by deema
Copyright © 2018
رف الحقيقة كلها، لا يخفى عليه خيط من خيوطها، واضحة أمامه مثل الشمس في رابعة النهار!
يعرف “عمر” مثلما يعرف نفسه، وقد يرتاب في نفسه ولا يرتاب فيه.
عمرُ أنقى من ضوء الفجر، وأصفى من الماء الزلال، صديقه في الدراسة والعمل منذ أكثر من عشر سنوات، خَبَرَه في مواقف لا حصر لها، ما عرفه إلا نظيفَ اليد واللسان، عَفَّ الجوارحِ والفؤاد.
بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، لفقوا له هذه التهمة الحقيرة؛ لأنه رجل ضعيف، لا حول له ولا طول.
صاروا جميعًا إلبًا عليه؛ لأنه لا سند له، ولا دعمَ، ولا وَساطة، فصار لهم طعمًا سهلاً، لا بواكي له!
وكذا – كما يقول زميلهم عادل – شأن الضعفاء في كل زمان ومكان، يصيرون دائمًا دريئة مَن يريد أن يتعلم الرماية!
حسين – مدير الدائرة .- هو المجرم الحقيقي، هو الذي يرتشي ويقبض باستمرار، كأن المؤسسةَ مزرعةُ أبيه، يتصرَّفُ فيها كما يشاء، يَسرِقُ من أموالها في كل يوم
جميع موظفي المؤسسة يعلمون ذلك علمَ اليقين، ولكن من ذا الذي يجرؤ منهم أن يتكلم؟
يعرفون جميعًا نفوذَ الرجل وأقاربه وأصدقائه الذين في السلطة، يخشون بأسَه، وإن بأسه لشديدٌ!
ولا بد أن تلبس التهمة أحدًا من الضعفاء، وعمر هو الحائط القصير الذي يستطيع أن يركبه كلُّ أحد!
في همسٍ غيرِ مسموع دار بينه وبين عادل أحد زملائه الطيبين في المؤسسة؛ قال له عادل، وهو يتلفت يمنة ويسرة، ويخافت بصوته خشية أن تفتح الجدران آذانها فتسمع شيئًا:
• حسين مدعوم، واصل، له ظهر قوي، وراءه الـ …
وغمز بعينه، فبادله عثمان الهمس قائلاً:
• ولكن عمر بريء، أنت تعرف ذلك يقينًا، لماذا يؤخذ بها
Published: Mar 7, 2018
Latest Revision: Mar 7, 2018
Ourboox Unique Identifier: OB-442827
Copyright © 2018