ذاكرة جدي ترتعش
by tasneem sh najdi
Copyright © 2017
جاء جدي سليم محمود البيك، و كأنه للتو وصل من هناك. في كل مرة يصل فيها أراه قادماً من ترشيحا. جاء و رائحة البلد و بارود معاركها عام النكبة، و زيتونها و زعترها و تبغها تجول في جيوب و بطانة جاكيته الترابي اللون و عكازه المعقوف رأسه و طاقيته البيضاء المزخرَفة كقبة مسجد تعبوا في نحتها. لهجة البلد لا تزال تتثاقل بين شفتيه و عمق فمه، أحاول دائماً تقليدها لأمحو تطفل اللهجات الأخرى التي ألصقها الشتات على جوانب لساني. بقيت ترشيحا حية طرية فيه رغم قسوة أيام اللجوء و لؤمها. تفاصيل وجهه التي خطّتها أسلاك حاصرت المخيم في زمان و مكان تعربدا بعد النكبة و بعد فلسطين، ملامح جدي تأخذ ذاكرتي إلى القادم من طرقات ترشيحا و زواريبها و سطوحها و ناسها و نسائها…
2
Published: Oct 10, 2017
Latest Revision: Oct 10, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-372921
Copyright © 2017