قصيدة أنت وأنا/ خليل الهنداوي

نبذة عن حياة الشّاعر

وُلِدَ سنة 1906 في مدينة صيدا في لبنان، عاش الشطر الأكبر من حياته في سوريا، وفي مدينة حلب بالذات، يُدرّس الأدب العربي في الثّانويّات. واستطاع، إلى جانب عمله في التدريس، أن يؤلف عدة رسائل وكتب منها: “صفحة من حياة باريس”، “هاروت وماروت”، مسرحيّة “سارق النّار” وهي مجموعة مسرحيات فنيّة قصيرة، “تيسير الإنشاء”، -كتاب مدرسي- و “دمعة صلاح الدّين”- مجموعة قصص قصيرة

تتكون القصيدة من 14 بيت، يتألف البيت من شطرين، الشطر الأول يسمى صدر، والشطر الثاني يسمى عجز

“أما بالنسبة لقافية القصيدة، فقد التزم الشاعر قافية موحدة في كل القصيدة وهي ال “نا

تنتمي هذه القصيدة للشعر النيوكلاسيكي “قديم جديد” حيث التزم الشاعر خليل الهنداوي في قصيدته المبنى القديم للقصيدة الكلاسيكيّة، إلا انه جدد في المواضيع والمضامين، حيث نجده يتناول موضوعا اجتماعيا انسانيا يرتبط بشكل مباشر بمجتمعه وقضاياه

شرح الأبيات

    أنتَ إنسانٌ وإنسانٌ                           فلماذا نحنُ خصمانِ هُنا 

:البيت الأول

يخاطب الشاعر المتلقي ويوجه له سؤالا ويقول: أنت إنسان وأنا إنسان… إذن نحن متشابهان ومتساويان، فلماذا نعيش في خصام وعداوة؟

تُنبتُ الأرضُ لنا أزهارَها                            ثمَّ لا نُنْبتُها إلا قَنـا

:البيت الثاني

يكمل الشاعر ويقول: إن الأرض تنبت لنا الأزهار وتعطينا الخيرات وتمدّنا بالحياة، فلماذا لا نزرعها إلّا رماحا ودمارا؟

.وزراعة الأرض بالرماح كناية عن الحرب والدمار

أرضُنا إنْ شئتَ تَغدو مسكنًا                         وإنْ شئتَ استحالت مدفَنا

:البيت الثالث

يكمل الشاعر ويقول: إن شئت وإن رغبت فستصبح هذه الأرض مسكنا، أرض تعجّ بالحياة. وإن رغبت سوف تدمر هذه الأرض وتجعلها مدفنا ومقبرة

طباق: مسكنا- مدفنا

يا أخي قصرُك قصرٌ شامخٌ                          أكثيرٌ أن تَرى الكوخَ لنا

:البيت الرابع

ينتقل الشاعر ويتحدث عن موضوع الحقد والحسد الموجود في قلوب الآخرين، فيقول: أنت تملك القصر والأموال، أكثير أن تراني امتلك كوخا؟

أيّها السّائلُ عنّي من أنا       أنا ذوب الحب طيبا وجنى
أنا من أرسلت قلبي عاشقا     يرحم القبح ويهوى الحُسُنا

:البيت الخامس والبيت السادس

يتحدث الشاعر عن نفسه، ويقول لمن يسأل عنه أنه إنسان يتحلى بالحب والخير والعطاء، فهو إنسان رحيم يشفق على القبح ويهوى الجمال

طباق: القبح- الحسن

:البيت السابع

سَأناديْك وَلو ضاعَ الصّدى       وَأدُقّ البابَ حتّى تأذَنا

يتحدث الشاعر عن عدم ملله ويأسه بتحقيق حلمه ورغبته في العيش بسلام، سوف يبقى يحاول ويحاول ويدق هذا الباب حتى يؤذن له

كُن كَما شِئتَن، وخالِف مذهَبِي    لَن تراني حاقِدا مُضْطَغِنا

:البيت الثامن

.يتحدث الشاعر عن موقفه تجاه الإنسان المخالف له بالرأي، فهو سوف يتقبله ولن يكون حاقدا وكارها له

مَذهَبي الْحُبّ وإيماني الهَوى    لا غنى كالحبّ في دنيا الفنا

  لَو رَعَيْتَ الحُبّ لِلْحُبّ لَمَا      كُنتَ في شَرْعي إلّا مُؤمِنا

البيت التاسع والبيت العاشر

يتحدث الشاعر عن مذهبه في الحياة ، فهو مذهبه الحب والخير والإيمان بالبناء والتعاون، فلا غنى عن الحب في هذه الدنيا الفانية. فإن رعيت الحب واهتممت به، سوف لن تكون في مذهبي إلّا إنسانا مؤمنا وصالحا

مَوطِني الإنسانُ لا لون لَهُ     فَاجْعَلِ الْإنسانَ مِثْلي موْطِنا

:البيت الحادي عشر

يتحدث الشاعر عن موطنه، فهو موطنه الإنسان نفسه، هو لا يميز بين إنسان وإنسان حسب لونه ودينه وأصله، ويطلب الشاعر هنا من الإنسان الآخر أن يتبع موطنه، فلا يميز بين الناس حسب ألوانهم وأصلهم ودياناتهم

إن زَرَعْنا البُغضَ يأكُلْنا معًا    أن غَرَسْنا الحبّ يُزهِرْ حَوْلَنَا

:البيت الثاني عشر

يخاطب الشاعر الإنسان الآخر ويقول له: إن زرعنا البغض والكراهيّة في قلوبنا فإنها سوف تدمرنا معا وتؤثر علينا بشكل سلبي، أما إذا غرسنا ونشرنا المحبة فإنها سوف تزهر حولنا ونعيش بمحبة وسلام

اُدْنُ مِنّي!! سَتَراني دانيًا     فَإذا أَنتَ، مَعَ الْحُبّ، أنا

وإذا نَحْنُ على هامِ الدّنا     نتحدّى… نتحدّى الزّمَنَا

:البيت الثالث عشر والرابع عشر

يخاطب الشاعر الإنسان الآخر ويقول: اُدن مني واقترب مني أيها الإنسان، فإن اقتربت مني واتبعت المحبة بمعاملتك سوف تراني مقتربا منك دائما، فنحن إن اتبعنا المحبة سوف نكون على رأس الدنيا وفي القمة وسوف نتحدى من خلالها الزمن والمصاعب التي تواجهنا