by firas masarwy
Copyright © 2018
مدرسة يسوع الشاب- دون بوسكو
موضوع الوظيفة: نابليون, حكمه ونهايته
في اطار الموضوع: البحث العلمي
تحت اشراف المعلمة المحترمة: ريتا ناصر
بمساعدة امينة المكتبة: ريتا ناصر
اسماء الطلاب: فراس مصاروة
مهند ابو راس
الصف: ثامن
الشعبة: “1”
الفهرس
المقدمة…………………………………………………………………….2-1
الفصل الاول: سيرة حياته كامبراطور…………………………………………..5-3
الفصل الثاني: وصول نابليون للحكم…………………………………………..9-6
الفصل الثالث: تأثير الحروب التي خاضها……………………………………13-10
الفصل الرابع: نهاية حكم قائد مصدر فخر لفرنسا…………………………………14
التلخيص و الاستنتاج……………………………………………………..16-15
المصادر والمراجع…………………………………………………………….17
المقدمة
ليس من السهل على كل منا ان يحدد الذكرياته التي عاشها في الماضي ثم ان يحدد السن التي كان فيه عندما انطبعت في ذهنه تلك الذكريات.
لذالك سوف اعرض لك عزيزي القارئ وظيفة تعود الى نابليون بونابرت……
فهيا ايها القارئ اتبعني في هذه الرحلة المشوقة لكي تتعرف نابليون بونابرت وسأكشف لك عن معلومات قيمة لم تكن تعرفها من قبل عن هذه الشخصية وها انا ساسردها لك عن طريق هذه الوظيفة.
يُعرف نابليون بونابرت بنابليون الأول، وهو قائد وحاكم عسكري، كان حاكماً لفرنسا وملكاً لإيطاليا وإمبراطوراً للفرنسيين، ولد في جزيرة كورسيكا، وهو من عائلة تنتمي لطبقة أرستقراطية تمتد جذورها لإحدى عائلات إيطاليا الراقية القديمة، وقد ألحقه والده كارلو بونابرت الذي عٌرف عند الفرنسين بشارل بونابرت بمدرسة اسمها بريان العسكرية، ثم التحق بعدها بالمدرسة الشهيرة سان سير العسكرية، وقد كان متفوقاً للغاية في دراسته، ليس فقط في مجال العلوم العسكرية، وإنّما في الجغرافيا والتاريخ والآدب.
أنهى بونابرت دراسته الحربية، وتخرج في عام 1785م، وقد تم تعينه برتبة ملازم عسكري أول في سلاح المدفعية الذي يتبع للجيش الملكي الفرنسي، وفي عام 1795م أُتيحت له الفرصة ليظهر براعته وإبداعه لأول مرة في باريس، إذ ساهم في عملية تعضيد حكومة الإرداة، كما ساهم في القضاء على جميع المظاهرات التي قام بها الملكيون، ثم عاد من جديد في عام 1797م ودعم الحكومة ضد التوجه بأن تكون فرنسا دولة ملكية دستورية، فقد أصبح هذا التاريخ هو السند الفعلي للحكومة ولدستور عام 1797م.
عُين بونابرت برتبة ملازم ثاني في مجال سلاح المدفعية التابع للجيش الفرنسي، ثم عمل في مدرسة لتدريب ضباط المدفعية، وفي سنة 1791م ترقى ليحصل على رتبة ملازم أول، ثم بعدها حصل على رتبة نقيب في سنة 1792م، وقد ساعده ذكاؤه ومهاراته الحربية والعسكرية في التدرج بشكل سريع في عمله، إذ تم تعينه بعد فترة قائداً للجيش الفرنسي في سنة 1794م، وذلك لحمايته مدينة تولون خلال الثورة الفرنسية، فقد تمكن من إحراز النصر للجيش الفرنسي ولفرنسا في الكثير من المعارك التي شارك فيها، فكان بداية انتصاره في المعركة التي وقعت بين النمسا وبينه، ثم تتابعت انتصاراته في العديد من الحروب والمعارك الكبرى حتى وقّعت دولة فرنسا معاهدة تُعرف باسم كامبو فورميو، والتي نجم عنها توسيع أراضي فرنسا.
تراجع وضع نابليون الصحي تراجعاً حاداً، وتحديداً في شهر فبراير من عام 1821م، وفي الثالث من شهر ماير قام طبيبان بريطانيان بالكشف عليه، ولم يستطيعا إجراء أي شي له إلّا تقديم بعض النصائح، كما نصحاه بتناول المسكنات، وقد توفي نابليون بونابرت بعد يومين من إجراء هذا الكشف بعد اعترافه بخطاياه، وقد مُسح عليه بالزيت، كما قدم قربان له بحضور ووجود الأب أنجي فيكنالي، وكانت آخر الكلمات التي تفوه بها وهو يفارق حياته :(فرنسا، جيش، قائد جيش، جوزفين)، وقد أوصى قبل موته بأن يتم دفنه على ضفاف نهر السين، إلّا أنّ قائد الجزيرة قد رفض نقل جثمانه للأراضي الفرنسية، وأمر بأن يتم دفنه على الجزيرة في منطقة تٌعرف باسم وادي الصفصاف.
سؤال البحث:
كيف اثر هجوم نابليون على النهضة الثقافية في مصر؟
اما فصول الوظيفة فتتحدث عن:
الفصل الاول يتحدث عن سيرة حياته كامبراطور
الفصل الثاني يتحدث عن وصول نابليون للحكم
الفصل الثالث يتحدث عن الحروب التي خاضها
الفصل الرابع يتحدث عن نهاية حكم قائد مصدر فخر لفرنسا
الفصل الاول: سيرة حياته كامبراطور
أصدر نابليون نظام الأرستقراطية الإمبراطورية ، وكان عمود الأرسقراطية الجديدة رجال الجيش والموظفون الكبار، وكانوا درجات في النبالة بحكم المناصب: فقد كان كبار رجال البلاط أمراء، وكان الوزراء والشيوخ ورؤساء الأكيلروس وأعضاء مجلس الحكومة كونتات، ورؤساء المحاكم والبلديات في المدن الكبرى بارونات، وحاملوا فرسان الشرف المذكور عاليه فرسانًا، وكان هدف نابليون الأساسي خلق طبقة جديدة تدين للإمبراطور بجاهها ورفعتها؛ فتصبح سندًا له، وتحل محل طبقة الأشراف القديمة التي كانت سند الملكية.
وكانت رعاية نابليون تشمل الجيش بوجه خاص وتُميز العنصر العسكري على المدني، وقد قام نابليون بتوزيع مساحات شاسعة على كبار ضباطه، كأملاك ثابتة لهم، وازدات مساحة هذه الأملاك، وأخذ الموظفون منها بنصيب، ولكن رجال الجيش استولوا على أكثرها، وكان إيراد بعض القادة والجنرالات أكثر من مليون فرنك في العام.
وعلى الجانب الآخر قام نابليون بفرض ضرائب على عامة الشعب الفقراء، ففرض ضرائب على المشروبات، وورق اللعب، والملح، والدخان، وكل ما يخطر أو لا يخطر على البال.
حتى التعليم قام نابليون بالسيطرة عليه، فقد قام بتنظيمه بطريقة تمكنه من الهيمنة على الآراء السياسية والاجتماعية:
فأنشأ الجامعة الإمبراطورية بمرسوم في 17 مارس (أذار) 1808 حتى يكفل توحيد التعليم على نمط واحد، وينشئ للدولة وطنيين متعلقين بدينهم وأميرهم ووطنهم وأسرتهم، ويجد وقاية ضد النظريات الآثمة الفاسدة في النظام الاجتماعي. إن مهمة الجامعة في رأي نابليون هي:
أطلق مصطلح أرستقراطي لأول مرة في أثينا على صغار المواطنين رجال الطبقة الحاكمة الذين قادوا الجيوش من الخطوط الأمامية. ونظرًا لأن البسالة العسكرية كانت تقدر كثيرًا باعتبارها فضيلة في اليونان القديمة، فقد كان يفترض أن من يقود الجيوش هم “صفوة” المجتمع. وانتقل المصطلح من اليونانيين القدماء إلى العصور الوسطى الأوروبية ليطلق على طبقة موروثة مماثلة من القادة العسكريين الذين يشار إليهم كثيرًا باسم “النبلاء”. وكما حدث في اليونان، فقد كانت هذه طبقة من النساء والرجال المميزين الذين سمحت لهم علاقاتهم الأسرية بالجيوش الإقليمية بتقديم أنفسهم على أنهم النبلاء أو الصفوة.
تعليم الطاعة للإمبراطور والملكية الإمبراطورية التي هي مصدر هناء الشعب
كانت سياسة بونابرت في الداخل العمل على تدعيم سلطته، والتمهيد للقنصلية الدائمة، فقرر السيطرة على الثقافة والفكر.
ففي 17 يناير (كانون الثاني) 1800 أصدر نابليون أمرًا قنصليًا بإلغاء جميع الصحف السياسية، ما عدا ثلاث عشرة صحيفة تؤيد الحكومة، وأنشئت في سنة (1810) إدارة عامة في وزارة الداخلية للإشراف على المكاتب والمطابع وبسط الرقابة على كل ما يظهر في عالم الكتابة والنشر، وكانت لا تُمنح الرخص إلا لعدد معين من أصحاب المطابع؛ لأن المطبعة في رأي نابليون:
مخزن أسلحة لا يصح أن يؤتمن عليه كل الناس، إلا أولئك الذين تضع الحكومة فيهم ثقتها
وقد منعت الرقابة نشر ترجمة كتاب مزامير داوود؛ لأن فيها تنبؤات بالنزاع الذي بدأ يحدث بين البابا ونابليون.
وكانت الرقابة قد أذنت بطبع كتاب مدام ستايل عن ألمانيا بعد ما حذفت منه جملًا كثيرة، مثل قولها:
إن باريس هي البلد الوحيد الذى يسهل على الإنسان فيه أن يستغنى عن النعيم؛ خشية أن يكون فيه تلميح إلى أن الفرنسيين كانوا في شقاء!
وارتفع شأن وزارة البوليس، وكان فوشيه وزير البوليس ينشر الجواسيس الذين يأتون له بالأخبار ومراقبة الوطنيين الأحرار أمثال باير الذي كان عضوًا في لجنة إنقاظ الوطن! ولم تجد المعارضة منفذًا لها، إلا في طريقين: طريق المعارضة القانونية المحدود في مجلس الشورى، وطريق المؤامرات.
وبالرغم من ذلك لم يحتمل القنصل بونابرت المعارضة من الناحيتين:
فبدأ بالأولى (المعارضة القانونية) بالتخلص من الأقلية المعارضة في المجلس، ثم تخلص من المجلس نفسه بعد ذلك!
واستفاد من الثانية (طريق المؤامرات) في التخلص من الحزب المعارض، من اليعاقبة والملكيين، وبلوغ القنصلية الدائمة والإمبراطورية بعد ذلك.
وكان بونابرت لا يحتمل أقل معارضة، وقد عرض نابليون على مجلس الشورى قانونًا يقضى بتحديد الزمن الذي تُعرض فيه القوانين على مجلس الشورى بحجة أن هناك قوانين عاجلة. فخشيت المعارضة من ذلك، وعلى رأسها بنيامين كونستان، أن تأخذ الحكومة المجلس على غرة، فلا تترك لها المهلة الكافية لبحث القوانين الخطيرة الخاصة بحياة المواطنين وحريتهم وشرفهم، خصوصًا أن القوانين العاجلة كانت أصل جرائم الثورة وكوارثها، وقد رد بنجامين على قانون نابليون قائلًا:
يجب المحافظة على استقلال مجلس الشورى؛ لأنه نقطة توازن السلطات العامة في الجمهورية، فإذا فقد هذا الاستقلال اختل التوازن وذهب الدستور ولم يبق إلا العبودية والسكون
فهاجت ثائرة القنصل نابليون بالرغم من موافقة الأغلبية على قانونه، وكان بنجامين صديق مدام ستايل، الكاتبة الحرة التي كان يذهب إلى ناديها صفوة الرجال، فلم تلبث أن دعاها فوشيه وزير البوليس وبلغها أن القنصل الأول يعتقد أنها محرضة بنجامين، ونصحها بترك المدينة والذهاب إلى الريف، أو بعبارة أخرى: نفاها، وكان ذلك فاتحة الاضطهادات والمظالم التي وقعت على فُضليات النساء اللواتي اشتهرن بالجمال والآدب والفطنة، أمثال مدام ستايل ومدام شفيرز.
وعندما اشتدت المعارضة داخل مجلس الشورى ضد قوانين القنصل، قرر نابليون التخلص من المعارضة الجُزئية بحجة:
أن أعضاء المعارضة لا يجرون وراء الوظائف والمال فحسب، بل إن فريقًا منهم يريد العودة إلى حكومة الأندية، وفريقًا آخر يُريد العودة إلى العهد القديم
وهكذا لم يبق أمام نابليون بعد القنصلية الدائمة وخنق المعارضة إلا الملكية الوراثية، وسرعان ما اقترح فوشيه على مجلس الشيوخ :
أن يرجوا الرجل العظيم العمل على إتمام البناء وتخليده!
ثم قام أحد أعضاء مجلس الشورى وطلب بصراحة (إعلان نابليون بونابرت إمبراطور الفرنسيين) وجعل الإمبراطورية وراثية في أسرته، فلم يجرؤ أحد على المعارضة، إلا كارنو.
وعلى ذلك أصدر مجلس الشيوخ في 18 مايو (أيار) 1804 مرسومًا (يكل حكومة الجمهورية إلى الإمبراطور نابليون)، وجرى استفتاء عام؛ فوافق الشعب على ذلك التغيير الجديد بنسبة قاربت (98%)!

الفصل االثاني: وصول نابليون للحكم
راح ناپليون يسير على دَرْب الأباطرة برضا حتى قبل الاستفتاء، إذ كان قد بدأ منذ مايو سنة 4081 يوقَّع خطاباته ووثائقه باسمه الأول فقط، وسرعان ما أصبح يكتب الحرف الأول من اسمه ببساطة هكذا فيما عدا الوثائق الرسمية ومنذ ظهر هذا الحرف الفخور على النُّصب التذكارية والمباني والعربات، لم يعد نابليون يتحدث عن الفرنسيين كمواطنين وإنما راح يتحدث عنهم ولهم بقوله رعاياي. وراح يتوقع من أفراد حاشيته مزيداً من الإذعان والاحترام، ومن وزرائه مزيداً من التبعية وسلاسة القِياد، وعلى أية حال فقد حَذَا حَذْو أساليب تاليران الارستقراطية بصمت صارم وقَبِل بشيء من الاستمتاع سخرية فوشيه غير الوقورة. وتقديراً منه لما قدّمه فوشيه من مساعدة في تعقّب المتآمرين، أعاده لمنصبه كوزير للداخلية في 11 يوليو سنة 4081 وعندما فكَّر نابليون في قمع حرية فوشيه في التفكير المستقل والكلام بتذكيره أنه صوَّت بالموافقة على قتل لويس السادس عشر، أجاب فوشيه: هذا صحيح تماما. لقد كانت هذه أول خدمة أؤديها لجلالتكم. [10]
بقي شيء واحد ينقص هذه الجلالة: إنها لم تحظ بالاعتراف ولا الإقرار الديني من أعلى ممثل لعقيدة الأمة الدينية، على النحو الذي حظيت به التيجان الأخرى. لقد كان هناك شيء لازال باقيا – على أية حال – من نظرية الحق الإلهي الوسيطة للملوك: فبالنسبة لشعب تسود فيه العقيدة الكاثوليكية، فإن قيام البابا بتكريس الحاكم ومسحه بالزيت يعني أن هذا الحاكم قد أصبح – بالفعل – مختاراً من الرَّب لأن البابا بدوره يزعم أنه لم يشغل منصبه (منصب الباباوية) إلاَّ من قِبَل الرَّب، ومعنى هذا أن الحاكم الذي يكرسه البابا بمسحه بالزيت إن تحدث فغالباً ما يكون حديثه باسم الرّب.
أي فكرة تساعد على تسهيل مهمة الحاكم أكثر من هذه؟ ثم أليس هذا المسح بالزيت سيضع نابليون في مصاف الحكام الأوروبيين حتى ولو كان لهم جذور عميقة في السلطة تمتد من الماضي حِقَباً؟ لهذا فقد أوكل إلى دبلوماسييه مهمة حث الپاپا پيوس السابع للقيام بخطوة غير مسبوقة لباريس بتتويج ابن الثورة والتنوير باعتبار هذا نصراً للكنيسة الكاثوليكية على الثورة والتنوير. ثم أَلَن يكون مفيداً لقداسته (قداسة البابا) أن يستحوذ على أفضل القادة الحربيين في أوروبا وأكثرهم ألمعية ليكون مدافعاً عن المؤمنين؟ وعارض بعض الكاردينالات هذا العرض باعتباره تدنيساً للمقدسات، لكن بعض الايطاليين الماكرين اعتقدوا أن هذا سيكون نصراً كاملاً ليس للدين فحسب وإنما لإيطاليا أيضاً إننا بهذا سنضع أسرة حاكمة إيطالية على عرش فرنسا لتحكم البرابرة، إننا بهذا سننتقم لأنفسنا من الگال وربما كان البابا أكثر عملية: إنه سيوافق على أمل إعادة أمّة تائبة مرة أخرى إلى طاعة البابا واستعادة المناطق التي كانت تابعة للباباوية والتي استولت عليها جيوش فرنسا.
وراح ناپليون يستعد لهذا النصر المشترك كما لو كان يستعد لحرب كبرى، فكلّف من يقومون بدراسة مراسم الحكم القديم (الملكي) وتعديلها وإضفاء مزيد من التفاصيل والمبالغات عليها. وتم التخطيط للمواكب والمسيرات كما لو أن المخطط لها مدير فرقة راقصة وتم تحديد وقت كل تحرّك. وتم تصميم أزياء جديدة لسيدات الحاشية وتجمع أفضلُ المصميمن للقبعات النسائية حول جوزفين وأمر نابليون بإحضار المجوهرات من الخزانة لهـا بالإضافة لما لديها من مجوهرات. ورغم اعتراض أمه وإخوته وأخواته قرَّر أن يتوّجها معه.
وقام جاك – لويس ديڤد الذي كان عليه أن يخلِّد الحدث في أعظم لوحات ذلك الوقت – بتدريب جوزفين وحاشيتها على كل حركة وكل وضع. وتم الاغداق على الشعراء للاحتفاء بالحدث. وصدرت التعليمات لدار الأوبرا بإعداد رقصات الباليه التي تشرح صدر البابا. وجرت الترتيبات لحماية الشوارع الكبرى بالجنود، وأن يكــون الحرس القنصـلي مصطفاً في صَحْن نوتردام كما لو كان في حفل زواج حقيقي بين القيصر والكنيسة ودُعِيَ الأمراء وذوو المقام الرفيع من الدول الأخرى فلبوا الدعوة. ووصلت الجموع من المدينة والأحياء والمحافظات ومـن الخـارج وسـاوموا للحصـول علــى أفضـل الأماكن في الكاتدرائية أو في الطرقات، وراح أصحـاب المحال يأملون فـي الحصول على ربح وفير، وقد كان. ورضي الناس عن الأعمال والمشاهد رضاءً مُفعماً بالسعادة ربما بطريقة لم تحدث منذ مهرجانات روما أيام الإمبراطورية.
واتخذ الپاپا پيوس السابع الدَّمث طريقه بتؤدة في الفترة من 2 نوفمبر إلى 52 من الشهر نفسه عَبْر مدن إيطاليا وفرنسا محاطاً بمراسم التشريفات وقابله نابليون في فونتينبلو. ومنذ هذه اللحظة حتى التتويج قدَّم الإمبراطور (نابليون) للبابا كل مظاهر الود فيما عدا الإذعان، فلم يكن نابليون (الإمبراطور) ليتصرَّف على أساس أنه يخشى قوَّة أعلى متمثلة في البابا. ورحب أهل باريس – أكثر الناس تشككاً في الكاثوليكية على ظهر البسيطة في تلك الأيام – بالحَبْر (البابا) باعتباره يمثل مشهداً جديراً بالرؤية، وقادت ثُلَّة من الجنود والقسس هذا البابا في قصر التوليري حيث تمَّ إيصاله إلى مقرِّ إقامته في جناح دي فلور. ورحَّبت به جوزفين وانتهزت هذه الفرصة لتُخبره أنها لم تكن مُرتبطة بناپليون من خلال زواج ديني، فَوَعَدها پيوس بعلاج هذا الخطأ قبل التتويج، وفي ليلتي 82 و 03 نوفمبر أعاد تزويجهما وأحست جوزفين أن عقبة مُباركة وُضعت لتمنع نابليون من تطليقها.
وفي بواكير يوم بارد (الثاني من ديسمبر) غادر اثنا عشر موكبا من نقاط مُختلفة لتتجمَّع في نوتردام: مفوَّضون من مدن فرنسا ومن الجيش والبحرية والجمعيات التشريعية والهيئات القضائية والإدارات، وجوقة الشرف، والمعهد العلمي وغُرف التجارة.. فوجدوا الكاتدرائية تكاد تكون مُمتلئة عن آخرها بالمدعوِّين من المدنيين إلاّ أن الجنود تمكنوا من إفساح الطريق لهم للوصول إلى أماكنهم المخصَّصة سلفاً. وفي التاسعة صباحاً تحرحك موكب البابا من جناح دي فلور في قصر التوليري: البابا بيوس السابع وخَدَمُه والكاردينالات وكبار معاونيه، في عربات فخمة مُزدانة بزينات مُبهجه تجرّها خيول جرى اختيارها بعناية، جميلة ونشطة، وأمام الموكب أُسقف يمتطي بَغْلاً ويحمل الصليب الباباوي ويرفعُه عاليا. وعند الكاتدرائية ترجَّل الجَمْعُ الجميع وساروا في صف وصعدوا الدرجات إلى صحن الكاتدرائية وتوجَّهوا بين صفوف الجنود الشّداد إلى أماكنهم المحدّدة – البابا على عرشه إلى يسار مذبح الكاتدرائية. وفي هذه الأثناء ومن مكان آخر من قصر التوليري انطلق موكب المركبات الإمبراطوري: في البداية، مارشال مورا محافظ باريس، والعاملون معه، ثم بعض الأفواج العسكرية المميزة، ثم مركبات تجرُّ كلَّ واحدة منها ستة خيول، فيها: المسؤولون القياديون في الحكومة، ثم مركبة أخوة نابليون وأخواته ثم المركبة الإمبراطورية مزركشة بشعار النبالة الحرف N تجرها ثمانية خيول وتحمل الإمبراطور (نابليون) في حلة مخملية أرجوانية مطرزة بالجواهر والذهب، والإمبراطورة (جوزفين) في قمة تألّقها وجمالها (غير القائم على أساس متين) في فستان من حرير وهي تضوي بالجواهر، وقد أتقنت تجميل وجهها فبدت في الرابعة والعشرين بينما هي في الواحدة والأربعين، ثم عربات ثمان أخرى تحملن سيدات البلاط وموظفيه. واستغرق وصول هذه المركبات جميعاً للكاتدرائية ساعة. وهناك غَيَّر نابليون وجوزفين ملابسهما ولبسا ملابس التتويج واتخذا مكانهما على يمين المذبح، وجلس هو على عرش، وهي على عرش أصغر من عرشه وأدنى مكانة منه بثمانية درجات.
وصعد البابا إلى المذبح وركع نابليون وجوزفين على رُكبهم أمامه، فقام البابا بدهنهما بالزيت وباركهما. ونزل الإمبراطور والإمبراطورة الدرجات حيث الجنرال كلرمان واقفاً حاملاً صينيّة عليها تاج، فتناوله نابليون ووضعه فوق رأسه، ثم ركعت جوزفين أمامه بتواضع وولاء فوضع تاجاً من ماس فوق شعرها المحلّى بالجواهر – برقّة واضحة. ولم يُثر كل هذا دهشة البابا لأنه كان مرتباً سلفاً، عندئذ قبَّل الحَبْرُ (البابا) نابليون فوق خدّه وأعلن الصيغة التقليدية التي تفيد أن الكنيسة قبلته إمبراطوراً ورتّل البابا القدّاس، وأحضر مساعدوه الأناجيل إليه ووضع نابليون يده عليها وتلى القسم الذي لازال يؤكد أنه ابن الثورة: إنني أقسم أن أحافظ على حدود الجمهورية كاملة وأن أحترم بنود الكونكوردات (الاتفاق الباباوي) وأدعمه وأن أقر حرية العبادة وأن أحترم – وأدعم – مبدأ المساواة أمام القانون، والحرية السياسية والمدنية وألاّ أُلغي ما تم من مبيعات ممتلكات الدولة وألاّ أفرض التزامات أو ضرائب إلاّ وفقاً للقانون وأن أحافظ على وسام الشرف، وألاّ أحكم إلاَّ وفقاً لما يحقق مصالح الشعب الفرنسي وسعادته وعظمته.
وانتهت المراسم في الساعة الثالثة، وعادت المواكب من حيث أتت وسط مظاهر الحفاوة والفرحة بينما الثلوج تتساقط وبقي البابا اللطيف في باريس أو بالقرب منها طوال أربعة شهور مفتوناً ببهاء باريس آملاً في مفاوضات مثمرة، وكان يظهر كثراً في شرفته ليُبارك الجموع التي تركع احتراماً له. ووجد أن نابليون جامد الشعور رغم ما يُبديه من أدب، وتحمل (أي البابا) بصبر تصرّف مضيفه (نابليون) العَلْماني وعدم التزامه بالمسلك ذي الطابع الديني في تعامله معه (البابا). وفي 51 أبريل سنة 5081 غادر إلى روما. وواصل نابليون مشروعاته الإمبراطورية واثقاً من أنه الآن أصبح حاكماً مقدّساً holy كأي حاكم (أوروبي) آخر وأصبح يمكنه أن يُواجه – وهو مطمئن – القوى التى ستتحد حالاً لتدميره.

الفصل الثالث: الحروب التي خاضها
إن أحداث الثورة الفرنسية وأهدافها التوسعية التي بدأتها الحكومة الفرنسية الجديدة أثارت قلق القوى الأوروبية الكبرى، التي كانت تخشى من امتداد آثار الثورة لتصل إلى دولها. في أعقاب إعلان فرنسا الحرب على الإمبراطورية الرومانية المقدسة يوم 20 ابريل عام 1792، قامت النمسا، وبروسيا، وبريطانيا، وإسبانيا، والبرتغال، ومملكة ساردينيا، ومملكة نابولي بتكوين التحالف الأول ضد الثورة الفرنسية، وانتهت الجمهورية الحديثة إلى الهجوم ضد جميع الجبهات. كان للحرب اتجاه غير مستقر: بعد سلسلة من الخيبات الأولية، قام الجيش الفرنسي بهجوم مضاد، وأوقع العديد من الهزائم بالمتحالفين. استُبدل الجيش الملكي القديم المكون من جنود محترفين بجيش مكون من مجندين، أما حكومة المديرين الفرنسية الجهاز الإداري الذي أُنشئ بعد عهد الإرهاب أثارت حرب شاملة على القوى الأوروبية. في غضون سنوات قليلة، قامت فرنسا بضم الأراضي المنخفضة الجنوبية التابعة للنمسا وراينلاند، وغزو جمهورية هولندا المتحدة وتحويلها إلى دولة دمية الجمهورية الباتافية، وأجبرت بروسيا على الخروج من الصراع، كما اقنعت إسبانيا بالانحياز إليها. تم كبح أعمال العنف الملكية في إقليم فونديه إقليم فرنسي بصورة وحشية خلال عام 1793 و1796. سرعان ما ظهر خلال حرب الائتلاف الأول شاباً من ضباط المدفعية ذو أصول كورسيكية، كان يعمل في الجيش الثوري الفرنسي : جيش نابليون بونابرت. بعدما تميز في حصار طولون وانتفاضة 13 فينديمير للسنة الرابعة، تولى قيادة جيش إيطاليا في الثاني من مارس عام 1796، وأسندت إليه مهمة غزو شبة الجزيرة وإخضاعها لفرنسا. مع التحرك السريع، عبر جيش نابليون جبال الألب وخلال شهر هزم القوات المشتركة بين النمسا ومملكة ساردينيا مرارا وتكرارا، كما أجبر الأخيرة على طلب السلام، والإنسحاب من الصراع في إبريل عام 1796. بعد تحييد واحد من أعداء فرنسا، انقض نابليون بعد ذلك على النمساويين، وألحق بهم هزيمة تلو الآخرى في معركة لودي 10 مايو 1796, ومعركة جسر اركوا نوفمبر 1796، ومعركة ريفولي 15 يناير 1797. قام الجيش الإيطالي بغزو تيرول بعد إجبار القلعة النمساوية في مانتوفا على الاستسلام، كما وصل به الأمر إلى تهديد فيينا. تفاوض نابليون نفسه الذي تجاوز حكومة المديرين الفرنسية، حول المعاهدة المقبلة “معاهدة كامبو فورميو” في 17 أكتوبر عام 1797، كما أجبر من خلالها النمسا على الإنسحاب من التحالف والاعتراف بالدولة الدمية التي أنشأها الفرنسيون في شمال إيطاليا، وهي الجمهورية الألبية. ظلت بريطانيا وحدها في الحرب ضد فرنسا بخروج النمسا من الصراع. نصح نابليون حكومة المديرين الفرنسية بإرسال جيشها لاحتلال مصر لكي يشكل تهديدًا للعلاقات مع الهند التي تعتبر أهم المستعمرات البريطانية، ذلك بعد اعترافه باستحالة شن هجوم مباشر بسبب تفوق البحرية الملكية البريطانية على الأسطول الفرنسي المُدَمَّرٌ. هبط الفرنسيون في مدينة الإسكندرية بمصر يوم 2 يوليو عام 1798، وتحكموا خلال وقت قصير في زمام الأمور، وعلى الرغم من ذلك تعرض الأسطول الفرنسي في الليلة بين اليوم الأول والثاني من شهر أغسطس التالي لهزيمة ساحقة في معركة النيل معركة أبي قير البحرية على أيدي الأميرال البريطاني هوراشيو نيلسون، وبهذا وجد جيش نابليون نفسه معزولاً عن وطنه . واعجب نابليون بالخط الهيروغليفي فقرر العودة لفرنسا لاحضار علماء ليفكوا الخط.
تحول الموقف ضد فرنسا وفي أوروبا أيضاً: تشكل التحالف الثاني المعادي للفرنسيين في أوائل شهر يناير عام 1799، الذي أعاد توحيد بريطانيا، والنمسا، وروسيا، ومملكة نابولي، والإمبراطورية العثمانية. بدأت قوات التحالف سلسلة من الهجمات ضد الفرنسيين في مصر وألمانيا وسويسرا وبصورة خاصة في إيطاليا، حيث قام جيش نمساوي روسي ضخم بقيادة المارشال “سوفوروف” بإحراز نجاح تلو الآخر، ومحو خلال شهور قليلة الإنجازات التي قام بها نابليون، بالإضافة إلى ذلك وجدت فرنسا نفسها في حالة إفلاس وكانت الأحزاب الملكية دائمًا ما تكتسب شعبية أكثر. أطلق نابليون جيشه إلى مصر في سرية تامة بعد علمه بخطورة الموقف، وعاد إلى فرنسا في يوم 9 أكتوبر عام 1799 ورحب به الشعب بحفاوة . على عكس كل سياسات السلام، ففي اليوم التاسع من شهر نوفمبر المقبل قام الجنرال بانقلاب عسكري المسمى ” انقلاب 18 برومير فرنسا بفضل مساندة أعضاء حكومة “دوكوس” و”سييس”، والذي أدى إلى إلغاء حكومة المديرين نفسها وإقامة حكومة القناصل الفرنسية 1799 ـ 1804، وبتعيين القنصل الأول، أصبح نابليون في ذاك الوقت الحاكم السياسي الفعلي لفرنسا. في غضون ذلك، كان الوضع السياسي في تحسن: في نهاية عام 1799 أُجبر المارشال سرفوروف على الانسحاب وترك سويسرا بعد معركة زيورخ الثانية التي انتصر فيها المشير “اندريه ماسينا”، بينما انتهى الغزو الأنجلو- روسي لهولندا بهزيمة ساحقة للحلفاء. في ضوء هذة الهزائم والمشاحنات المستمرة مع الحلفاء البريطانيين والنمساويين، قرر القيصر بافل الأول الانسحاب بشكل منفرد من التحالف، تاركًا النمسا وحدها في مواجهة الفرنسيين في المشهد. قام نابليون بإعادة تنظيم القوات الفرنسية بسرعة وقاد الجيش الإحتياطي في إيطاليا ضد قوات الجنرال “ميشال ميلاس”، بينما أسند إلى الجنرال “جون مورو” مهمة إبقاء النمساويين في ألمانيا. عبر نابليون جبال الألب حتى ممر سان بيرنارد العظيم في 25 مايو 1800، بدلاً من الانتظار عند ممر جبل الرماد، وأجبر “حصن بارد” على الاستسلام من خلال شن هجوم مفاجئ. بعد الاستحواذ على مدينة ميلانو بدون قتال، واجه جيش نابليون النمساويين في موقعة مارينجو في 14 يوليو المقبل: لم تكن المعركة في بدايتها لصالح الفرنسيين، وكان من الممكن أن تتحول إلى هزيمة نابليون إذا لم تصل إليهم في فترة ما بعد الظهر تعزيزات من الجنرال “لويس دوزيه”. إن مهمته العنيفة ضد الجناح الأيمن النمساوي تسببت في تحطيم جيش الجنرال “ميلاس” ، بالرغم من أن “دوزيه” نفسه قد تم اغتياله في المرحلة النهائية من المعركة. على الرغم من عدم حسم النتيجة في نهاية الصراع، إلا أن انتصار الفرنسيين في معركة مارينجو أجبر النمساويين على ترك إيطاليا للمرة الثانية. حقق الجنرال “جون مورو” أخيراً انتصاراً حاسماً على النمساوين في 3 ديسمبر عام 1800 في معركة “هوهنليندن” ؛ في هذا الوقت انسحبت النمسا نهائياً من الصراع بتوقيع معاهدة “لونفيل” في 9 فبراير عام 1801.

الفصل الرابع: نهاية حكم قائد مصدر فخر لفرنسا
يعد نابليون بونابرت واحداً من اعظم القادة العسكرين على مستوى العالم اجمع، حيث إنه أخضع جزءاً كبيراً من الدول الأوروبية وهاج روسيا إضافة إلى المنطقة العربية مصر وفلسطين، كان نابليون إمبراطوراً لفرنسا في القرن التاسع عشر وتحديداً في بداياته، ولد هذا القائد الجدلي في جزيرة كورسيكا في العام 1769 ميلادية، خاض العديد من الحروب والمعارك الضخمة والهائلة في حياته. معركة واترلو …. النهاية , تعد معركة واترلو التي وقعت في العام 1815 بالقرب من مدينة بروكسل حيث أن هذه المدينة تعد آخر معركة خاضها القائد الامبراطور نابليون بونابرت، وهي التي هزم بعدها هزيمة نكراء شنيعة قضت على أي أمل له في البقاء في السلطة. كان طرفا النزاع الإمبراطورية الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت وميشيل ناي في مقابل التحالف الذي كان مشكلاً من المملكة المتحدة وبروسيا وهولندا وناساو وبرونزويك وهانوفر، وكان هذا التحالف بقيادة دوق ويلينغتون إلى جانب جيبهارد فون بلوخر. حيث كان تعدد الفرنسيين يقترب من الاثنين وسبعين ألف جندي في حين كان عدد قوات التحالف يقترب من المئة وعشرين ألفاً، ولقد خسرت القوات الفرنسية حوالي خمسة وعشرين ألف قتيل وأسر منهم سبعة آلاف وفقد خمسة عشر ألف جندي، أما قوات التحالف فقد خسرت ما يقترب من الأربعة وعشرين ألف جندي. نفي الامبراطور… بعد هذه الهزيمة القاسية حاول نابليون بونابرت الهرب إلا أنه تم إلقاء القبض عليه، ونفيه إلى جزيرة تسمى جزيرة هيلانة، التي تقع في المنطقة الوسطى من المحيط الأطلسي الجنوبي في المنطقة الواقعة بين القارة الأفريقية ودولة البرازيل، حيث أنها تبعد ما يقارب الألفي كيلومتراً عنهما، حيث عاش على هذه الجزيرة فترة من الزمن، توطدت خلالها علاقته مع الأسر هناك، حتى تعرف على عائلة وليام بالكومب وهو مالك الأرض التي يقع عليها منزل بنابرت في جزيرة هيلانه، كما وتوطدت علاقته تحديداً مع ابنة بالكومب الصغرى والتي تدعلا إليزابيث لوسيا، وهي التي أخبرها بقصته كاملة فقامت بتأليف كتاب سمي في وقت لاحق باسم ” ذكريات الإمبراطور نابليون ” وفي العام 1818 ميلادية نقلت السلطات البريطانية نابليون بونابرت إلى بيت لونكوود بعدما شكّت أنه على علاقة مباشرة مع باريس عن طريق بالكومب، وكان المنزل الجديد شديد الرطوبة والعطب، وربما كان الهدف من وضعه في هذا المكان السيء والظروف التعيسة هو رغبة السلطات البريطانية بتسريع موت نابليون بونابرت حيث توفي في العام 1821 ميلادية.

التلخيص والاستنتاج
نابليون بونابرت قائد عسكري فرنسي، قاد العديد من الحملات العسكرية للسيطرة على أوربا، ونجح في ذلك، قائد لم يستطع التاريخ وصفه وتقييد شخصيته بسطور، إنّه من خطّ لنفسه مسيرة في النجاح والوصول إلى حكم فرنسا وما حولها واستطاع ذلك بجدارة، فكان إمبراطوراً عليها وعلى البلاد التي حولها. نابليون بونابرت عاش ومات وهو محاط بهالة من الغموض، ولم يستطع أحد إلى الآن معرفة حقيقة شخصيته، وطبيعته الإنسانية، وحتى العسكرية، فالقصص والحكايات التي رويت عنه كثيرة، والكتب التاريخية زخرت الإنجازات التي حقّقها، وإلى الآن يشكّل جدلاً كبيراً بين صفوف السياسيّين، وكذلك الناس العاديّين. ولادته ولد نابليون بونابرت في السابع عشر من آب لعام ألف وسبعمئة وتسعة وستين، في العاصمة الكورسيكية آجاكيو، كان ذلك الطفل هو الابن الثاني لكارلو بونابرت ولقد أسماه والده نابليون تيمناً بجدّ له من أمّه، ودرس نابليون في الكلية العسكريّة وأنهى دراسته بها سنة ألف وسبعمئة وخمسة وثمانين، ولقد عُيّن برتبة ملازم أوّل في الجيش الفرنسيّ في مجال المدفعية الحربية، وكان مجال عمله فرصته الذهبية للشهرة والظهور خصوصاً عندما قام بدور فاعل في إخماد ثورات ومظاهرات قام بها الملكيّون ضدّ الحكومة الفرنسية آنذاك، وكانت هذه بداية صولاته، وجولاته العسكرية، وخطوته الأولى في تحقيق حلمه بالسيطرة على فرنسا، والدول المحيطة بها. أعماله استطاع نابليون بونابرت خطف الأضواء خلال حملات عسكرية موجهة ضدّ الدول التي عادت فرنسا في ذلك الوقت، فلقد عمل نابليون على عزل الإدارة العسكرية المركزية الفرنسيّة، وإقامة حكومة عسكرية قسّمها هو إلى ثلاثة قناصل، وعيّن نفسه قنصلاً لإحداها بمرتبة القنصل الأوّل، ثمّ بعد فترة عمل على تنصيب نفسه إمبراطوراً على فرنسا وكان ذلك بعد العديد من الحملات العسكرية التي انتصر فيها انتصارات ساحقة على الدول التي كانت تعادي فرنسا آنذاك، وبهذا تمكّن نابليون بونابرت بعد خمس سنوات من الحملات العسكرية ضدّ الملكيّين الفرنسيّين من تنصيب نفسه حاكماً إمبرطورياً وذلك بقرار من مجلس الشيوخ الفرنسي آنذاك. دخل نابليون بونارت في حروب ضارية في بداية العقد الأول من القرن التاسع عشر، ولقد سمّيت باسمه “الحروب النابليونية”، حيث جمعت القوى العظمى التي كانت تشكّل خطاً معادياً لفرنسا في أوربا، قوّتها في التصدي لحملات نابليون العسكرية عليها وهي إيطاليا، وروسيا، والنمسا، إلا أنّه تمكّن من تحقيق انتصارات ساحقة عليها، وفرض سيطرته العسكرية، والسياسيّة عليها كما قام بالتدخل المباشر في شؤونها الداخلية. بعد فترة ليست بطويلة، قام نابليون بإرسال جيش إلى مصر بهدف القضاء على تجارة المملكة البريطانية مع الهند، ووجه العديد من الضربات العسكرية للأسطول البريطاني، لكنه مُنِي بهزيمة أمامه في معركة أبي قير البحريّة، فعاد إلى فرنسا محمّلاً بالهزيمة. بعد عودته إلى فرنسا بفترة، واصل نابليون حملاته العسكرية، فخاض معركة ضدّ ثلاثة من القوى العظمى في أوروبا وهي: بريطانيا، وروسيا، والنمسا، فنجح في هزيمة النمسا، وبريطانيا في عام ألف وثمانمئة وستة وبسط نفوذه عليهما. عندما شنّ حملة أخرى على روسيا مني هو وجيشه بالهزيمة مرّة أخرى وكان ذلك بسبب ضعف صفوف الجيش الذي تأثر بشدة البرد، وقسوة الجوع والتعب، ومرض التيفوس الذي ما لبث أن انتشر في صفوف الجيش ، والذي أنهك قوى جيشه تماماً وخسر فيه أكثر من نصفه في تلك الحملة وكان ذلك عام ألف وثمانمئة وخمسة عشر. توفّي نابليون بونابرت في سنة ألف وثمانمئة وواحد وعشرين، بعد أن تراجعت صحته حينها، ولقد دفن على جزيرة تدعى وادي الصفصاف الإنجليزيّة، وقبره موجود فيها.
جواب سؤال البحث:لم تتأثر النهضة القافية في مصر لكن تأثرت الدولة المحتلة مصر من ناحية اقتصادية وهي بريطانيا العظمى لان نابليون ضرب المصالح الانجليزية هناك
لتفهم تلخيص اضغط على رابط:
المصادر والمراجع
-
الموسوعة العربية العالمية ,المجلد 25 , الرياض , المملكة العربية السعودية : مؤسسة اعمال للنشر و التوزيع , 1999.
-
ttps://www.marefa.org/%D9%86%D8%A7%D9%BE%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A8%D9%h88%D9%86%D8%A7%D9%BE%D8%B1%D8%AA
-
http://mawdoo3.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81_%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86_%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%AA
-
http://www.aljazeera.net/encyclopedia/icons/2016/1/30/%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%AA-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1-%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9
Published: Mar 18, 2018
Latest Revision: Mar 18, 2018
Ourboox Unique Identifier: OB-449847
Copyright © 2018