الحشرات طائفة (أو صنف) من الحيوانات اللافقارية في شعبة مفصليات الأرجل، وتعتبر الحشرات التصنيف الأكثر انتشاراً والأوسع في شعبة مفصليات الأرجل. تشكل الحشرات المجموعة الأكثر تنوعا من الكائنات الحية على سطح الأرض فهي تحوي ما يزيد على مليون نوع تم وصفها –أي أكثر من نصف جميع الكائنات الحية – حيث يُقدّر عدد الفصائل غير المصنفة بقرابة 30 مليونا، أي أنها تشكل أكثر من 90% من مختلف أشكال الحياة على الأرض.تتواجد الحشرات في جميع البيئات تقريبًا، إلا أن عددًا ضئيلًا منها قد اعتاد على الحياة في البيئة المائية، أي نوع المساكن الذي تسيطر عليه طائفة أخرى من مفصليات الأرجل وهي القشريات.
تدلّنا الأبحاث والدّراسات لعلماء الحشرات أنّ عدد الحشرات على الكرة الأرضيّة قد يوازي عدد سكان العالم أو يضاهيه حتّى، وتوجد أنواع كثيرة منها كلّها تصنّف تحت قسم “المفصليّات”؛ وذلك لأنّها تمتلك أرجل مفصليّة، وجسمها مقسّم إلى حلقات، وله غطا خارجيّ صلب. تصنّف الحشرات إلى أصناف عديدة ومختلفة؛ ومن هذه الأصناف لدينا اليعاسيب، والسراعيف، والجنادب، والفراش والعثّ، والذباب (مثلاً الذباب الزّجاجيّ الأخضر، والذباب الزّجاجي الأزرق، وذبابة تسي تسي)، والبقّ الحقيقيّ، والخنافس (مثلاً خنفساء الدّعسوقة، وخنفساء جالوت الإفريقيّة)، والنّحل (مثلاً نحلة العسل الأوروبيّة)، والدبابير، والنّمل.

نظراً للعدد الضخم من فصائل الحشرات وتنوّعها، سنتعرّف اليوم على جزء من هذه الفصائل والأسماء؛ حيث سنُسلّط الضوء على الأنواع الأكثر أهمية وانتشاراً منها.
مجموعة القمامات والعواشب*
أسماء الحشرات التي تنتمي لهذه المجموعة: الصراصير: تَتواجد الصراصير في المناطق القريبة من المساكن التي يعيش فيه الإنسان، كما أنّها تعيش داخل المنازل أيضاً، وطعامها الأساسي هو النفايات، وتُعتبر الصراصير أشهر أعضاء هذه المجموعة وأكثرها انتشاراً. الجراد: يعتبر الجراد أكثر أنواع هذه المجموعة تخريباً، وإيذاءً للإنسان؛ فهو من أكثر الحشرات التي تُسبّب خطراً على المَحاصيل الزراعية، فتؤدّي إلى إتلافها وتخريبها. الجندب: يُعتبر هذا النوع أقلّ أنواع حشرات هذه المجموعة ضرراً؛ إذ إنّه يعيش في المروج ولا يُسبّب أيّ أضرار، ولكن منظره غير مستساغ.

مجموعة المستعمرات
سُمّيت هذه المجموعة بهذا الاسم لأنّ جميع أنواع الحشرات التي تنتمي لها تعيش في بيوت على شكل مستعمرات، ومن أهمّ الحشرات التي تنتمي لهذه المجموعة: النحل: وهي من أكثر الحشرات فائدة للإنسان؛ حيث إنّها الحشرة المسؤولة عن إنتاج العسل، وتَعيش في مستعمرة تحتوي على خليّة خاصّة بملِكة النحل، وخلايا مجاورة لها لصناعة العسل وتخزينه. الدّبابير: وهي ذكور النحل. الزنابير: وتَعيش في أعشاش خاصّة، تقوم بصناعتها من الخشب. النمل: وله أنواع كثيرة، ويَعيش في مستعمرة عادةً ما يتمّ حفرها في التراب

مجموعة الفراش والعث
تحتوي هذه المجموعة على نوعين من الحشرات وهما: الفراش: وهي حشرة جميلة المظهر، لها جناحان تتميّزان بألوان زاهية، تتواجد كثيراً بين الأزهار، ويَكثر نَشاطها في النهار. العث: وهو ذو مَظهر شبيه جداً بالفراش، إلّا أنّ نشاطه وتحرّكاته تكون في الليل، على عكس الفراش الّذي ينتشر نهاراً، وينام ليلاً.

غذاء الحشرات
تـأكل الحشرات كميات هائلة من الطعام، وكل ماهو من أصل نباتي أو حيواني هنالك نوع من الحشرات يغتذي به، فهناك حشرات تأكل اللحم والعظام والدم والريش والسجاد، كما هنالك حشرات تأكل الخشب ونسغ النبات والورق والسجائر. وهذا التباين في أنواع الغذاء يتطلّب تفاوتا في شكل أجزاء الفم، وفي هذا المجال يمكن تصنيف الحشرات إلى ماضغات وماصّات وماسحات.
فالماضغات هي الحشرات التي لها فكان للعض، ولا يختلف شكل الفكين إن كانا لعضّ اللحم أو لعضّ الورق، وعندما تمضغ الحشرة طعامها فإن فكيها يتحركان من جانب لأخر وليس صعودا ونزولا. وهناك أجزاء فوهية أخرى تساعد في دفع الطعام إلى داخل الفم، ومن الماضغات أيضا الخنافس الأرضية التي تصطاد صغار الكائنات من التربة فتمزقها بفكيها إربا إربا، كذلك يتصيد اليعسوب الذباب والبعوض في أثناء طيرانه. وتشكل الأزهار والبذور والأوراق والجذور طعاما للماضغات آكلة النبات.
والماصات هي الحشرات الأنبوبية الفم وأبرزها البعوض، فالبعوضة الأنثى تمتلك خرطوما تغزّه في جسد مضيفها كي تمتص قليلا من الدماء، كذلك فإن الحشرات التي تغتذي بنسغ النبات لها أجزاء فم ماصّة ذات طرف حاد تغرزه في ساق النبتة. والعث والفراش هي أيضا من الماصات، وخراطيمها طويلة بالضرورة كي يتسنى مدها داخل الأزهار لبلوغ الرحيق، وحينما لا تستعمل الحشرة خرطومها المصاص فإنها تلفه بشكل مرتب أنيق.
وتضم الماسحات من الحشرات الذباب، والذبابة تقوم عندما تدب فوق مصدر للطعام بمسح جزء فمها عليه، وهي بذلك تظهر وكأنها تلعقه أو تمسحه بلسانها لأن جزء الفم الذي يمس الطعام أشبه بلبدة ليّنة، وتخترق هذا الجزء فتحات دقيقة متعددة تتصل بأقنية الطعام. ولأن الذبابة لا تستطيع “مسح” الطعام الصلب فإنها تفرز فوقه قليلا من السائل ليذيبه، ومن ثم تشفطه إلى أقنية الطعام.
حركة الحشرات
السباحه:
يعيش عدد كبير من الحشرات جزءًا من حياته أو حياته بأكملها تحت الماء، وفي الكثير من الرتب البدائية تعيش الحشرة مراحل الحياة الأولى أي ما قبل النضوج في الماء، وفي البعض الآخر منها تعيش حياتها في المياه كبالغة أيضا. ويمتلك الكثير من هذه الفصائل خصائص تمكنه من التحرّك تحت المائ، فخنافس المياه وبق الماء لها قوائم تشبه في تصميمها شكل المجذاف، بينما تقوم صغار اليعسوب بالتحرك عن طريق قذف الماء من قناتها المستقيمة.
2- طيران:
إن طيران الحشرات يعتبر موضوعا ذا أهمية كبرى بالنسبة للعلماء في مجال الإيروديناميات، ويعود السبب في ذلك جزئيا إلى أن نظريات الحالة الساكنة غير قادرة على تفسير كيفيّة رفع الحشرات أنفسها في الهواء باستخدام أجنحتها الصغيرة. وبالإضافة للطيران باستخدام الأجنحة، فهناك الكثير من الحشرات الأصغر حجما والعديمة الأجنحة تتنقل باستخدام التيارات الهوائية،ومن هذه الحشرات المن التي غالبا ما تنتقل لمسافات كبيرة باستخدام تيارات هوائية بسيطة.
3- المشي:
الكثير من الحشرات البالغة يمشي على ستة قوائم وقد طوّر نوعا من المشي على ثلاثة قوائم، ويتيح المشي على ثلاثة المجال للحشرة كي تسير بسرعة أكبر وتبقي نفسها متوازنة دون أن تسقط بنفس الوقت، وقد تمّت دراسة هذا النوع من الحراك بشكل مكثّف لدى الصراصير. تُستعمل القوائم بشكل متبادل، الواحدة تلو الأخرى، وتلمس الأرض بشكل مثلّث؛ وفي الخطوة الأولى تلامس الساق اليمين الوسطى والقائمتين اليساريتين، الأمامية والخلفية، الأرض وتدفع الحشرة نحو الأمام؛ بينما تُرفع القوائم اليمينية، الأمامية والخلفية والوسطى، وتتحرك إلى الأمام نحو موقع جديد. وعندما تطأ تلك القوائم على الأرض يمكن للحشرة عندئذ ان تحرك قوائمها الأخرى إلى الأمام وهكذا دواليك.

Published: Jul 10, 2017
Latest Revision: Jul 10, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-353889
Copyright © 2017