في صباح يوم الإثنين، أعلن معلم العلوم عن مشروع جديد بعنوان: “يوم بلا نفايات”.
كان الهدف أن يقضي كل تلميذ يومًا كاملًا دون إنتاج أي نفايات لا يمكن إعادة استخدامها أو تدويرها.
2

3
بدأ التلاميذ في التفكير، كيف يمكن أن نأكل دون أن نرمي أغلفة بلاستيكية؟ كيف نحافظ على نظافة المكان دون استخدام مناديل ورقية كثيرة؟ كان التحدي صعبًا، لكن الجميع قرّر أن يشارك.
4
5
أحضرت مريم طعامها في علبة قابلة لإعادة الاستخدام، وشربت من قارورة ماء معدنية.
أما كريم، فقد جلب دفتره القديم ليستخدم أوراقه الفارغة في تدوين الملاحظات بدلًا من تمزيق أوراق جديدة.
6
7
في نهاية اليوم، قام التلاميذ بجمع ما تبقّى من النفايات. فوجدوا أن معظمها قابلة لإعادة التدوير: أوراق، قشور فواكه، وأغطية بلاستيكية.
قال المعلم: “هل رأيتم كيف يمكننا تقليل النفايات إذا خطّطنا جيدًا؟”
ثم عرض عليهم صورًا لمكبات النفايات، وشرح كيف أن بعض النفايات تحتاج إلى مئات السنين حتى تتحلّل، بينما يُمكن إعادة تدويرها بدلًا من رميها.
قالت سلمى: “لو كرّرنا هذا اليوم كل أسبوع، سنُحدث فرقًا كبيرًا.”
وافقها الجميع، وقرّروا إنشاء نادي أصدقاء البيئة في المدرسة.
8
9
في اليوم التالي، اجتمع أعضاء نادي أصدقاء البيئة مع المعلم، وبدأوا في فرز النفايات التي جمعوها خلال “يوم بلا نفايات”.
وجدوا أن هناك عبوات بلاستيكية، أوراق مستعملة، علب معدنية، وقشور فواكه وخضراوات.
قال كريم: “بدل أن نرمي هذه الأشياء، لماذا لا نحاول استخدامها بطريقة مفيدة؟” وافق الجميع على الفكرة، وبدأوا في التخطيط.
10
11
قاموا بتقطيع العبوات البلاستيكية وتحويلها إلى أصص لزراعة النباتات، وكتبوا أسماءهم عليها. زرعوا فيها البقدونس والنعناع والريحان، ووضعوها على نوافذ الصفوف، لتكون مشروعًا بيئيًا صغيرًا داخل المدرسة.
12

13
أما الأوراق القديمة، فحوّلوها إلى دفاتر ملاحظات صغيرة باستخدام الدبابيس وأغلفة من الورق المقوّى وأطلقوا عليها اسم “دفاتر التوفير”.
اما عن قشور الفواكه والخضراوات جمعوها في صندوق خاص، وبدأوا في إنتاج سماد عضوي طبيعي، يُستخدم لاحقًا في حديقة المدرسة.
قال المعلم بفخر: “لقد حوّلتم النفايات إلى موارد نافعة، هذه هي روح الاستدامة البيئية الحقيقية.”
14

15
تفاجأت مديرة المدرسة من انجاز الطلاب وقررت في نهاية الأسبوع، اقامة معرضًا بيئيًا يعرض فيه التلاميذ إنجازاتهم، ويشرحوا للزوار كيف يمكن لكل فرد أن يُسهم في حماية البيئة من خلال تقليل النفايات وإعادة استخدامها.
منذ ذلك اليوم، أصبح “يوم بلا نفايات” تقليدًا شهريًا في المدرسة، وأصبح نادي أصدقاء البيئة مصدر إلهام لجميع الصفوف.
16

17
Published: May 7, 2025
Latest Revision: May 7, 2025
Ourboox Unique Identifier: OB-1666452
Copyright © 2025