بشكل أكبر.

بعد تجربتي في التطبيق وجدت نفسي في هذا المجال اكتشفت مدى رغبتي في أن أصبح معلمة بالرغم من الانتقادات اللاذعة الّتي اسمعها اتجاه هذه المهنة، بل على العكس زاد شغفي واصراري على إتمام الدراسة وأحط أولى خطواتي في هذا الطريق.

السيرة الذاتيّة

لكلّ امرئ من اسمهِ نصيب ولحروف اسمي من اسمي نصيب، خمسة حروف خطّت معاني حياتي.

ميم – مودّتي منتحتها لمن بمحيطي موازٍ، مدركةً ما بمنحي من مودّةٍ لموعودةٍ.

عين – عينٌ عانت عُميت، عبثًا تدمعُ على عجلةٍ، عَرضتْ بعرضها فعرفتُ بمعاناتها عبثية العثراتِ والعبراتِ.

ألف- اسأل الله دائمًا وأبدًا ألا ابهتُ، وألا اعاني ما لا استطيع ادراكهُ، إيمانًا واحتسابًا وصلاةً، أن أنوّرَ عالميّ بألواني الّتي أحب.

لام – لليلِ صلاةٌ لعلّ اللّيالي الطويلة تنجلي لمطلعِ الفجرِ متلألئا.

ياء – يستبشر قلبي في حينها ويمتلئ خيرًا، يقينًا، يسيرًا، لعظيمِ عطايا خالقيّ، فشكري يعتلي، وحمدي ينجلي، ليصل سمائي العليا.

• لوحة الليل الأولى

حين ينشر الليل أجنحتهِ في ليالي الربيع البديعةِ أجلس على طاولتي الخشبيّة تحت شجرة التوت الخضراء اليانعة والنسيم يداعب أغصانها بلطف، أنظر إلى السماء الممتلئة بالنجوم المتلألئة  وكأنها حبّات من اللؤلؤ الناعم، اللامع والّتي تعانق القمر لتتكون لوحة فنيّة ساحرة لا يسعني إلا أن اتأملها.

حبي لقضاء الليل بسوادهِ وعدِّ نجومهِ نجمة، نجمة فأعطي لكلّ منها أجمل الأسماء وأحبّها لقلبي ، لتصبح النجوم صديقاتي أقصّ عليهنّ حكاياتي أشعر بها مع كلّ لمعة بأنها تستجيب لي ، مع صوت أم كلثوم وهي تردد على الأنغام الساحرة:” الليل وسماه ونجومه وقمره” يشعرني بالغبطةِ والراحةِ العميقة، الّتي تجعلني أحلق فرحًا.

لليل حب، لسوادهِ حب، لسكونهِ حب، ولقمرهِ أكثر من حب…  

• لوحة الليل الثانية

  أسأل نفسي لماذا لا ينقضي الليل ؟

ساعاتهِ طويلة مليئة بالأرق، أشعر وكأن الدقيقة تمر كالسنة هذا الليل الأهيم الطويل لا يُطاق، تتسرب من خلالهِ الذّكريات خلسة وتتدفق إليّ، لتستوطن عقلي وتتعب قلبي.

أصلي من أجل بزوغ شمس الفجر فظلام الليل الدامس يكاد يقتلني، أشعر أحيانًا من قسوة الليالي وشدتها أنّها لن تشرق لي شمس الصّباح.

  هذا الليل مخيف، بارد، أليم، يشعرني بالوحدة القاتمة والعزلة البائسة وأنا أكره الوحدة جدًا، تذكرني الوحدة بالموت المحتوم، في اليوم الّذي تُلقى بهِ في حفرةٍ صغيرة يهيلون عليكَ التّراب لتصبح وحيدًا للأبد.

خرائط المفاهيم 

حول موضوع ورشة الكتابة الابداعيّة