كان يا مكان في قديم الزمان، كان هنالك قريه اسمها الامان تعيش فيها اشجار السنديان وازهار من كل الانواع والالوان بنفسجي، ياسمين واقحوان والعصافير تزقزق فيها مرحى والفراشات ترفرف فرحى والهواء نقي والجميع مسرور بهذا الجو  الجميل

وفي احد الايام مر امام القرية انسان، فاعجبه كثيرا هذا المكان ونظافة الجو وروعة الالوان فقرر ان يستقر هناك ويعمر بيتا ودكان

ثم ما لبث ان بنى مصنعا كبيرا يتصاعد منه الكثير من الدخان ذلك المصنع لوث الهواء وتدايق منه كل السكان

وعندما اخبروه ان ذلك يزعجهم لم يهتم للأمر فقال :ان هذه مشكلتكم وبانه بالمصنع سعيد لذلك لن يبنيه في مكان بعيد

ومما زاد في الاضرار ان انسان بدا يقطع الاشجار ليستفيد من الاخشاب لصناعة النوافذ والابواب ونسي ان يزرع مكان كل شجرة شتلة جديدة تكون لتنقية الهواء مفيدة

وبمرور الايام ذبلت الازهار وتحول اخضرار الاعشاب والازهار الى اصفرار ،والعصافير لم تعد تغرد وتلوثت حنجرة الكنار بالغازات الضارة ،وابتدأت اسراب الطيور بالرحيل بحثا عن الهواء العليل

استبدلت اصوات الكنارات بضجة القرية من اصوات المحركات ولكن الانسان لم يهتم بشكوى الجيران وتحول المصنع الى مصانع بمرور الوقت والزمان واذا مررت من امام القرية الان تلك القرية التي كان اسمها الامان سيضيق نفسك وسيضايقك الدخان ،ضباب اسود وسهل اجرد لا اخضرار ولا نبات ولا حيوان كل ذلك بسبب انسان سبب لغيره الأذية والاحزان

ولم يعد اسم قريتنا الامان فقد استبدل بأنانيه انسان