
عج وبراهين، يجدهاائب خلق الله في السماء ما زال العلم الحديث يكشف عن قدرة الله تعالى وإعجازه في خلق الكون، وأنّه مهما توصّل إلى حقائقجديدةٍ، ونظرياتٍ، مكتوبةً في القرآن الكريم قبل أكثر من 1437 عام هجري، فيقرُّ بعظمة الله ومعجزته الخالدة وهي القرآن الكريم، الذي وضح فيه كل ما يخص الكون والإنسان، وأنه مهما تقدم العلم فلن يأتي بأكثر مما هو موجودٌ في القرآن الكريم. والمتأمل في آيات الله الكونية، يجد عظمةً وإبداعاً في خلقها،فالسماء يُعرّفها العلماء بأنها عبارة عن طبقةٍ من الفراغ تعلو الأرض وما عليها، أمّا كتاب الله فيوضح حقيقة السماء بقوله تعالى: “وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ” (الذاريات: 47)، فهذه الآية نفت أن تكون كل هذه السماء التي تغطي الكرة الأرضيّة عبارة عن فراغ كما قال العلماء، بل هي بناءٌ قويٌ شديدٌ يستمر في التوسع دون توقف.
3
خلق السماء يقول الدكتور زغلول النجار المختصّ في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، أن السماء كانت ملتصقة في الأرض ومضمومة إليها، ففصل الله تعالى بينهما لينشئ الكون، وقد جاء العلماء في عصرنا هذا بما يتوافق مع ما ذكر في القرآن الكريم، حيث توصلوا إلى أنّ الشمس تتألّف من سبعةٍ وستين عنصراً من عناصر الأرض التي مجموعها اثنين وتسعين عنصراً، وفي المقابل لاحظوا أنّ أغلب العناصر الموجودة في الأرض موجودةٌ في النيازك الفضائية.
4
بناء السماء وطبقاتها البناء في مفهومنا هو عبارة عن وضع حجرٍ على حجر، والسماءُ بناءٌ قويٌ، إلّا أنّها تختلف عن البناء العادي بنوع البناء وكيفيته، فحديثاً توصل العلماء إلى أن السماء عبارة عن غبارٍ دقيقٍ يحتوي على مركباتٍ كيميائيةٍ تملأ المسافات بين النجوم، وتنتشر بين كل الأجرام السماوية لتربط بينها، وهذه المركبات هي: الكالسيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم، والتيتانيوم، والحديد، وبخار الماء، والأمونيا، والفورمالدهايد…، وبعد هذا الاكتشاف لم يعد يُطلق على السماء فراغاً بل أطلقوا عليها البناء أو النسيج. إنّ المتأمّل والقارئ لكتاب الله يجد أن السماء مكونةٌ من سبع طبقاتٍ ، وقد ذكر لنا الرسول الكريم عليه السلام في ليلة الإسراء والمعراج أن السماء مؤلفةٌ من سبع طبقاتٍ وأنّه مرّ في كل سماء على نبيٍ من أنبياء الله عليهم السلام، أما حقيقة ما يوجد في كل سماء فلم يزل من الغيبيات التي لا يعلمها إلّا الله عزّ وجلّ، لا يجوز لنا الخوض فيها ما لم يوجد دليلٌ عليه في القرآن أو السنة.
5
على الرغم من إصرار العلماء على ثبات حجم الكون، وعدم إقتناعهم بمعجزات الله الكونية، إلّا أنّ الأبحاث الحديثة تؤكد على أن الكون سيستمر في التوسع حتى يصل إلى مرحلة الإنفجار والعودة إلى بدايته. لا يزال العلم الحديث عاجزاً عن تفسير ما يحدث في الكون، وعجائب خلق الله تعالى للسماء، فالله تعالى بين لنا الجزء البسيط من هذه العجائب في كتابه، وأبقى دون ذلك في علم الغيب عنده، ليستمرّ البحث، والتأمل بعظمة الله
6
المجرة عبارة عن تجمعات هائلة الحجم تحتوي على مليارات النجوم والكواكب والأقمار والكويكبات والنيازك [1][2], وتحتوي كذلك على الغبار الكوني والمادة المظلمة[3][4], وبقايا النجوم, وتتخللها مجالات مغناطيسية مروعة[5], وكلمة مجرة مستقاة من الجذر اللغوي “مجر” وتعني الكثير الدهم.[6]
تتراوح أحجام المجرات وكميّة النجوم فيها ما بين بضعة الآف النجوم للمجرات القزمة, وحتى تلك العملاقة ذات المئة ترليون نجم[7], وكلها تتخذ من مركز الثقل الخاص بالمجرة مداراً لها, وغالباً ما يتم تصنيف المجرات بناءً على الشكل المرئي لها, وذلك أسفل ثلاث فئات رئيسة هي: الإهليجية[8], الحلزونية, وغير المنتظمة[9]. يعتقد أن الكثير من المجرات تحوي ثقباً أسوداً هائلاً في نواتها النشطة, ودرب التبانة مشمولة بذلك لوجود الثقب الأسود الهائل المسمى بـ”الرامي أ” في مركزها, وهو ذو كتلة تبلغ أربعة ملايين مرة كتلة شمسنا[10]. وحتى مايو لعام 2015 فإن المجرة إي جي أس-زد أس 8-1 هي أبعد مجرة تم رصدها على الإطلاق بمسافة تقدر بحوالي 13.1 مليار سنة ضوئية عنا, وبكتلة تقدر بـ15% من كتلة درب التبانة.[11][12][13][14]
هناك قرابة 170 مليار مجرة في الكون المنظور[15], غالبها ذو قطر يبلغ 1.000 حتى 100,000 فرسخ فلكي في ذات الوقت الذي تتبعثر فيه مكوناتها على مسافات تصل إلى ملايين الفراسخ, وهذا اعتماداً على كتلة المجرة وحجمها. الفضاء بين المجري مليء بغازاتفضفاضة للغاية بكثافة تقدر بحوالي أقل من ذرّة واحدة لكل متر مكعب. أغلب المجرات منظمة ثقالياً إلى أحد المجموعات أو العناقيد المجرية, وتتراكب بهذا الشكل حتى تُكوّن أكبر الهياكل والبُنى الكونية على الإطلاق وهي الخيوط المجريّة المحاطة بالفراغ.[16]
أول المجرات المرصودة خارج درب التبانة كانت مجرة المرأة المسلسلة وذلك في العام 964 ميلادية من قبل عالم الفلك المسلم عبدالرحمن الصوفي[17], تليها سحابة ماجلان المرصودة من قبل نفس العالم.[18]
7
النجم هو عبارة عن جسم كروي من البلازما ضخم ولامع ومتماسك بفعل الجاذبية. يستمد النجم لمعانه من الطاقة النووية المتولدة فيه ؛ حيث تلتحم ذرات الهيدروجين مع بعضها البعض مكونة عناصر أثقل من الهيدروجين ، مثل الهيليوم و الليثيوم وباقي العناصر الخفيفة حتى عنصرالحديد . إن هذا التفاعل الفيزيائي يسمى اندماج نووي تنتج منهُ طاقة كبيرة (حرارة) جداً تصل إلينا في صورة أشعة الشمس. فتغمر الأرض بالدفء، وتكوّن عليها الظروف مناسبة للحياة. وأغلب مكونات النجم هو عنصر الهيدروجين المتأين والهيليوم المتأين (وهما يسميان في حالة التأينبلازما). وقد بينت الأرصاد الفلكية أن نسبة كبيرة من النجوم لها كواكب تدور حولها مثلما موجود في المجموعة الشمسية.
أقرب نجم للأرض هو الشمس فهي مصدر الطاقة على الأرض. كما تصل طاقة الشمس إلى الكواكب الأخرى التي تشكل المجموعة الشمسية. وتكون بعض النجوم الأخرى واضحة أثناء الليل حينما لا تغطيها السحب أو ظواهر جوية أخرى وتظهر كنقاط كثيرة مضيئة بسبب بعدها الهائل عن الأرض. تاريخياً، تشكل النجوم في الكرة السماوية تجمعات تسمى كوكبات وأبراج. ولقد أعطى الإنسان منذ القدم لأشد النجوم لمعاناً أسماءا وكذلك للكوكبات والأبراج. واستدل بها العرب في معرفة طريقهم في الصحراء والملاحة في البحار والمحيطات. لهذا فإن معظم النجوم المتألقة لها أسماء أصولها عربية. ولقد جمع علماء الفلك فهرس شامل يحوي أسماء النجوم التي تهمنا – مثل فهرس مسييه وفهرس المجرات وعناقيد المجرات. وباختراع المقراب المتزايد القدرة نستطيع الآن رؤية نجوم ضعيفة التألق أو بعيدة، لم يستطع رؤيتها السابقون بالعين المجردة.
![]()
تقع المنطقة تشكيل النجوم في سحابة ماجلان الكبرى.
يضيء النجم بسبب الاندماج النووي الحراري للهيدروجين إلى هيليوم في لُب النجم خلال جزء (على الأقل) من حياتهِ. مطلقاً بذلك الطاقة التي تخترق باطن النجم و يشعها في الفضاء الخارجي. وحالما يتم استنفاذ عنصر الهيدروجين من النجم، فإن جميع العناصر الناشئة من الاندماج النووي للهيدروجين تكون أثقل من الهيليوم الذي يتم أيضاً إنتاجه؛ إما عن طريق الاصطناع النووي النجمي خلال حياة النجم أو عن طريق الاصطناع النووي في المستعرّ الأعظم عندما تنفجر النجوم الضخمة جداً. ومع اقتراب نهاية حياته، يمكن أن يحتوي النجم على نسبة من المواد المتحللة. ويمكن للفلكيين تحديد الكتلة، والعمر، والتركيبة (التركيب الكيميائي)، والعديد من الخصائص الأخرى للنجم من خلال مراقبة حركته عبر الفضاء، عن طريق لمعانه، أو مراقبة الطيف الخاص بهِ على التوالي. والكتلة الاجمالية للنجم هي المحدد الرئيسي لتطوره ومصيره في نهاية المطاف. ويتم تحديد الخصائص الأخرى للنجم بواسطة تاريخهِ، بما في ذلك القطر، ودورانه، وحركته ودرجة حرارته. إذ ان جزء من درجة حرارة العديد من النجوم ضد لمعانها، والذي يعرف باسم مخطط هرتزشبرونج-راسل البياني يسمح بتحديد العمر والحالة التطورية للنجم.
![]()
صورة وهمية للون الشمس، وهو من نوع نجم G المتسلسل الجوهري، والأقرب للأرض
يبدأ تكون النجم كسحابة متساقطة من مواد سديمية تحتوي في المقام الأول على الهيدروجين، جنباً إلى جنب مع الهيليوم ومقدار ضئيل من عناصر أثقل. حالما يتكثف اللبّ النجمي فإن عنصر الهيدروجين يتحول بثبات إلى هليوم من خلال عملية الاندماج النووي، ومطلقا طاقة في هذه العملية.[1] وما تبقى من باطن النجم يحمل الطاقة بعيداً عن اللب من خلال خليط من العمليات الإشعاعية والحملية. وضغط النجم الداخلي يمنعه من السقوط أكثر تحت جاذبيته. وحالما يتم استنفاد طاقة الهيدروجين في اللب، ويتكون النجم بكتلة لا تقل عن 0.4 مرة من كتلة الشمس[2] ويتمدد ليصبح عملاق أحمر، وفي بعض الحالات يتم صهر عناصر أثقل في اللب أو في الطبقة الحامية حول اللب. ويتطور عندها النجم إلى شكل متحلل، معيداً تدوير جزء من جوهرهِ إلى بيئتهِ النجمية، حيث أنه سيكون جيل جديد من النجوم ذات نسبة أكبر من العناصر الثقيلة.[3] في هذه الاثناء فإن اللب يصبح بقايا نجم: قزم أبيض أو نجم نيتروني أو (اذا كان ضخم بما فيه الكفاية) ثقب أسود.
8
9
10
11
Published: Oct 30, 2017
Latest Revision: Oct 30, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-378238
Copyright © 2017