فِي صَبَاحِ يَوْمٍ مُشْمِسٍ فِي الْغَابَةِ الْكَبِيرَةِ كَانَ الشَّبْلُ
الصَّغِيرُ لِيمُو يَلْعَبُ وَيَقْفِزُ بَيْنَ الْأَشْجَارِ، كَانَ سَعِيدًا
يَرْكُضُ وَيَضْحَكُ، لَكِنَّهُ لَمْ يَنْتَبِهْ لِحُفْرَةٍ كَبِيرَةٍ فِي
الْأَرْضِ. وَفَجْأَةً وَوُوشْ… سَقَطَ لِيمُو فِي الْحُفْرَةِ
بَدَأَ يُنَادِي: مَامَا… بَابَا… سَاعِدُونِي، لَكِنْ لَمْ يَكُنْ
أَحَدًا قَرِيبًا. مَرَّتْ الزَّرَّافَةُ الطَّيِّبَةُ زِينَةً مِنْ الْمَكَانِ
وَسَمِعْتُ صَوْتَ لِيمُو، إِقْتَرَبَتْ وَنَظَرَتْ دَاخِلَ
الْحُفْرَةِ وَقَالَتْ: يَا إِلَهِي إِنَّهُ الشَّبْلُ لِيمُو.
2

نَادَتْ بِصَوْتٍ عَالٍ أَيْنَ أُمُّ لِيمُو؟ أَيْنَ ابُوهْ؟ اسْرِعُوا إِبْنَكُمْ فِي الْحُفْرَةِ. جَاءَتْ أُمُّ لِيمُو وَأَبُوهُ مُسَرَعَيْنِ وَبَدَأُوا يُسَاعِدُونَ بَعْضَهُمْ لِيُخْرِجُوا صَغِيرَهُمْ… شَدُّوا الْحِبَالَ وَمَدَّتْ زِينَةَ رَقَبَتِهَا الطَّوِيلَةِ وَسَاعَدَتْهُمْ. وَأَخِيرًا خَرَجَ لِيمُو وَهُوَ يَضْحَكُ وَيَقُولُ: أَنَا بِخَيْرٍ شُكْرًا لَكُمْ.
4

قَرَّرَ الْجَمِيعُ أَنْ يُقِيمُوا حَفْلَةً فِي الْغَابَةِ إِحْتِفَالًا
بِسَلَامَةِ لِيمُو ، حَضَرَتْ كُلُّ الْحَيَوَانَاتِ الْقِرْدُ،
الْفِيلُ، السُّلَحْفَاةُ، الْبُومَةُ، الْفَأْرُ وَحَتَّى الْفَرَاشَاتُ.
غَنَّوْا وَرَقَصُوا وَأَكَلُوا فَوَاكِهَ لَذِيذَةً.
6

َفَجْأَةً جَاءَ طَائِرٌ صَغِيرٌ وَكَانَ حَزِينٌ وَيَبْكِي.
سَأَلَتْهُ الزَّرَّافَةُ زِينَةُ: مَا بِكَ أَيُّهَا الطَّائِرُ؟ قَالَ وَهُوَ
يَمْسَحُ دُمُوعَهُ: الرِّيحُ الْقَوِيَّةُ كَسَرَتْ عَشِي لَمْ يَعُدْ
لِي بَيْتٌ. سَكَتَ الْجَمِيعُ ثُمَّ قَالَ لِيَمُو: عَلَيْنَا أَنْ
نُسَاعِدَهُ مِثْلَمَا سَاعَدْتُمُوني.
8

فَرِحَ الْجَمِيعُ بِالْفِكْرَةِ وَبَدَأُوا يَجْمَعُونَ الْأَغْصَانَ
وَالرِّيشَ وَعَمِلُوا مَعًا بَيْتًا جَدِيدًا لِلطَّائِرِ.
إِبْتَسَمَ الطَّائِرُ وَقَالَ: شُكْرًا لَكُمْ أَنْتُمْ أَصْدِقَائِي
الرَّائِعُونَ وَمُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ صَارَتْ الْغَابَةُ مَلِيئَةً
بِالْحُبِّ وَالْمُسَاعَدَةِ.
10

Published: May 25, 2025
Latest Revision: May 25, 2025
Ourboox Unique Identifier: OB-1669715
Copyright © 2025