وأخيراً…تحقق حُلُمي

الحكايات كثيرة جدا، يموت ابطالها ولكنها تبقى حية، ترويها

الجدات لأحفادهن، وعندما يكبرون يروون لأحفادهم ايضا، وهكذا

تنتشر القصة لجميع انحاء العالم، اليوم يا اصدقائي التي كانت

حلما واصبحت حقيقة .

عندما كنت صغيرا في جيل الثامنة من عمري، سمعت امي وابي

يتشاوران عن طفلين صغيرين وُلِدا ملتصقين، وللأسف الشديد كان

عقلهما ملتصق كعقل واحد، وكانت هذه العملية نادرة من نوعها

لدرجة ان في كل مئة الف شخص يحصل اثنان على التصاق

الجلد فقط وقليل منها يحصل  على التصاق العقل.

وكان هناك طبيب ذكي يعمل في طب العقل، ويعمل في مستشفى

الولايات المتحدة الامريكية في مدينة تدعى “بوستون”، وكان يدعى باسم”كارسون”،

ولكنه لم يكن مشهورا كثيرا، ولكن بعد ان انتهى من العملية الشاقة

اصبح اشهر وافضل عالم عقل في العالم، واخذ مكافئة من رئيس

الولايات المتحدة الامريكية اربعين مليون شاقلا، ومنذ

هذا اليوم اصبحت احب طب العقل.

ذهبت الى سريري وانا افكر في اسئلة كثيرة في عقلي، كيف

سوف اصبح عالما، متى سوف اصبح عالما، ماذا سوف

اقدم للعالم … بدات الاسالة تتراود في ذهني  الى ان

غرقت في نوم عميق.

مرت الايام ولم اعد افكر في هذا الحلم الى عندما اصبحت في جيل السادسة عشر، عندما

طلبوا مني ان اختار التخصص الذي اريده، فاجبت بدون تردد: علم العقل، فسجلو اسمي

على ورقة صغيرة، ولم يقولو لي شيء.ومنذ هذا الوقت  لم يذكروا الموضوع الى بعد ان اصبحت في جيل

السابعة عشر حينما بدأوا في تدريسي موضوعا جديدا ،لم اكن اعرف هذا الموضوع الى عندما ذكرو

كلمة عقل، ومنذ هذا الوقت اصبحت اتشوق للدروس القادمة .لكن حدث شيئ غريب، بدأت الامور تتعقد في

الموضوع، اصبح هناك عدة مواد جديدة، لقد استصعبت في فهمها لكن مع التمرن اصبحت افهمها.

لقد كانت غالبية الدروس صعبة ولكنها مع الوقت تنفهم

قبل انتهاء العام الدراسي ، رأيت اصدقائي  ينتظرون دورهم عند المعلم نائل، المسئول

عن التخصصات العلمية، فسألتهم ماذا تفعلون، فأجاب احدهم : نحن ننتظر المعلم وائل

لكي نخبره ان يلغي امتحان التخصصات اليوم ، فقلت بصوت عال :ماذا هل سوف يجري

لنا اختبارا، اجاب نعم . ذهبت الى غرفة الصف لأراجع قليلا على المادة ، فأنا اعرف

انهم لن ينجحوا في اقناع المعلم ، فراجعت على المادة كلها ولم يبقى شيئ لم افهمه ،

بعد خمسة دقائق ذهبت مع مراقب جدي الى غرفة صغيرة ، لم يكن فيها سوى انا

وزميلي في الموضوع ، لقد كنت واثقا من نفسي انني سوف انجح بإذن الله ، فبدأت

اكتب ولم اخف من شيئ. وأخيرا انهينا الفصل المرهق، يا له من فصل شاق جدا ،لقد

اجتهدت كثيرا لانتهي من هذا الفصل ،

ولنحتفل للخروج من المدرسة الثانوية ، ولقد ذهبنا الى حفل رائع ، لقد كان

حفلا طالما حلمت به ، هو ان اخذ شهادة قبولي في موضوع الطب ، وأن اكرم

امام جميع الناس ،ياله من شعور رائع ،  لقد عرفت انني سوف انجح لكن ليس

في السنوات السبع ،وعندما عدت الى المنزل وضعت شهادتي

على الحائط عليها شريط لاصق ، لكي اتذكر جهدي في حياتي.

مرت الايام ومرت ولم اشعر بها الى عندما دخلت الجامعة، لقد طلبوا

مني شهادتي لكي يتأكدوا من قبولي في طب العقل، لقد كنت متأكدا

من هذا فأحضرتها معي ،  وادخلوني الى غرفة لم اكن اعرف ما هي ولكن

عندما اخبروني انني سوف ادرس هنا للامتحانات النهائية التي تقرر

تعليمي الجامعي وأن اتخرج مع تاهيل للعمل في مستشفى “بوسطن”.

اخذت هذه المعلومة وغرستها في عقلي انني اذا انتهيت من دراستي ” طب الدماغ” سوف

ابدا في العمل هناك، مع طبيبي المشهور “كارسون” وهكذا

قال لي معلمي. وفعلا قمت بدراستي على اتم وجه وقد حزت على

اوسمة الشرف الأكاديمية بامتياز وتالق ثم تقدمت للعمل في مستشفى

بوستون ، وعندما اخذوني الى رئيس الولايات المتحدة الامريكية ، قلت

بصوت عال : واخيرا… تحقق حلمي .