by Hind Hawashleh
Copyright © 2017
تعدّ هذه القصيدة من أروع القصص التي تدرّس في النرحلة الإعداديّة، وهي من إبداع الشاعر إيليا أبو ماضي.

التعريف بالشاعر:
إيليا أبو ماضي من كبار شعراء المهجر ولد بلبنان سنة 1889 بعد دراسته بمسقط رأسه انتقل إلى مصر اشتغل بالتجارة وانكب على المطالعة، انتقل إلى أمريكا ليلتحق بالرابطة القلمية وفي ظل هذه المدرسة أبدع وابتكر العديد من القوالب الأدبية وجدد فيها شكلا ومضمونا عاد إلى وطنه حيث توفي سنة 1957
من أهم آثاره: تذكار الماضي، الجداول، الخمائل.

أبيات القصيدة:
وتـيـنة غـضة الأفـنان بـاسقةٍ….. قـالت لأتـرابها والـصيف يحتضر
بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني….. عـندي الجمال وغيري عنده النظر
لأحـبسن عـلى نـفسي عوارفها….. فـلا يـبين لـها فـي غـيرها أثر
كم ذا أكلف نفسي فوق طاقتها…. و ليس لي بل لغيري الفيء و الثمر
لـذي الجناح وذي الأظفار بي وطر….. ولـيس في العيش لي فيما أرى وطر
إنـي مـفصلة ظـلي على جسدي….. فـلا يـكون بـه طـول ولا قصر
ولـست مـثمرة إلا عـلى ثـقةٍ….. أن لـيس يـطرقني طـير ولا بشر
عـاد الـربيع إلـى الـدنيا بموكبه….. فازينت واكتست بالسندس الشجر
وظـلت الـتينة الـحمقاء عـاريةً….. كـأنها وتـد فـي الأرض أو حجر
ولـم يـطق صاحب البستان رؤيتها….. فـاجتثها فـهوت فـي النار تستعر
مـن ليس يسخو بما تسخو الحياة به….. فـإنـه أحـمق بـالحرص يـنتحر

غرض النص:
ينتمي النص إلى غرض الشعر الاجتماعي تناول فيه إيليا عواقب الحمق والغرور بأسلوب قصصي شيق غير مباشر عن طريق عرضها باللجوء إلى الطبيعة وجعل التبنة تتحدث وتعبر عن نفسها … والشعر الاجتماعي بدا يحبو في العصر العباسي على يد ابن الرومي في مقطوعاته الشعرية مثل الحمال البائس ويهدف إيليا إلى تربية الفرد ونزع الشر من نفسه ليصلح المجتمع لكنّ تناول موضوع اجتماعي في قصة تتحدث فيها الطبيعة وتعرب عن مشاكلها يعد أمرا جديدا.

الألفاظ والعبارات:
أسلوب الشاعر سلس عذب وعباراته واضحة قريبة من لغة التخاطب شديدة الإيحاء منها (اجتثها)توحي بعدم إبقاء الأثر (هوت)توحي بالعنف والقسوة والصوت القوي والألم الذي أحدثه السقوط(يحتضر )توحي باللحظات الأخيرة للوداع (غضة )توحي باللين والفتوة مازالت في ربيع العمر وقد استوحى معظم ألفاظه من الطبيعة منها (تينة -طير-البستان-الربيع-الشجر…)

Published: Apr 16, 2017
Latest Revision: Apr 16, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-289867
Copyright © 2017