قريه معليا

منذ مدة طويلة يسود الاعتقاد بين سكان قريتنا أن أول من استوطن معليا من أجدادنا كان أبناء عائلة شوفاني وذلك إثر استيلاء ظاهر العمر الزيداني على قلعة جدين. لم يكن هناك  دليل يثبت هذا الزعم، لأن الوقائع التي أعرفها ويعرفها الكثيرون من سكان القرية تشير إلى غير ذلك. الحقيقة هي أن آل عراف كانوا أول من سكن معليا من المسيحيين وكان ذلك في أواخر القرن السابع عشر، وفي ما يلي بعض القرائن التي تثبت ذلك دون أدنى شك من المعلوم أن عائلة قسيس تفرّعت من عائلة عراف وقد سمعت ذلك لأول مرة منذ سنوات طويلة من قريبي المرحوم رفيق سليم عراف، وقد سمعه من فم المرحوم الارشمندريت باسيليوس (شكري) أسعد قسيس، وهو شقيق المرحوم يوسف أسعد قسيس (أبو مسعد) وأيضا شقيق المرحوم خليل أسعد قسيس (أبو فؤاد) وكان أول من دعي باسم قسيس المرحوم خليل قسيس الذي أنجب جرجس قسيس وهذا أنجب بدوره خليل والياس واندراوس وشقور، وقد أنجب الياس، حنا ومتى وقسطه، وأنجب اندراوس، بشارة الذي يعود إليه أصل عائلتي غبريس وبشارة. هذه التفاصيل والمزيد منها موجودة بحوزة السيد حنا توفيق قسيس وقد زودني بها مشكورا.

معلومات عن قريه معليا

إنتو دار عرّاف جُقَما، دروز»، هذه الجملة كثيرا ما سمعتها في حداثتي تُوَجّه إلى والدي أو أحد أقاربي عندما يُصِرِّ الواحد منهم على رأيه، وذلك عند ما كان يثور نقاش بين أحد أبناء آل عراف وبين شخص آخر من سكان معليا. لم أُعِرْ تلك المقولة كبير اهتمام في ذلك الوقت، ولكنها ظلت محفورة في ذهني مثل الكثير غيرها مما كنت أسمعه من الناس. اللافت في الأمر أنهم لم يكونوا يقولون: إنتو جقما مثل الدروز، بل جقما دروز، وهذا دليل واضح على أنَّ هذا القول المتوارث أبا عن جد، أي أنَّ آل عراف ينحدرون من الطائفة الدرزية. (وفي رأيي الشخصي هذا شرف لنا) كان المرحوم يوسف عساف (أبو هند، جد السيد صبري اسطفان لأمه) وهو عم والدتي (أخ جدي كامل مخيمر أبو زيد العبد من أمه) يتردد كثيرا علينا، وكان ثقة في كل ما يقوله، يشهد له الجميع في ذلك، وكان قد هاجر إلى أمريكا الجنوبية مثل العديد من شبان معليا في ذلك الوقت، هربا من التجنيد في الجيش العثماني، أو هربا من دفع «البَدَل» وهو مبلغ من المال، كان يُفرض على غير الراغبين بالالتحاق بالجيش العثماني. سمعته مرة يقول، أنه عندما كان يركب القطار هو وأحد أصدقائه، تقدم منهما رجل درزي من منطقة السويداء في جبل العرب بعد أن سمعهما يتحدثان العربية بلهجته، ولما ذكر لذلك الرجل إسم قريتنا قال له الرجل أنه قد سمع من أهله أن أقارب لهم قد هاجروا واستقروا في معليا وانقطعت العلاقة معهم منذ عهد بعيد.