التجزئه السياسيه

by AMAL

This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

التجزئه السياسيه

by

  • Joined Dec 2017
  • Published Books 1
 
التجزئة السياسية:
كانت الأمة الإسلامية تعيش ضمن كيان سياسي واحد، على سعة الرقعة التي كان يسيطر عليها المسلمون، ومع تعدد وتنوع الشعوب والقوميات والقبائل  (( وقد بلغت حدود هذه المملكة من الشمال: إلى أعالي تركستان في آسيا، وجبال البيرينيه في شمالي أسبانيا. ومن الجنوب: إلى بحر العرب، والاوقيانوس الهندي (المحيط الهندي)، وصحراء أفريقيا. ومن الشرق: إلى بلاد السند والبنجاب من بلاد الهند. ومن الغرب: الاوقيانوس الاتلانتيكي (المحيط الأطلنطي). وتزيد مساحتها على ضعفي مساحة أوروبا)) ( ).
هذا الكيان الواحد كان تجلياً لوحدة الأمة، وتأكيداً على تماسكها، وكان يحقق للأمة هيبتها أمام الآخرين، ويلهم أبناءها أعمق معاني العزة والكرامة، و يمنحهم المعنويات الرفيعة.
كما يفسح المجال للتكامل الاقتصادي والعلمي والبشري، بين شعوب الأمة ومناطقها، حيث كان الوطن الإسلامي الكبير الواسع الأرجاء، ساحة مفتوحة أمام أبناء الأمة، يمارس كل واحد منهم ما يشاء من النشاط الاقتصادي والعلمي، دون أي عوائق أو حدود.
كان هذا في الماضي، وإلى ما قبل ثلثي قرن من الزمان، حيث ألغيت الخلافة في 27رجب 1342هـ، الموافق 3مارس 1924م على يد كمال أتاتورك في تركيا.
أما الآن فقد تمزق ذلك الكيان الواحد، وتحوّل إلى ما يقارب الخمسين كياناً، هو مجموع الدول الإسلامية في العالم اليوم !!، ولكل دولة حكومتها وقانونها وعلمها وعملتها وحدودها وسياستها الخاصة !!
ومما يضاعف المشكلة ويزيد من آثارها السلبية، عدم وجود إطار جاد، أو خطة صادقة للتعاون والتكامل بين هذه الدول الإسلامية، أُسوة بما وصلت إليه مجاميع أخرى من الدول، كدول أوروبا والتي تتجه نحو التوحد بخطى وطيدة.
بل الأسوأ من ذلك اندلاع الصراعات، والحروب والمعارك، فيما بين هذه الدول الإسلامية، وآخر أمثلة هذه الصراعات الأليمة: الحرب العراقية الإيرانية، والغزو العراقي للكويت.
2

التجزئة العربية والكيان الصهيوني توأمان*

 

 

على ارضية الصراع والتناقض بين السلطنة العثمانية والاستعمار الاوربي، برزت ظاهرتان، دخلتا بطبيعة الحال في تناقض تناحري بينهما، تنفي احداهما الاخرى، وهما ظهور الحركة القومية العربية على خلفية تفكك السلطنة العثمانية من جهة، وتبلور الوعي الذاتي العربي لخصوصية الامة العربية، وبالتالي ضرورة التعبير عن هذه الخصوصية في دولة قومية موحدة من جهة اخرى، وبروز الحركة الصهيونية كحركة نقيضة من حيث الاهداف المرامي، وسعيها لاقامة دولة يهودية في قلب الوطن العربي في اطار مشاريع الدول الاستعمارية. وفي الاطار نفسه برز الدور الصهيوني الذي اوكلت اليه لاحقا عبر تجسيده المادي في كيان “اسرائيل” لاحقا مهمته  ودوره المساهمة الفعالة والعملية في التصدي للحركة القومية العربية والعمل على ضربها وعرقلة واحباط نضالاتها في الاستقلال والوحدة، وذلك عن طريق تكريس ذلك الكيان، كقاعدة عدوانية همها سواء بالتدخل المباشر او غير المباشر، الحؤول دون

3

المشروع الصهيوني والصراع على الارض

تشكلت خارطة الصراع على الارض الفلسطينية، بعد ان وضعت الحرب العالمية الاولى اوزارها من ثلاث قوى اساسية، الاستعمار البريطاني، والمشروع الصهيوني كجزء عضوي منه من جهة، والشعب الفلسطيني وجماهير الامة العربية ممثلة بقواها السياسية المتبلورة حديثا من جهة اخرى.

فقد تضافرت جهود الانتداب البريطاني في فلسطين، مع النشاط الصهيوني الاستيطاني المحموم لتهويدها ـ الارض والشعب والسوق ـ على جعل ثورة الشعب الفلسطيني وقوى الامة العربية الحية مسألة حتمية، لا سيما وان الشروط الموضوعية لمثل هذه الثورة توفرت منذ البداية، اذ راح الانتداب البريطاني والاستيطان الصهيوني، يحثان الخطى نحو تغييب الشعب الفلسطيني عن وطنه، كضرورة لتحقيق الهدف المعلن لهما ـ تحويل فلسطين الى وطن قومي لليهود ـ وكان طبيعيا ان يقاوم الشعب الفلسطيني والامة العربية، بما لديهم من طاقة على العمل، رغم انه لم تتوفر لجزء غير يسير من الامة العربية ان تساهم بشكل فعال في الصراع، نتيجة عزل الشعب الفلسطيني نسبيا عن عمقه الاستراتيجي، على ضوء التقسيمات الاستعمارية للوطن العربي بعد الحرب العالمية الاولى.

4

 

إن الخارطة السياسية وفقاً لمفهوم “الشرق الأوسط الجديد”، هي التي رسمتها اتفاقية سايكس- بيكو، في استحداث الكيانات الطائفية، إذ إن أحد الأهداف التي تسعى لها الولايات المتحدة الأميركية في هذا المضمار، داخل العالم العربي تكمن بوضع الخطط حول شكل البيئة الإقليمية المناسبة التي تعيش فيها “إسرائيل” بأمن وسلام، وهذا ما يدفع إلى إيجاد التكتلات الطائفية في الكيانات السياسية التي تبرر وجود دولة يهودية مقابلها، تكون لديها القدرة على التعامل مع المنطقة العربية كمرجعية محورية. بالإضافة إلى ذلك فإن الوقائع التاريخية التي شهدها العالم العربي في الفترات السابقة، تبين مدى أهمية المكان الجغرافي والسياسي بالنسبة لبقية العالم الأوروبي الغربي والأميركي. فبناء “مشروع الشرق الأوسط الجديد” يكتسب أولوية استراتيجية، لا تقل شأناً عن التاريخ السالف للعالم العربي، رغم التقنية الحديثة التي شملت كل المستجدات الميدانية والعلمية. فالمنطقة العربية تقع على خطوط الممرات الجوية والبرية والبحرية، ذات الأهمية الكبرى لمصالح الولايات المتحدة الأميركية، وقد شكلت المجال الحيوي والشريان الأساسي للطاقة العالمية عبر التاريخ السالف، بالإضافة إلى ذلك، فإن الدافع لذلك كان المرحلة المقبلة التي تتحضر لها المجتمعات الغربية مجتمعة، جراء دور المنطقة العربية المرتقب، بالرغم من رفض شعوب المنطقة العربية للمشروع الأميركي، وذلك من خلال تعاظم دول الشرق الأقصى، أي الصين، والهند. لذا فإن افتعال الأزمات العربية الداخلية، كان من شأنه تهديم العلاقة العضوية للعالم العربي، كمقدمة لتهشيم أكثر الهويات التاريخية تجذراً وممانعة في تاريخ هذه المنطقة، وهذا يعني أن تهديم المفاهيم الداعية كانت تستهدف الهوية في بعدها القومي والثقافي، بهدف هيمنة الثقافة الواحدة والنظام السياسي.

 

5
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content