المدن بين الماضي والحاضر
by mohamdabuasaad
Copyright © 2017
مدرسة يسوع الشاب – دون بوسكو
موضوع الوظيفة:المدن بين الماضي والحاضر
في اطار موضوع:التاريخ
تحت اشراف المعلمة المحترمة:ريتا ناصر
بمساعدة أمينة المكتبه المحترمه:ريتا ناصر
اسم الطالبة:شهد حسن ، محمد أبو اسعد ، رهوان أبو راس
ميلاد مقلشي ، يوسف عزب
ألصف:الثامن
الشعبة:”1″
تاريخ التسليم:12.5.2017
2
الفهرس
المقدمة……………………………………………………………………2-1
الفصل الأول :تعريف المدينة………………………………………13-3
الفصل الثاني:التغيرات التي طرأت على المدن بعد الثورة الصناعية…….21-14
الفصل الثالث:مشاكل المدن بعد الثورة الصناعية ومحاولة إيجاد حلول لها...25-22
التلخيص والاستنتاج…………………………………………..28-26
المصادر والمراجع…………………………………………………29
3
المقدمة
للمدينة ذاكرة مجسمة تغوص في المستقبل مثلما تغوص في الماضي رغم أنها دائما تعبر عن الواقع الحاضر،”أركيولوجية المدينة”تتمثل في هذه الطبقات الزمنية التي تتحول إلى واقع مادي يجعل من المدينة عبارة عن حلقات متداخلة ومتراكمة يصعب تفكيكها لكنها تبث داخلنا “الحس الزمني”بكثافة، حتى أننا لا نجد سجلا بصريا بالغ الدقة يضاهيها فهو سجل متحرك يقبل الجديد دائما ، فكل حلقة جديدة تزيد من التداخل الزمني في المدينة وتثري فيها التفاصيل الدقيقة إلى درجة أنها تمثل “السجل الاجتماعي”الذي يقدم العلاقات البينية الغير مرئية وبصورة بصرية ساكنة ظاهرا ومتحركة ومتغيرة في الداخل.
إن المدينة تعيش “هويات متعددة”نابعة من هوية كلية هي الذاكرة الثلاثية الأبعاد “زمنيا”، إلا أننا نشعر بذلك الخط الذي ينقلنا داخل جدار الزمن ، ليذكرنا كيف تشكلت المدينة نتيجة تراكم الأحداث ويقول لنا أن المدينة”حالة إنسانية طبيعية” طالما أن الإنسان دائم الحركة والتغيير وفي حالة بحث دائم عن “عمارة جديدة للأرض” الأمر الذي يفرض عليه البحث عن تقنيات جديدة باستمرار.
الإشكالية هي عندما يحدث خلل في التركيبة الزمكانية للمدينة وتصبح الحالة المشوهة هي السائدة ، فنحن لا نستطيع أن ننكر أن المدينة العربية المعاصرة ترزح تحت ضغوط حضرية تجعلها في حالة فقد دائم للكثير من المكتسبات الحضارية ، الأمر الذي يدفعها إلى المزيد من التشوه وفقد القيمة الجمالية والتاريخية التي يفترض أن تعبر عنها هذه المدن، حتى أنها صارت تفقد مخزونها التاريخي نتيجة لتقليدها للغرب وفي نفس الوقت لم تستطع اللحاق به، وكثير من أجزاء المدينة القديمة تتوارى يوما بعد يوم تحت ضغوط “التمدن”، دون الشعور بمسئولية أن المدينة هي فضاء للحياة ولا يمكن التفكير في قلب المدينة كمتحف يجب المحافظة عليه بل يجب المحافظة على مساره الزمني ومن طبائع المدن أنها تحتفظ بكل حلقاتها الزمنية .
وقد حدث انفصال عميق بين العمارة وبين من يصممها ومن يستخدمها وهو الأمر الذي جعل من المدينة العربية على وجه الخصوص تقع تحت ضغوط التحضر الذي فرضه النمو السكاني والذي أصبح ظاهرة عالمية
4
بعد الحرب العالمية الثانية ، وبذلك فقد المحيط العمراني مقدرته على توصيل حس المشاهدة وسقط في دائرة الفوضى التي جعلت العمارة مجرد وظيفة نتيجة لهذه الفوضى الحضرية.
ولقد نشأت المدن نتيجة الرغبة في التعايش كمجموعات بالنسبة للأفراد ،ولتحقيق الاستقرار الذي كان يحاول الإنسان القديم جاهدا الحصول عليه، فمن الريف والصحراء والغابات ، بدأ ينتقل تدريجيا للوصول إلى مفهوم جديد للتعايش، يضمن استقراره، ويحقق له في نفس الوقت الحماية من كل المؤثرات الخارجية ، فكان تخطيط المدن القديمة ينطلق من نوعين :التخطيط الدائري والتخطيط ذو المحاور المتعامدة أنظر الشكل-1-.ولقد وجهت الدراسة دائما الباحثين للسؤال:متى وأين وتحت أي ظروف ظهرت هذه المدينة وماذا أسهمت به في تاريخ المنطقة أو العصر؟وهل هناك نمو تطوري أو دوري في التاريخ الإنساني مرتبط بظهور المدن أو نموها ؟ إن قيام المدن ونموها مسألة يصعب أن نتتبعها بدرجة ملحوظة لأسباب عديدة، ومما لاشك فيه أن المدن انبثقت تعبيرا عن ظروف روحية ومادية واجتماعية وسياسية ، وانعكست هذه الصور على تغير المدن ونمو العمارة ، وأكد بارنز:”أن العمارة هي سجل لعقائد المجتمع”، ويقصد بنشأة المدن:”هي مرحلة المدينة في فجر قيامها”، وتتميز بانضمام بعض القرى لبعضها البعض، واستقرار الحياة الاجتماعية إلى حد ما ،وقد قامت المدينة في هذه المرحلة بعد اكتشاف الزراعة وقيام الصناعات اليدوية
مفهوم المدينة: إن المدينة خلاصة تاريخ الحياة الحضرية ، فهي الكائن الحي كما عرفها لوكوربزيه ، فهي الناس والمواصلات وهي التجارة والاقتصاد، والفن والعمارة،والصلات والعواطف، والحكومة والسياسة،والثقافة والذوق، وهي أصدق تعبير لانعكاس ثقافة الشعوب وتطور الأمم ، وهي صورة لكفاح الإنسان وانتصاراته وهزائمه ، وهي صورة للقوة والفقر والحرمان والضعف .
سؤال البحث:المدن والتغيرات التي حدثت بها نتيجة الثورة الصناعية.
يتحدث الفصل الأول عن: تعريف كامل للمدينة.
يتحدث الفصل الثاني عن: التغيرات والتطورات التي حلت بالمدن بعد الثورة الصناعية.
يتحدث الفصل الثالث عن: المشاكل التي سببتها الثورة الصناعية في المدن ومحاولة إيجاد حلول لها.
5
الفصل الأول:تعريف المدينة
المدينة مجتمع يعيش فيه الاف او ملايين من الناس ويعملون والمدن اكثر بقاع العالم ازدحاما يبلغ متوسط عدد السكان بمدينة نيويورك مثلا حوالي 7,490 [1] شخصا في الكيلو متر المربع, بينما يبلغ التوسط بالولايات المتحدة جميعا 26 شخصا في الكيلو متر المربع .كذلك فان كثافة السكان في المدن كبيرة اخرى في العالم تبلغ اضعاف المتوسط القومي لكثافة السكان مئات او آلاف المرات.
تتصف معظم المدن بأنها مكتظة وغير نظيفة وغير امنة. تعوق حركة المرور المكتظة الناس عند اداء اعمالهم وتعرض مخلفات وسائل المواصلات ومحطات الطاقة والتوليد والمصانع وغيرها صحة الناس للخطر كما يحدث ضجيج هدة الآلات ازعاجا مجهدا للأعصاب يرتفع معدل الجريمة في كثير من المدن وينشب العنف في بعض الاحيان بين مجموعات عرقية ودينية وغير ذلك وقد يلجأ سكان المدينة للشغب احتجاجا على الاسكان البائس والاحوال المعيشة الاخرى غير المرغوب فيها ورغم ما يكتنف المدن من معوقات وصعاب الا ان النسبة المئوية لسكان العالم ,الذين يقطنون الحواضر(المدن وضواحيها) في زيادة. في القرن التاسع عشر ميلادي كان حوالي 2,5% فقط من سكان العالم يقطنون الحواضر قفز هدا الرقم الى حوالي 40% سنة 1980م ,ومن المتوقع ان يصل الى حوالي 50%سنة 2000م يختار الناس الاقامة في المدن او بالقرب منها لعدة اسباب والسبب الرئيسي في ذلك هو عدد الوظائف المتوافرة وتنوعها ترتكز اقتصاديات دول مثل كندا وفرنسا المانيا وبريطانيا واليابان والولايات المتحدة اساسا على التصنيع ويتم معظم التصنيع داخل المدن وبالقرب منها لذلك توجد معظم الوظائف هنالك وتتوافر وظائف قليلة بمدن الدول النامية ومن ضمنها معظم اقطار افريقيا واسيا وأميركيا اللاتينية ومع ذلك تهرع اعداد ضخمة من الناس الى هذه المدن
مراكز الاعمال في المدينة: تتألف من عمارات شاهقة متقاربة حيت يزاول الناس اعمالهم ويتسقون تمتد المناطق السكنية كما في طوكيو (اعلاه) وبعض المدن الكبرى بعيدا عن مراكز الاعمال
عالما التجارة والصناعة: يتيحان فرص العمل لملاين الناس الذين يقطنون المدن سوق الحبوب المفتوح بكابول في افغانستان(اعلاه) يجعل المدينة مركزا تجاريا مهما.
انشطة اوقات الفراغ: تعتبر من العناصر المهمة في حياة المدن ,مزاولة رياضة الابحار (اعلاه) من ضروب الترفيه في المدن الساحلية كسيدني.
البلديات: تقدم خدمات جمة, كإطفاء الحرائق, والتخلص من مياه المجاري لإلاف بل الملاين البشر. وفي الصورة (اعلاه) اجتماع اعضاء الهيئات التشريعية بمجلس المدينة بتورونتو بكندا.
هناك مزارعون لم يعودوا قادرين على كسب العيش من الارض فذهبوا الى المدن بحثا عن الوظائف ,لكن اكثرهم لم يستطيع الحصول على عمل. وتقدم المدن كذلك نشاطات ثقافية وترفيهية كثيرة ربما لا يحتاج سكان المدن الى السفر بعيدا للوصول الى الصالات الفنية والمتاحف والحفلات الموسيقية, ويمكنهم التسوق في المتاجر القريبة التي تبيع الاف المنتجات, وان يستعيروا الكتب من المكتبات الشعبية الضخمة . ويستعطون كذلك مشاهدة الأفلام والمسرحيات والاحداث الرياضية بسهولة. يختار كثير من الناس العيش داخل المدينة أو بالقرب منها لانهم ببساطة يحبون ايقاع الحياة السريع في المدينة, وربما اشتكى هؤلاء النفر بمرارة من الزحام والقذارة والضجيج بالمدينة, لكنهم يحبون النشاط الدائب الذي يجعل حياة المدينة مختلفة تماما عن حياة الريف. ليس هنالك مقياس لعدد السكان الذين يعد مجتمعهم مدينة, لوجود بعض المجتمعات التي تسمى مدنا, لأسباب لا علاقة لها بعدد السكان ,في الولايات المتحدة مثلا, احد تعريفات المدينة هو أي لإشارة الى المجتمعات الحضرية الكبيرة وهذه المقالة تستخدم كلمة مدينة بهذا المعنى هنالك مقاييس سكانية للتمييز بين الأماكن الريفية والحضرية عند أمم العالم, حيث يتراوح في حجم السكان من حوالي 2,500 الى 10,000 نسمة والمجتمعات التي تعد في تقدير الأمم المتحدة حضرية هي فقط تلك المجتمعات التي يبلغ عدد السكان فيها 20,000 أو أكتر تحكي هدة المقالة كيف بدأت المدن ,وكيف تطورت وتصف المدن وحياة المدن على امتداد التاريخ, وتناقش أيضا مشاكل المدن الراهنة, وتلقي نظرة على المدن المستقبل.
كيف بدأت المدن وتطورت؟
من المحتمل أن يكون حياة البشر على الارض قد بدأت منذ حواليي مليوني عام .لكنهم بدأوا يعبشون في مستوطنات دائمه فقط منذ حوالي10,000 سنة. وقد سمي الرجال والنساء الذين أسسوا هذه المستوطنات أناس العصر الحجري الجديد (النيوليتي) وقبل أن يبدأ الناس العيش في المستوطنات دائمه ,كانوا ينتقلون من مكان الى اخر لصيد الحيوانات وجمع والنباتات للطعام كان رجال العصر الحجري هم المزارعين الأوائل. وبهذه الصفة لم يكونوا بحاجة الى التنقل للبحث عن طعام وبدأوا يستقرون بالقرى وفي حوالي عام 3500 قبل الميلاد, كان عدد من قرى العصر الحجري قد تحولت الى المدن صغيرة ومنذ أن ظهرت المدينة الاولى, أنشأت شعوب كثيرة مدنا عدة في أماكن مختلفة ولأسباب عديدة. اختلفت هذه المدن في الحجم والشكل, واتخذت لها نظما اقتصادية وحكومية واجتماعية مختلفة لكن المستوطنات المستديمة سواء قرى العصر الحجري أو المدن الكبيرة كانت تحتاج في تكونها ونموها لأربعة ملامح هي1- تطورات في التقنية. 2- بيئة طبيعية مساعدة. 3- تنظيم اجتماعي.4- نمو سكاني.
تطورات في التقنية تستشير كلمة التقنية الى الاكتشافات والابتكارات التي ساعدت الناس لكي أسلوب حياتهم ان تطوير المهارات الزراعية كان هو التقدم التقني الذي أدى الى انشاء المدن, تعلم رجال العصر الحجري كيف يزرعون المحاصيل, واخترعوا الادوات التي حسنت من اساليبهم الزراعية وكذلك استأنسوا الحيوانات التي كانوا يستخدمونها في اعمالهم وتعد مصدرا من مصادر الطعام. ساعدت هذه التطورات عددا من عائلات العصر الحجري في انتاج اكتر مما يحتاجون الية من الطعام.
ونتيجة لهذا الفائض من الطعام انصرف كثير من الناس الى اعمال اخرى غير الزراعة, وأصبح بعضهم ماهرا في الحرف, فصنعوا السلال والأقمشة والمصنوعات الاخرى. وأصبح اخرون يعملون في المناجم يحفرون الأرض بحثا عن الصوان والمعادن والحجارة. وكان العاملون من غير المزارعين يكتسبون رزقهم بالإتجار في الاشياء التي كانوا يصنعونها للمزارعين مقابل ما عندهم من المحاصيل الفائضة وقد جعل التقدم التقني عبر السنين أناسا كثيرين قادرين على أن يعملوا بغير الزراعة وهؤلاء هم الذين أنشأوا المدن في العالم وعمروها وقد أثر التقدم التقني على حياة المدينة عبر التاريخ, مثال ذلك أن التطور الالة البخارية في القرن الثامن عشر, منح الناس مصدرة الطاقة الذي كانوا يحتاجون الية في الصناعات الكبرى, وأصبحت كثير من المدن على نحو ما, مراكز عملاقة للصناعة نتيجة لهذا التقدم .وقد أدى التوسيع الصناعي في بعض الاحيان الى انشاء مدن جديدة وامتدت الاف الضواحي حول المدن الكبرى خلال القرن العشرين وقد جعلت السيارة وقاطرة السكة الحديدية.
قرى العصر الحجري هي اسلاف المدن تصور فنان –على اليسار-يبين كيف تبدو القرية في جار لشوف بجزر شتلاند في العصر الحائط يحيط بالمنازل وبرج المراقبة العالي حفظ معظم الناس الطعام في جرار كبيرة هدة جرة تخزين مطلية-أعلى –وجدت في وادي نهر السند بالباكستان ويبلغ ارتفاعها حوالي 75سم.
وهما نموذجان من التقدم التقني في الواصلات –وجود هذه الضواحي واقعا ممكنا وقد احتاج معظم الناس الذين كانوا يسكنون الضواحي الى سيارات وقطارات للذهاب الى عملهم بالمدن والإياب منهما.
البيئة الطبيعية للمدينة: تشمل موقعها ومناخها ومدى توافر الماء والطعام بها انشئت المدن في بيئات كثيرة مختلفة لكن تطورها اعتمد على سمات بيئية مساعدة , فلا بد ان يوجد بكل المدن قدر كاف من مياه الشرب. وقد كانت المجتمعات الزراعية الاولى في حاجة الى كميات مناسبة من مياه الامطار لزراعة المحاصيل. كما أن التربة الصالحة أساسية ايضا في زراعة المحاصيل, وقد يكون القرب من مصادر الطعام الاخرى كالحيوانات والخضراوات النافعة عاملا مساعدا. وتشمل المظاهر البيئية الاخرى التي ساعدت على تطور المدن الطقس المعتدل المناسب, والموقع بجوار المواد التي يمكن أن تستخدم في صناعة الملبس ولمسكن .
ولقد وجدت المجموعات البشرية الاولى مظاهر بيئية كثيرة مشجعة في الاودية النهرية في المناخات شبه المدارية. وتقع بعض القرى ولمدن الاولى في وادي دجلة ولفراط في العراق, ووادي النيل بمصر والسودان, ووادي هوان هي (النهر الاصفر) بالصين, ووادي نهر السند بالهند وباكستان. انظر: العالم التاريخ.
وساعدت ومظاهر بيئية اخرى في تطور المدن عبر السنين. فمثلا, كان الناس يسافرون منذ الزمن القديم بالسفن ليتاجروا مع الامم الاخرى وقد اصبحت معظم المدن التي تتاخم مساحات واسعة من الماء مراكز تجارية مهمة متل: اسطنبول (تركيا) لندن(انجلترا) شنغهاي (الصين)البندقية(ايطاليا).وقد تطورت شيكاغو بالولايات المتحدة, وتورونتو بكندا على نحو ما, بسبب وقوعهما على امتداد خطوط مواصلات بحرية وبرية مهمة. وقد اشتهرت مدن كثيرة, مثل مانشستر بإنجلترا كمراكز صناعية لقربها من المعادن و المواد الخام التي تحتاج اليها الصناعة, بينما تدين بعض المدن بتطورها اساسا للمناخ.
وقد كان المناخ الدافئ الصحي لأنحاء فلوريدا و الجنوب الغربي للولايات المتحدة جاذبا لكثير من الناس
التنظيم الاجتماعي لابد من وجود قواعد سلوكية معنية لكي يستقيم النظام و السلام و الامن في أي مجتمع. وقد اجمع كثير من الناس منذ العصر الحجري على انه من الخطأ ايذاء أو سرقة أحد من مجموعتهم وبالمقابل توقع الناس أن يحترم الآخرون حقهم في السلامة والتملك وللناس أيضا واجبات نحو مجموعتهم ككل. وقد قاتلوا لحماية مجموعتهم من الاعداء. ان حفظ النظام لأية مجموعة يتطلب أيضا وجود نوع من السلطة ففي العائلة, يبسط الآباء سلطانهم على أبنائهم وفي المجموعات الاجتماعية الكبرى التي تشمل المدن, لا بد أن يلتزم المواطنون بسلطة الحكومة.
لقد كان لقرى العصور الحجرية تنظيم اجتماعي بسيط؛ فقد كان لزاما على الناس أن يحترموا حقوق بعضهم, وكان على الاطفال أن يطيعوا اباءهم. وقد كان بكثير من القرى عدد قليل جدا من المسؤولين الحكوميين وربما قام أحد افراد القرية بحراسة فائض الطعام, وربما كان هنالك رأس مدبر للدفاع ضد الغزاة. وباطراد التوسيع في المدن, بقيت واجبات أعضاء العائلة وجيرانهم نحو بعضهم كما هي, لكن حفظ النظام أصبح يتطلب أن تؤدي الحكومات دورا كبيرا في إدارة شؤون المجتمع وتوفير الخدمات العامة للجماهير. لذلك زاد عدد المؤولين الحكوميين والعمال الذين تحتاج إليهم المدن كثيرا وتحتاج كثير من المدن اليوم إلى اّلاف العاملين الحكوميين, وهؤلاء العاملون يشملون, العمد ومخططي المدن والموظفين, والكاتبين , ورجال الإطفاء , وجامعي القامة, ومسؤولي الصحة وضباط الشرطة والمدرسين, وغيرهم .
النمو السكاني: عاش في العصر الحجري حوالي10مليون نسمة فقط. وبلغ تعداد سكان العالم ما يقرب من 500 مليون نسمة حوالي سنة 1650م. حوالي 4 بليون سنة 1980م.وقد أدى هذا الانفجار السكاني إلى زيادة في حجم المدن وعددها وهنالك. عاملان آخران ساعدا في تطور المدن. احدهما التكثف السكاني أو التمدين السكاني, وهو زيادة الكثافة السكانية في أجزاء صغيرة من الأرض, وهذه الأجزاء هي المدن وما حولها من المناطق والعامل الآخر يسمى أحياناً تنوع السكان وهو حركة اُناس من خلفيات ثقافية مختلفة إلى المدن. وبمرور السنين, أخدت المدن تضم أناساً من أعراق أديان مختلفة وقوميات ومجموعات لغوية مختلفة. وقد نتج عن اختلاط الناس انتشار ثقافي, وهو الاجراء الذي يتعلم الناس من خلاله تبادل الآراء بغض النظر عن اختلاف مشاربهم وتنوع ثقافاتهم .ويعد الانتشار الثقافي من أشد العناصر أهمية في تطور الحضارة.
المدن القديمة: انقضت مئات السنين قبل أن تتطور قرى العصر الحجري إلى المدن. وكانت المدن الاولى قد ظهرت حوالي سنة3500ق.م. في وادي دجلة والفرات بسومر. ويقع هذا الوادي في الجزء السفلي لبلاد ما بين النهرين, وهي ما تعرف بالعراق اليوم, وتطورت القرى المصرية بوادي النيل الى مدن حوالي سنة 3000ق. م., وصارت القرى بوادي نهر السند مدنا حوالي سنة 2500ق.م,وبدأت المدن الصينة في الظهور حوالي منتصف القرن السابع عشر قبل الميلاد, بينما تطورت قرن الهنود في الوسط اميركا الى المدن الاولى في نصف الكرة الغربي في القرن الثالث قبل الميلاد .
في العالم العربي والاسلامي لم يتأخر ضهور المدينة عن مناطق العالم الاخرى , بل إن بعض المدن العربية التي صارت من كبريات العواصم الاسلامية فيما بعد, تعود الى 3000 أو 3500 سنة ق.م. كما في بعض المدن المصرية والعراقية وغيرها. ارتبط ظهور هذه المدن بالوديان والسهول حول الانهار, وكانت لها خصائصها المميزة .جاءت هذه المدن نتاج حضرات قديمة نشأت في المناطق العربية, فتوافرت لها في أسباب التطور والازدهار. وفي بداية انتشار الاسلام نشأت مدن جديدة استجابة لمتطلبات المتجمع الاسلامي الجديد وفق معايير وأسس اسلامية, وتميزت المدن الاسلامية بخصائص معمارية متميزة تتوافق مع القيم والتقاليد الاسلامية. اختلفت المدن القديمة عن قرى العصر الحجري من نواح متعددة. فقد كانت المدن أكبر وكانت بها مبان عامة كبيرة تشمل معابد وأماكن لتخزين الحبوب والاسلحة.
كان عدد الناس بالمدن أكبر من بالقرى ,واجتذبت أناساً من خلفيات متنوعة, واختلف ايضاً عمل أهل المدن عن عمل أهل القرى؛ فقد كان معظم العاملين من أهل القرى مزارعين. وكان بعض من أهل المدن يقومون بزراعة الأرض خارج المدن, لكن معظمهم كانت لهم أعمال لا علاقة لها بالزراعة. وقد ازداد عدد الحرفين والعمال الحكوميين بالمدن الاولى وظهرت بها مجموعة جديدة من العمال وهم التجار والباعة.
الوصف كانت المدينة القديمة تغطي مساحة اقل من 2.5كم.وكان معظم سكانها يعيشون بالقرب من مصادر المياه بالمدينة لانهم كانوا يحتاجون الى اخد المياه وحملها الى اماكن بعيدة بأنفسهم. إلى ان تقدم التقني-خصوصاً انشاء القنوات لنقل المياه الى اماكن بعيدة- هو الذي مهد الى امتداد بعض المدن القديمة. روما مثلاً امتدت الى حجم اكبر من 10كم بعد ان طورت المدينة نظام قنوات مميزاً.
وقد كانت معظم المدن القديمة محاطة بالأسوار لتحميها من الاعداء. كذلك ساعدت الجبال في حماية بعض المدن القديمة. كانت روما تقع على جبال, وكانت أثينا قد بنيت حول جبل يلجأ الناس الية اذا هاجم الاعداء المدينة. وكانت المنطقة الوسطى في معظم المدن تحتوي على مكان للعبادة وقصر الحكماء ومخزن للطعام. وكانت هذه المنطقة الوسطى في بعض المدن محاطة بسور يمنع الأعداء والجوعى من دخول المنطقة. وكانت المنازل تبدو مزدحمة مع بعضها حول المنطقة الوسطى. وكانت الصحة تمثل مشكلة كبرى في المدن القديمة التي كان معظمها لا يملك نظاماً لتخلص من الفضلات.
وكان الناس يرمون القمامة وبعض الفضلات ببساطة في الشوارع أو يجمعونها خارج سور المدينة ونتيجة لهذا كانت الامراض تنتشر بسرعة وكانت معدلات الوفاة في ارتفاع, وكانت الشوارع الضيقة غير المرصوفة تتحول الى بحار من الطين عند نزول الامطار. وقد بلغت بعض المدن القديمة درجة رفيعة من التقدم. روما مثلاً, كانت لها شبكة صرف صحي, ونظام لإمداد الماء, وانشأت عامة ضخمة كثير, بما في ذلك الحمامات العامة. وقد شمل المدن المتقدمة القديمة اثينا وبابل, وعدداً من مدن مصر أنظر: أثينا؛ بابل؛ مصر؛ القدس القديمة؛ روما.
السكان كان عدد السكان بالمدن القديمة اكبر منة بقرى العصر الحجري, لكنة أقل بكثير منة بالمدن المعاصرة. كان عدد السكان في معظم المدن أقل من 10.000,على الرغم من أن اثينا وبكين وروما, ومدناً أخرى كثيرة كانت ذات كثافة أعلى من ذلك.
وقد شكل السكان الأوائل للمدن الأولى مجتمعات متجانسة؛ ذلك لأنهم كانوا ينتمون الى نفس الخلفيات العراقية, والجغرافية , ويشتركون في الاعتقادات الدينية والسمات الثقافية. فقد نزح كثير من الناس من الريف بحثا عن حياة افضل بالمدينة. وقد أسر بعض الناس في الحرب وجلبوا للمدن ليعملوا عبيداً وكان قدوم النازحين الجدد قد حوّل المدن الى مجتمعات متغايرة العناصر تتكون من أناس من مشارب مختلفة. وقد أثمر تكوين المجتمعات المتباينة العناصر انتشاراً للثقاف, لكن كانت له اَثار غير محمودة, وكان القادمون الجدد والمجموعة الأصلية, في كثير من المدن, لا يثق بعضهم في بعض. وقد نتج عن ذلك أنواع مختلفة من التعصب والتمييز العنصري.
وكان سكان المدن القديمة ينقسمون الى طبقات؛ تكونت الطبقة العليا من الحكام والمسؤولين العسكريين وكبار القساوسة؛ وتكونت الطبقة الدنيا من المزارعين والحرفيين والتجار؛ وأتى في أدنى طبقات المجتمع القادمون الجدد, خصوصاً العبيد, وأولئك المنحدرون من مشارب تختلف كثيراً عن تلك التي تميز المواطن الأصلاء. كان القادمون الجدد يعاملون منبوذين, ويجبر معظمهم على العيش في أقسام منفصله من المدينة, كما أنهم كانوا يسكنون في أكثر مساكن المدينة سوءا, ويعشون على قليل من الطعام واللباس وبلا تعليم.
كانت العائلات والأسر من الطبقات العليا تسكن في منازل ضخمة؛ بينما كان معظم الناس يسكنون في مساكن تتكون من حجرة واحدة صغيرة أو حجرتين وفي جميع الطبقات, كان الاطفال والآباء والأجداد والأقارب الآخرون في كثير من العائلات يعيشون في نفس البيت وفي معظم المدن القديمة كان أطفال العائلات من الطبقات العليا فقط يتلقون تعليماً رسمياً. أما الأطفال من طبقات الأخرى فكانوا يتعلمون حرفة آبائهم عادة, أو لا يتلقون تعليماً مطلقاً. كانت البنات من الطبقات كلها يتعلمن معظم الواجبات المنزلية من أمهاتهن عبد معظم الناس في البداية عدداً من الآلهة(الأوثان). وكان معظمهم يعتقد أن غضب الآلهة يسبب سوء الحظ.
الشخصي. وقد كانت الاحتفالات تقام الالهة وارضائها. وكان معظم القدماء, بمن فيهم المصريون والاغريق و الرومان, يبنون المعابد و التماثيل و يهبونها للآلهة. كذلك كان الهنود الحمر في كل من امريكا الوسطى و الجنوبية. فقد انشاْ الهنود الحمر مثلا المباني الدينية المشهورة في تيوتيوا كان بالقرب من مكسيكو سيتي.
الاقتصاد ادى التقدم التقني في الزراعة الى جعل نشاه القرى في العصر الحجري امرا ممكنا, كما ان المزيد من التقدم فيه عمل على ظهور المدن القديمة . وقد ساعد اختراع الآلات الزراعية الجديدة واكتشف اساليب جديدة للحصاد و الري وتربية الحيوانات في زيادة الطعام. وكلنا ازداد الفائض توقف عدد كبير من الناس عن الزراعة, وذهبوا الى المدن بحثا عن عمل اخر.
اصبح الحرفيون اهم مجموعة في المدن. وقد كان الحرفيون الاوائل يتجولون من مكان الى اخر, لان مجتمعا واحدا لا يسعهم جميعا . لكن عندما اتسعت المدن اتساعا كافيا لعيشهم. بدا الحرفيون يستقرون بصفة دائمة. كان الحرفيون الاوائل , يبيعون المنتجات التي يصنعونها, وبعد ذلك تعقدت الحياة بالمدينة, وظهرت مجموعة جديدة من التجار الذين كانوا يبيعون المنتجات التي يصنعها الاخرون.
نشأت طبقة التجار نتيجة للتطور التقني في المواصلات. اخترعت العجلة , في وادي دجلة والفرات في حوالي سنة 3000ق.م, ودخل استعمالها في العالم القديم تدريجيا. وقد مكنت العربات ذوات العجلات والطرق المعبدة الواسعة الناس من نقل كميات كبيرة من السلع داخل المدن, ومن مدينة الى اخرى للإتجار. وقد ساعدت التحسينات في المواصلات المائية التجار في تسويق سلعهم في الاماكن القريبة والديار البعيدة. ومن هنا اصبحت التجارة الخارجية ضرورية لاقتصاد بعض المدن القديمة. وقد ادى الفينيقيون دورا رائدا في تقدم التجارة في مساحات كبيرة من الماء.
نظام الحكم كان رجال الدين يقومون بكثير من اعباء الحكومة في المجتمعات الاولى, حيث كان الناس يعتقدون ان سلطات هؤلاء القادة مستمدة من الالهة. ولذلك كانوا مسؤولين لدى الالهة وليس لدى الناس. وبتطور المجتمعات تولى الاباطرة والملوك والحكام غير الدينيين زمام الحكم. وقد وضع هؤلاء الحكام القوانين التي يمكن إنفاذها بالقوة العسكرية وقوة الشرطة ورغم ذلك فإن كثيراً من الناس ما زالوا يعتقدون أن حق الحكم مستمد من الآلهة. ونتيجة لهذا كان للحكام الحق الإلهي في الحكم والقوة المدنية إنفاد القانون. وكان يحكم كثيراً من المدن إداريون محليون, وكانوا مسؤولين لدا الامبراطور أو الملك أو بعض السلطات العليا الاخرى. وكانت بعض المدن بما في ذلك أثينا مستقلة عن أية سلطة عليا. فقد كان حكامها يحكمون المدينة وما حولها, وكانت هذه المناطق تسمى الدولة –المدينة أنظر الدولة-المدينة وقد كانت الطبقة العليا هي التي تدير حكومات المدن القديمة, وكانوا يفرضون الضرائب الباهظة على الحرفين والمزارعين والتجار كي يدفعوا تكاليف إدارة الحكومة وإنشاء المباني العامة والقيام بمشاريع أخرى .ولميكن للناس حق إبداء الرأي في نظام الحكم, وقد كانت أثينا وبعض الدول-المدن الإغريقية استثناءات مهمة في هذا الأمر ففي هذه المدن كان البالغون الذكور غير الأرقاء يساعدون في تقرير سياسة الحكومة. أنظر: الديمقراطية.
المدن في القرون الوسطى: بدأت القرون الوسطى بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية في سنة 476م واستمرت حتى فتح المسلمون القسطنطينية سنة 857ه, 1453م.وقد كانت كان لكثير من المدن الاوروبية في القرون الوسطى متشابه عادة تغطي مساحة أقل من 2,5 كم وحولها اسوار لحمايتها من الغزاة كانت كنيسة المدينة الرئيسية تقف عالية في المنطقة الوسطى .
كانت الكنيسة هي اكبر مباني المدينة وأعلاها , وكانت رمزا على الاهتمام بالدين , وجعلت الاسوار حول المدائن الوسطى حجم المكان المناسب للسكن محدودا, فقد كانت الارض غالية الثمن , صار الازدحام مشكلة خلال الفترة المتأخرة في العصور الوسطى, مما جعل بعض المدن تجد حلا لذلك بهدم الاسوار واعادة بنائها , وقد زاد حجم فلورنسا بايطاليا ثلاثة أضعاف وسمحت بعض المدن ببقاء الاسوار لكنهم أسسوا مدنا جديدة بالقرب منها يعتقد العلماء ان مدن القرون الوسطى في الشرق كان لها نفس النمط العام كالمدن الاوروبية بيد ان التجارة الشرقية لم تتدهور , كان كثير من مجتمعات القرون الوسطى عبارة عن مستوطنات صغيرة- يقطنها فقط 300 أو 400 شخص , حتى لوبك بالمانيا , كانت مدينة مهمة بأوروبا الشمالية لم يكن عدد سكانها يتجاوز 10,000 في القرن الثالث عشر , وفي نفس تلك الفترة , كان عدد سكان لندن حوالي 40,000 نسمة فقط , والبندقية 100,000 نسمة وباريس 150,000 نسمة وكانت هذه من كبريات مدن أوروبا , جذبت المدن ألأوروبية أناسا من ثقافات مختلفة , وبعض الاحياء كانت تشبه مدنا منفصلة لها سوقها الخاص وكنائسها ومصادر مياهها ومرافقها الأخرى عاش رجال الطبقة العليا في العصور الوسطى في منازل كبيرة, بها حجرات منفصلة عن الحمام والطهي وتناول الطعام والنوم زالنشاطات الدينية والاجتماعية .
كانت معظم ألأرض في اوروبا خلال العصور الوسطى تقسم الى عقارات ريفية تسمى إلاقطاعيات وكان السادة والقساوسة يملكون معظم الاراضي, ويفلحها لهم المزارعون. وبدأ هذا النظام الاقتصادي المسمى بنظام الاقطاع في التدهور خلال القرن الحادي عشر الميلادي , ونزح كثير من المزارعين الى المدن لكسب العيش. أدى نمو التجارة دورا بارزا في تقدم المدن الاقتصادي في القرون الوسطى. وقد أخذت التجارة في التدهور بعد سقوط إلأمبراطورية الرومانية, لكن البندقية , المدينة الايطالية , كانت تتجر مع القسطنطينية (اسطنبول) بتركيا طوال العصور الوسطى , وبعد ان اخذت المدن الاخرى في النمو, اتجرت البندقية معها أيضا . ساعدت الطفرات التقنية ايضا في تقدم المدن في القرون الوسطى , وقد كانت المنتجات الجديدة تشمل الصابون وغيرها من احتياجات البيت . وقد أدى استعمال الماء وقوة الهواء في صنع المنتجات الى ازدياد الانتاج وأـدى ذلك بدوره إلى ارتفاع مستوى المعيشة وانتعاش المدن, استفاد الحرفيون والتجار كثيرا من التقدم الاصطناعي , وساعد الاتساع التجاري والاختراعات الجديدة الحرفيين على صنع سلع أكثر , وكونوا منظمات العمال التي تسمى بالنقابات لكي يأمنوا دوام الثراء , وزاد أعضاء النقابة مكاسبهم بتضامن بعضهم مع بعض. وتحركهم في جماعات جعلهم يشترون كميات كبيرة من المواد والسلع بأسعار زهيدة , وسمحت النقابات لأعضائها فقط بصناعة وبيع المنتجات, وجعلوا عضوية هذه النقابات محدودة لكي ينعم كل عضو منهم بالثراء. نشأ في أوروبا في العصور الوسطى نظام للحكم سمي الإقطاع وكان النظام الاقطاعي قد قسم الممالك إلى أقسام تسمى الإقطاعيات , وحكم على كل واحد منها سيد أو قسيس , وقد أوهن نظام الاقطاع قوة الملوك. وعندما أكتسبت المدن أهمية خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر , بدأ كثير من الناس يتضجرون من تدخل السادة والقسيسين في الشؤون المحلية.
كانت المدن في العالم كله تنمو وتتغير تدريجيا لحوالي 300 سنة خلت بعد القرون الوسطى . لكن النمط الأساسي للمدن ولحياة المدينة ظل كما هو, وخلال القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر , وهي فترة الثورة الصناعية تغيرت كثير من المدن في أوروبا وأمريكا الشمالية تغيرا كبيرا , وأصبحت هذه المجتمعات التي تسمى المدن الصناعية مراكز كبيرة للتصنيع وقد نتج هذا الرواج الصناعي أساسا من اختراع الآلات التي تقوم بعمل كثير من الناس ومن قوة البخار التي تحرك الآلات وكانت الحياة في المدن الصناعية تتركز حول المصانع حيث يتم التصنيع , وكان معظم الناس في هذه المدن يعملون بالمصانع, ويعيشون بالقرب منها ويعتمدون عليها كليا
[1] الموسوعة العربية العالمية
6
الفصل الثاني: التغيرات التي طرأت على المدن نتيجة الثورة الصناعية
الثوة الصناعية ,هي فجر عالم جديد, هي عبارة عن انقلاب ,حيث انها سميت بهذا الاسم لان الناس في اوروبا تركوا العمل اليدوي في المنازل وانتقلوا الي العمل الالي في المصانع , قد حقق النصف الاول من القرن التاسع عشر قفزه رائعة لها وقعها اكثر من أي انتصار حققه نابليون , ادت الثورة الصناعية الى انتقال معظم السكان من العمل في الوظائف اليدوية في الزراعة الى الوظائف الجديدة التي توفرت في القطاع الصناعي مما ادى الى توجه اعداد هائلة من العمال من الريف الى المدن الصناعية للعمل بأجور زهيدة في وظائف مرهقة و تدلت احوال هذه الطبقة فغرقت في الفقر المدقع و اضطر جميع افرادها من الرجال البالغين الى النساء و الاطفال للعمل بالمصانع سعيا للرزق. واطلق المؤرخون على اتطور الذي حصل انذاك اسم “الثورة الصناعية,هي الثورة التي قامت المدن الصناعية التي نراها اليوم حيث ازدهرت التجارة والصناعة والمواصلات وهكذا نرى ان الثوره الصناعية في مبنى الاقتصاد الاوروبي ولها فيمكننا استبدال ” الثورة الصناعية
باسم “الثورة الاقتصادية .
اما العوامل المؤدية الى تلك النتيجة فهي عوامل متعددة ولا يتعلق بعضها ببعض ومنها : الثورة العلمية والتقنية في القرن الثامن عشر التي تشمل تقدم العلم و الفنون و الصناعات ., وجود راس مال ,استقرار الاوضاع الاساسية , ملائمه المناخ للنشاط البشري فائض من الايدي العاملة الحره والرخيصه انهيار النظام الاقطاعي الزيادة السكنية التي ادت الى الحاجة الى المواد والى انواع اللباس والالات المتطورة في حقل العمل تلك التطورات ادت الى رخاء اقتصادي وتقدم من النواحي الطبية والصناعية والاقتصادية في جميع انحاء اوروبا و خاصة في انجلترا , فقد ازدادت ايرادات الدولة واصبحت تملك فائضا من الاموال ومن اهم نتائج هذه الثورة:
نتائج اقتصادية :
كان من نتائج الثورة الصناعية تحسين كمية ونوعية الانتاج على حد سواء في مختلف القطاعات مع تخفيف الجهد والنفقات المترتبة على اصحاب الصناعات وقد احتكر ملكية المصانع وادوات الانتاج عدد قليل من رجال العمال والصناعيين كانت لهم ملكية المصانع والبنوك والشركات السكك الحديديه وحقق هؤلاء ثراء عظيم وعاشوا في رخاء كبير ادت الثوره الصناعية ايضا الى الثورة الزراعية حيث تزايد استثمار في مجال الزراعه وطورت تقنيات لتحسين الغذاء وزيادة المساحات المزروعة.
نتائج اجتماعيه :
احدثت الثورة الصناعية تغيرات كبيره في النظام الطبقي في المجتمع الاوروبي بحيث انقسم المجتمع الى طبقتين هم اصحاب المصانع والمؤسسات التجارية والصناعية ورؤؤس الاموال (الطبقه البرجاوزيه)حيث كان هؤلاء في قمة الرخاء الاقتصادي, والثانية هي طبقة العمال وهم العاملين في المصانع وغالبيتهم من النازهين من المناطق الريفيه بحثا عن فرص عمل التي قامت بتوفيرها المصانع والزم ذالك الدول على التدخل للحد من سلبيات هذه التفاؤلات من خلال وضع عدد الروابط والقوانين التي من شانها حمايه نظام العمل كاصدار تشريعات عمالية تتعلق بضمان الاجتماعي وتتضمن الشؤون الصحيه للعمال.
ويطلق رجال الاقتصاد اسم (الانطلاق )على الفترة التي شهرت فيها البلدان المختلفة ثورة صناعيةوعلميا انها هم تنطلق في وقت واحد فقد بدات تظهر بانجيلترا في منتصف القرن الثامن عشر وبين عامي 1810و1820وصلت الثورة الى فرنسا فبدات حركة الازدهار ايام حكم نابليون ولكنها لم تصبح حقيقية بارزة الا في منتصف القرن الماضي.
ووصل التجدد الصناعي الى مقاطعي”الرور” و”ورينانيا” قبل سائرا المقاطعات الالمانية الأخرى وذلك بين عامي 1850/1870 وبعد عام 1870 شملت مقاطعة الساكس وهذا في برلين اما في ايطاليا فلم تنطلق تلك الحركة الا في سنة 1870 كما بدات في روسيا في حدود عام 1890.
في عصرنا الماضر لاحظنا ان وسائل الأتصال تنقل اخر اخر الأخبار المتججدة ما يجب ان نعرفه هو ان التغيرات التي شهدتها الحياة الأنسانية ويعود الفضل في قسم كبير منه الى تلك الثورة الصناعية التي شهدتها أوروبا.ان القرن الثامن عشر كان اساس الثورة الصناعية فقد شهد فيه الخوف وظهور الالات الميكانيكية التي افسحت المجال امام الالات الصناعية الحديثة .كما ان فحم المعدني ساعد في انتاج الحديد والفولاذ .هذة العناصر والعوامل التي كانت تبرز تباعا ادت الى ظهور حقيقة جديدة وهي (المصنع) والتي تغير جذري في الحياة الاقتصادية خلال الاف السنين كانت الزراعة والاعمال الحرفية والتجارة اساس الحياة الاقتصادية .منذ القرن التاسع عشر بدات الصناعة تحتل مركزا اكثر اهمية لتقل في النهاية الى المركز الرئيسي بين سائر طرق الحياة .وقد بدات التطور الصناعي مع النسيج الذي كان نموذج وحاضرا لتطور سائر القطاعات وهذة الصناعة ازدهرت في مدينة مانشيستير اولا بانجيلترا ثم في شمال وشرق فرنسا كما ان انتشار خطوط السكك الحديدية شجع بدوره صناعة المعادن بعدما سهل امام الانسان وسائل السفر ونقل البضائع المتنوعة وافادات قطاعات صناعية اخرى من التقدم الاقتصادي.
اما بالنسبة للعمال الذين انتقلوا من الريف الى المدن مع بدء القرن التاسع عشر تمكن هؤلاء العمال من الحصول على الحق في تكوين النقبات و بعد ذلك جاءت قوانين لتنظيم العمل في المصانع ساعدت على تحسين الظروف المعيشية و منح الضمان الاجتماعي للعمال
-
نتائج سياسية و ثقافية
كان للثورة الصناعية اثر كبير على كافة المستويات و على وجه الخصوص المستوين السياسي و الثقافي و كان من نتائجها
-
تشريع الضمان الاجتماعي لتأمين العمال من الحوادث و الامراض و الطالة
-
منح العمال بشكل عام و النساء خاصة حق الانتخاب و التصويت
-
ظهور عدد من الاحزاب السياسية التي اخدت على عاتقها الدفاع عن حقوق العمال و مصالحهم و المشاركة في الحياة السياسية للدول
-
اشتداد المنافسة بين الدول الصناعية في سعيها للسيطرة على المصادر الرئيسية للمواد الخام اضافة للاسواق الخارجية و كذلك مصادر الطاقة و طرق المواصلات حول العالم
من النتائج الاخرى على الصعيد الثقافي ظهور الفكر الشيوعي فقد ادت الظروف المعيشية التي ترتبت على الثورة الصناعية الى ظهور الماركيسية و الدعوة لمجتمع اكثر انسانية و ترتب عليها وقوع الثورة البلشفية في اكتوبر عام 1917م و التي ادخلت الشيوعية الى الاتحاد السوفييتي السابق و روسيا لاحقا.
قيام حركة الاختراعات التقنية هي الظهور و الرافد الأساسي للثورة الصناعية و المقصود بها ابتكار مجموعة من الالات ووسائل الانتاج لكي تحل محل الادوات و الوسائل القديمة و كانت اول الدول التي شهدت هذه الظاهرة هي بريطانيا التي انتبهت الحكومة و البرجوانية فيها الى الفوائد من الاختراعات فأصدرت “قانون البراءة” الذي يحفظ للمخترع حق استعمال اختراعه و استغلاله وحدة الاستفادة منه شخصيا لمدة اربعة عشرة عام.من جانب اخر اهتمت الجامعات البريطانية و في مقدمتها جامعتا (غلاسكو) او (ادنبرة) بالعلوم النظرية و التطبيقية في مجال البحث العلمي مما ساعده على تنشيط حركة الاختراعات و تنميتها و تطويرها.
توفير اليد العاملة الرخيصة:كانت بريطانيا من الدول التي شهدت زيادة في السكان وصلت الى خمسة ملايين نسمة و ارتفعت في أواخر القرن الثامن عشر الى تسعة ملايين ولم تقتصر الاسفادة اليد العاملة على الرجال فقط
وفرة مصادر الطاقة وتطورها: كان الخشب قاعدة للنشاط الحرفي في أوروبا لقرون عديدة ولكن الاقبال على استغلال الغابات قد قلص من مساحتها بشكل كبير جدا، وقد ظهر ذلك واضحا خلال القرن الثامن عشر حيث لم يعد الخشب كافيا لتغطية الحاجة الى توفير الطاقة. لذلك اتجهت الجهود الى استغلال الفحم الحجري. الا ان تطور عمليات استخراج الفحم في بريطانيا ساعد في تطوير الطاقة المستعملة في التعدين وإنتاج الحديد دون حاجة لاستيراده. لقد بدأت محاولات الاستفادة من الفحم كمصدر للطاقة منذ بداية القرن الثامن عشر عندما توصل أبراهام داربي الى استخراج فحم الكوك،فكان لذلك خطوة هامة في عملبة تطوير التعدين وإنتاج الحديد وصهره. تلاه مخترعون اخرون ساخمةا في تطوير عملية انتاج الفحم الحجري وصهر الحديد وإنتاج الحديد الصلب،الفولاذ.
تمثلت مظاهر الثورة الصناعية في مجالات عديدة منها: صناعة القطن , صناعة التعدين و غيرها .
هذه هي اهم مظاهر الثورة الصناعية , فهيا نتعرف ببعض التفاصيل على كل منها :
التغير الأساسي في الصناعات : تغيرت في إنجلترا خلال السنوات 1770-1830 صناعتان رئيسيتان تغيرا جذريا,هما صناعه القطن وصناعه التعدين، في حين كانت صناعه وسائل النقل في طريقها الى مثل ذلك التغير.
صناعه القطن : بقيت صناعه القطن في إنجلترا حتى عام 1770 تباشر وبنفس الطريقه المتبعه في الصناعه التقليديه للمنتوجات الصوفيه والكتانيه والحريريه ، اذ كان الغزل والنسيج يتمان باليد ضمن النظام البيتي للصناعه ، ولم يجر من التحسين في الات النسيج الا القليل.
من بين تلك التحسينات المكوك الطائر الذي اخترعه جون كي عام 1733 . سهل المكوك الطائر عمل عمال النسيج ومكنهم من انتاج قطع قماش اكثر اتساعا، بأقل وقت وعناء.لكن زيادة النسيج تطلبت “غزولا” اكثر فبذلت محاولات عديدة لزيادة سرعة الغزل.وهنا جاء الحائك “جيمس هارغريفيز”
وهكذا انطلقت صناعة الحديد انطلاقه واسعه اداد الانتاج السنوي للفحم من 6 ملاين طن في عام 1770 الى 12 مليون طن عام 1800. كما اذداد انتاج الحديد الخام من 50000 طن الى 130,000 طن خلال الفترة ذاتها.
في اواخر القرن الثامن عشر اخت حركة حفر القنوات في بريطانيا تزداد سرعتها واخذ تأسيس الطرق واصلاحها يستفيدان من الاساليب التي استخدمها المهندسان البريطانيان تلفورد وماك ادم .
واصبحت العربات التي تجرها الخيول وتنقل البضائع الثقيله كالفحم مثلا تسير على سكك حديدية مثبتة على الارض فوق الواح خشبية وفي عام 1802 نجح مخترع شاب اسمه ريتشارد تريفتك من اختراع محرك بخاري اكثر طتورا من المخرك الذي اخترعة جيمس واط , ويمك تحويله الى قاطره .
وقط صنع تريفيتك عددا من هذه القاطرات استطاعت احدها ان تقطع 90 ميلا من الطريق نحو ((بليومت)) ببخرها الخاص. لكن كانت قاطرات تريفتك كثيره النواقص فجاء شخص اسمه ((جورج ستيفنس)) وهو احد العمال في منجم للفحم, وقد تعلم القرائه والكتابه بعد ان جاوز السابعة عشر من عمره , واستطاع بجهوده الشخصيه ان يصبح مهندسا محترفا واسطتاع صنع القاطرة البخارية الاولى عام 1814 على اساس قاطرة تريفتك ثم اسس مصنعا لصنع القاطرات في نيوكاسل .
رافق صنع القاطرات البخارية تجارب متواصله لصنع القوارب والسفن البخارية على ان اول باخره درت
ربحا على بريطانيا صممها مخترع اسكتلندي اسمه ” هنري بل” سنه 1812 و حمولتها 25 طن وسرعتها سبعه اميال في الساعه . في هذه المرحله لم تستطع المحركات البخارية ان تحل محل قلوع السفينة في الرحلات الطويلة بل كانت مساعدة لها , الا ان ذالك اعتبر فاتحة انقلابية في النقل المائي , كما سبق ان حصل قبل ذالك في النقل البري
ماكنة الطبع الحديدية البخارية:
سنة 1811 اول ماكنة طبع حديدية تديرها قوة البخار ثم تحولت ماكنه الطبع الاسطوانية وفي سنة 1814 احتفلت جريدة التايمس اللندنية باستخدام تلك المكنة التي كانت تطبع 1000نسخة في الساعة , وبذلك ضاعفن عدد الصحف اربع امثال , الى جانب ذلك كان الورق يصنع في اليد ورق فاخرى حتى عام 1803 حين استطاع ((هنري فورد رينه)) بعد مثابرة وتعب ان يصنع اول مكنه في انجلترا لصنع ورق اخذتتحل تدراجيا محل الصناعه اليدوية .
للاجمال فان الثورة الصناعية في انجلترا راحت تشق طريقها بسرعة بعد انت تجاوزت دورها التمهيدي قرابه عام1830
فقد ظهرت تغييرات انقلابية في صناعة القطن و الحديد والفحم واخذت الماكنات تحل محل الالات اليدويه واصبح البخار قوة محركة مهمة . واخذت القاطره والباخرة وماكنة الطبع تبشر بتغييرات خطيرة فاصله
وبذلك حل الدور للثورة الصناعية .
الثورة الصناعية في دورها المتقدم (1830-1870)
احتاجت الثورة الصناعية نحو 60 سنة (1770-1830) لكي تقوم في بريطانية وقد نمت وانتشرا بخطى سريعة خلال الاربعين سنة التاليه . وكان لنمو راس المال الاثر الهام في الدور التمهيدي لتلك الثورة . وقد ساعد تطور الهندسة وظهور المهندسين المحترفين اضافه الى استخدام العلم في صناعه المكنات الدور الهام في التقدم الصناعي . ومن ابرز مظاهر ذلك التقدم اختراع طرق مستحدثة لتنقيه الحديد من الشوائب ولصناعه الحديد الصلب (الفولاذ) مما ادى الى توسع السكك الحديدية البخارية ونطور السفن البخاريه . كما نشأت صناعات جديدة مهمة مثل : صنلعة تعليب الاغدية وحفظها , استخدام غاز الاستصباح في الاضائه و التسخن , المعامل الكهربائية , التصوير و وبداية صناعتي المطاط والبترول . لاستزاده اكثر اختراعات اخرى :
تواصلت ابان الثورة الصناعية في دورها المتقدم اختراعات عديده هامه منها , التلغراف , المولد الكهربائي , التنوير الكهربائي , تحويل المطاط الى مادة صلبة , صناعة البترول , والانقلاب في صناعة الاسلحة النارية .
ثم التصوير الفوتوغرافي
التقدم الزراعي:
ان التقدم الزراعي الذي شهدتة انجلترا منذ القرن الثامن عشر , واصطلح على تسميته بالثوره الزراعية و ارتبط ارتباطا وثيقا بالثورة فقد تضمنت الثورة الزراعية استخدام الراس مالية والانتاج الواسع والحقول التجريبية وتحويل المراعي الى اراض زراعية ثم نمو الملكيات الواسعه التي حولت المزارع الصغير الى عامل مزارع يعتمد في عمله واجره على صاحب الارض او الامالك الكبير ومن اهم المظاهر الاخرى لارتباط التقدم الزراعي في الثورة الصناعية هو استعمال المكنات في الزراعة تصنيع الزراعة مثل تعليب المواد الغاذائية وحفظها و ارتباط التقدم الزراعي بتطور وسائل النقل التي وفرت امكانية نقل المنتوجات الزراعية الى اماكن بعيدة بكميات كبيرة وبسرعة . كما ان المشاريع الزراعية ذات النطاق الواسع بدات ترتبط بلعلوم الهندسية والكيميائية . كل هذه المظاهر تجعلنا نربط بين كلتا الثورتين الزراعية والصناعية .
الراسمالية الصناعية :
حقا كانت الراسمالية في انجلترا قد نمت قبل ظهور الثورة الصناعية بفضل العمل التجاري,خاصه في ما وراء البحار وبفضل نشوء المصارف . يضاف الى ذالك ان الراس المالية السابقة كان يديرها ويوجهها بصورة عامة النبلاء المالكون وابناء الطبقة المتوسطة البارزون . حينا ظهرت الثورة الصناعية ودخلت دورا متقدما تحولت تلك الراسمالية الى ((راسمالية صناعية )) :فالمكينات الصناعية الحديثة غالية حدا لا يستطيع شرائها سوى الاغنياء , ونصبت تلك المكنات في مصانع اسسها الاغنياء انفسهم واستطاعوا انيجلبو لها عددا غفيرا من العمال ليعملوا
فيها. كان اصحاب رؤوس الاموال السابقون ,كما كرنا , من النبلاء وابناء الطبقة الوسطى البارزين , ولكن الى جانب هؤلاء بدا يبرز اصحاب رؤوس اموال من نوع اخر , رجال عصاميون نهضوامن الطبقات الدنيا, نجحوا
في انشاء المصانع واصبحوا من اصحاب رؤوس الاموال البارزين وكان هؤلاء على اتصال مباشر بمشاريعهم الصناعية . وعندما ظهرت المشاريع الصناعية الضخمة اخ دور الراس المالين الفرديين بالتضاؤل . اذ ان ملكية الصناعة اخذت تنتقل شيئ فشيئا الى شركات اعتيادية او متحده وبرز دور المستثمرين اصحاب السهم او السندات في تلك الشركات .
7
الفصل الثالث: مشاكل المدن بعد الثورة الصناعية ومحاولة إيجاد حلول لها
نجمت عن الثورة الصناعية نتائج وأبعاد كثيرة في الكثير من المجالات، احدى الظواهر البارزة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، هي ظاهرة التزايد السكاني الهائل في أوروبا حيث أنه منذ سنة 1600 حتى سنة 1900 ازداد عدد السكان من 100 مليون نسمة الى 315 مليون نسمة.
ان الزيادة السريعة في عدد السكان رافقها تغيير كبير في التجمعات السكانية، فقد تغير التوزيع السكاني خلال مائة سنة تغيرا ملحوظا. كان السكان موزعين في قرى صغيرة تنتشر في مختلف المناطق ومع قيام المراكز الصناعية الجديدة حدثت هجرة هائلة من الريف الى المدن مما أدى الى نمو المدن نموا مدهشا.ففي أواخر القرن الثامن عشر كان في إنجلترا ثلاث مدن فقط أضافة الى لندن يزيد سكانها عن 50 الفا ال 31 مدينة.
فهل كان نمو المدن عاملا في تحسين ظروف المعيشة أم العكس؟
-
مشكلة السكن: لقد ترك الفلاحون أراضيهم وقراهم كما ذكرنا وانتقلوا للعمل في المدن وفي المصانع واضطروا للسكن بجانب المصانع فأقاموا البيوت المؤقتة فتكونت أحياء كثيرة داخل المدن وهذه الأحياء بنيت بدون تخطيط وكانت كالأكواخ بدون تهوئة ولا تدفئة مما زاد عدد سكان المدن بسرعة كبيرة بدون ظروف صحية مناسبة حيث عاش العمال في مجموعات كبيرة داخل غرفة صغيرة تجري من بينها المجاري فزاد عدد الوفيات وفقدت المدن جمالها.
-
مشكلة التعليم: زاد عدد سكان المدن وزادت نسبة الولادة وكانوا بحاجة إلى إقامة مدارس لتعليم أولادهم، ولكن هذا لم يحصل لان الحكومات لم تستطع إقامة المدارس من جهة ومن جهة أخرى لم يستطع قسم كبير إرسال أولادهم للمدارس لشدة فقرهم لذلك اضطر الأهل إرسال أولادهم للعمل في المصانع لمساعدتهم على كسب لقمة العيش أما المدارس التي أقيمت فكانت قليلة جدا لذلك كانت مزدحمة بالطلاب مما أدى إلى انخفاض مستوى الطلاب وأصبح معظمهم يخرجون من المدارس لا يعرفون القراءة والكتابة.
-
ظروف العمل: كان الأولاد والبنات يعملون حوالي 16 ساعة من الساعة الثامنة وحتى الساعة العاشرة ( ساعات عمل طويلة) ومعاملة قاسية ( ضرب إهانات وأحيانا كسور) دون أن يعترف صاحب العمل عن التعذيب ، الراتب كان قليل وكان يضطر العامل شراء أغراضه من المصنع الذي يعمل فيه.
-
ثورة العمال ونضالهم: لقد زادت حالة عمال المصانع سوءا وتفشت الأمراض وزادت الوفيات بسبب انعدام الظروف الصحية للعمال وتشغيلهم حوالي 16 ساعة يوميا ولم يكن لهم أي حق حتى لو مات العامل في المصنع ومن جهة أخرى زاد غنى أصحاب المصانع وبدا العمال المصانع وبدا العمال ينظرون إلى المصانع وكأنها هي عدوتهم وأنها السبب في شقائهم وتعاستهم واستغلالهم فثاروا على المصانع وحرقوها فأرسلت الحكومة الانجليزية جيشا قضى على ثورة العمال وحاكموا زعمائهم وأعدموهم ومنعوا العمال من إقامة تنظيمات تدافع عنهم ولكن العمال استمروا في نضالهم من اجل نيل حقوقهم.
مطالب العمال:
– تحديد أعمار الأولاد
– تحديد ساعات العمل
– مراقبة على شروط العمل
– تمثيل برلماني للعمال
استطاع العمال الحصول على بعض الحقوق منها:
1- سن البرلمان الانجليزي قانونا سموه قانون المصانع وقد حددت فيه ساعات عمل الأولاد حتى سن 13 سنة 8 ساعات يوميا وحتى سن 18 سنة 12 ساعة يوميا فقط
2- في سنة 1847 سن قانون العشر ساعات الذي حدد ساعات العمل للكبار بـ 10 ساعات كأقصى حد
3- تبرع الكثير من الاغنياء الانجليز ببناء مدارس لابناء العمال وتحسين ظروف معيشتهم
4- سمح للعمال إقامة منظمات خاصة بهم للمطالبة بحقوقهم والدفاع عنهم امام اصحاب المصانع، وأصبح للعمال وزن كبير في الانتخابات بسبب انضمامهم لهذه المنظمات واصبح رجال السياسة في حاجة لهم مما رفع مركزهم.
5.المشاكل الصحية:واجهت العمال مشاكل صحية جمة، فيما يلي وصف لتلك المشاكل ورد في تقرير لأحد موظفي الحكومة: “في جميع المدن التي زرتها لم يكن هناك من يشرف على جمع القمامة من الساحات والازقة..كان هنالك من يجمع أكوام القمامة لبيعها لسكان القرى المجاورة..لأن السلطات لم تتدخل لكي لا تحرم الفقراء من مصدر دخل. مياه المجاري تجري ببطء في الشوارع والازقة وتترك ورائها روائح كريهة، حتى تصل الى الجداول القريبة من المدينة..تلك الجداول التي هي مصدر مياه الشرب للسكان..بدل أن يكون لكل بيت مرحاض تحول نهر التايمز الى مرحاض كبير”[1]
-
التلوث:ويعتبر التلوث ظاهرة بيئية من الظواهر التي أخذت قسطا آبيرا من اهتمام حكومات دول العالم منذ النصف الثاني من القرن العشرين. وتعتبر مشكلة التلوث أحد أهم المشاآل البيئية الملحة التي بدأت تأخذ أبعادا بيئية واقتصادية واجتماعية خطيرة، خصوصا بعد الثورة الصناعية في اوروبا والتوسع الصناعي الهائل والمدعوم بالتكنولوجيا الحديثة ، وأخذت الصناعات في الآونة الأخيرة اتجاهات خطيرة متمثلة في التنوع الكبير وظهور بعض الصناعات المعقدة والتي يصاحبها في آثير من الأحيان تلوث خطير يؤدي عادة إلى تدهور المحيط الحيوي والقضاء على تنظيم البيئة العالمية.
الحد من ثلوت الهواء لحماية البيئة من مخاطر تلوث الهواء يجب:
-
حث المواطن على استعمال وسائل نقل بديلة عن السيارة.
-
الزيادة من المساحات الخضراء.
-
استعمال محروقات غير ملوثة.
-
ضبط مصادر التلوث مثل إنشاء أجهزة لتصفية الهواء من الغازات والجسيمات.
-
استخدام مصادر جديدة للطاقة آالمصادر التي تعتمد على الطاقة الشمسّيّة أو طاقة الأمواج أو طاقة الرياح التى تسمى بالمفهوم الحديث بالطاقة المتجددة او ما يسمى بالطاقة المستدامة .
[1] عن كارلتون هيز،الثورة الصناعية ونتائجها السياسية والاجتماعية.[1] عن كارلتون هيز،الثورة الصناعية ونتائجها السياسية والاجتماعية.
-
استخدام مصادر جديدة للطاقة آالمصادر التي تعتمد على الطاقة الشمسّيّة أو طاقة الأمواج أو طاقة الرياح التى تسمى بالمفهوم الحديث بالطاقة المتجددة او ما يسمى بالطاقة المستدامة .
8
التلخيص والاستنتاج
المدينة هي مجتمع محلي يتميز بمجموعة مركبة من السمات التي يمكن إدراكها.
عرف وورث المدينة بأنها المركز الذي تمتجانسة،تأثيرات الحياة الحضرية إلى أقصى جهات الأرض، ومنها أيضا ينفذ القانون الذي يطبق على جميع الناس.
المدينة هي تجمعات سكانية كبيرة وغير متجانسة ، تعيش على قطعة أرض محدودة نسبيا، وتنتشر منها تأثيرات الحياة الحضرية المدنية ، ويعمل أهلها في الصناعة والتجارة والوظائف السياسية والاجتماعية.
وهي وحدة جغرافية مساحية يعيش فيها عدد كبير من السكان، تتباين مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية، ويترافق مصطلح المدينة مع مفهوم الحضر والتحضر، حيث أنهم أوجدوا المفهوم بابتعادهم عن الريف، والأعمال الزراعية، وأصبحت المجالات الصناعية رفيق التطور والمدنية.
المدينة هي مجمع سكاني كبير، مزدحم يتصف دائما بالاكتظاظ ، قلة النظافة وقلة الأمان، حركة المرور في المدن تقف حاجز امام الناس ،وتعرض مخلفات وسائل المواصلات ومحطات الطاقة والتوليد والمصانع وغيرها صحة الناس للخطر.
الثوة الصناعية ,كانت عبارة عن انقلاب من العمل اليدوي انتقالا الى المصانع, ,هي الثورة التي قامت المدن الصناعية التي نراها اليوم حيث ازدهرت التجارة والصناعة والمواصلات
العوامل المؤدية الى تلك النتيجة متعددة :الثورة العلمية, وجود راس مال ,استقرار الاوضاع الاساسية , ملائمه المناخ للنشاط البشري فائض من الايدي العاملة الحره والرخيصه انهيار النظام الاقطاعي الزيادة السكنية التي ادت الى الحاجة الى المواد والى انواع اللباس والالات المتطورة في حقل العمل تلك التطورات ادت الى رخاء اقتصادي وتقدم من النواحي الطبية والصناعية والاقتصادية في جميع انحاء اوروبا
الثورة الصناعية ونتائجها في المدن:
كانت للثورة الصناعية أثار هامة في جميع نواحي حياة الإنسان فكان لبعضها نتائج اقتصادية واجتماعية وسياسية فقد أثرت الثورة الصناعية على المبنى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمجتمع الأوروبي بأعقاب الثورة الصناعية جاءت الثورة السياسية الاجتماعية يمكن أن نجمل النتائج الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بنما يلي:
أ- النتائج الاقتصادية:
1- حلت الآلات والمصانع الضخمة محل الأيدي البشرية والنظام البيتي في الصناعة وتركزت الصناعات قرب المواد الخام الحديد والفحم.
2- ازداد المنتوج الصناعي وهبطت أسعار المنتوجات وارتفع مستوى المعيشة.
3- ظهور طبقة جديدة البرجوازية ذات رؤوس الأموال الضخمة وتوسعت حركة البنوك والشركات والمؤسسات الكبيرة.
4- توسعت التجارة أيضا وذلك لتسهيل عملية التصدير وأصبحت الصناعة والتجارة من اكبر موارد الثورة بعد أن كانت الزراعة فقط هي المورد الأساسي وأصبحت بعض الدول تستورد القسم الأكبر من المنتوجات الزراعية من الخارج وتسد ثمنها من مصنوعاتها ومع ذلك فهناك كثير من البلدان تجمع بين الصناعة المتقدمة والزراعة الوفيرة كالولايات المتحدة وروسيا.
ب- النتائج الاجتماعية:
1- ظهور طبقات جديدة في المجتمع وأهمها طبقة الرأسمالية البرجوازية والطبقة العاملة البروليتالية ولكل طبقة مبادئها ونظريتها المختلفة فالطبقة البرجوازية الرأسمالية أثرت ثراء فاحشا وزادت غنى على غنى ونادوا بنظرية حرية الاقتصاد وكافحت من اجل تحسين أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية ، أجور معقولة وساعات عمل محدودة وتامين الخ… ولهذا ظهرت النظرية الجديدة مثل المثاليون ( الاوتوبيا) والاشتراكيون والماركسية.
2- الهجرة من القرية إلى المدينة واضمحلال المجتمع الريفي.
3- نشوء المدن الكبيرة وازدياد السكان ( تضخم سكاني) بسبب تقدم الطب وقلة الوفيات
4- استخدام النساء والأطفال في المصانع ذلك لان إدارة بعض الآلات لا تحتاج إلى قوة جسدية ويشجع على ذلك قلة أجور الأطفال والنساء وكانت أحوال العمال سيئة بسبب اختلاط الرجال بالنساء والفقر الأمر الذي أدى إلى انحطاط خلقي وانتشار الدعارة والمفاسد الأخلاقية ويمكن أن يعتبر ذلك من النتائج السلبية للثورة الصناعية.
5- دخلت المرأة إلى معترك الحياة بجانب الرجل وجاءت تشتغل في جميع مجالات الحياة وتحسنت أحوالها بالتدريج في الكثير من الدول وطالبت المرأة بالحقوق والمساواة الكاملة مع الرجل في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
9
المصادر والمراجع
1)الموسوعة العربية العالمية ، مؤسسة اعمال الموسوعة للنشر والتوزيع ،1996
2)الموسوعة:المجلد16 ، تركسيم شركة مساهمة سويسرية جنيف ، 1985
3) الموسوعة:المجلد21 ، تركسيم شركة مساهمة سويسرية جنيف ، 1985
مواقع محوسبة:
4) الثورة الصناعية pdf-google docs
5)الثورة الصناعية bdf-saribd
10

12
Published: May 18, 2017
Latest Revision: May 18, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-315312
Copyright © 2017