by Raghad Aburas
Artwork: رغد أبوراس, أحمد ظاهر
Copyright © 2018

مدرسة يسوع الشاب – دون بوسكو
موضوع الوظيفة: بداية الثورة الصناعية في انجلترا
في إطار موضوع: البحث علمي
تحت إشراف المعلمة المحترمة: ريتا ناصر
بمساعدة أمينة المكتبة المحترمة: ريتا ناصر
اسم الطاب/ة: رغد أبوراس
أحمد ظاهر
الصف: الثامن
الشعبة: “1”
تاريخ التسليم: 2018/03/19
الفهرس
2-1………………………………………………………..مقدمة
الفصل الأول:الحياة قبل الثورةالصناعية……………………………..4-3
الفصل الثاني: بداية الثورة الصناعية بالذات في انجلترا…………………7-5
الفصل الثالث: الحياة خلال الثورة الصناعية وبعدها…………………….9-8
11-10…………..…………………………………………..التلخيص والاستنتاج
12….………….………………………………………………المصادر والمراجع
المقدمة
مصطلح يشير الى التغير الذي حدث في حياة الناس خصوصا في الغرب, خلال القرن الثمن عشر وأوائل القرن التاسع عشر الميلاديين, كما يدل على الحقبة الزمنية نفسها كذلك.
بدأت الثورة الصناعية في بريطانيا خلال القرن الثامن عشر الميلادي, وانتقلت إلى أجزاء من اوروبا وأمريكا الشمالية في بداية القرن التاسع عشر الميلادي. وبحلول منتصف القرن التاسع عشر الميلادي, انتشر التصنيع في أوروبا الغربية وشما شرقي الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد أدت الثورة الصناعية إلى زيادة عظيمة في الانتاج, كما أخرجت التصنيع من نطاق المنزل والورشة الصغيرة, وأحلت الآلات ذوات المحركات محل العمل اليدوي, وطورت المصانع لتصبح أفضل وسيلة للجمع بين الآلات والعمال لتشغيلها.
ومع تقدم الثورة الصناعية نشأت الحاجة إلى مستثمرين جدد وإلى مؤسسات مالية لتوفير المال من أجل توسع أكبر للتصنيع. وهكذا أصبح الممولون, وكذلك المصارف أمرا مهما في تطور الثورة الصناعية. ولأول مرة في التاريخ الأوروبي, قام عدد من رجال الأعمال الأثرياء بإدارة الصناعة وتنظيمها.
اختلف المؤرخون حول أهمية الثورة الصناعية. وقد ركز بعضهم على أن أهمية الثورة تكمن في الزيادة الكبيرة في إنتاج البضائع. وكان الاعتقاد السائد أن هذه الزيادة أسهمت في رفع مستوى المعيشة خلال القرن التاسع عشر الميلادي, وكانت اكثر فائدة مما فعلته الهيئات التشريعية واتحادات العمال. وركز آخرون على الجوانب السلبية للثورة, وأشاروا إلى السكن المزدحم وغير الصحي, وظروف العمل البالغة السوء التي تسبب فيها التصنيع السريع في لندن.
أنكر بعض المؤرخين أن تكون الثورة الصناعية ثورية, بمعنى كونها فترة تغيرات كبيرة ومفاجئة. ويصر هؤلاء المتخصصون على أن العناصر الأساسية للثورة الصناعية يمكن إرجاعها الى التطورات التي حدثت في أوروبا منذ مئات السنين قبل القرن الثامن عشر الميلادي.
ترجع جذور التقدم العلمي إلى عصر النهضة. وقد طور ليوناردو دافينشي الفنان الإيطالي والعبقرية العلمية عددا من الأشكال الآلية في رسوماته واشكاله. وتم تصنيع هذه التطورات المبكرة مرة أخرى في الثورة الصناعية
ويتفق معظم المؤرخون اليوم على أن الثورة الصناعية كانت نقطة تحول عظيمة في تاريخ العالم. فقد حولت العالم الغربي من مجتمع ريفي زراعي إلى مجتمع حضري صناعي. وقد جلب التصنيع الكثير من المنافع المادية, لكنه أيضا ترك عددا كبيرا من المشكلات التي لا تزال قائمة في العالم الحديث. فمثلا تواجه معظم الدول الصناعية مشاكل تلوث الماء والهواء
:سؤال البحث
لماذا بدأت الثورة الصناعية بالذات في انجلترا؟
:أمّا فصول الوظيفة
.الفصل الأول يتحدث عن الحياة قبل الثورة الصناعية
.الفصل الثاني يتحدث عن بداية الثورة الصناعية بالذات في انجلترا
.الفصل الثالث يتحدث عن الحياة خلال الثورة الصناعية وبعدها
الفصل الأول: الحياة قبل الثورة الصناعية
عشية الثورة الصناعية كان أقل من 10% من سكان أوروبا يعيشون في المدن. والباقون يعيشون في بلاد وقرى صغيرة منتشرة على امتداد الريف[1] . وكان هؤلاء الناس يقضون معظم يومهم العملي في الزراعة. ولما كان باستطاعتهم بيع الفائض من الطعام في البلدان المجاورة, فإنهم كانوا يزرعون ما يزيد قليلا عما يحتاجونه لأنفسهم. ويصنعون معظم ملابسهم, وفرشهم وأدواتهم من المواد الخام المنتجة من المزارع أو الغابات.
وقد وجد نوع من الصناعة في كل أنحاء أوروبا الغربية قبل الثورة الصناعية. والقليل من التصنيع كان يتم في متاجر الروابط في المدن الصغيرة. وكان العمال الحرفيون في هذه المتاجر يستخدمون أدوات بسيطة لتصنيع منتجات مثل الملابس والأدوات المعدنية والحلي والمنتجات الجلدية والمشغولات الفضية والأسلحة. وكان بعض المنتجات المصنوعة في المدن الصغيرة تتم مقايضته بالطعام المنتج في الريف. وكذلك كانت منتجات المدن تصدر لمبادلة ثمن الكماليات المستوردة من الخارج, أو ترسل إلى المستعمرات في مقابل لمواد الخام.
ومع ذلك, كان معظم التصنيع يحدث في المنازل في المناطق الريفية. والتجار الذين يسمون المقاولين الملتزمين يوزعون المواد الخام على العمال في منازلهم ويجمعون المنتجات التي تم تصنيعها. وفي المنزل كانت الأسرة بأكملها تعمل معا لتصنيع الملابس ومنتجات الطعام, والنسيج والمصنوعات الخشبية. وكان العمال انفسهم مصدرا للقدرة المستخدمة في التصنيع. وكانت الدواليب المائية مصدرا للقدرة في بعض الصناعات.
يطلق عليها كذلك اسم التنمية. يصعب وضع تعريف لهذا الصنف من التنمية, وذلك بسبب اختلاف آراء الجغرافيين والمهتمين حول تعريفها.
يطلق عليها كذلك اسم التنمية. يصعب وضع تعريف لهذا الصنف من التنمية, وذلك بسبب اختلاف آراء الجغرافيين والمهتمين حول تعريفها.[1
كانت طريقة الحياة تختلف من كان لآخر, اعتمادا على المناخ والتربة والبعد عن المدن والطرق التجارية. وكانت حياة معظم الناس القاسية تدور حول المواسم الزراعية (الزراعة والفلاحة والحصاد وتسويق المحصول). وعاش الناس تحت الخوف الدائم لاحتمال فشل محاصيلهم. والكثير منهم عانوا من سوء التغذية. ونتيجة لذلك أصابتهم الأمراض, وشاعت الأوبئة. وقل انتاج العمال كما قل عدد الذين يحصلون على دخول كبيرة, وانحصرت هذه القلة في ملاك الأراضي الزراعية ورجال الأعمال وذوى المناصب الرفيعة. وكان القليل من المال يدخر أو يتم استثماره في مشروعات تجارية. وفي الواقع الحال كان هنالك قليل من فرص الاستثمار.
قبل الثورة الصناعية, خضعت معظم الدول الأوروبية لحكم ملكي, كان لملاك الأرض الكبار, والتجار الأغنياء ولبعض رجال الكنيسة في هذه الدول, نفوذ سياسي كبير. لكن العمال والمزارعين خفتت أصواتهم في الحكومة. بل إن الكثير من الدول لم تجر انتخابات. وعلى الرغم من وجود برلمان في بريطانيا, فلم يسمح بالتصويت ‘لا لدافعي الضرائب من الذكور. وغالبا فإن قلة من المقترعين هي التي تحدد من يمثل مقاطعة ما في بريطانيا. وقد تغيرت كل هذه الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مع تطور الثورة الصناعية.

الفصل الثاني: بداية الثورة الصناعية بالذات في انجلترا
تفجرت الشرارة الأولى للثورة الصناعية في بريطانيا باكتشاف الآلة البخارية في ستينيات القرن الثامن عشر، فتسارعت وتيرة ازدهار صناعة النسيج والصلب وهما أهم الصناعات يومها. وبعد ذلك انتشرت الظاهرة إلى باقي أرجاء أوروبا ثم أميركا الشمالية في مطالع القرن التاسع عشر.
والواقع أن قيام الثورة الصناعية يبقى في المقام الأول تتويجا منطقيا لتطور علمي هائل جاء ثمرة النهضة الأوروبية التي قامت قبل ذلك بقرنين، كما أنه -بدرجة أقل- نتيجة منتظرة لازدهار الصناعة التقليدية والتجارة العالمية، مع ما رافق ذلك من بروز الحاجة إلى وسائل وأدوات إنتاجية تُمكن من الاستجابة للحاجة المتزايدة للسوق العالمية التي لم تعد الصناعة التقليدية اليدوية قادرة على تلبيتها.
بيد أنه لا بد من إبراز حقيقة أن تطور إنتاج الفحم الحجري في بريطانيا -وهو مصدر الطاقة الأهم في العالم حينها- فتح عيون الفاعلين الاقتصاديين على استشراف آفاق توظيف هذه الإمكانيات على نحو أنجع بإدماجها في القاعدة الإنتاجية.
ترسخت الثورة الصناعية أولا في بريطانيا، فازدهرت صناعة النسيج واستخراج الفحم الحجري وصناعة الصلب، وتوسعت شبكات المواصلات وظهرت الجسور الحديثة، وإن كانت السكك الحديدية لم تظهر إلا في أواسط القرن الموالي.
وعلى المستوى الاجتماعي نشأت طبقة عاملة حول المناطق الصناعية وظهرت حرف صناعية، وبدأ الواقع الجديد يُغير بشكل ملموس أنماط العيش واضر الكبرى عن الوسط القروي، الذي كان في أغلبه لا يزال يعيش عصر ما قبل الصناعة.
ويرى مؤرخون أن الثورة البريطانية امتدت من 1770 إلى 1830، وهو ما مكّن بريطانيا من تحقيق تفوق هائل جعلها القوة الاقتصادية والعسكرية الأولى في العالم إلى أواسط القرن العشرين.
ومع بدايات القرن التاسع عشر، عرفت دول أوروبا -وعلى رأسها فرنسا- التصنيع متأثرة بالثورة الصناعية البريطانية، وقد دخلت فرنسا عصر التصنيع بشكل فعلي بعد ثورة 1789 وتحديدا خلال ما يُعرف بفترة “ملكية يوليو”، أي في حدود سنة 1830.
وفي تلك المرحلة، كانت ألمانيا هي الأخرى -ومعها أغلب بلدان أوروبا الغربية- تخطو على نفس الطريق، كما انتشر إشعاع الثورة الجديدة إلى أميركا الشمالية. ولم تصبح ألمانيا دولة صناعية إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، متخلفة عن سويسرا وبلجيكا اللتين عرفتا التصنيع على نطاق هام منذ أربعينيات ذلك القرن.
تفجرت الثورة الصناعية الثانية أواخر القرن التاسع عشر باكتشاف الباحث الأميركي تومس إديسون للكهرباء والمصباح الكهربائي الذي شاع استعماله اعتبارا من 1880، كما رافق هذا التحول الهائل اكتشاف البترول والطفرة الكبيرة في الصناعة الكيميائية التي صاحبت إنتاجه.
وقد انتشر استخدام الطاقة الكهربائية في المجال الصناعي على نطاق واسع في نهايات القرن التاسع عشر، كما بدأ البترول يحل محل الفحم الحجري كمصدر أساسي للطاقة. وقد نتج عن هذا التحول ظهور أنواع جديدة من المعادن تُنتج في أغلبها أثناء عمليات تسخين معادن أخرى أو بخلطها أو تفكيكها كيميائيا.
وقد تعززت مكانة البترول بالإنجازات العلمية المحققة في اتجاه ابتكار المحرك الانفجاري الذي سيصبح حقيقة مع بداية القرن العشرين، ليدخل العالم عهد السيارة ذات المحرك التي شكلت تحولا جذريا في مفهوم المواصلات.
وقد مكّن اكتشاف الكهرباء كذلك من ازدهار الصناعات الدقيقة التي كان المحرك الانفجاري أول تجلياتها، ومهد هذا التحول لشيوع استخدام القطار ذي المحرك بعد أن ظلت عربات القطارات تجرها الخيول عقودا طويلة بعد انطلاق الثورة الصناعية الأولى.
وبعد ذلك توالت الإنجازات العلمية بابتكار طرق لتكثيف الموجات الصوتية وظهور التلفون والإذاعة والتلفزيون والطائرة
وقبيل نهاية الحرب العالمية الثانية، عرف العالم القنبلة النووية بعد أن لجأت إليها الولايات المتحدة لإلحاق الهزيمة باليابان فألقت قنبلتين نوويتين على مدينتيْ هيروشيما وناكازاكي فدمرتهما.
تواصل استخدام الطاقة النووية عسكريا إلى حدود ستينيات القرن العشرين، حيث ظهرت استخدامات أخرى لهذه الطاقة الهائلة خاصة في مجال الطب والصناعات الدقيقة. ونتيجة لذلك، ظهرت معادن جديدة بعد أن وفرت الطاقة النووية إمكانية الحصول عليها من معادن أخرى، عبر التكثيف والتسخين والتفكيك الكيميائي والذري.
وهكذا ظهر السليكون والسراميك والصمغ الصناعي أو (الريزينْ)، وهي مواد ساهمت بشكل كبير في ثورة صناعية جديدة كان أبرز مجالاتها قطاع الاتصالات، الذي شهد في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين طفرات هائلة جعلت العالم “قرية واحدة”.
تعززت هذه الطفرات بعد إطلاق مشاريع غزو الفضاء وما ترتب عليها من ظهور البث التلفزي الفضائي، ثم الإنترنت التي بدأت شبكة اتصالات سرية للجيش الأميركي ثم أتيحت للاستخدامات المدنية والتجارية في بداية تسعينيات القرن العشرين.
ويرى باحثون أن العالم مقدم على طفرات أخرى قد تبلغ حدودَ الثورة الجديدة، وذلك في ضوء البحوث الجارية في مجاليْ “تقنية النانو” والخلايا الجذعية، والتي يُتوقع أن تنقل العالم إلى واقع جديد تنقلب فيه مفاهيم العلوم الدقيقة رأسا على عقب.
وقد تأكد هذا الاعتقاد مع الإعلان -في فبراير/شباط 2016- عن نجاح خبراء أوروبيين وأميركيين في رصدِ موجات الجاذبية التي تحدث عنها ألبرت آينشتاين في نظريته الشهيرة حول “الثقوب السود”.
الفصل الثالث: الحياة خلال الثورة الصناعية
أحدثت الثورة الصناعية تغيرات عظيمة في طريقة حياة الناس, وبرزت التغيرات الأولى محليا. ولكن بحلول أوائل القرن التاسع عشر الميلادي, أدرك معظم الناس الثورة الاقتصادية والسياسية التي شملت البلاد. وانتشرت الامتيازات التعليمية والسياسية التي كانت في وقت ما حكرا على الطبقة العليا بين الطبقة الوسطة المتنامية.
وحلت الآلات محل بعض العمال, لكن الآخرين حصلوا على فرص جديدة في العمل مع الآلات. وعلى الرغم من ذلك, عاش معظم العمال تحت ظروف قاسية في المدن الصناعية المتوسطة.
الطبقة العاملة. احتفظ أصحاب الأعمال في السابق بعلاقات طيبة مع عمالهم على المستوى المحلي, واستشعروا نوعا من المسؤولية تجاههم. لكن مثل هذه العلاقات أصبحت غير ممكنة بعد الثورة الاقتصادية الكبيرة. فقد وظف الصناعيون الكثير من العمال, ولم يكن باستطاعتهم التعامل الشخصي معهم. وقد فرضت الآلات على اعمال أن يعملوا في المصانع بطريقة أسرع ودون راحة, وأصبحت الوظائف أكثر تخصصا كما أصبح اعمل رتيبا.
كانت أجور المصانع متدنية, والنساء والأطفال يشتغلون عمالا غير مهرة, ولا يحصلون إلا على جزء يسير من أجور الرجال المتدنية. والاطفال- ومعظمهم دون العاشرة- يعملون ما بين 10و 14 ساعة في اليوم. وقد أصبح بعضهم مشوها بسبب عملهم, مقعدا بسبب الآلات الخطرة.
كان معظم عمال المصانع فقراء وأميين ولم يكن السكن في المدن الصناعية المتنامية قادرا على مواكبة هجرة العمال من المناطق الريفية. ونتج عن ذلك زحام زائد وحاد, وعاش الكثير من الناس في ظروف غير صحية إلى حد بعيد, مما أدى الى تفشي الأمراض.
حتى أوائل القرن التاسع عشر الميلادي, تمتع أصحاب الأعمال البريطانيون عادة بالميزات في علاقاتهم مع مستخدميهم, ولم يكن مسموحا للعمال بفعل شيء يذكر من الناحية القانونية لتحسين وضعهم. وحظر القانون البريطاني قيام اتحادات العمل.
ومع ذلك قام بعض العمال بتكوين اتحادات عمل. وكذلك أضرب الكثير منهم عن العمل أو أقاموا بأعمال شغب, وحطموا الآلات احتجاجا على أجورهم المتدنية وظروف عملهم المزرية. وفي عام 1769م, أجاز البرلمان قانونا جعل تحطيم نوع معين من الآلات جرما عقابه الإدام. لكن العمال استمروا في القيام بالشغب ضد الآلات, ففي عام 1811م, قامت مجموعة من العمال المستأجرين والعاطلين بتحطيم آلات النسيج, وعرفوا باسم اللوديين , وصار هذا اسما لمحطمي الآلات. ثم تحسنت الاوضاع العملية والمعيشية للطبقة العاملة تدريجيا, وبدأ البرلمان- الذي كان إلى حد كبير يمثل الطبقة العليا- في العمل من أجل مصالح الطبقات المتوسطة والعاملة. فصدر قانون يمنح حق التصويت للطبقة المتوسطة عام 1832م, ثم منح حق الاقتراع للعمال عام 1867م.
الطبقتان الوسطى والعليا. أمدت الثورة الصناعية الناس بمنتجات وفرت وسائل جديدة للراحة, وملائمة لمن يستطيعون الحصول عليها. وحصلت الطبقة المتوسطة, التي كانت تتكون من أصحاب الأعمال والمهن, على مكاسب سياسية وتعليمية. ومن ثم أصبحت تتمتع بأهمية سياسية متزايدة. وبحلول منتصف القرن التاسع عسر الميلادي, كانت مصالح الأعمال التجارية قد سيطرت بدرجة كبيرة على سياسيات الحكومة البريطانية.
قبل الثورة الصناعية, كان في انجلترا جامعتان فقط, هما جامعة أكسفورد وجامعة كمبردج. ولكن الثورة أبرزت الحاجة إلى المهندسين وإلى الكتبة والعمال المهنيين. ونتيجة للك أصبح التعليم أمرا حيويا, فقام بعض الأفراد والجماعات بإنشاء بعض المكتبات والمدراس والجامعات.
ساعدت الثورة الصناعية بطريقة غير مباشرة في زيادة عدد سكان بريطانيا. وتحسن الوضع المادي للطبقة العاملة أيضا. وحدث ازدياد سريع في عدد السكان, يرجع جزئيا إلى هذه الظروف الجديدة. ففي عام 1750م, كان عدد سكان بريطانيا نحو 6.5 مليون نسمة, وفي عام 1830م بلغ العدد نحو 14 مليون شخص.
تلخيص واستنتاج
كانت البداية الأولى للثورة الصناعيّة إبّان اختراع الآلة البُخاريّة خلال ستينيات القرن الثامن عشر للميلاد، لتَنتقل بَعدها إلى باقي دول أوروبا وأمريكا الشمالية في القرن التاسع عشر، ومنها إلى كافّة أرجاء العالم، تَرتَّب عليها لاحقاً اكتشافُ الكهرباء وبناء السكك الحديديَّة والقطارات وسط تنافُس الدول الأوروبية على التطوّر الصناعي. كانت بريطانيا هي المنبع الأوَّل للثورة الصناعية، ولكنَّ الجُذور الحقيقيّة للثورة جاءت من نَهضة مُتكاملة في أوروبا مُنذ القرن السادس عشر، وجاءت هذه النهضة بحاجةٍ مُتزايدة لكميَّة وسُرعة الإنتاج، ممَّا لبته الآلات التي اختُرعت في الثورة الصناعية.
كانت من أولى علامات الثورة الصناعية في إنكلترا ازدهار صناعة الصُّلْب، والفحم الحجري، وبناء الجسور، وتوسيع المواصلات، وكذلك كانت سبباً في ثورة زراعيّة بفضل اقتناء المعدّات الزراعيّة المتطوّرة واستخدامها في تسريع الأعمال الزراعيّة وزيادة إنتاجيَّتها، إضافةً إلى أنّها أدَّت للاستغناء عن نسبةٍ كبيرةٍ من الأيدي العاملة في الزراعة، بينما اتَّجهت فئة كبيرة من العُمَّال إلى البحث عن مِهنٍ في المصانع عوضاً عن الزراعة.
يُعتقد أنّ المَرحلة الأولى من الثورة الصناعية في بريطانيا امتدَّت من حوالي عام 1770 إلى 1830؛ حيث حقَّقت بريطانيا في هذه الفترة تقدّماً اقتصاديّاً وعسكريّاً جماً على باقي العالم.
أتت لاحقاً الثورة الصناعية الثانية، التي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر عندما اكتشف الباحث الأمريكي ثوماس ألفا أديسون الكهرباء، وتمكَّن من توظيفها بحيثُ شاع استعمال المصابيح الكهربائية في أمريكا منذ عام 1880م، وتزامن ذلك مع اكتشاف النفط الذي أدّى إلى تطوّر الصناعات الكيميائية وظُهور السكك الحديدية التي استعاضت عن الخيول، حيثُ كانت الخيول الوسيلة الأساسية لنقل البضائع لعُقودٍ بعد الثورة الصناعية الأولى.
المصادر والمراجع
الموسوعة العالمية16, قبرص: قبرص استرن ببليشر اند دستروبيوتر كومباني ليمتد, 1989
الموسوعة العربية العالمية المجلد8, المملكة العربية السعودية-الرياض: مؤسسة الأعمال الموسوعة للنشر وللتوزيع,1999م
الموسوعة العربية الميسرة المجلد2, القاهرة-مصر: دار الجيل,2001
)سعيد, برغوثي, علي, هريش, التاريخ الحديث للصف الثامن فصول مختارةمن تاريخ اوروبا الدولة العثمانية والجاليات اليهودية, مكان النشر؟) :مكتبة كل شيء,2008
Published: Mar 14, 2018
Latest Revision: Mar 18, 2018
Ourboox Unique Identifier: OB-447413
Copyright © 2018