عن عبدالله بن المقفع: فارسي الأصل، وُلِد في قرية بفارس اسمها جور، مؤرخون أخرون ينسبون مولده للبصرة كان إسمه روزبه پور دادویه (روزبه بن داذويه)، وكنيته “أبا عمرو”، فلما أسلم تسمى بعبد الله وتكنى بأبي محمد ولقب والده بالمقفع لأنه أُتهِم بِمّدَ يده وسرق من أموال المسلمين والدولة الإسلامية
2

الرحلة الأولى (الجزيرة المتحركة والخيول البحرية):وكانت حيث سافر مع بعض التجار واستراحوا في جزيرة أعجبتهم وأشعلوا نارا ليتناولوا طعامهم ولم يدركوا أنها حوت حتى صاح بهم الربان وأخبرهم بأنها ستغوص بهم لأنها أحست بحرارة النار. وأسرع الركاب في الصعود إلى السفينة فمنهم من استطاع النجاة ومنهم من غرق في البحر وكان السندباد ممن لم يستطع الوصول إلى السفينة ولكنه استطاع النجاة عندما تعلق بقطعة خشب. وكان الربان قد غادر بالسفينة ولم يلتفت إلى الذين غرقوا في البحر.
4

الرحلة الثانية (وادي الألماس):وهي عندما تركه طاقم السفينة سهوا في جزيرة ليس فيها أحد من البشر فبدأ يتجول فيها إلى أن رأى قبة كبيرة وعندما اقترب منها تبين له أنها بيضة طائر الرخ الكبير، ففكر السندباد إذا جاء هذا الطائر أن يربط نفسه بساقه لعله يصل إلى الجزيرة أخرى وعندما نفذ فكرته وصل إلى وادٍ كبير وعميق مليء بالحيات ثم اكتشف
6
أن ذلك وادٍ به ألماس وجواهر فجمعه وبينما هو بذلك إذ فوجئ بذبيحة سقطت من الأعلى فأسرع وربط نفسه بها إلى أن جاء الطائر وأخذها فوق الوادي وأراد أن ينهشها فأسرع بالذين ألقوها إليه وطردوه وجاءوا ليجمعوا الألماس الذي التصق بالذبيحة فلم يجدوا شيئا وإنما وجدوا السندباد فتعجبوا منه وخافوا فهدأهم وأخبرهم بحكايته وأعطاهم بعض الذي التقطه من الألماس ثم إنه سار يتفرج معهم على الجزيرة ويتنقلون من مدينة إلى مدينة إلى أن وصل إلى مدينة البصرة .
7

الرحلة الثالثة (الغول الأسود):غادر السندباد بغداد إلى البصرة فركب بعض الركاب وسافر معهم وسارت بهم المركب من بحر إلى بحر ومن جزيرة إلى أخرى إلى أن أعلمهم القبطان أنهم وصلوا إلى جبل القرود. فاجتمع عدد كبير منهم وأحاطوا بهم وأخذوا سفينتهم ومتاعهم وتركوهم على اليابسة. ثم دخل السندباد ورفاقه بيتا في وسط الجزيرة وناموا فيها إلى أن دخل عليهم شخص عظيم الخلقة في صفة إنسان أسود وطويل فأمسك واحداً منهم وصار يقلبه ثم تركه وأخذ آخر وهكذا إلى أن أعجبه واحد فذبحه وأكله فارتعب السندباد ورفاقه .
9
وقالوا لو غرقنا أو قتلتنا القردة لكان أفضل من هذه القتلة. ثم إنهم فكروا في حل لهذه المشكلة واستطاعوا أن يطمسوا عيناه ويهربوا بفلك صنعوه ولكنه أحضر أنثى مثله وصاروا يرجمونهم بالحجارة إلى أن مات أكثرهم وبقي مع السندباد شخصان فوصلوا إلى جزيرة فناموا وبعد أن استيقظوا وجدوا ثعبانا ضخما فابتلع واحدا منهم وراح إلى حال سبيله ثم عاد إليهم وأكل الشخص الآخر الذي مع السندباد. واستطاع السندباد أن يفلت من الثعبان عندما لف حوله الخشب فلم يستطع الثعبان أن يأكله فسار السندباد إلى آخر الجزيرة فلمح مركبا فأشار إليه فأخذوه معهم وكانت هذه السفينة هي التي تركها في السفرة الثانية فعاد بها إلى بغداد.
10

يحكي سندباد انه بعد أن استراح من مخاطر الرحلة الثالثة ، بدأ شغفه للتجارة مرة اخري وساعده علي ذلك استقرار شئون البلاد ، وبدأ سندباد ان يأخذ طريقه الي بلاد فارس وسافر الي عدة بلاد ، واثناء رحلة سندباد في البحر ، جاءت عاصفة مفاجئة من الرياح واخذوا جميع الاحتياطات الضرورية لمنع اي خطر علي البحارة ولكن كان هذا دون جدوي ، فكانت العاصفة شديدة للغاية والكثير من التجار والبحارة لقوا حتفهم غرقا وفقدوا البضائع الخاصة بهم.
12

القت العاصفة بسندباد والبحارة الي جزيرة ووجدوا بها الفواكه ومياه الينابيع التي ساعدتهم علي البقاء احياء، وبقوا طوال الليل بالقرب من الشاطئ ، وفي صباح اليوم التالي، وعند شروق الشمس ، اخذ سندباد واصدقاؤه في البحث في الجزيرة ، وشاهدوا بعض المنازل ، وعندما اقترب سندباد مع البحارة وجدوا عدد كبير من الزنوج ، الذين جاؤا اليهم واخذوهم الي مساكنهم وجعلوا كل من سندباد ورفاقه يجلسون وقدموا لهم بعض الأعشاب.
14

وعرضوا علي سندباد ورفاقه تناول الطعام ، ولكنهم لم ينتبهوا الي هؤلاء الاشخاص السود ماعدا سندباد لاحظ ان هناك بعض الطمع من هؤلاء الاشخاص ، واخذوا يغذوهم بالارز ومعه زيت جوز الهند الذي فتح لهم شهيتهم كثيرا ، وعمل الزنوج علي اعطاء سندباد ورفاقه اعشاب تفقدهم حواسهم ، فكانوا يعدوهم لمصير محزن للغاية ، فكانوا يقومون بتسمينهم لكي يأكلوهم كونهم أكلين للحوم البشر ، ولكن سندباد علي عكس رفاقه لم يتناول ولم يتم تسمينه مما جعل الزنوج لا يأكلونه كباقي اصدقاؤه فقد رؤوه هزيل ومريض وسوف يموت ولا يصلح للأكل.
16
وهذا بالطبع اعطي سندباد وقت كافي للهروب منهم، وهو في طريقه للهروب رأي رجل عجوز ، واخذ ينادي له بصوت عالي ولكن لم يستمع له سندباد وضاعف سرعته واخذ يجري منه حتي استطاع ان يختبأ بعيدا عن الانظار.
17

وجاء الليل علي سندباد واراد ان يحصل علي القليل من الراحة وأكل بعض الطعام ، وظل علي هذا الوضع سبعة ايام ، حتي جاء اليوم الثامن ذهب سندباد بالقرب من البحر، ورأي بعض الاشخاص البيض يجمعون الفلفل، وكان هذا فأل خير بالنسبة له ، فذهب إليهم دون أي تردد ، تجمع حوله هؤلاء الاشخاص البيض لكي يعرفون من تفاصيل عن مجيئه للجزيرة ، وكان سندباد سعيدا للغاية فكانوا يتحدثون نفس لغته ، روي سندباد عليهم قصت وكيف انه وقع في ايدي الزنوج أكلين البشر ، وكيف هرب منهم بأعجوبة.
19

بقي سندباد مع التجار جامعي الفلفل ، وابحر معهم الي جزيرتهم ، حيث قدموه هناك الي ملكهم الذي كان رجلا جيدا ، وكان لديه صبر للاستماع إلى مغامرات سندباد ، وكان هذه الجزيرة مأهولة بشكل جيد للغاية، وكل شئ كان وفيرا بها ، فكانت مكانا عظيما للتجارة ، واحب الملك سندباد كثيرا وجعله وسط عدة اشخاص اخرين مهمين في العاصمة ، مما جعل لسندباد سمعة وشأن عظيم.
21

ولم يكتفي ملك الجزيرة بهذا ، بل عرض علي سندباد ان يتزوج واحدة من السيدات النبيلة والجميلة، والغنية ، ولكن بالرغم من انه كان سعيدا معها الا انه كان يشعر بالحنين الي بغداد موطن رأسه ، وفي اثناء هذا الوقت ماتت احد زوجات جيرانه ، وكان يربطه بزوج هذه السيدة صداقة عظيمة ، فذهب سندباد اليه لتهدئته ومواساته .
23
فقال له سندباد : ياصديقي الله يحفظك ويمنحك حياة طويلة ، وهنا رد عليه صديقه قائلا : وكيف تعتقد انني يمكنني العيش ساعة واحدة من الان ، فاليوم يجب ان ادفن مع زوجتي الميتة ، فهذا هو العرف في هذه الجزيرة ، يدفن الزوج مع زوجته الميتة ، وتدفن ايضا الزوجة الحية مع زوجها الميت
24
في حين كان صديق سندباد يحكي له عن هذا العرف البربري الغريب ، كانوا الاهل والعشيرة جاءوا للمساعدة في الجنازة ، وكانت جثة الزوجة مزينة بأغني الملابس والمجوهرات كما لو كان يوم زفافها ،وضعوا الزوجة في نعش مفتوح وبدأوا مسيرتهم الي مكان الدفن ، ومشي الزوج امام نعش زوجته اولا ذاهبين الي جبل عال.
25
وعندما وصلوا إلى المكان المقصود، ازاحوا حجرا كبيرا لتظهر تحته حفرة عميقة، ووضعوا جسم المرأة بكل ما فيه من ملابس ومجوهرات ، ثم نزل الزوج بعد جثمان زوجته ، واحتضن أصدقائه المقربين ، ونزل مع النعش من دون اي مقاومة، مع وعاء من الماء وسبعة أرغفة صغيرة، بعدها انتهت المراسم ، واغلقوا فم هذه الحفرة بالحجر وعاد كل من كان في الجنازة الي بيته.
26
Published: Feb 2, 2018
Latest Revision: Mar 13, 2018
Ourboox Unique Identifier: OB-423174
Copyright © 2018