خالد ومواد الوقود

في احد ايام الصيف الجميل قررت عائلة خالد القيام برحلة الى احدى الجبال من أجل القيام برحلة تخييم وقضاء الليل هنالك، والتمتع بجمال الطبيعة والابتعاد عن جو المدينة

في طريق السفر قام الاب بالوقوف في محطة الوقود لتعبئة البنزين، وعند الوصول الى مكان التخييم قامت العائلة ببناء الخيمة وتجهيز الاغراض من أجل قضاء الليل هنالك

بعد ساعتين من الوصول ارادت الام تجهيز الطعام لاطفالها، فأخرجت موقد الغاز وقامت بتحضير الغذاء، تناولت العائلة الطعام في ارجاء الطبيعة الجميلة وجلسوا يتحدثوا، لعبوا وتمتعوا، وعند المساء اظلمت السماء فشعر خالد بالخوف الشديد من الظلمة فطلب من ابيه ان يضيء السيارة لكي تضيء المكان

فأخبره الاب انه ليس بإمكانه ذلك لأن ذلك سيؤدي الى انتهاء بطارية السيارة وعندها لن يستطيعوا العودة الى البيت في اليوم التالي

فقال خالد: ولكني خائف يا ابي واشعر بالبرد الشديد فأني اخاف من الظلمة

فقال له الاب: انا لدي الحل يمكننا ان نشعل النار ونضيء المكان ونشعر بالدفء كما كان يفعل اجدادنا من قبل

فقال خالد: وكيف ذلك يا ابي، كيف كان اجدادنا في القدم يضيئوا المكان ويشعروا بالدفء

اجابه الاب: في القدم كان اجدادنا يستغلون مواد الوقود من أجل اشعال النار للاضاءة والتدفئة وتلبية حاجاتهم الاساسية

فقال خاد: وماهي مواد الوقود يا ابي

قال الاب: مواد الوقود يا بني هي مواد قابلة للاشتعال والاحتراق وعندما نشعلها تعطي فائدة للانسان اي انها مصدر طاقة

فقال خالد: اه الان فهمت يا ابي، وهل مازلنا حتى الان نستعمل مواد الوقود

قال الاب: طبعا يا بني فاجدادنا استخدموها من قبل وعادت عليهم بالفائدة ونحن نستعمل مواد الوقود ايضاً وتعود علينا بالفائدة ولكن الفرق بنوع مواد الوقود ففي الماضي كانوا يستعملوا مواد الوقود مثل

الخشب، الزيت والشمع اما الان فنحن بالاضافة لهذه المواد نستخدم مواد اخرى اسرع في الاشتعال مثل: البنزين الذي قمت بتعبئته اليوم، الغاز الذي تستخدمه امك في الطبخ وهنالك ايضًا المازوت والسولر. هل فهمت الان يا بني

نعم يا ابي قال خالد

فهيا اذًا أذهب وأحضر بعض مواد الوقود الموجودة حولنا من أجل إشعال النار

نظر خالد حوله بمساعدة الفتاش باحثًا عن بعض المواد التي ذكرها له ابوه فوجد بعض اغصان الاشجار وبعض قطع الخشب بالإضافة الى بعض الجرائد القديمة التي تركوها اشخاص قبلهم، حملها وأحضرها الى ابيه

قال له الاب : احسنت يا بني فلقد فهمت علي جيدًا وهذا يستدل عليه من المواد التي احضرتها

وضع الاب المواد في كومة فنظر اليه خالد وقال: لماذا لم تشتعل النار يا ابي فلقد أحضرنا مواد الوقود

صبرًا يا خالد قال الاب ، فلكي تشتعل هذه المواد نحن بحاجة الى مصدر حرارة

أخرج الاب من جيبه علبة كبريت وقام بإشعال النار، أضاءت النار المكان فشعرت العائلة بالدفء وبقي خالد وابيه يتسامرون حتى ساعة متأخرة من الليل يتداولا اطراف الحديث، ولهب النار يتمايل امامهم، ودخانها الاسود يتطاير الى السماء العالية

بقي خالد وابيه جالسين بجانب النار حتى شعرا بالنعاس فدخلا الى الخيمة فرحين ومسرورين، وفي الصباح نهض خالدًا مسرعًا الى مكان إيقاد النار فنظر اليها ولم يجدها، فنادى ابوه بصوت مرتفع، أبي،أبي

جاء الاب مسرعًا وقال: ما بك يا خالد

قال : انظر لقد اختفت النار

فاجاب الاب: نعم يا بني فان مواد الوقود اشتعلت كلها

فسال خالد: وما هذا الشيء الرمادي الذي بقى مكان النار

اجابه الاب: انه الرماد يا بني وهو ناتج من ايقاد النار مثله مثل الدخان الذي تطاير بالسماء بالامس

هل لديك اسئلة اخرى يا بني

لا يا ابي اجابه خالد فلقد كانت هذه الرحلة من اجمل الرحل التي قمت بها، وعندما اعود الى المدرسة سأخبر المعلمة عن مواد الوقود وما اخبرتني به من معلومات قيمة