قصة يونس
by malakRajabe
Copyright © 2018
-
جاءت قصة نبي الله يونس عليه السلام أربع مرات في القرآن الكريم ، و قد أرسل الله تعالى يونس عليه السلام نبياً إلى قومه في مدينة نينوى في العراق ، داعياً إياهم أن يتركوا عبادة الأصنام و يتوجهوا لعبادة الله تعالى دون أن يشركوا به احدا ، مبيناً لهم انها لن تدفع عنهم ضراً أو تجلب لهم نفعاً ، و قد أمر يونس قومه بالمعروف و نهاهم عن المنكر و حبب إليهم العدل و الإسلام و بغضهم الظلم و حثهم على فك العاني و الأسير و و إطعام الفقير و الجائع دعا يونس قومه إلا انهم لم يجيبوا دعوته ، و قالوا له : ما انت إلا بشر مثلنا ، فأنذره بعد ذلك بعذاب سيحل بهم ، إلا انهم لم يأبهوا بذلك و لم يخافوا من وعيده قائلين : ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين
2
أُرسل سيدنا يونس عليه السلام إلى أهل نينوى في الموصل العراقيّة ليدعوهم للتوحيد والهداية وإلى طريق الحق، وهو يونس بن متّى بن ماتان بن سليمان، ويُقال بأنّ متّى اسم أمه وليس أبيه، وكانت بعثته للنبوّة في القرن الثامن قبل الميلاد أي قبل ميلاد المسيح عيسى عليه السلام، وكان قومه يعبدون الأوثان، ومن أشهر الأصنام التي عبدوها الصنم عشتار، كما عبدوا من دون الله تعالى ثوراً مجنّحاً وهو يجمع بين الإنسان والحيوان فله رأس إنسان وجسم ثور وهو ذو خمسة أرجل. يُقال بأنّ نبي الله يونس عليه السلام، قد ولد في بلاد الشام في بلدة كفرا الجنوبية الواقعة في منطقة بنت جبيل في لبنان في القرن الثامن قبل الميلاد، ثم انتقل للعيش والإقامة في نينوى الواقعة على نهر دجلة باتجاه مدينة الموصل، ولُقّب بـ”ذي النون”، لأنّ النون هو الحوت وذي النون هو صاحب الحوت، أي الحوت الذي ابتلعه، ووُلد في كنف أسرة فقيرة فقد امتهن والده الاحتطاب وكان مصدر رزقه فيبيعه للناس، وكان رجلاً زاهداً فقير الحال مؤمناً بالله تعالى.
3
حاول نبي الله يونس عليه السلام إقناع قومه بالرجوع إلى الله تعالى وترك عادات الجاهلية في عبادة الأوثان، لكنهم أظهروا الرفض التام لقبول أية دعوة منه للعودة إلى الله تعالى وحده، فأصروّا على عبادة الأوثان، ولم يظهروا أية استجابة له كما هو الحال في الأمم الغابرة التي مضت، فتوّعدهم بالعذاب الأليم من الله تعالى في يوم معلوم إن لم يعودوا إلى الله تعالى ويتوبوا، وبذلك قد ظن بأنه قد أدى رسالته التي أرسله الله تعالى لإيصالها لقومه وترك قومه غاضباً قبل وقوع الغضب عليهم دون أمر من الله تعالى. كانت المفاجأة بأنه عند حلول موعد العذاب وبدأت إنذاراته وإشارات صدقه بالظهور، ذهبوا إلى ظاهر المدينة والتجؤوا إلى الله تعالى تائبين وذهبوا يبحثون عن يونس في مناكب الأرض ليشهروا له إيمانهم وتوبتهم إلى الله تعالى، ويطلبون منه أن يكف الله عنهم العذاب ولكن لم يكن لهم أن يجدوه، فلما صدقوا بالتوبة منع عنهم الله تعالى العذاب وآمنوا بالله تعالى وحده لا شريك له دون عبادة الأصنام. أما سيدنا يونس عليه السلام فبقي يسير حتى وصل إلى شاطئ البحر فشاهد سفينة راسية تستعّد للمضي قدماً في عرض البحر فسأل أهلها أن يرافقهم فوافقوا على ذلك، وعندما وصلت السفينة إلى عُرض البحر بدأت بالاضطراب والهيجان، فقالوا: “إن فينا صاحب ذنب، فبدؤوا بالاستهام، فمن وقع عليه السهم يُلقى بالبحر فكانت الصاعقة أن وقع السهم على سيدنا يونس عليه السلام، فتعجبوّا من ذلك تعجباً شديداً نظراً لما يُعرف عنه من نقاء وصلاح.
4
أخبرهم سيدنا يونس بقصته وطلب منهم أن يرموا به في البحر ليكف غضب الله تعالى عنهم، فحدث ما أمر به فابتلعه حوت ضخم وسار به إلى ظلمات البحر، فكانت المعجزة بأمر الله تعالى بأن يكون يونس آمناً في بطن الحوت، فأمر الله تعالى بأن يكون يونس لحماً ولا يهشم له عظمٌ، فواصل سيدنا يونس التسبيح والاستغفار وبقي ينادي بالظلمات ” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” فحظي باستجابة الله تعالى لدعائه ونجاه مما ألم به من غم وهم. أمر الله تعالى الحوت أن يُخرج يونس عليه السلام من بطنه ويلقي به إلى اليابسة، ويُقال بأنّه قد ألقي به وهو سقيم وهزيل، فشكر يونس عليه السلام ربه وحمده على النجاة، وقد أمر الله تعالى شجرة اليقطين بالإنبات ليستظل بها سيدنا يونس عليه السلام ويأكل منها فعافاه الله تعالى وغفر له، فعاد يونس عليه السلام إلى قومه فوجدهم مؤمنين بالله تعالى وحده ينتظرون عودته ليمتثلوا لأوامره، وبدأ يعلمّهم ويهديهم ويرشدهم إلى طريق الحق والصواب.
5
توفي نبي الله يونس عليه السلام في بلدة كفرا البلدة التي ولد فيها، وكان ذلك في القرن السابع قبل الميلاد، ومقامه في تلك البلدة مازال قائماً حتى عصرنا الحالي، وهو محاط بالأعمدة والحجارة المنقوش عليها الرموز التاريخية
6
واجه الأنبياء والرسل الكثير من المصاعب والابتلاءات أثناء دعوتهم وكان التزام الصبر والدعاء هو طريقهم دائماً، ومن هؤلاء الأنبياء سيدنا يوسف الذي واجه الكثير من المصاعب في حياته، وقد عانى سيدنا يوسف عليه السلام منذ الصغر ولكنه في كل مرةً كان يزداد إيماناً وصبراً فرزقه الله الخير الكثير جزاءً على صبره، وسنقدّم نبذةً بسيطة عن حياة سيدنا يوسف عليه السلام.
7
احتوت سيرة حياة سيدنا يوسف على الكثير من الابتلاءات، وسنورد جانب من سيرة حياته عليه السلام: توفيت والدة سيدنا يوسف وهو صغيراً وكفلته عمته التي اهتمت به ورعته وتعلّق قلبها به لدرجةٍ كبيرةٍ، وعندما أراد سيدنا يعقوب أن يأخذه منها ليربيه لديه جعلت تحت ملابس سيدنا يوسف منطقة من الملابس لتتهمه بالسرقة، وعندما بحثت عنها ووجدتها في ثيابه اشترطت أن يبقى لديها مدة من الزمن ليخدمها عقاباً له على السرقة، وبذلك استبقته لديها فترةً جديدة، وما سبق من معلومات جاء من رواة التاريخ والكتب السماوية المحرفة، وليس من القصة القرآنية. مما ذكر في القرآن الكريم من قصة يوسف مما فيه العبرة والعظة والفائدة ما يلي: عندما كان سيدنا يوسف صغيراً رأى في المنام أنّ أحد عشر كوكباً والشمس يسجدون له فعلم سيدنا يعقوب أنّ لابنه يوسف شأناً عظيماً في حياته وطلب منه من أن يكتم الرؤيا عن إخوته حتى لا يكيدوا له، ولكن أخوة يوسف عليه السلام كانوا يغارون منه، فخططوا لقتله عند أخذهم إياه معهم لرعي الغنم، ولكن أشار عليهم أخٌ لهم أن يلقوه في الجب ولا يقتلوه، وكانت هذه محنة من ربّ العالمين لسيدنا يوسف.
8
9
Published: Feb 27, 2018
Latest Revision: Feb 27, 2018
Ourboox Unique Identifier: OB-438500
Copyright © 2018