by abedalazez
Copyright © 2018
المقدمة
نابليون بونابرت من مواليد جزيرة كورسيكا كان أبوه محامي ( من الطبقة البرجوازية) من عائلة ايطالية.
عانى نابليون من العزلة ( الوحدة – لا يختلط بالناس) انتقل إلى باريس ودرس في مدارسها العسكرية اشتهر بذكائه وحبه للتاريخ العسكري وقد حصل على رتبة ضابط في المدفعية.
في سنة 1795 اعتمدت عليه حكومة الإدارة في إخماد ثورات الملكين المعارضين للحكم الجمهوري وفي سنة 1796 عين قائد عام للقوات الفرنسية ( جنرال) وبدأ حروباته وخصوصا ضد النمسا واشتهر في حركته السريعة في الفتوحات فانتصر على النمسا ، بروسيا وانجلترا، فسيطر على بعض الأقاليم وخصوصا في شمال ايطاليا وأقام فيها جمهوريات على غرار الجمهورية الفرنسية، واستطاع أن يزيل الخطر عن فرنسا من الدول المجاورة لها بانتصاره على الدول الخارجية.
أصبح نابليون في نظر الفرنسيين البطل الذي خلص فرنسا من أعدائها ( في البداية) أما في نظر حكومة الإدارة فكان يشكل خطرا لأنها خافت على مركزها منه وخاصة بعد انتصاره وقيامه في سنة 1797 بهزم النمسا وتوقيع صلح لمبفورميو مع النمسا دون استشارة حكومة الإدارة الأمر الذي أثار مخاوف هذه الحكومة منه فأرادت حكومة الإدارة تقليص صلاحياته فاقترحت عليه تعيين جنرال آخر إلى جانبه إلا انه رفض ذلك قائلا ” جنرال واحد غير كفؤ خير من جنرالين جديدين” في سنة 1798 طالب نابليون أن يقوم بحملة على الشرق ( مصر) ، الأسباب التي دفعت حكومة الإدارة إلى الموافقة على هذه الحملة هو التخلص من نابليون.
سؤال البحث:
هل حكمه أثر على فرنسا والدول الأوروبيه؟
أما فصول الوظيفه:
الفصل الأول: نشأة نابليون.
الفصل الثاني: بداية شهرة نابليون وانجازاته.
الفصل الثالث: تأثير حكم نابليون على فرنسا.
الفصل الاول: نشأة نابليون
وُلِدَ نابليون في جزيرة كورسيكا في عام 1769. و حصلت أسرته على رتبة طبقة النبلاء الفرنسيين عندما قامت فرنسا بتحويل جزيرة كورسيكا إلى ولاية في تلك السنة، و تم إرسال نابليون إلى فرنسا في عام 1777 للدراسة في المدرسة الملكية العسكرية في برين.
سافر نابليون وهو في سن التاسعة إلى فرنسا، والتحق بالأكاديمية العسكرية في بريَّن بمساعدة الكونت ماربيف حاكم كورسيكا، وكانت الأكاديمية في ذلك الوقت حكرا على أبناء الطبقة الأرستقراطية، فوجد نابليون نفسه نشازا بينهم نظرا لمستواه المادي ولكنته الإيطالية المميزة.
كرّس جل وقته للمطالعة، وكان شديد الاهتمام بالتاريخ عموما والعسكري خاصة، وكذلك الرياضيات، كما كان مهتما بالفن.
تخرج نابليون وهو في سن الـ15 من أكاديمية بريَّن ليدخل المدرسة العسكرية في باريس، واستطاع الحصول على شهادة التخرج في عام واحد، بينما في الحالة العادية يحتاج الطلاب إلى عامين.
في عام 1784، أمضى نابليون سنة يدرس في الكلية العسكرية في باريس، و تخرج منها بـ رتبة ملازم ثاني مدفعية.
و تم إرساله إلى فالنس في مهمة في وقت السلم، و قد قضى نابليون الوقت هناك في تثقيف نفسه في التاريخ و الجغرافيا.
خلال السنوات المضطربة في الثورة الفرنسية، حارب نابليون بقوة من أجل الجمهورية، و ساعد على هزيمة البريطانيين في تولون. و تمت مكافأته على خدماته هناك، و ترقيته إلى رتبة العميد.
تزوج نابليون جوزيفين دو بوارنيه[1] و تولى قيادة الجيش الفرنسي في إيطاليا، و بعد أن هزم النمساويين في عام 1797، قام بـ التفاوض على معاهدة كامبو فورميو.
في عام 1810 تطلق نابليون من جوزيفين وذلك لانها لم تنجب طفلا ليكون وريثاً له ، على الرغم من أنها أم لـ طفلين من زوجها السابق، و لذلك شعر نابليون بالحزن ، و ألغى زواجه منها و تزوج الأرشيدوقة النمساوية[2] البالغة من العمر 18 عاماً ” ماري لويز “. و أنجبت له ولداً في عام 1811.
الفصل الثاني: بداية شهرة نابليون وانجازاته
استطاع نابليون أن يُنظم الجيش الفرنسي على جبهة إيطاليا، ويُعدّ انتصار فرنسا على النمسا وحلفائها وقبولهم توقيع اتفاقية السلام معها عام 1797 في كامبو فورنيو، ومن ثم استُقبل نابليون في باريس استقبال الأبطال؛ مما أجج طموحاته السياسية في الحكم.
أكسب هذا النصر شعبية كبيرة لـ نابليون عندما عاد إلى فرنسا. و من أجل التخلص من نابليون كـ (مُنافس مُحتمل)، وافقت حكومة المديرين الفرنسية على السماح لـ نابليون بأخذ الجيش في الحملة على مصر لإحتلال مصر و عرقلة الشحنات البحرية البريطانية إلى الهند.
حملة نابليون في مصر لم تسير كما كان مخطط لها، وعندما سمع نابليون أن حكومة المديرين الفرنسية بدأت تفقد السلطة، تخلى عن جيشه و عاد بسرعة إلى باريس للاستفادة من هذا الوضع، و أصبح واحداً من ثلاثة من حكام الجمهورية الفرنسية في الحكومة الجديدة التي تم تنصيبها في عام 1799 .
أصبح الحاكم الأول، بدأ نابليون برنامجاً لتعزيز سلطته. و أنهى الخلاف القائم بين فرنسا والكنيسة من خلال وضع الأسس اللازمة لـ البابوية في عام 1801. و شاركت فرنسا بعد ذلك في عدة حروب.
في عام 1802، أعلن بونابارت نفسه قنصلا مدى الحياة بعد فوزه الساحق في انتخابات رئيس المجلس التي حصل فيها على أكثر من 5.3 ملايين صوت مقابل 8500 صوت فقط لمنافسيه، وأصبح الطريق ممهدا أمامه ليكون أول إمبراطور في تاريخ فرنسا.
و في عام 1802، قام نابليون بتوقيع معاهدة أميان كـ سلام مؤقت مع البريطانيين. و حتى يكون قادراً على التركيز فقط على شؤونه الأوروبية، باع نابليون أراضي ولاية لويزيانا الفرنسية إلى الولايات المتحدة في عام 1803.
وفي عام 1804، وضع الأساس لكثير من النظام القانوني في أوروبا من خلال إنشاء قانون نابليون.
في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 1804، احتضنت كاتدرائية “نوتردام د باري” حفل تتويج نابليون إمبراطورا بحضور آلاف الوجهاء والساسة والقادة العسكريين والبابا، وبعد ذلك بستة أشهر تُوج نابليون إمبراطورا لإيطاليا، وجرت المراسم في مدينة ميلانو.
أصبح نابليون إمبراطورا يحكم أجزاء واسعة من أوروبا، وهو في أواسط العقد الرابع من عمره، ورغم ذلك كان طموحه التوسعي بلا حدود، فواصل حملاته العسكرية وشنَّ حربه الثالثة ضد الحلفاء “النمسا، وبلجيكا، وهولندا، وروسيا، وبريطانيا”، وفي شتاء عام 1805 انتصر في معركة أوسترليتز”، وأخضع الحلفاء، وفرض الحماية على إسبانيا وجعلها تحت إمرة شقيقه.
في هذا الوقت، وسَّع نابليون إمبراطوريته عن طريق إنشاء اتحاد نهر الراين في ألمانيا و دوقية وارسو في بولندا.
الآن، اصبح نابليون يسيطر تقريباً على كل أوروبا الغربية ماعدا اسبانيا. و قرر محاولة تدمير اقتصاد عدوه الرئيسي، بريطانيا، عن طريق وضع نظام أوروبي، هذا النظام يجعل جميع الموانئ الأوروبية ترفض قبول الشحنات البريطانية.
و لكنه فشل في هذه المهمة، وعند محاولة إجبار أسبانيا على الامتثال لأوامره إشتعلت حرب شبه الجزيرة.
الفصل الثالث: تأثير حكم نابليون على فرنسا
:الأهداف التي أرادها نابليون من حملته على الشرق هي
هدف إلى تحويل فرنسا إلى دولة استعمارية تنافس انجلترا ويكون هو إمبراطورا على هذه الإمبراطورية. 1-
قطع العلاقة بين انجلترا ومستعمرتها الهند التي تعتبر الجوهرة بالنسبة إلى انجلترا.-2-
3- هدف إلى تحويل البحر الأبيض المتوسط إلى بحر فرنسي.
4- هدف إلى أن يصبح إمبراطور عظيم.
5- اعتبرت مصر مفتاحا لشمال إفريقيا.
6- مصر دولة ضعيفة ومن الممكن السيطرة عليها.
7- حكومة الإدارة وافقت على هذه الحملة بهدف التخلص من نابليون.
انتهت حملة نابليون بالفشل الذريع ولم يستطع أن يحقق أهدافه من هذه الحملة وفي أثناء غيابه تحالفت الدول الأوروبية ضد فرنسا وكانت النتيجة هزيمة فرنسا أمام الحلف الأوروبي وفي هذه الأثناء عاد نابليون من مصر متخفيا واستقبلته جماهير فرنسا استقبالا حافلا بالرغم من فشله في مصر وقد تذكر الشعب الفرنسي انتصارات نابليون الأولى التي أعادت المجد لفرنسا وكان وضع فرنسا السياسي والاقتصادي سيء في تلك الفترة نظرا لهزيمة الجيش الفرنسي أمام الحلف الأوروبي ونظرًا لتفاقم الأزمة الاقتصادية فكانت حكومة الإدارة ضعيفة واهية فبدأ نابليون يفكر في الانفراد بالحكم والقضاء على الجمهورية.
التلخيص والاستنتاج
تطرقنا في هذا البحث عن ارتقاء نابليون بونابرت للسلطة في فرنسا ١٧٦٩-١٧٩٩ ،حيث رأينا كيف استطاع استغلال الظروف والأحداث التي مرت ببلاده بعد الثورة الفرنسية، إذ أنه لم يتأثر بمبادئ الثورة منذ البداية، لذا نجده يخدم السلطة الملكية وساهم في القضاء المظاهرات المعارضة للنظام منها مساهمته في ٢٠ تموز ١٧٩٢ بالدفاع عن القصر التويلري ومواجهة المتظاهرين، الذين أغضبهم تأمر الملك على الثورة. فأوقفت حكومة الثورة نابليون عن العمل ثم أعيد إليه بعد تبرأنه من تهمة الخيانة. وجاءت الفرصة لنابليون في نهاية عام ١٧٩٣ عندما نجح في عملية فك الحصار عن ميناء طولون ورفع إلى رتبة لواء. ثم ساهم في القضاء على الحركات المعارضة للثورة في الأقاليم الفرنسية. وأثناء عمله في القوات الفرنسية المرابطة في نيس تعرف على روبسبير الصغير اخو قائد الثورة. وكاد نابليون يتعرض للإعدام، فأعتقل بعد إعدام روبسبير ١٧٩٤ ،لكن لجنة الأمن العام لم تجد له أي علاقة بالأخير. لكن تمتنت علاقته باللجنة في عام ١٧٩٥ بعد نجاحه في القضاء على المظاهرة الشعبية التي حاصرت بناية المؤتمر الوطني بباريس. وتزوج نابليون، أثناء وجوده في العاصمة، بجوزفين بوهارنيه، أرملة احد الضباط الجيرونديين الذي أعدمه اليعاقبة، التي ساعدت نابليون في إقامة علاقة قوية بشخصيات متنفذة في حكومة الإدارة الأمر الذي شجع الأخيرة في عام ١٧٩٦ على تعيينه قائداً لأحد جيوش فرنسا الثلاثة الموجه لمحاربة النمسا.
واستطاع نابليون من تحقيق انتصارات باهرة وعديدة على القوات النمساوية في شمال ايطاليا وبيدمونت التي عقدت معه في ٢٣ نيسان عام ١٧٩٦ صلح. حصلت فرنسا بموجبه على امتلاك دائم لنيس وسافوا. واحتل نابليون أراضي ميلان وبافيا والبندقية، وعقد مع نابولي والبابا معاهدة صلح، بحجة ان قواته جاءت لتحرير الأراضي الايطالية من السيطرة النمساوية التي انسحبت إمام قواته إلى البترول وأصبحت بيد القوات الفرنسية أراضي ايطالية واسعة مما ساعده على تنفيذه مشروعه هناك فأسس في لومبارديا (شمال ايطاليا) جمهورية ما وراء الألب وحول جمهورية جنوه إلى جمهورية الليجورية وأسس جمهورية جنوب نهر البو (سيزبادان) تجمع بين مورنيا ريكييو. واسس جمهورية تراتسبادان تتكون من بولونيا وفرارا. وكانت نتيجة الانتصارات التي حققها نابليون في الأراضي الايطالية، طلبت النمسا منه عقد معاهدة كامبو فورميو في ١٨ تشرين الأول عام ١٧٩٧ تخلت بموجبها عن أراضيها في الضفة اليسرى لنهر الراين. وحين عاد إلى باريس استقبله الشعب بحرارة الأمر الذي أثار مخاوف حكومة الإدارة، التي يكرهها الشعب، من تزايد شعبيته. مما دفع الأخيرة إلى تكليفه لقيادة الحملة الفرنسية على مصر لضرب المصالح البريطانية فيها وكان نابليون يعلم بفساد الحكومة، لكنه لم يكن يرغب بالاعتراض على مرؤوسيه. وكانت حملة مصر غير مضمونة النتائج، بسبب وجود الأسطول البريطاني في البحر المتوسط وعدم معرفة الفرنسيين شيء عن تلك البلاد، لكنها اظهر صفات نابليون الحقيقية. فهو من جهة طموح بشكل كبير، وواثق بنفسه بلا حدود، وبسالة وعزم لا يلين ومهارات عسكرية، رغم انه لا يصل إلى مهارات القادة الأفداد أمثال جنكيز خان أو الأسكندر المقدوني. ومن جهة ثانية أظهرت الحملة وحشية نابليون الشرسة واحتقاره للأحاسيس الإنسانية، وأنانية فطرة، واحتيال مكيافيللي، وحقارة تتمثل في هروبه وتخليه عن جيشه، دون تلقي أمرا بذلك، والعودة إلى باريس لاستغلال الظروف التي تمر بها البلاد لمصلحته. ومن هذا الجمع العجيب من العناصر المتناقضة خرج القنصل الأول للجمهورية الفرنسية في تشرين الثاني عام ١٧٩٩ .عندما نجح انقلاب ١٨ برومير، فإنه تسلم القيادة العامة للقوات الفرنسية إضافة إلى إدارة بلد، يبلغ سكانه ٣٠ مليون في ذلك الحين، في حالة من الفوضى الشاملة.
المصادر والمراجع:
الموسوعة العربية العالمية, المملكة العربية السعودية: مؤسسة اعمال الموسوعة للنشر والتوزيع, 1999.
د أيمن أبو الروس, شخصيات لا ينساها التاريخ: نابليون بونابارت, القاهرة: مكتبة ابن سينا للنشر والتوزيع,2013.
د. حسن زغير حزيم ,مجلة كلية الآداب , بغداد, 2007.
مواقع انترنت:
- https://www.marefa.org
- http://mawdoo3.com
- http://www.lazemtefham.com
http://www.aljazeera.net/encyclopedia/icons
[1] هي ماري جوزيف روز تاشر دي لا باجيري، ولدت في مارتينيك. وحزت المقصلة عنق زوجها الأول ألكسندر فيكونت دي بوارنيه عام 1794، ولكنها نجت من أي عنف في الثورة الفرنسية لصداقتها مع باراس.
[2] الإمبراطورة الفرنسية ماري لويز و أرشيدوقة النمسا (و.12 ديسمبر/ 1791 – ت.17 ديسمبر 1847) و الزوجة الثانية لنابليون الأول إمبراطور فرنسا. أثناء زواجها الأول كانت إمبراطورة الفرنسيين. في عام 1817 أصبحت دوقة بارما و بياتشينزا و گستلا. .
Published: Mar 17, 2018
Latest Revision: Mar 17, 2018
Ourboox Unique Identifier: OB-449209
Copyright © 2018