العجوز والبحر
كان الرجل العجوز يتجوّل وحيدًا في مركبهِ، يصطاد في مياه “غولف ستريم – كوبا”. كان صيّادًا متقدّمًا في السنّ، ولكنّه لا يزال متمتّعًا بحيويّته ونشاطه. كان في قاربه وحيدًا، ساعيًا إلى الصيد، وقد مضى عليه 84 يومًا لم يظفر ولو بسمكة واحدة. في الأيّام الأربعين الأولى رافقهُ صبيّ صغير
ليساعده. كان الصبيّ يحبّ العجوز كثيرًا، ويحبّ خدمته ورعايته
قال والدا الصبيّ له إنّ العجوز منحوس نحسًا لا ريْبَ فيه، وأمَراه أن يعمل في قارب آخر، فما لبث أن فاز بثلاث سمكات رائعات من الأسبوع الأوّل لعمله. وأشدّ ما كان يؤلم الصبيّ رؤية العجوز راجعًا إلى الشاطئ، في مساء كلّ يوم، وقاربه فارغ من الأسماك. لم يكن يملك إلّا أن يُسرع إليه ليساعده في لملمة حباله، وحَمْل عُدّة الصيد، وطيّ الشراع حول الصاري. كان هذا الشراع يبدو وكأنّه علَم أبيض يشير إلى الهزيمة التي طال أمدها.
في أحد الأيّام خرج العجوز من ميناء “هافانا” بقاربه قبل بزوغ الشمس، وتوغّل في البحر عازمًا على الوصول إلى منطقة لم يصل إليها من قبل. فهو يرغب في اصطياد سمكة كبيرة؛ ليجني ربحًا كبيرًا، وليستعيد كبرياءه كرجل وكصيّاد.
.
بعد أن جذّف كثيرًا، وتوغّل في البحر، رأى حبلًا يتحرّك، وتتعلّق بخُطّافه* سمكة عملاقة. لكن
العجوز لم يستطع أن يرفعها لضخامتها.
وسرعان ما سحبت القارب لتسبح به بعيدًا… طال الوقت، والسمكة ما زالت منطلِقة… لفّ العجوز الحبل على كتفه لئلّا يُفلت السمكة.
أبصر من بعيد أضواء مدينة “هافانا”، فأدرك أنّ التيّار يتّجه صوب الشرق. كان العجوز يحدّث نفسه بصوت عالٍ ويقول
“آه لو كان الصبيّ معي في هذه الرحلة! إنّني لم أظفر بمثل هذه السمكة في حياتي… إنّها تستطيع
أن تدمّرني إذا قفزَت، ولكن كيف لها أن تعرف أنّني رجل عجوز!”
.


قال والدا الصبيّ له إنّ العجوز منحوس نحسًا لا ريْبَ فيه، وأمَراه أن يعمل
في قارب آخر، فما لبث أن فاز بثلاث سمكات رائعات من الأسبوع الأوّل لعمله. وأشدّ ما كان يؤلم الصبيّ رؤية العجوز راجعًا إلى الشاطئ، في مساء كلّ يوم، وقاربه فارغ من الأسماك. لم يكن يملك إلّا أن يُسرع إليه ليساعده في لملمة حباله، وحَمْل عُدّة الصيد، وطيّ الشراع حول الصاري. كان هذا الشراع يبدو وكأنّه علَم أبيض يشير إلى الهزيمة التي طال أمدها.
في أحد الأيّام خرج العجوز من ميناء “هافانا” بقاربه قبل بزوغ الشمس، وتوغّل في البحر عازمًا على الوصول إلى منطقة لم يصل إليها من قبل. فهو يرغب في اصطياد سمكة كبيرة؛ ليجني ربحًا كبيرًا، وليستعيد كبرياءه كرجل وكصيّاد.ر
بعد أن جذّف كثيرًا، وتوغّل في البحر، رأى حبلًا يتحرّك، وتتعلّق بخُطّافه* سمكة عملاقة. لكنّ العجوز لم يستطع أن يرفعها لضخامتها. وسرعان ما سحبت القارب لتسبح به بعيدًا… طال الوقت، والسمكة ما زالت منطلِقة… لفّ العجوز الحبل على كتفه لئلّا يُفلت السمكة. أبصر من بعيد أضواء مدينة “هافانا”، فأدرك أنّ التيّار يتّجه صوب الشرق. كان العجوز يحدّث نفسه بصوت عالٍ ويقول: “آه لو كان الصبيّ معي في هذه الرحلة! إنّني لم أظفر بمثل هذه السمكة في حياتي… إنّها تستطيع أن تدمّرني إذا قفزَت، ولكن كيف لها أن تعرف أنّني رجل عجوز!”
كانت السمكة تراوغ وتناور وتدور، وكان العجوز بعد كلّ دورة يستردّ أجزاء من الحبل أكثر فأكثر. كان واثقًا أنّه بعد دورتَيْن أُخْريَيْن سيجد الفرصة؛ ليطعنها بالرمح الذي أعدّه منذ وقت طويل.
ظلّ العجوز يصارعها عدّة أيّام وليالٍ، وهي تأخذه بعيدًا عن الشاطئ… نال منه التعب وجفّ ريقه، والسمكة ما زالت في دورانها. كان كلّما حاول جَذْبها، لكي يضربها، تبتعد في هدوء دون أن يستطيع الوصول إليها. بعد دورات كثيرة، استجمع العجوز قوّته، واقترب منها مُمْسكًا بالرمح، وحين مرّت أمامه رفَع الرمح عاليًا، وطعنها به فنفذ الرمح في السمكة خلف الزعنفة الكبيرة، وانحنى العجوز على الرمح بكلّ ثقله. اضطربت السمكة، فقفزت وسقطت في الماء، مُحدِثة ضجّة عالية، وانبعث رذاذ الماء ليغطّي العجوز والقارب كلّه. شعر العجوز بالدُّوار… شاهد السمكة مستلقية على ظهرها، وقصبة الرمح بارزة منها… كانت السمكة طافية مع الأمواج
قال لنفسه: “ينبغي أن أستعدّ للعمل الآن، فأربطها بالقارب، وأُبحر إلى موطني”.
تأمّل العجوز السمكة الكبيرة، إنّها غنيمته الغالية. وظلّ في سعادته ساعة قبل أن تَلطِم فرحته أوّل
سمكة من أسماك القرش
لقد أثارتها بقعة الدم التي انسابت من السمكة الضخمة، وانتشرت على عمق ميلٍ تقريبًا، فأسرعت القروش بالصعود بلا حذر وبقوّة. كان القرش المهاجم قويًّا شرسًا. أخذ العجوز يعدّ رمحه الذي أصبح حبله قصيرًا بعد أن قطعه ليربط به السمكة. كان يعلم أنّ أمله ضعيف. فخاطب نفسه قائلًا: “ما أضيق الحياة لولا فسحة الأمل…!”
هجم قرش آخر، ونهش من جسد السمكة بنَهَم… استعدّ العجوز، وحين اقترب القرش مرّة أخرى طعنه بالرمح طعنة قويّة. علِمَ العجوز أنّ القرش قد مات، لكنّه كان قد تناول ما يقرب من أربعين رطلًا من اللحم… بل أخذ الرمح معه مغروسًا في رأسه. أخذت دماء السمكة تسيل فتجتذب أسماك قرش أخرى… أخذت آماله تضيق، لكنّه قال في نفسه: “فكِّر في شيء بهيج أيّها العجوز، فكلّ دقيقة تمرّ تقترب من البيت، وأنت تُبحر خفيفًا، بعد أن فقدَت السمكة بعض وزنها”. نظر العجوز إلى رأس السمكة، وأخذه التفكير، بينما القارب منطلِق في هذا الطقس المنعش، وعاوده بعض الأمل، فقال
…!لنفسه: “نعم، إنّ اليأس خطيئة

كادت أعضاؤه تتجمّد من شدّة برد الليل، وآلمته جروحه، بل كلّ أجزاء جسمه، بسبب هذا المجهود الخارق الذي قام به. لمَح وهْج بعض الأضواء من بعيد فانتعش بعض الشيء، لكنّ مجموعة أخيرة من القروش هاجمت القارب، فأتت على ما بقي من السمكة، ولم تُجْدِ مقاومته لها نفعًا. عاد العجوز بقاربه خفيفًا، وقد تجمّدت مشاعره… لقد غُلب على أمره في النهاية… عاد إلى الشاطئ وربط القارب وحمل الصاري. لم يكن أحد على الشاطئ ليراه، وكان التعب قد هدّه وكاد يسقط، لكنّه استراح في الطريق عدّة مرّات حتّى وصل إلى كوخه القديم.
في الصباح، جاء الصبيّ فنظر من النافذة، وإذ لمح يدَي العجوز وما أصابهما بكى. انطلق ليأتي له بالقهوة وبعض اللبن. رأى الصيّادون هيكل السمكة الكبير الناصع، فأخذ بعضهم يقيس طولها متعجّبًا. عاد الصبيّ إلى العجوز بالقهوة. كان الصبيّ قد قرّر أن يصيد مع العجوز بعد ذلك، ويترك من يعمل معه فقال له
…”أمامي الكثير لأتعلّمه منك
.بعد ذلك، انصرف الصبيّ وترك العجوز يواصل نومه، ويستريح بعد رحلته الشاقّة
فعالية: رحلة العجوز مع البحر
المناقشة الجماعية
توزيع النص على مجموعات صغيرة لتحليل فقرة محددة.
الإجابة عن أسئلة مثل
ما الصراعات التي يواجهها العجوز؟
ما دلالات البحر والسمكة وأسماك القرش؟
رسم المشهد
رسم مشهد مؤثر من القصة (مثل صراع العجوز مع السمكة أو عودته للشاطئ).
كتابة نهاية بديلة
تخيل نهاية مختلفة للقصة وكتابتها.
النقد الأدبي
كتابة فقرة قصيرة عن الرمزية في القصة (مثل رمزية أسماك القرش)
التطبيق العملي
مناقشة كيفية تطبيق دروس الصبر والمثابرة في الحياة اليومية
المواد المطلوبة
النص
أدوات رسم
أوراق وأقلام
التقييم
عرض المشاركات ومناقشتها مع الص.
فيديو تعليمي كيفيت الصيد

Published: Dec 9, 2024
Latest Revision: Dec 9, 2024
Ourboox Unique Identifier: OB-1632928
Copyright © 2024