by janaghanem
Copyright © 2018
الفصول الأربعة
يمرّ على كوكب الأرض بمختلف مناطقه وبقاعه الجغرافية أربعة فصولٍ سنوياً، وهي الربيع، والصيف، والخريف، والشتاء بالترتيب، ويستمر كلٌ منها لمدّة ثلاث شهور، وتتميز بصفاتٍ وظواهرَ تدل على كلٍ منها وتختلف وتتباين من فصلٍ لآخر، فالربيع على سبيل المثال يتميز باعتدال الجوّ واخضرار العشب والشجر وانتشار الأزهار ذات الألوان المميزة وفيه يقوم الناس برحلاتٍ في الطبيعة، وهو يمتد من شهر آذار وينتهي في حزيران، أما الصيف ففيه ارتفاعٌ لدرجات الحرارة بشكلٍ كبيرٍ ويطول النهار بشكلٍ ملحوظٍ فيه وتكثر الرحلات الصيفية والبحرية وغيرها، ويقصر الليل ويمتد من شهر حزيران وحتى آب، وفي الشتاء تنخفض درجات الحرارة بشكلٍ كبيرٍ وتحدث ظواهر البرق، والرعد، وتساقط الثلوج، والأمطار، والبَرَد، وحدوث السيول، والفيضانات، وفيه يرتدي الناس الملابس الثقيلة ويستخدمون مختلف أنواع التدفئة، ويمتد من شهر كانون أول حتى شهر شباط، أمّا الخريف فهو فصل التقلّبات الجوية المختلفة، وفي هذا المقال سيتم توضيح المعلومات المختلفة عنه تحديداً.
سبب حدوث الفصول
يجدر بالذكر أنّ سبب حدوث الفصول واختلافها بين ربيعٍ وخريفٍ وصيفٍ وشتاءٍ هو ميلانٌ في محور الأرض أثناء الدوران حول الشمس، وبالتالي يحدث اختلافٌ في زاوية سقوط أشعتها على المكان نفسه من الأرض ممّا يؤدي إلى اختلافٍ في درجات الحرارة والمناخ شهرياً، ويكون الفصل مختلفاً في النصف الشمالي من الأرض عنه في النصف الجنوبي منها، ففي مكانٍ ما يكون الفصل خريفاً وفي مكانٍ آخر يكون صيفاً وهكذا.
فصل الخريف
يعتبر فصل الخريف فصل تساقط أوراق الأشجار وتلوّنها بأجمل الألوان الصفراء والحمراء بعد أن تكون خضراءَ يانعة، حيث يتميّز هذا الفصل بألوانه الرائعة المميزة ومناظره الخلابة مثل مناظر الأشجار وألوان السماء وغيرها، وتتعرى الأشجار فتظهر أغصانها، ويشهد الخريف هبوب الرياح وبرودةً في الجو حيث تنخفض درجات الحراة فيه لكنها لا تعادل برد الشتاء، فالشتاء أكثر برودة، وتتساقط الأمطار الأولى التي تروي الإنسان والزرع.
يزرع الناس في الخريف المحاصيل المختلفة ويكثر عمل البيوت البلاستيكية لوقاية المزروعات من الصقيع والهواء البارد الذي يتلف المحاصيل ويدمرها وتُزرَعُ فيها النباتات المختلفة مثل السبانخ، والجزر، والبصل، والميرمية وغيرها الكثير، وتمنح الأوراق المتحللة في التربة سماداً وغنىً لها وللمزروعات، وفي الخريف أيضاً تهاجر الطيور، وتكثر الغيوم السوداء في السماء في هذا الفصل، وفيه يتساوى الليل والنهار ويبدأ في الثالث والعشرين من أيلول وينتهي في نصف تشرين ثاني، ويمتد شأنه شأن باقي الفصول لمدّة ثلاثة أشهرٍ كاملة، ويذكر أنه الفصل الواقع بين فصلي الصيف والشتاء.
![]()
فصل الصّيف
تنقسم السّنة إلى أربعة فصول في أغلب مناطق العالم، وهذه الفصول هي فصل الرّبيع، وفصل الصّيف، وفصل الخريف، وفصل الشّتاء، ولكن هذا التّقسيم كان مُختلِفاً عند العرب قديماً؛ فالفصول عندهم كانت أربعة، لكن أسمائها كانت مختلفة؛ فصل الربيع الأول أو الشّتاء، وفصل الصّيف أو الرّبيع الثّاني، وفصل القَيْظ، وفصل الشتاء، ولكل فصلٍ من هذه الفصول ثلاثة شهور من السّنة.[١] والقَيْظ هو شدّة الحر، ولذلك كان العرب يُسمّون أحد الفصول بهذا الاسم، حيث يكون هذا الفصل في الشّهور شديدة الحر، ويُقال إنّ اسم (الصّيف) كان يُطلَق آنذاك على الرّبيع، حيث اختصَّت لفظة القيظ بما يُسمى الصّيف في اللّغة الحديثة، حيث إنّ فصل الصيف عند العرب القدماء هو بمثابة فصل الرّبيع في هذا الزّمن.[٢]
تقاربت أوقات الفصول لدى قدماء العرب مع الفصول الآن؛ فقد كانت بداية الخريف لديهم في الثّالث من شهر سبتمبر (أيلول)، والشّتاء في الثّالث من ديسمبر (كانون الأول)، والصّيف في الخامس من مارس (آذار)، والقيظ في الرّابع من يونيو (حزيران). وكان فصلُ الخريف يُعبّر عن الأمطار التي تهطل في نهاية حرارة القيظ، إلا أنَّ عُلماء اللّغة يختلفون قليلاً في مُسمَّيات الفصول العربيّة وأوقاتها،[١] لكن هذا المفهوم اختلف الآن، وفصل الصّيف يدلّ في الوقت الحاضر على الحرارة الشّديدة ونضرة النّباتات والأشجار، وكذلك نهاية الرّبيع المُتقلِّب والشّتاء البارد.[٣]
متى يحدث فصل الصّيف
إنّ فصل الصّيف هو أشدُّ الفصول حرارةً، وأشدّها قساوةً وجفافاً، ويكون بين فصلَي الرّبيع والخريف. يبدأ فصل الصّيف -فلكيّاً- عند وقوع الانقلاب الصيفيّ، ويحدث هذا في النّصف الشماليّ من الكرة الأرضيّة مع نهاية يوم 21 أو 22 من شهر يونيو (حزيران)، وينتهي مع 22 أو 23 من شهر سبتمبر (أيلول)، أمّا بالنّسبة للدّول الواقعة في النّصف الجنوبيّ للكرة الأرضيّة فإنّ أوقات الفصول كُلّها معكوسة؛ حيث يبدأ الصّيف فيها من النّاحية الفلكيّة في 22 أو 23 من شهر ديسمبر (كانون الأول)، وينتهي مع 20 أو 21 من شهر مارس (آذار). ولذا عندما يكون الفصلُ في شمال الأرض صيفاً يكونُ في جنوبها شتاءً، والعكسُ صحيح كذلك.[٤]
سببُ حدوث الفصول الأربعة يمكنُ في حقيقة أنَّ محور دوران الأرض مائلٌ 23.5 درجة، والاعتدال الربيعيّ (فضلاً عن الاعتدالات والانقلاب الأخرى) هي مُجرّد النّتائج التي تترتَّبُ على هذا الميلان، والطّريقة التي تُؤثِّر بها على مناخ الأرض، حيث إنَّ العامل الأساسيّ في حدوث الفصول هو زاوية سُقوط أشعة الشّمس على سطح الأرض التي تتغيَّر مع دوران الأرض حول الشّمس بحيث يحدث الانقلاب والاعتدال. يقعُ الانقلاب عندما تكون أشعّة الشّمس ساقطةً بزاوية عموديّة على أحد مدارَي الأرض الأساسيَّين، وهُما مدار السّرطان (دائرة عرض 23.5 شمالاً) ومدار الجدي (23.5 جنوباً). عندما يحدثُ الانقلاب الصيفيّ تكونُ أشعّة الشّمس عموديةً على أحد نصفَي الأرض فيحدث الصّيف هناك، بينما تكونُ مائلةً على الآخر فيكون الشّتاء، ولذلك تتفاوتُ درجات الحرارة بشكلٍ كبير بين أنحاء الأرض.[٥]
سِمات فصل الصّيف
طول النّهار
يمتاز فصل الصّيف بطول النّهار وقِصَر اللّيل، وهذا يحدث بسبب ميلان الأرض ودورة الفصول أيضاً، حيث تُشرق الشّمس فوق خط الاستواء لساعات أطول عندما يكون الفصل صيفاً في نصف الأرض الشماليّ، والعكس بالنّسبة للنّصف الجنوبيّ. يوم الانقلاب الصيفيّ يكون اليوم ذي النّهار الأطول في السّنة كلّها، وهو 21 يوليو في نصف الأرض الشماليّ، وخلال هذا اليوم تتلقّى الدّائرة القطبيّة الشماليّة (66 درجةً شمالاً) وكلّ المناطق الواقعة بينها وبين القطب ضوءَ الشّمس لمدّة يوم كامل، أو أربع وعشرين ساعة؛ فما يُميّز الدّائرة القطبيّة عن غيرها هي أنّها دائرة العرض التي تُشرق الشّمس فيها أو تغرب لأربع وعشرين ساعةً مرّةً واحدةً على الأقل خلال السّنة. كما أنّ دائرة العرض 90 شمالاً أو جنوباً تتلقّى ضوء الشّمس لستّة شهور مُتواصلة خلال الصّيف؛ حيث تكون الشّمس في هذا الفصل بأعلى نُقطة لها في السّماء، وتهبط تدريجيّاً بعد ذلك.[٦]
فصل الشّتاء
فصل الشّتاء هو أحد فصول العام الأربعة، ويتلو الخريف مباشرةً، ويبدأ عند حدوث الظّاهرة الفلكيّة المعروفة بالانقلاب الشتويّ، وذلك في الحادي والعشرين من ديسمبر من كلّ عام، ويستمرّ حتّى اليوم العشرين من مارس من السّنة التي تليها؛ حيث يحدث الاعتدال الربيعيّ، وذلك في النّصف الشماليّ من الكرة الأرضيّة، ويكونُ وقت الشّتاء مُتعاكساً بين نصفي الكرة الأرضيّة الشماليّ والجنوبيّ؛ فهو يبدأ في النّصف الجنوبيّ في اليوم الحادي والعشرين يونيو، ويستمرّ حتّى الثاني والعشرين من سبتمبر.[١][٢]
يتميّز فصل الشّتاء بتدنّي درجات الحرارة، وتزايد هطول الأمطار أو الثّلوج في دوائر العرض العليا حسب الموقع الجغرافيّ للمنطقة، بينما يبقى الطقس مُستقرّاً تماماً في دوائر العرض الدّنيا القريبة من خطّ الاستواء، ويتميّز الشتاء كذلك بقصر عدد ساعات النّهار، وطول ساعات الليل في اليوم الواحد، كما تُهاجر بعض الحيوانات من الأماكن الباردة إلى تلك الأكثر دفئاً، أو تبيت الشتاء حفاظاً على حياتها، وتموت العديد من أنواع النّباتات خُصوصاً تلك التي تعطي البذور للعام القادم، ولذلك يُعدّ الشّتاء في الثقافة الإنسانيّة رمزاً للقحط وشُحّ الغذاء.[٢]
مدّة فصل الشتاء
يدوم فصل الشّتاء 89 يوماً، وهذا يجعلهُ أقصر بعدّة أيّامٍ من فصل الصّيف؛ حيث يمتدّ ذاك الأخير 93 يوماً تقريباً في كلّ عامٍ، والسّبب في التّفاوت البسيط للأوقات التي تأخذها الفصول لتُتمَّ دورتها على الأرض هو وجود العديد من العوامل البسيطة التي تؤثّر على موقع الأرض الفلكيّ بالنّسبة إلى الشّمس، وتأثير الشّمس عليها، مثل: ابتعاد المنطقة عن خطّ الاستواء في الكرة الأرضيّة، والتأثّر بحركات الكواكب الأخرى.[٣]
موعد فصل الشّتاء
يمكن احتساب موعدي بدء فصل الشّتاء وانتهائه وفقاً لما يُسمّى التّقويم المناخيّ، وهي طريقة لتقسيم السّنة إلى أربعة فصولٍ بناءً على أثر تغيّر الطقس والحرارة وحده، وتعتمد طريقة التقسيم هذه على تغيير مواعيد بدء الفصول؛ بحيث تتوافق مع بدايات أشهر السّنة الميلاديّة، وفيها يبدأ كلّ فصلٍ في اليوم الأوّل من أحد الشّهور، وينتهي بنهاية شهرٍ آخر، وفي هذه الحالة تكون بداية الشتاء في يوم 1 ديسمبر من كلّ عامٍ، ونهايته في 28 فبراير في السّنة العادية، أو في 29 فبراير في حال كانت السّنة كبيسةً، أمّا تاريخا بداية الشتاء وانتهائه المعتمدين على حركة الأرض حول الشّمس، والمتمثّلة بالانقلاب الشتويّ والاعتدال الربيعيّ، فيكونان وفقاً للتقويم الفلكيّ.[
موعد فصل الشّتاء
يمكن احتساب موعدي بدء فصل الشّتاء وانتهائه وفقاً لما يُسمّى التّقويم المناخيّ، وهي طريقة لتقسيم السّنة إلى أربعة فصولٍ بناءً على أثر تغيّر الطقس والحرارة وحده، وتعتمد طريقة التقسيم هذه على تغيير مواعيد بدء الفصول؛ بحيث تتوافق مع بدايات أشهر السّنة الميلاديّة، وفيها يبدأ كلّ فصلٍ في اليوم الأوّل من أحد الشّهور، وينتهي بنهاية شهرٍ آخر، وفي هذه الحالة تكون بداية الشتاء في يوم 1 ديسمبر من كلّ عامٍ، ونهايته في 28 فبراير في السّنة العادية، أو في 29 فبراير في حال كانت السّنة كبيسةً، أمّا تاريخا بداية الشتاء وانتهائه المعتمدين على حركة الأرض حول الشّمس، والمتمثّلة بالانقلاب الشتويّ والاعتدال الربيعيّ، فيكونان وفقاً للتقويم الفلكيّ.[
Published: Jun 19, 2018
Latest Revision: Jun 19, 2018
Ourboox Unique Identifier: OB-501739
Copyright © 2018