الفضائل السبع

) الرضا بفعل الله جل حلاله :المعرفه في هذه المنزله تملا قلب المؤمن بالمحبه والخوف والرجاء , فيصير الرضى كما يقول السالكون ” سرور القلب بمر القضا وسكونه تحت جريان الحكم بما اراد من له الملك ” فمن رضي قانتا كان من الذين ( رضي الله عنهم ورضوا عنه)(البينه) .فرضى العبد عن الله ان لا يكره ما يجري به قضاؤه , ورضى الله عن العبد هو ان يراه مؤتمرا بامره ومنتهيا عن نهيه

5) توحيد الله جل جلاله :    لا اله الا الله

على الموحد  الاعتراف بان الله سبحانه وتعالى واحد احدا فردا صمدا , لابديل عنه ابدا , وانه فوق ادراك البشر

ان يقر  بان الله عز وجل ,مجردا ساميا متعاليا ,

وانه خاضعا لله وشرائعه واحكامه بشكل دائم ومطلق

وان يستشعر  بوجد الله عز وجل

عدم الانقياد لاي اله اخر

)البراءه من الابالسه :قال سيدنا هرمس عليه السلام :عودوا انفسكم الوقار والسكينه وتحلوا بالاداب الحسنه الجميله واجعلوا الحياء ملء وجوهكم والخشيه من الله واحذروا عواقب الندامه فبهذا السلوك تصير النفوس حره معتقه من رق الجهاله

فعلى الموحد تطهير قلبه من النيات الخبيثه والافات المهلكه التي بها تقوى العقائد الفاسده ومنها تتغذى وتتجلى بصور مختلفه مثل الإغراءات التي تؤدي بالانسان الى القيام بالافعال الشريره وتجره الى احضان الخطيئه والرذيله , فالقوه الشريره التي تنبعث من داخل الانسان على شكل غريزه داخليه تلح عليه وتدفعه الى القيام بفعله

فمذهب التوحيد يرشد المؤمن الموحد  الى معرفه المظاهر المختلفه للقوى الشريره والى اتخاذ الحيطه والحذر منها ومن تاثيرها السلبي والتبري من الابالسه الذين يقفون وراء اثاره هذة الغرائز والنزعات من خارج الانسان وفي داخله

)ترك عباده العدم :

عن ترك العدم: إن العدم مضاد للوجود وسبيل يستدرج إلى الإِنكار والتعطيل والجحود .ومذهب التوحيد ينادي بالابتعاد  المطلق عن كل معتقد او فعل او طقس , ينطوي على الكفر بوحدانيه الخالق جل جلاله او يشجع ويدعم الايمان باله اخر
ثم إنك إذا نظرت إلى دائرة هذه الفرائض في كتاب نقط ودوائر ،

فترى كل فريضة مقابلة ضدها وهي في ذاتها دائرة، فترى سدق اللسان مقابلة ترك العدم،

وترى حفظ الإخوان قبالة البراءة من الأبالسة، وفي ذلك أيضا فائدة،

2) حفظ الاخوان :

إن ما يميّز طائفتنا التوحيدية هو فريضة حفظ الإخوان، تلك الفريضة التطبيقية، لأن حفظ الإخوان هي عمل وفعل، فلا يمكن تطبيق الإيمان إلا بالفعل والعمل به، ومن هنا جاءت فريضة الإخوان لتترجم صدق عقيدة الموحدين، وتعلقهم بالإيمان بخالق قادر معط مانع مجازي على الإعمال من خيرها وشرها.وكما جاء في الحديث النبوي الشريف: “أنصر أخاك ظالما أو مظلوما”، فمظلوم أن تزيل عنه الظلم والقهر والاستبداد والاستعباد، وظالما بأن تردعه عن ظلمه.

وكما قيل: “علامة الأخوة الصادقة  كاليدين تغسل إحداها الأخرى، فإذا اتسخت أحدهما بالذنوب أو غطاها شيء من الفتور والملل تنطلق الأخرى إليها لتزيل عنها ذاك الغبار، وكما أن الاتساخ يحتاج أحيانا إلى شيء من القوة والشدة فكذلك الصحبة الطيبة تحتاج إلى الشدة أحيانا”.

وباختصار الإخوان كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، لا يثقب له جداراً ولا يحفر له أرضية، وكما قال تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا.. وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.. إن يد الله مع الجماعة”.

مراتب الصّدق

• في العقيدة :  أن نعتَقد بوجود الله سبحانَه وتعالى وأنّه  أرسلَ الأنبياء  والرُّسل لِهداية الخلق وسيُحاسب الخلق جميعهم يوم قيام الساعة.

• في النِّيّةِ : أنْ تَنوي رِضى الله سبحانه وتعالى في كلّ ما نعتقد أو نقول أو نفعَل .

• في القول : الإخبار عن الأشياء كما هي بِلا تعمّد في زيادة أو نقصان .

• في العمل :  إتقان العمل على أحسن وجه ممكن بِحيث تبرأ فيه الذّمة .

سِدْقُ اللِسان

إنَّه أساسُ المكارِم والفضائل الخُلُقيّة جميعها . والعلامة الدَّالة على سلامة الضمير وطهارة النّفس وسموِّها . كما أنّها من أهم المزايا النبويّة الشريفة التي تخلَّقَ بِها الأنبياءُ والرُّسلُ .

وبِناءً عَليه نستنتج أنّ الصدق يجلو قلب المؤمن لِيُصْبِحَ  كالمرآة  الصقيلة حيث تنطبع العلوم الروحانيّة والطبائع الحميدة ,عِندها يُماثِل المؤمن صفحة الماء الرائقة والصافية فتنطبع كلّ الصور الجميلة والنافِعة  في هذه الصور . والماء غير الصافي لا تنطبع فيه إلاّ الصور  الكدرة وقلّما تبدو للعيان لأنّ كدارة الماء تمنعها من الظهور .

7)التسليم بقضاء الله جل جلاله : لما كان الرضى مترتبا عن المعرفه والمحبه والقبول كانت ثمرته التسليم وهو الفعل والالتزام ألمسلكي بما ثبت للنفس على خلاف مقتضى طبعها مثل لزوم الحلم مكان الطيش , والعقل مكان الجهل , والتواضع مكان الكبر , والتحلي بالأخلاق المحمودة عوض النزوع نحو النزق واللجاجة وإفراط الرغبة . وهذه الأفعال الشريفة قائده حتما مع صدق النوايا وإخلاص القلب الى القرب كما قال تعالى (أولئك المقربون )(الواقعة)أي الذين قربت درجاتهم وأعليت مراتبهم   , ورقيت الى حظائر القدس نفوسهم الزكيه (ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن )(الواقعه)